بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
وبعد ...البناء الفني عند شعراء ثقيف في العصر الأموي ،رسالة تقدمت بها الباحثة /سارة عدنان ثرثار القيسي إلى مجلس كلية الآداب – الجامعة الإسلامية، وهي جزء من متطلبات نيل درجة الماجستير في اللغة العربية وآدابها/ تخصص أدب إسلامي بإشراف أ.د. ناهي إبراهيم العبيدي عام 1432هـ
مكونات البحث.
على غرار دراسات البناء الفني السابقة كالبناء الفني عند الهذليين، للدكتور أياد عبد المجيد إبراهيم ، والبناء الشعري عند الفرزدق، علاء الدين إبراهيم المعاضيدي، قسمت بحثي.
وقد شملت الرسالة على تمهيد وثلاثة فصول وخاتمة تضمنت أبرز النتائج التي تم التوصل إليها.
تضمن التمهيد: أولاً: نسب ثقيف وبطونها ومواطنها. ثانياً: حياة الثقفيين الاقتصادية والثقافية. ثالثاً: شعراء ثقيف، ومكانتهم، وأغراضهم الشعرية.
وجاء الفصل الأول: لدراسة المستوى التركيبي لشعر ثقيف، وقَسَمتهُ على مبحثين: المبحث الأول: تحدثت فيه عن البنية الأفقية للبيت الشعري، وشمل الظواهر النحوية والبلاغية التي شاعت عندهم كالتقديم والتأخير والحذف والاستفهام وغيرها...، والمبحث الثاني : تضمن البناء العمودي للقصيدة ، ويشمل: أولاً: بناء القصيدة ذات المدخل المباشر. ثانياً: بناء القصيدة ذات المدخل غير المباشر.
أما الفصل الثاني: المستوى الصوتي، فقد قَسَمتهُ على مبحثين: الأول: الموسيقى ذات الأنماط الإيقاعية الثابتة، ودرست فيه الأوزان التي دارت على ألسنة شعراء ثقيف، والقافية، وحرف الروي ، والمبحث الثاني: الموسيقى ذات الأنماط الإيقاعية المتحركة، فقد ركزت فيه على أهم الفنون البديعية وهي: التكرار والجناس ورد الأعجاز على الصدور والتصريع والتدوير والتقسيم والتشديد.
وأما الفصل الثالث: المستوى التصويري، فقد درست فيه الصور البيانية بأنواعها من تشبيه، واستعارة، وكناية وكذلك العاطفة، الخيال ، والمبالغة والغلو. ثم أعقبت الفصول الثلاثة بالخاتمة وأهم النتائج ثم بعدها تراجم لأهم الأعلام.
منهج البحث:
والمنهج الذي اعتمدتهُ الباحثة في الدراسة ككل هو المنهج الفني، مستعينةً بالمناهج الأخرى التقليدية (كالنفسي، والاجتماعي، والتاريخي)، والتجديدية (كالأسلوبية). للوقوف على ظواهر الإبداع والتميز في شعر شعراء ثقيف. وهذا باختصار منهج البحث. ولقد كان هدفي من كل هذا إبراز الخصائص البنائية، والأسلوبية، والبيانية عند شعراء ثقيف في العصر الأموي بغية وضعهم الموضع الحقيقي بين شعراء العرب
نتائج البحث:
توصل البحث لعدة نتائج من أبرزها:
الاهتمام بأساليب الجملة العربية المعروفة، فجاءت نصوصهم الشعرية تحمل في طياتها معاني كثيرة.
أكثروا من استعمال ظاهرة التقديم والتأخير، وأسلوب الخبر، وأسلوب الحذف، لغرض الإيجاز في الصور الشعرية، وغيرها من الأساليب، بينما لم يشغل التمني والترجي والاعتراض حيزاً كبيراً في أشعارهم. كما حرص شعراء ثقيف على توظيف وسائل الربط النحوية (الواو ، الفاء ، أو) في أبياتهم الشعرية حرصاً على تحقيق البنية الكلية للمقطوعة والقصيدة.
شكلت النصوص ذات المدخل المباشر القسم الأكبر في شعرهم، بسبب طبيعة الموضوعات التي تناولوها، أما القصائد ذات المدخل غير المباشر فكانت أقل شيوعاً ناهجين في استعمالهم لهذا النوع من القصائد منهج سابقيهم من شعراء العصر الجاهلي.
توزع شعرهم على مجموعة من البحور، فكان البحر الطويل الأكثر شيوعاً، فالكامل، فالبسيط، فالهزج، فالوافر، فالمنسرح، فالرجز، فالمتقارب، فالخفيف، فالرمل، أما البحور التي لم ينظم عليها شعراء ثقيف: السريع، المضارع، المقتضب، المتدارك، المجتث.
أفاد الشعراء من أغلب حروف الروي، وفي مقدمتها حرفا (الراء، الباء) أكثر ما تجري على ألسنة الشعراء، أما الحروف التي لم يستخدموها روياً لقصائدهم هي (الياء، الذال، الشين، الزاي، الصاد، الظاد، الضاء، الطاء، الغين)، وجاء القسم الأكبر من أشعارهم على القافية المطلقة وغلبت الضم على رويها.
أبدع شعراء ثقيف في تشكيل موسيقاهم الداخلية، مستخدمين ألواناً من المحسنات البديعية، مثل التكرار، الجناس، رد الإعجاز على الصدور، التصريع، التدوير، التقسيم، التشديد.
للصورة الشعرية وقعٌ مميزٌ عند شعراء ثقيف، فقد حققت الصور التشبيهية والاستعارية والكنائية حضوراً كبيراً في شعرهم، واتسم شعرهم بالعاطفة الصادقة والخيال الخلاق والمبالغة والغلو.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد