بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
1- هذه سلسلة تغريدات بعنوان: "محادثة وحوار بين طالبين جامعيين أمريكيين في جامعة بوسطن: الشاب المسلم (جاك)، والفتاة النسويَّة (ليـبي راوليز)".
2- جاك وليـبي زميلان في الجامعة نفسها، وفي المرحلة الدراسيَّة نفسها، وهما كثيرًا ما يدخلان في نقاشات وحوارات ساخنة، تتعلق بالدين والسياسة والمرأة والتطرف. جاك مسلم أمريكي مُعتز بديه ومثقف يعرف بيئته الغربية جيدًا.
3- أما ليـبي فهي فتاة من أنصار الحركة النسويَّة، متحمسة جدًا وذات أسلوبٍ ساخر. وهناك شخصيات أخرى تنضم للحوار معها بين فينة وأخرى، شخصيات يهودية ومسيحية كالفينيَّة وغير ذلك.
4- كتب هذه الحوارات العالم واللاهوتي الكاثوليكي، وبروفيسور الفلسفة المعروف والمعاصر بيتر جون كريفت. وهو أستاذ جامعي كتب عشرات المؤلفات في تخصص الدين والفلسفة والمجتمع، ودرس لعشرات السنين (أكثر من نصف قرن) في الجامعات، مر عليه مئات الطلاب من جنسيات وأديان وأعراق مختلفة.
5- كانت الحوارات والمناقشات هي طبيعة المرحلة الجامعية، داخل القاعات وخارجها في ساحات الجامعات وفي حدائقها وفي المقاهي، بحيث كانت أجواء الجامعة تختلف تمامًا عن المراحل السابقة. وكان كثير من الطلاب يتحاورون أمام الدكتور ويسمع حواراتهم وجدلهم، يشارك تارة ويكتفي بالإنصات تارة أخرى.
6- من وحي خبرة ومعرفة وسماع واختلاط البروفيسور بيتر جون كريفت بالطلاب المختلفين لعشرات السنين، كتب العديد من الحوارات عن تلك الموضوعات المختلفة والمتعددة. وهنا سوف أعرض بعضها، مع تحفظي على بعض ما يرد فيها، لأنها تمثل فهم وخبرة البروفيسور نفسه.
7- لكني أعرضها لعدة أسباب، منها: أنَّها تُمثل وجهة نظر وخبرة أستاذ خبير وعتيق في التخصص والتدريس. أنه حوارات مثيرة وفيها فوائد عديدة. أنها تمثل وجهة نظر غربيَّة نقديَّة عن المجتمعات الغربية نفسها، وفي الوقت نفسه تكشف مدى تصور هذا البروفيسور ومعرفة بالإسلام وبالمجتمعات الإسلامية.
8- الحوار رقم (1)، كان حول: "المرأة، والحركة النسويَّة في الغرب، وضع المرأة المسلمة".
9- بعد أن تَعَرَّفا إلى بعضهما أثناء الدراسة الجامعيَّة، مع تباين آرائهما كثيرًا، اتفقا على أن يصبحا عدوين ودودين، فكانت زمالتهم في الجامعة تُثير انتباه الآخرين لتناقضاتها الصارخة.
10- وذات يومٍ، وبعد محادثةٍ صريحةٍ بشكل مدهشٍ، كانت ليـبي تُداعب ذقنها، وقالت: أنت تعلم يا جاك، أنني حقًا أحبك [=أقدرك]، فأنت إنسان طيب، لكنني أود أن أكون صريحة معك؛ لم أكن أعتقد منذ البداية أنني يُمكن أن أحبك،لكن هناك أمور لا استطيع فهمها عنك.
11- جاك: ما هي، ليـبي؟
ليـبي: في الحقيقة - وصححني إذا كنتُ قد سلكت الطريق الخاطئ هنا، ألن تفعل كذلك؟- أنت تدهشني، أنت لستَ مُسلمًا تقليديًا، ألست كذلك؟
12- جاك: ليـبي، سوف أصحح مسارك، لعلك سوف تُهينني بشكلٍ أقل حينما تُهينين شخصي بدلاً من إهانة ديني. لماذا تعتقدين أنَّ المسلمين التقليديين ليسوا أناسًا طيبين؟
ليـبي: لم أقل ذلك.
13- جاك: بلي، فعلتِ ذلك. قلتِ إنني أدهشك لأنني شخص طيب وأنني لستُ مُسلمًا تقليديًا. فالافتراض المنطقي هنا هو أنَّ المسلم التقليدي ليس شخصًا طيبًا، هل تريد مني أن أشرح هذا المنطق؟
14- ليـبي: لا يا رجل، لستُ في مزاجٍ مناسبٍ لدرسٍ في علم المنطق. لكن يجب أن أكون صادقا معك، أنا أتصور معظم المسلمين كنوعٍ من الإرهابيين الظلمة والخطيرين، الداعمين للتطرف المتلهفين للقتال.
جاك: لماذا؟ ومن أين حصلت على هذه المعلومات المتعلقة بالمسلمين؟
ليـبي: من الصحف.
15- جاك: الصحف الأمريكيَّة؟
ليـبي: بالطبع.
جاك: وكم مرة قرأتِ قصصًا عن المسلمين الإرهابيين؟
ليـبي: مئات المرات. هذه هي وجهة نظري.
جاك: وكم مرة قرأتِ قصصًا عن المسلمين الأتقياء (=saints)؟
16- ليـبي: المسلمين الأتقياء؟!
جاك: نعم، المسلمين الأتقياء، هذا المصطلح ليس متناقضًا.
ليـبي: لا شيء.
جاك: هل سبق لك أن تساءلت مرة لماذا؟
ليـبي: لأنَّ هناك مسلمين إرهابيين أكثر من المسلمين الأتقياء.
17- جاك: لا. هناك مسلمين أتقياء أكثر من المسلمين الإرهابيين.
ليـبي: إذن، كيف لا نسمع عن هؤلاء الأتقياء شيئًا؟
جاك: لأنَّهم لا يُحدثون صوتًا عاليًا. إعلامكم في حالة حب مع الأصوات الصاخبة، خصوصًا الانفجارات. الضوضاء العالية هي التي تُسوق الصحف، والأتقياء ليسوا سوقًا للصحف.
18- ليـبي: ماذا تقصد بكلمة أتقياء (=saints)؟.
جاك: فقط أناس مسالمين وهادئين، منشغلين بأعمالهم ومحبين لعوائلهم. ومقابل المسلم الإرهابي هناك مائة مسلم من هؤلاء الأتقياء المسالمين. وأنتِ مهمومة وقلقة بالواحد في المائة الذين يُثيرون هذه المشاكل.
19- ليـبي: جاك، أنا في موقفٍ لا أجادلك فيها حول الأرقام. ربما يوجد لديكم ما نسبته واحد في المائة هم من إرهابيين، لكن لديكم ما نسبته خمسين في المائة من فئة أخرى، أنا مُنزعجةٌ منها أكثر من أولئك.
جاك: وما هي تلك الفئة؟
ليـبي: النساء. لا أرغب أبدًا أن أكون امرأة في مجتمعٍ مسلم.
20- جاك: ولماذا لا؟ ألستِ ترغبين في أن تكوني سعيدة؟
ليـبي: بكل تأكيد أرغب في ذلك، هذه هي النقطة الرئيسة، ولهذا...
جاك: هذه هي النقطة الرئيسة. النساء في المجتمع المسلم هُنَّ أكثر سعادة من مثيلاتهنَّ في المجتمعات الغربية.
ليـبي: نعم، أكيد! حاول أن تضحك عليَّ! لماذا لا تحاول ذلك؟!
21- جاك: سأحاول أن أقنعك بقبول شيءٍ ما. شيءٍ حول السعادة في المجتمعين: المسلم والغربي. لأنني أعرف شيئًا عن المجتمعين معًا، ولهذا لدي القدرة على مقارنتهما ببعضهما. أليس كذلك؟
22- ليـبي: جاك، أنا أعرف ما فيه الكفاية، لأعلم أنَّ مجتمعًا مسلمًا لن يكون مكانًا لأيِّ امرأة في مثل اسمي وأخلاقي. الحريَّة، ذلك شيءٌ لا تمتلك نساؤكم منه ما يكفي، بكل تأكيد. فحركة طالبان تفرض الحجاب على النساء من الرأس حتى أخمص القدمين. ولا يسمحون للنساء بالتعلم
23- أو الحصول على عمل. والنساء لا يستطيعون الخروج في المجتمع إلا برفقة أحد الرجال من أفراد أسرتها. وإذا امرأة قُبِضَ عليها وهو تمارس علاقة جنسية فإنَّها تُقتل، وفي بعض الأحيان تُقتل من قِبَل أسرتها نفسها. أنا لا أعتقد أنَّ نوعًا من هذا المجتمع يخلق الكثير من السعادة لدى النساء.
24- جاك: نعم، بعض المجتمعات المسلمة مُتطرفة، لكنَّها هي الاستثناء وليس القاعدة. إني أتحدثُ عن الشريحة العظمى من المجتمعات المسلمة. لا تُوجد امرأة يُمكن أن تكون سعيدة تحت نظام حركة طالبان. =
25- لكنَّ معظم النساء المسلمات سعيدات. إنَّهنَّ النساء لديكم اللاتي هُنَّ غير سعيدات، وذلك باعترافهنَّ بأنفسهنَّ.
26- ليـبي: حسنًا، حتى ولو كانت معظم النساء لديكم أسعد - وهو ما أشك فيه كثيرًا- فإنَّ ذلك فقط بسبب أنهنَّ يجهلن ما يفتقدنه. إنَّهنَّ لا يعرفن ما هُنَّ عليه لأنهنَّ مضطهدات. إن كُنَّ قانعات فإنَّ سبب ذلك هو رجالكم الذين يُبقونهن خاضعات، ويتحكمون في وعْيِهنَّ.
27- جاك: إذن تعتقدين أنهنَّ بحاجة بعض النسويات، يَقْدُمن إليهنَّ ويعطينهنَّ بعض - كيف تقولينها- بعض الارتقاء بالوعي.
ليـبي: بكل تأكيد!
جاك: هل ترين مدى الغرور كيف يكون حين يُقال بأنَّ النساء المسلمات بحاجة إلى نسوياتكم ليأتين ويرفعن وعيهنَّ؟
28- ليـبي: غرور، هل أنا كذلك بالفعل؟ الآن أنت من يستخدم الإهانة بدلاً من الفكر. لكن فعلاً، ما الذي أعرفه، على أي حال؟ فلستُ إلا مغرورة!
جاك: لا يا ليـبي، أنا لم أقل إنك مغرورة، أنا قلتُ فكرتك كانت كذلك.
29- ليـبي: إذا كانت فكرتي مغرورة فهذا يجعلني أنا مغرورة. فإذا كانت تشبه البط وتمشي مشية البط وتصدر صوتًا مثل البط، فإنها بطة!
جاك: إنك لا تفهمين يا ليـبي. أنا أقول إنَّ الفكرة المغرورة لا تستحقك لأنك لست مغرورة.
30- ليـبي: أها، الآن فهمت. أنا فقط لا أفهم، المرأة الضعيفة المسكينة ليس لديها ما يكفي من النور الساطع في دماغها ، مثل هذا الرجل هنا. يا لسخافتي كيف أخذتُ الأمر بصفة شخصية!
جاك: أها، حسنًا يا ليـبي، دعينا نقول إنك قد ربحت في حجة الإهانات، فإنَّ ذلك لا يهمني
31- ليـبي: هذه هي مشكلتك الرئيس يا رجل، أنت حساس جدًا كالحجارة! حسنًا، هذا لا يهمني.
جاك: حسنًا، أنا اعتذر. لكن الشيء الذي أنا أهتم به هو الإسلام، وأنتِ تفهمينه بطريق خاطئة وتُهينين ديني.
ليـبي: وكيف ذلك؟
جاك: من خلال دعوة مجتمعاتنا المسلمة - التي تستند إلى ديننا- بأنها ظلمة.
32- ليـبي: إنها ظالمة.
جاك: ماذا تعنين بقولك إنها ظالمة؟
ليـبي: يفرضون صورة الرجال عن النساء على النساء.
جاك: كلا، إنها تمامًا بالعكس! نحن نجعل النساء تبقى نساءً. إنهنَّ أنتنَّ أيتها النسويات الذين تفرضون صورة الرجال عن النساء على النساء!
ليـبي: هذا كلامٌ سخيف.
33- جاك: نعم، فعلاً هو كذلك، ولكن ذلك هو ما تفعلينه أنت، على أي حال.
ليـبي: إذن كيف يُمكن أن تقول إننا نفعل ذلك ، أيها الخبير في كل الأشياء المؤنثة؟
34- جاك: ليـبي، أعتقد أننا اتفقنا أن لا نجعل الأمر شخصيًا. لا، أنسي الأمر، وكوني شخصية إن أردت، فقط أسمحي لي أن أجيبك. هنا أوضح لك كيف تفعلون ذلك: تعتقدين أن الثورة الجنسية في الستينيات والسبعينيات حررت النساء، أليس كذلك؟ أنتنَّ أيتها النسويات عملتنَّ من أجل تلك الثورة، أليس كذلك؟
35- ليـبي: صحيح.
جاك: لكن النساء هنّ الضحايا الرئيسيات لتلك الثورة. والرجال هم المنتصرون، فالأزواج يتخلون عن زوجاتهم، ويتخلى الأصدقاء عن صديقاتهم، ويضغط الرجال على النساء لإجهاض أطفالهن. المزيد والمزيد من النساء هنَّ أمهات عازبات وفقيرات، كل ذلك بسبب رجالهن حين عاشوا ثورة جنسية =
36- انظري إلى ما ينمو، ليس هو الوعي، وإنما: الاغتصاب من مجهولين للمرأة، والاغتصاب من معروفين للمرأة، النساء اللائي يتعرضن للضرب، والنساء المهجورات. نساؤكم هُنَّ من يتعرض للقمع والقهر، وليس نساؤنا. ووعيك مضطهد للغاية. لأنَّ رجالكم باعوك الكذبة الكبيرة، =
37- لقد بعوكم في ثورتهم وتركوكم تحملون الحسرة والذنب، بعد أن حصلوا على كل المتع وكل الحرية وكل المال، وأنتنَّ اللاتي تدفع الثمن.
38- ليـبي: إذن تعتقد أننا كنا العذق الواهن، وأننا المغفلات؟
جاك: نعم! ويجب أن يكون لديك الشجاعة للوقوف أمام رجالكم الأنانيين ومجتمعك الأناني.
ليـبي: أنا لن أقوم بالوقوف هنا وأخذ هذه التفاهة منك!
جاك: حسنًا، لا تأخذي بها فقط، دافعي، وأثبتي أنني مخطئ.
39- ليـبي: جيد، إذا كنتُ أعيش في بلدٍ مثل السعودية، فإنَّني لا أستطيع أن أخرج خارج بيتي، سكون سجينة.
جاك: هذا ليس صحيحًا. تستطيعين أن تخرجي، لكن عليك أن تلبسي الحجاب. ولا يمكنك الخروج وارتداء ملابس مثل عاهرة. هل هذا هو ما تجدينه قمعيًا؟
40- ليـبي: هل تقول أنني الآن أرتدي كعاهرةٍ بسبب عدم تغطيتي لوجهي وأذرعي؟ لا أكاد أصدق ما أسمعه الآن...
جاك: لا، ...
ليـبي: لماذا لا يجب أن يُغطي رجالكم وجوههم بالحجاب؟ أنتم لديكم معايير مزدوجة.
41- جاك: بالطبع نفعل ذلك [=يقصد كما أنَّ الله فرض على النساء حكمًا، كذلك فرض على الرجال أحكامًا أخرى]! فالله جعل الرجال والنساء مختلفين. ولعل ذلك ما يغيظك. لكن هذه هي الحقيقة.
ليـبي: نحن غير مغتاظات من ذلك.
42- جاك: مؤكدٌ أنكم تفعلون ذلك. أنتنَّ أيتها النساء الأمريكيات تُحاكين بلا تفكير رجالكنَّ.أنتنَّ تلبسن مثل لباسه، وتتحدثنَّ مثل حديثه، وتفعلنَّ مثلما يفعل. إنَّكنَّ تشعرن بالعار من اختلافكم عن الرجال، من أنوثتكن الخاصة بكنَّ. في أعماقكنَّ، تتمنين أن تكونوا رجالاً ولستنَّ نساءً. =
43- وإلا فهل هناك سببٌ آخر في محاكاتكم للرجال؟
ليـبي: لا أصدق ما أسمعه الآن.
جاك: هنا شيءٌ آخر: أنتنَّ لا تقمن بالشيء الوحيد الذي يمكن أن تفعله أي المرأة. أنتهنَّ لا تفعلن الكثير منه، على أي حال.
ليـبي: ما هذا ذلك الشيء؟
44- جاك: إنجاب الأطفال. لم تعدن بعد الآن تحترمن الأمومة، لم تعدن تحترمن لأي شيء خُلِقَتْ المرأة.
ليـبي: أوه، الآن فهمت. نحن مجرد آلات لصناعة الأطفال. أها، أعتقد أنني اكتشف الأمر. نحن وُجِدنا للرجال، هذه هي الوظيفة التي خُلقت لأجلها المرأة في ثقافتك.
جاك: خلقكم الله للرجال.
45- ليـبي: أها، أكيد. أعط الشوفينية الخاصة بك غطاء دينيًا. وعليه إذا حاججناكم أيها الرجال فنحن نحاجج الله. أنا أفهم حيلك يا جاك.
جاك: انتظري! الله خلق الرجال أيضًا للنساء.
ليـبي: أوه، حسنًا...
جاك: وخلقهما لأجل أطفالهما.
46- ليـبي: أها، فهمت. نحن ليس عندنا الكثير من الأطفال، أما أنتم فلديكم، وعما قريب نحن سنموت، وأما أنتم فسوف تتحكمون بالعالم.
جاك: إن بقيتم مستمرين على طريقكم هذا الذي تسلكونه الآن، فإنَّ هذا تمامًا هو ما سوف يحدث!
47- ليـبي: فهمت، الأمر يتضح أكثر فأكثر. إذن أنتم المسلمون تعتبرون الأمراء المختارين وأسياد العالم. تمامًا مثل الرجال هم الأمراء المختارين وأسياد النساء، أليس كذلك؟ أنا أفهمك جاك
جاك: يا للعجب يا ليـبي، كل الذي أصنعه هو الدفاع عن الأنوثة والأمومة والعوائل.
48- ليـبي: محاولة جيدة للتسلل من أجل الوصول إلى هذه النقطة، جاك. لكن أنا أرى بوضوح ما بداخلك.
جاك: أتعرفين، كُدتِ تجعلينني أتمنى أن أكون امرأة فقط لعدة دقائق، فقط لأجل أن تستمعي لي.
ليـبي: لكن لو كنتَ امرأة لاختلفت لهجتك واختلاف لحنك، فإنَّ الظالم والمظلوم لا يغنون نفس الأغنية.
49- جاك: معك حق، هما لا يفعلان ذلك. لكن المسلمون رجالاً ونساءً يغنون نفس الأغنية، ومن أجل ذلك، لا يوجد ظالم ولا مظلوم. النساء المسلمات يحببن النظام نفسه التي يحبها الرجال. نحن ليس عندنا حربٌ بين الجنسين، مثلما لديكم.
50- ليـبي: هل تخبرني بأنَّ النساء المسلمات لا يتمنين أن يمتلكن الحرية التي تمتلكها النساء لدينا هنا؟ وأنهنَّ لا يحسدننا؟
جاك: هذا بالتحديد ما أحدثك عنه. نحن لا نحسدكم على ما أنتم عليه، بل نرثي لحالكم ونشفق عليكم.
ليـبي: أنت بالتأكيد ليس لديك احترام.
51- جاك: صحيح! نحن ليس لدينا الكثير من الاحترام للرجال في المجتمع الغربي الذين لديهم شيءٌ واحدٌ فقط في أذهانهم، بل نحن أقل احترامًا للنساء اللواتي يتذللنَّ ويتملقن الذكور من خلال إظهار أجسادهن لهم. لماذا نساؤنا السعيدات يحسدن نساءكم التعيسات؟ من الذي يحسد البؤس؟
52- ليـبي: "نحن سعيدات!". قالتها وهي تصرخ ثم ضربت بيدها على الطاولة.
جاك: "أستطيع أن أرى ذلك". قالها جاك بسخرية.
53- ويكمل جاك حديثه: من خلال سلوكياتكنَّ أيتها النسويات أنتنَّ غير سعيدات وغاضبات! وأنتنَّ تردن أن ترفعن الوعي لدى النساء المسلمات السعيدات الراضيات؟ اعتقد أن ذلك هو محاولة التسلل. واعتقد أنه أنتِ من لديه الحسد، =
54- أنا أعتقد أنك تحسدين النساء السعيدات، وتكرهينهنَّ. ولذا يجب عليك أن تجعلينهن تعيسات مثلما أنت تعيسة، تريدين تحويلهن إلى...
55- ليـبي: تحويلهن إلى ماذا؟ اخرج ما لديك يا جاك.
جاك: إلى عاهراتٍ، وساحراتٍ، وفاجراتٍ، وهادماتٍ للبيوت، وسحاقياتٍ، وقتلة أطفال. ولأنك بائسة ووحيدة فإنك تحتاجين إلى رفاق.
56- ليـبي: - بعد أن أطلقت عيونها شررًا- جاك، أنا كنتُ مخطئة، عندما قلتُ إن لديك حساسية كحساسية الحجر، لقد كنتُ مخطئة، كان ذلك إهانة للحجر...أنت غبيٌ تمامًا، وأنا خارجة من هنا.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد