بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
توفيت الكاتبة الكويتية نادية الجار الله، وكانت قد كتبت قبل وفاتها:
أصيبت سيدة كويتية بمرض عضال لا شفاء منه، وقبل وفاتها المتوقعة كتبت رسالة وداع حزينة، ونشرتها على وسائل التواصل الاجتماعي، ومن وحي تلك الرسالة الحزينة، التي تقطر كلماتها ألمًا، جاء هذا المقال، حيث تقول: «عند موتي لن أقلق، ولن اهتم بجسدي البالي، فالمسلمون سيقومون باللازم. سيجردونني من ملابسي، ويغسلونني ويكفنونني ويخرجونني من بيتي ويذهبون بي لمسكني الجديد، القبر. كما سيأتي الكثيرون لتشييع جنازتي، وسيلغي الكثير منهم أعمالهم لأجل دفني!
أغراضي سيتم التخلص منها، مفاتيحي، كتبي، حقيبتي، أحذيتي، ملابسي، وإن كان أهلي موفقين، فسيتصدقون بها لتنفعني، وتأكدوا أن الدنيا لن تحزن علي، ولا العالم، وسيستمر الاقتصاد، ووظيفتي سيأتي غيري ليقوم بها، وأموالي ستذهب حلالًا للورثة، بينما أنا التي ستحاسب عن النقير والقطمير.
أول ما يسقط مني عند موتي هو اسمي، لذلك عندما اموت سيقولون: أين الجثة؟
ولا ينادونني باسمي. وعندما يريدون الصلاة علي سيقولون احضروا الجنازة، ولا ينادونني باسمي. وعندما يشرعون بدفني سيقولون قربوا الميت ولا ينادون باسمي!
فهنا لن تغرك قبيلة أحد أو منصب أو نسب، فما أتفه هذه الدنيا وما أعظم ما نحن مقبلون عليه.
الحزن عليك سيكون ثلاثة أنواع، ناس يعرفونك سطحيًا، وسيقولون «مسكين»، وأصدقاء سيحزنون ساعات أو أيامًا ثم يعودون إلى سوالفهم وضحكهم، أما الحزن العميق فسيكون في البيت، بين الأهل، وحتى هذا سيستمر أسبوعا أو شهرا أو حتى سنة، ومن ثم ستبقى الذكريات.. وهكذا تنتهي قصتي بين الناس، وتبدأ القصة الحقيقية، وهي مع الآخرة، لقد زال عني الجمال، والمال، والصحة، والولد، فارقت الدور والقصور، والزوج، ولم يبق معك إلا عملك، وبدأت الحياة الحقيقية.
والسؤال هنا: ماذا أعددت لقبرك وآخرتك من الآن؟
هذه حقيقة تحتاج الى تأمل، ولذلك احرص على:
1- الفرائض.
2- النوافل.
3- صدقة السر.
4- عمل صالح.
5- صلاة الليل.
لعلك تنجو
إن ساعدت على تذكير الناس بهذه المقالة وأنت حي الآن أثناء إجابتك في الامتحان في الدنيا، فلن تندم حين انتهاء الوقت وسحب ورقة الإجابة من يدك بغير إذنك! ستجد أثر تذكيرك في ميزانك يوم القيامة.
(وذكّر فإن الذكرى تنفعُ المؤمنين)
لماذا يختار الميت “الصدقة” لو رجع للدنيا؛ كما قال تعالى: (رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق)
ولم يقل: لأعتمر -أو لأصلي- أو لأصوم.
قال العلماء: ما ذكر الميت الصدقة إلا لعظيم ما رأى من اثرها بعد موته. فأكثروا من الصدقة فإن المؤمن يوم القيامة في ظل صدقته».
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد