بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
سألْتُ فُؤادِىَ: هل تُحِبُّ مُحمدا؟! فَصَـــلَّى و سَـــــلَّمَ لَهْــفَـــةً و تَنَهُّــــدَا
و قَال أنا يا صَــاحِ للقُـــرْبِ ظَــامِئٌ و أَجْـهَـشَ بالدَّمْـعِ الهَـتُونِ مُجَدَّدَا
فَقُـلتُ لَهُ لا تَبْكِ.. و اهْدَأْ فَإِنَّنَا نَــزورُ رسُولَ الله يا صَاحبى غَدا
فَغَرَّدَ فى صَدْرِى و أَلْقَى عَبَاءَةً عَلَىَّ مِن البُشْــــرَى و غَنَّى مُرَدِّدَا
أَيَا فَجْرُ أَقْبِلْ أنتَ و الطَّلُّ و المُنَى لِتَــشْرَبَ وَرْدَاتِى حَلِيبًا من النّدَى
أَتـــَيْتُ إلَى طَـــــهَ و قلْـــبى مُتَيَّـــمٌ و فى داخِلِى فَيْضٌ مِن النورِ جُدِّدَا
غَــــزَلْتُ دُمُوعِى لِلْفُؤَادِ عَبَـــاءَةً و شَيَّدْتُ فَجْرًا دَائِمَ الذِّكْرِ سَاجِدا
و مَا زَالَ قَلبى من حَنِينى و لَهْفَتى يَضُـــــخُّ لأَرْجَاءِ العُرُوقِ المَــوَاجِدَا
يَــتُوقُ إِلَيْكُمْ تَوْقَ مَنْ حَجَّ حُبُّهُ و صَـــلَّى عَلَيْكُم يا حَبِيبى تَهَجُّدا
تَــــنَامُ وُرُودِى حَالِمَــاتٍ بِبَسْــمَةٍ و أنْتَ حبيبى بَسْمَةُ النُّورِ و الْهُدَى
خُطاكَ حَياةٌ.. و ابْتِسَامُكَ جَنَّةٌ و صَمْتُكَ طَيْرُ الحُبِّ فى أَيْكِنَا شَدَا
يتــِيمٌ تَـــــــرَبَّى كَيْفَمـــَا شَـــــــاءَ رَبُّــــــهُ و بِالْحَـــقِّ و العِــلْمِ اللَّــدُنِّىِّ زُوِّدَا
نَـــبىٌّ تَكَامَلَ مِن فُيُوضَاتِ رَبِّهِ و أعطــاهُ نــــــــــــــورًا مُعْجِـــــــــــزًا مُتَفَرِّدَا
يُنادِى هَلُمُّوا لِلفُيُوضاتِ و الهُدَى وَذُوقُـــوا المَحَبَّــةَ أيـــها الناسُ جَــيِّدَا
مَــدَارٌ و كَوْنٌ دَائِمُ الذِّكْرِ بِاسْمهِ إذا مَا تَغَـــنَّى باسْمِ رَبِّى مُـوَحِّدَا
و أَسْرَى بهِ الرَّحْمنُ فى نُور رِحْلةٍ تَفُوقُ الذُّرَى عِزًّا وَمَجْدًا و سُؤْدَدا
بُرَاقٌ و طَهَ و الأمِينُ و مَسْجِدٌ يُعَانِقُ فى نُورِ الرسَالاتِ مَسْجِدا
يَـؤُمُّ جمـــــيعَ الأنْبِياءِ و يَرْتَــقــِى و يُثْـنِى على الله العَظيم مُمَجِّدَا
بِصَوْتٍ كَصَوْتِ العَرْشِ ينْسابُ فى السَّما رَطِـيبًا حَبــــيبًا فَائِقَ الذِّكْرِ خَالِدَا
و يَرْقَى عَزِيزًا مِن سَمَاءٍ لِأُخْتِها إلى سِدْرَةٍ ضَـمَّتْ كَأُمٍّ مُحمّدا
فَيَا شَـوْقَها لمَّا أَمَـــالَتْ غُصُونَها تُـقَبِّــلُ فيه الرأسَ و الوَجْـــهَ و اليَدَا
مَـكَارِمُ أخْــلاقِ النَّبِيِّــيــن طَـبْعُهُ و سِيـمَاهُ آياتُ الكِتابِ مُجَــوَّدَا
حَلِيمٌ و شَهْدُ الْحلْمِ ينْسَابُ رحمةً لِيَشْــمَلَ خَـلْقَ اللهِ حَيًّا و جَامِدا
حَــــيِىٌّ يَغُضُّ الطَّرْفَ حتّى كَأَنّهُ حَـــــياءٌ تَجَسَّدَ مُـؤْمِنًا مُتَعَبِّدَا
و يدعو برفقٍ و اعتدالٍ و بَسمَةٍ فما كان فظًّــــــا عابِـــسًا مُـتشدِّدا
عَـفُوٌّ كـــريمٌ مثل فَجْرٍ و نَسْمَةٍ رَؤُوفٌ رحــيمٌ قَلبُه رقَّ كالنَّــدَى
و يَخْــفِضُ للصَّحْبِ الجَنَاحَ مَوَدَّةً و يَــصْـــنعُ منهم عَــــالِـمًا و مُجاهدا
سَخِـــىٌّ كأنَّ البحْرَ و الجُودَ كَـفُّهُ نَقِىٌّ نَقاءَ العَرْشِ و النورِ و الهُدَى
فيـــا مَــنْ حَــــباهُ اللهُ نُـــــورًا مُـخَلَّدا و حُـسْـنًا أضاءَ البِشْرُ فيه المَساجِدا
عَلَيْــــكَ صَلاةُ اللهِ فى كُــــل نَـبْــضَـةٍ و ما طـار طَـيْرٌ فى السَّـماواتِ أو شَدا
نُشرت هذه القصيدة في مجلة الوعى الإسلامى الكويتية عدد شوال 1441هـ
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين