بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
** البكاء نعمة عظيمة امتنّ الله بها على عباده، قال تعالى: {وأنه هو أضحك وأبكى} [النجم:43]، فهو المتنفّس من هموم الحياة ومتاعبها، وبه تحصل المواساة للمحزون، والتسلية للمصاب.
** والبكاء لا يعيب الرجال إذا كان عن رحمة وشفقة ورقة قلب. وغلظة القلب مذمومة، ومن لا يرحم لا يرحم كما جاء في الحديث الشريف، والرحمة صفة محمودة، اتصف بها الرحمن سبحانه، «وَإِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ» كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.
** وأعلى البكاء وأفضله ما كان خشوعا وخشية لله تعالى، وهو غالب بكاء الرسل عليهم السلام {أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا} [مريم:58]
وأثنى الله تعالى به على أهل العلم {وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} [المائدة: 83]
وفي آية أخرى {إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا * وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا} [الإسراء: 107/109]
** وقال عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو -رضي الله عنهما-: "ابْكُوا فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا بُكَاءً فَتَبَاكَوْا، لَوْ تَعْلَمُونَ الْعِلْمَ لَصَلَّى أَحَدُكُمْ حَتَّى يَنْكَسِرَ ظَهْرُهُ، وَلَبَكَى حَتَّى يَنْقَطِعَ صَوْتُهُ" [الحاكم وصححه].
** ومن السبعة الذين يظلهم الله تعالى بظله يوم لا ظل إلا ظله «وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ »
** ولقد اجتمعت في رسول الله –صلى الله عليه وسلم- من الخلال أحسنها، ومن الصفات أعلاها، ومن الآداب أرفعها، مع رقة في قلبه، وخشية لربه، ورأفة بأمته، وخشوع في صلاته، مما يثير أشجانه، ويهيج مشاعره، فتفيض بالدمع عينه.
** بكاؤه في الصلاة:
فها هي العبرات قد سالت على خدّ النبي –صلى الله عليه وسلم- شاهدةً بتعظيمه ربّه وتوقيره لمولاه، وهيبته من جلاله، عندما كان يقف بين يديه يناجيه ويبكي
// عن عبد الله بن الشخير -رضي الله عنه- قال: "رأيت رسول الله يصلي وفي صدره أزيز كأزيز الرحى من البكاء"، وفي رواية: "وفي صدره أزيز كأزيز المرجل" [هو الصوت الذي يصدره الوعاء عند غليانه]
// وعن عطاء بن أبي رباح -رحمه الله- قال: "دخلت أنا وعبيد بن عمير على عائشة، فقالت لعبيد بن عمير: قد آن لك أن تزور، فقال: أقول يا أُمَّه كما قال الأول: زُرْ غِبًّا تزددْ حبًّا، فقالت: دعونا من رطانتكم هذه [الرطانة: الكلام بالأعجمية، وكلُّ كلام لا تفهَمُهُ العربُ فهو رَطَانَة]، قال ابن عمير: أخبرينا بأعجب شيء رأيتِه من رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قال: فسكتت، ثم قالت: لما كان ليلة من الليالي، قال: (يا عائشة، ذريني أتعبد الليلة لربي)، قلت: والله إني لأحب قربك، وأحب ما يسرُّك، قالت: فقام فتطهر، ثم قام يصلي، قالت: فلم يزل يبكي حتى بلَّ حجره، قالت: وكان جالسًا، فلم يزل يبكي حتى بل لحيته، ثم بكى حتى بل الأرض، فجاء بلال يؤذِنُه بالصلاة، فلما رآه يبكي، قال: يا رسول الله، تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟! قال: (أفلا أكون عبدًا شكورًا؟ لقد نزلت عليَّ الليلة آية، ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ} [آل عمران:190]
// وبكى -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في صلاة الكسوف خوفا على أمته من نزول العذاب؛ كما في حديث عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو -رضي الله عنهما- قَالَ: «كَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَطَالَ الْقِيَامَ ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ، ثُمَّ رَفَعَ فَأَطَالَ فِي السُّجُودِ نَحْوَ ذَلِكَ، وَجَعَلَ يَبْكِي فِي سُجُودِهِ وَيَنْفُخُ وَيَقُولُ: رَبِّ لَمْ تَعِدْنِي هَذَا وَأَنَا أَسْتَغْفِرُكَ، رَبِّ لَمْ تَعِدْنِي هَذَا وَأَنَا فِيهِمْ» [أحمد]
** بكاؤه عند سماع القرآن:
// عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال لي رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: اقرأ عليَّ القرآن، قال: فقلت: يا رسول الله، أقرأ عليك، وعليك أُنزل؟ قال: إني أشتهي أن أسمعه من غيري، فقرأت النساء، حتى إذا بلغت: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا] [النساء: 41]، رفعتُ رأسي -أو غمزني رجل إلى جنبي فرفعت رأسي- فرأيتُ دموعه تسيل.
وفي رواية البخاري: (حتى أتيتُ إلى هذه الآية: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا} [النساء:41]، قال: حسبك الآن، فالتفتُّ إليه، فإذا عيناه تذرفان.
قال ابن بطال: "وإنما بكى عند هذا؛ لأنه مثل لنفسه أهوال يوم القيامة، وشدة الحال الداعية له إلى شهادته لأمته بتصديقه والإيمان به، وسؤاله الشفاعة لهم ليريحهم من طول الموقف وأهواله، وهذا أمر يحق له طول البكاء والحزن".
** بكاؤه على القبر:
// عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: زار النبي قبر أمه، فبكى وأبكى من حوله، فقال: (استأذنتُ ربي في أن أستغفر لها فلم يؤذن لي، واستأذنته في أن أزور قبرها فأذِن لي، فزوروا القبور؛ فإنها تذكر الموت)
// وعن البراء بن عازب قال: كنا مع رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في جنازة، فجلس على شفير القبر، فبكى حتى بل الثرى، ثم قال: (يا إخواني، لمثل هذا فأعدوا)؛ هذا لفظ ابن ماجة.
وفي رواية أحمد: بينما نحن مع رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إذ بصر بجماعة، فقال: علام اجتمع عليه هؤلاء؟ قيل: على قبر يحفرونه، قال: ففزع رسول الله، فبدر بين يدي أصحابه مسرعًا حتى انتهى إلى القبر، فجثا عليه، قال: فاستقبلته من بين يديه لأنظر ما يصنع، فبكى حتى بل الثرى من دموعه، ثم أقبل علينا، قال: (أي إخواني، لمثل اليوم فأعدوا)
وإنما كان بكاؤه عليه الصلاة والسلام بمثل هذه الشدّة لوقوفه على أهوال القبور وشدّتها، ولذلك قال في موضعٍ آخر: (لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً، ولبكيتم كثيراً) [متفق عليه].
** بكاؤه رقة ورحمة:
// عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: دخلنا مع رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى أَبِي سَيْفٍ الْقَيْنِ وَكَانَ ظِئْرًا لإِبْرَاهِيمَ عليه السلام [الظئر زوج المرضعة]، فأخذ رسول الله إبراهيم، فقبَّله وشمَّه، ثم دخلنا عليه بعد ذلك وإبراهيم يجود بنفسه، فجعلت عينا رسول الله تذرفان، فقال له عبد الرحمن بن عوف: وأنت يا رسول الله؟ فقال: (يا ابن عوف، إنها رحمة)، ثم أتبعها بأخرى، فقال: (إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضى ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون)
// وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: أخذ النبي بنتًا له تقضي، فاحتضنها، فوضعها بين ثدييه، فماتت وهي بين ثدييه، فصاحت أم أيمن، فقيل: أتبكي عند رسول الله؟! قالت: ألستُ أراك تبكي يا رسول الله؟ قال: (لستُ أبكي، إنما هي رحمة، إن المؤمن بكل خير على كل حال، إن نفسه تخرج من بين جنبيه وهو يحمد الله عز وجل)
// وعن أسامة بن زيد -رضي الله عنهما- قال: كان ابن لبعض بنات النبي يقضي، فأرسلت إليه أن يأتيها، فأرسل: (إن لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل إلى أجل مسمى، فلتصبر ولتحتسب)، فأرسلت إليه فأقسمت عليه، فقام رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وقمت معه، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب، وعبادة بن الصامت، فلما دخلنا ناولوا رسول الله الصبي، ونفسه تقعقع، فبكى رسول الله، فقال سعد بن عبادة: أتبكي؟! فقال: (إنما يرحم الله من عباده الرحماء).
// وعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: (اشتكى سعد بن عبادة شكوى له، فأتى رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يعوده مع عبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن مسعود، فلما دخل عليه وجده في غشية، فقال: أقد قضى؟ قالوا: لا، يا رسول الله، فبكى رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فلما رأى القوم بكاء رسول الله، بكوا، فقال: (ألا تسمعون؟ إن الله لا يعذب بدمع العين، ولا بحزن القلب، ولكن يعذب بهذا -وأشار إلى لسانه- أو يرحم)
** بكاؤه لأجل أمته:
// عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- أن النبي تلا قول الله -عز وجل- في إبراهيم: {رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [إبراهيم:36]، وقال عيسى -عليه السلام-: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة:118]، فرفع يديه، وقال: اللهم أُمتي أمتي، وبكى، فقال الله عز وجل: يا جبريل، اذهب إلى محمد -وربك أعلم- فسلْهُ: ما يبكيك؟ فأتاه جبريل عليه الصلاة والسلام، فسأله، فأخبره رسول الله بما قال، وهو أعلم، فقال الله: يا جبريل، اذهب إلى محمد، فقل: إنا سنُرضيك في أمتك ولا نسوؤك)
** بكاؤه في الأحداث العامة
// في غزوة بدر دمعت عينه -صلى الله عليه وسلم– خوفاً من أن يكون ذلك اللقاء مؤذناً بنهاية المؤمنين وهزيمتهم على يد أعدائهم، كما جاء عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قوله: "ولقد رأيتنا وما فينا إلا نائم إلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تحت شجرة يصلي ويبكي حتى أصبح" [أحمد] .
// وبعد غزوة بدر يروي ابن عباس -رضي الله عنهما- عن عمر بن الخطاب: ... فلما أسروا الأسارى -يعني في غزوة بدر- قال رسول الله لأبي بكر وعمر: ما ترون في هؤلاء الأسارى؟ فقال أبو بكر: يا نبي الله، هم بنو العم والعشيرة، أرى أن تأخذ منهم فدية فتكون لنا قوة على الكفار، فعسى الله أن يهديهم للإسلام، فقال رسول الله: ما ترى يا ابن الخطاب؟ قلت: لا والله يا رسول الله، ما أرى الذي رأى أبو بكر، ولكني أرى أن تمكِّنَّا فنضرب أعناقهم، فتمكن عليًّا من عقيل فيضرب عنقه، وتمكني من فلان -نسيبًا لعمر- فأضرب عنقه؛ فإن هؤلاء أئمة الكفر وصناديدها، فهَوِيَ رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ما قال أبو بكر، ولم يهوَ ما قلت، فلما كان من الغد جئت، فإذا رسول الله وأبو بكر قاعدين يبكيان، قلت: يا رسول الله، أخبرني من أي شيء تبكي أنت وصاحبك؟ فإن وجدتُ بكاء بكيت، وإن لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما، فقال رسول الله: أبكي للذي عرض عليَّ أصحابك من أخذهم الفداء، لقد عُرِض عليَّ عذابهم أدنى من هذه الشجرة -شجرة قريبة من نبي الله- وأنزل الله عز وجل: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ اللّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [الأنفال:67/68] إلى قوله: {فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا} [الأنفال: 69]، فأحل الله الغنيمة لهم
// وقاتل المسلمون ضدّ الروم في غزوة مؤتة، وقد بلغ عددهم ثلاثة آلاف مقاتل، أمّا الروم فكان عددهم مائتي ألف .. قال أنس بن مالك -رضي الله عنه-: أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نَعَى زَيْدًا، وجَعْفَرًا، وابْنَ رَوَاحَةَ لِلنَّاسِ قَبْلَ أنْ يَأْتِيَهُمْ خَبَرُهُمْ، فَقالَ: أخَذَ الرَّايَةَ زَيْدٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أخَذَ جَعْفَرٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أخَذَ ابنُ رَوَاحَةَ فَأُصِيبَ وعَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ: حتَّى أخَذَ الرَّايَةَ سَيْفٌ مِن سُيُوفِ اللَّهِ، حتَّى فَتَحَ اللَّهُ عليهم) [البخاري]
// وفي استشهاد جعفر -رضي الله عنه- ذهب رسول الله إلى أسماء بنت عُميس ليخبرها باستشهاد زوجها، وكانت قد جهّزت العجين، ونظّفت الأبناء، فدخل عليها رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وطلب منها أن تُحضر الأبناء، فأحضرتهم، فأقبل عليهم وشمَّهم وعيناه تذرفان الدموع، فسألته أسماء إن كان قد بلغه خبرٌ عن جعفر والّذين معه، فأخبرها بما حدث، فصاحت حتّى اجتمعن عندها النّساء، فخرج رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وأوصى بتحضير الطعام لأهل بيت جعفر رضي الله عنه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد