توجيهات الوحي المبين لما ينبغي أن تكون عليه حياة الزوجين


 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

قال تعالى:} وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً{

فعلاقة الزوجين سكن لنفسهما من كل هم وبينهما مودة ورحمة‏

وإن ضعفت المودة بينهما فلا تضعف الرحمة لذلك قال تعالى {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} ووجه الخطاب للرجال لما لهم من قوامة عليهن فناسب توجيه الخطاب لهم وحثهم على المعاشرة بالمعروف‏

وقال تعالى:} هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُن{

وهذه الآية من أعجب ما يكون في وصف العلاقة بين الزوجية فتشبيها ما بين الزوجية باللباس يدل على أمور:

حاجة الزوجين لبعضهما البعض مثلما نحتاج اللباس

قربهما فكما اللباس لصيق بالبدن فكذلك يجب أن يكونا الزوجين قريبان قلبا وبدنا‏

ومن ذلك أيضا الإشارة للستر الذي يجب أن يكون بينهما فكما أن اللباس ستر فكذلك يجب أن تكون علاقة الزوجين قائمة على ستر العثرات وحفظ الاسرار

ومن ذلك أن تكون قائمة هذه العلاقة قائمة على الطهر فكما أن اللباس لابد أن يكون طاهرا فكذلك علاقة الزوجين‏

فيتفقد الزوجان صفاتهما وأخلاقهما فما كان من صفة أو طبع سيء فيجب أن تتم المناصحة والحث على التغيير تطهيرا لهذه العلاقة وأصحابها من أي سوء‏

(ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف)

حتى في التزين فكما يطلب الزوج من زوجته أن تتجمل فكذلك يتجمل الزوج بزينة تناسب رجولته

ودفعا للتوهم الذي قد يحصل من الآية السابقة قال تعالى مباشرة بعدها

(وللرجال عليهن درجة)

بالقوامة والإذن بالتعدد وأن الطلاق بيده وغيرها مما اختص به الزوج من أحكام‏

والقاعدة الذهبية في هذا كله

(فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان)

فليست العلاقة الزوجية ساحة قتال بين جنسين ولا فيها غالب ومغلوب بل هي علاقة رحمة ومودة ومحبة وإشباع لرغبات النفس والبدن بعفة وطهر

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply