هديه ﷺ في التعامل مع أخطاء الناس


 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
المعادن فيها النفيس والخسيس، والناس فيهم الطيب والخبيث، وبين ذلك، قال عليه الصلاة والسلام: (إن الله عز وجل خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض، فجاء منهم الأبيض والأحمر والأسود، وبين ذلك، والخبيث والطيب، والسهل والحزن، وبين ذلك).[ أخرجه الترمذي، وقال حديث حسن صحيح] قال الإمام المناوي رحمه الله: التباين في الناس غالب، واختلافهم في الطبائع ظاهر.

وهذا التباين والاختلاف يجعل بعضهم يخطئ في حق بعض، ويعتدي بالقول، أو بالفعل، أو بكليهما،  فكيف يتعامل الإنسان مع الأخطاء التي تقع عليه من الناس؟ لا شك أن خير طريقة لذلك هي: هدي رسول الله عليه الصلاة والسلام، الذي كان خلقه القرآن، كما أخبرت بذلك أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وقد يسّر الله لي فجمعت بعضًا من هديه في ذلك، أسأل الله الكريم، أن ينفعني وجميع إخواني المسلمين بما جمعت.

التغافل عن الأخطاء إذا لم يترتب على ذلك مفسدة:

عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، قالت: دخل رهط من اليهود على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: "السام عليك"، ففهمتها، فقلتُ: عليكم السام واللعنة، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (مهلًا يا عائشة، فإن الله يحب الرفق في الأمر كله) [متفق عليه] قال الإمام النووي رحمه الله: في هذا الحديث استحباب تغافل أهل الفضل عن سفه المبطلين، إذا لم يترتب عليه مفسدة.

وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تغافل عن قول اليهود "السام عليك" وقصدهم الدعاء عليه بالموت فحري بالمسلم أن يتغافل عن أخطاء إخوانه مما يجعله من العقلاء، قال الإمام الشافعي رحمه الله: الكيس العاقل، هو الفطن المتغافل.

قبول اعتذار المخطئ:

عن أبي قتادة عن أبيه رضي الله عنه، قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم، إذ قال بعض القوم : لو عرست بنا يا رسول الله، قال: (إني أخاف أن تناموا عن الصلاة) قال بلال: أنا أوقظكم، فاضطجعوا، وأسند بلال ظهره إلى راحلته، فغلبته عيناه فنام، فاستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد طلع حاجب الشمس فقال: (يا بلال أين ما قلت؟)  قال: ما ألقيت عليَّ نومة مثلها قط. [متفق عليه] قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: وفي الحديث من الفوائد: قبول العذر ممن اعتذر بأمر سائغ.

وعن أنس رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم مرَّ على امرأة تبكي عند قبر، فقال: (اتقي الله واصبري) قالت: إليك عني، ف إنك لم تصب بمصيبتي. ولم تعرفه. فقيل لها: إنه النبي صلى الله عليه وسلم فأتت باب النبي صلى الله عليه وسلم فلم تجد عنده بوابين. فقالت: لم أعرفك. فقال: (الصبر عند الصدمة الأولى) [أخرجه البخاري] قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: وفي الحديث من الفوائد: مساحمة المصاب وقبول اعتذاره

قال العلامة ابن القيم رحمه الله: من أساء إليك ثم جاء يعتذر من إساءته، فإن التواضع يوجب عليك قبول معذرته، حقًا  كانت أو باطلًا، وتكل سريرته إلى الله تعالى، كما فعل رسول الله صلى عليه وسلم في المنافقين الذين تخلفوا عنه في الغزوة، فلما جاؤوه يعتذرون إليه، فقبل أعذارهم، ووكل سرائرهم إلى الله تعالى.

عدم مؤاخذة الغيراء بما يصدر منها من أخطاء:

عن أنس رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان عند بعض نسائه، فأرسلت إحدى أمهات المؤمنين بقصعة فيها طعام، فضربت التي النبي صلى الله عليه وسلم في بيتها يد الخادم، فسقطت الصحفة، فانفلقت، فجمع النبي صلى الله عليه وسلم فلق الصحفة، ثم جعل يجمع فيها الطعام الذي كان في الصحفة، ويقول: (غارت أمكم) ثم حبس الخادم حتى أتى بصحفة من عند التي هو في بيتها، فدفع الصفحة الصحيحة إلى التي كسرت صحفتها، وأمسك المكسورة في بيت التي كسرت.  [أخرجه البخاري]

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: فيه إشارة إلى عدم مؤاخذة الغيراء بما يصدر منها، لأنها في تلك الحالة يكون عقلها محجوبًا بشدة الغضب الذي أثارته الغيرة.

قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: لم يُوبخها النبي علية الصلاة والسلام لأن هذا كان من شدَّة الغيرة والغيرة ثورة لا يستطيع الإنسان أن يكسرها، فهي أشدُّ من الغضب"

فلينتبه ذلك من لديه أكثر من زوجة، فما تفعله الغيراء، شيء بغير اختيارها.

عدم معاقبة أو معاتبة من لا يدرك العقوبة أو ليس أهلًا للعتاب:

عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، قالت: أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بصبي يحنكه، فبال عليه، فدعا بماء فأتبعه بوله ولم يغسله[ متفق عليه]

فالصغار دون سن البلوغ ليسوا أهلًا للعقاب والعتاب، وإنما يوجهون إلى ما يصدر منهم من أخطاء برحمة وحنان. قال الدكتور صالح بن فريح البهلال: فمن الخطأ أن تعاقب من لا يدرك العقوبة، أو أن تعاتب من ليس أهلًا للعتاب. وإن من القصور أن يسارع بعضهم في مثل هذه الأحوال فيرمي ابنه بأقسى الدعوات، وشديد العبارات.


العفو عن المخطئ إذا كان هناك مصلحة في ذلك:

عن أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد؟ قال: (لقد لقيت من قومك ما لقيت، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ليل بن عبد كلال، فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب، فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل، فناداني فقال: إن الله قد سمع قول قومك لك، وما ردوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم، فناداني ملك الجبال فسلّم عليَّ، ثم قال: يا محمد، ذلك فيما شئت، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: بل أرجو الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به.[متفق عليه] فالرسول عليه الصلاة والسلام لصبره وحلمه عفا عن قومه لأنه صلى الله عليه وسلم يرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله عز وجل.

وعن جابر رضي الله عنه أنه غزا مع النبي عليه الصلاة والسلام فأدركتهم القائلة في واد فتفرق الناس يستظلون بالشجر فنزل النبي صلى الله عليه وسلم تحت شجرة فعلق بها سيفه ثم نام فاستيقظ وعنده رجل وهو لا يشعر به فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن هذا اخترط علي سيفي وأنا نائم، فاستيقظت وهو في يده صلتًا، فقال: من يمنعك مني؟ فقلتُ الله) فسقط السيف من يده فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: (من يمنعك مني؟) قال: (أتشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله؟) قال: لا، ولكن أعاهدك على أن لا أقاتلك، ولا أكون مع قوم يقاتلونك، فخلى سبيله، فأتى قومه فقال: جئتكم من عند خير الناس.[أخرجه البخاري]


قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: منَّ عليه لشدة رغبة النبي صلى الله عليه وسلم في استئلاف الكفار ليدخلوا في الإسلام، ولم يؤاخذه بما صنع، بل عفا عنه. وقد ذكر الواقدي...أنه أسلم، وأنه رجع إلى قومه فاهتدى به خلق كثير.

فالرسول عليه الصلاة والسلام لم يعاقبه، رجاء أن يسلم، وهو ما حدث.

الخلم والعفو عن الجاهل، ومقابلة إساءته بالإحسان:

عن أنس رضي الله عنه، قال: كنت أمشى مع النبي صلى الله عليه وسلم، وعليه برد نجراني غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي فجذبه جذبة شديدة، حتى نظرت إلى صفحة عاتق النبي صلى الله عليه وسلم قد أثرت به حاشية الرداء من شدة جذبته، ثم قال: مُر لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه فضحك، ثم أمر له بعطاء.[متفق عليه]

قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: هذا الأعرابي جبذ النبي صلى الله عليه وسلم _ أي: جذبه _ هذه الجذبة الشديدة، حتى أثَّر في صفحة عاتقه عليه الصلاة والسلام، ومع ذلك التفت إليه، ولم يُعبِّس في وجهه، بل ضحك، وأمر له بعطاء، فقابل صلى الله عليه وسلم الإساءة بالإحسان، وقابل ما كان يُتوقع من الغضب على هذا الأعرابي بالضحك إليه، ولا شك أن هذا من كمال الأخلاق، وأن الرجل كلما كان أعلى مقامًا، وأرفع في رأسه، وأبلغ ترفّعًا عن سفاسف الأمور، فإن هذه الأشياء لا تهمُّه، لأنها إذا صدرت فإنما تصدر من إنسان جاهل، ولو أن هذا الرجل عرف قدر رسول الله صلى الله عليه وسلم فلن يفعل هذا الفعل، لكنه إنسان جاهل، والإنسان الجاهل ينبغي أن يعامل بما تقتضيه حاله، وهكذا ينبغي للإنسان إذا كان يعرف أنه في مقام رفيع، وأن مثل هذا الشيء لا يحطُّ من قدره، أنه ينبغي له أن يكون واسع البال، وألا تؤثّر عليه هذه الأمور، والعاقبة للمتقين.


عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: بينما نحن جلوس مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد، دخل رجل على جمل، فأناخه في المسجد، ثم عقله، ثم قال: أيكم محمد؟ والنبي صلى الله عليه وسلم مُتكئ بين ظهرانيهم، فقلنا: هذا الرجل المتكئ، فقال له: ابن عبدالمطلب؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (قد أجبتك) فقال: إني سائلك فمُشدد عليك في المسألة، فلا تجد علي في نفسك، قال: (سل ما بدا لك) [أخرجه البخاري]

قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: في هذا الحديث فوائد، منها:

* جفاء هذا الأعرابي...حيث قال في الأول: أيكم محمد؟ ولم يقل أيكم رسول الله؟ ويدلُّ لذلك أيضًا أنه استثبت، قال: ابن عبدالمطلب ! ومعروف أنه عليه الصلاة والسلام هو ابن عبدالمطلب.

ومما يدل على جفاء هذا الرجل: أنه قال: إني سائلك، فمشدد عليك في المسألة.

* تواضع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ولو كان غيره لردَّ عليه لمَّا قال: مُشدد عليك، ولقال: اذهب، فلن أجيبك، لكنه قال: (سل)

* حُسن خلق الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، حيث عامل هذا الرجل بما تقتضيه حاله، وهذا من حُسن الخلق من وجه، ومن الحكمة من وجه آخر أيضًا.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال أنُ رجلًا أتى النبي صلى الله عليه وسلم يتقاضاه، فأغلظ له، فهمَّ به أصحابه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دعوه فإن لصاحب الحق مقالًا) [متفق عليه]

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: وفيه حسن خلق النبي صلى الله عليه وسلم، وعظم حلمه، وتواضعه وإنصافه.

 

قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: كان الرسول عليه الصلاة والسلام استقرض من هذا الرجل، فجاء الرجل يطلب النبي عليه الصلاة والسلام، يقول: أعطني بعيري، فأغلظ له القول، وهذا أمر يستكرهه الإنسان، ولهذا أراد الصحابة أن يفتكوا بهذا الرجل بضرب أو غيره، لكن اعتذر له صلى الله عليه وسلم، قال: (دعوه فإن لصاحب الحق مقالًا) وهذا من حُسن خُلُقه.

وعن جبير بن المطعم رضي الله عنه. أنه بينا هو مع النبي صلى الله عليه وسلم ومعه الناس، علقت رسول الله صلى الله عليه وسلم الأعراب يسألونه، حتى اضطروه إلى سمرة فخطفت رداءه، فوقف النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (أعطوني ردائي، فلو كان عدد هذه العضاة نعمًا لقسمته بينكم، ثم لا تجدوني بخيلًا، وكذابًا، ولا جبانًا) [أخرجه البخاري]

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: وفيه ما كان في النبي صلى الله عليه وسلم من الحلم وحسن الخلق، وسعة الجود، والصبر على جفاة الأعراب.

العفو عن زلات ذوي الهيئة:

عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال: إن حاطب بن أبي بلتعة،  كَتَبَ كتاب إلى أناس من المشركين، يخبرهم ببعض أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: يا رسول الله، دعني أضرب عنق هذا المنافق، قال صلى الله عليه وسلم: (إنه شهد بدرًا، وما يدريك لعل الله أن يكون قد اطلع على أهل بدرٍ، فقال: اعملوا ما شئتم، فقد غفرت لكم) [متفق عليه]  قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: فيه العفو عن زلة ذوي الهيئة. يقول الإمام الشافعي رحمه الله: وذوو الهيئات الذين يقالون في عثراتهم: هم الذين ليسوا يُعرفون بالشر، فيزل أحدهم الزلة.


فمن زلَّ من هؤلاء فيندب العفو عنهم إلا في حدود الله عز وجل، فعن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم، إلا في الحدود) [أخرجه أبو داود وصححه الألباني برقم (3679) ]


عقوبة من تعدى من جنس جنايته:

عن عائشة رضي الله عنها قالت: لددنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه، فجعل يشير علينا أن لا تلدوني، فقلنا: كراهية المريض للدواء، فلما أفاق، قال: (ألم أنهكم أن تلدوني؟) قلنا: كراهية المريض للدواء، فقال: لا يبقي أحد في البيت إلا لُدَّ، وأنا أنظر.[متفق عليه] قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: " اللدود " عبارة عن طعام يُصنعُ ، ويكون لينًا، وفيد دواء، ويعطي المريض من فمه.

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: اللدود احتمل أن يكون قصاصًا، واحتمل أن يكون معاقبة على مخالفة أمره، فعوقبوا من جنس جنايتهم.

وفي الختام فلنجاهد أنفسنا على ترك الانتقام لها، أسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: إذا كان خير خلق الله وأكرمهم على الله لم  ينتقم لنفسه،...ونفسه أشرفُ الأنفس وأزكاها وأبرها، وأبعدها من كل خلق مذموم، وأحقها بكل خلق جميل، ومع هذا فلم يكن ينتقم لها، فكيف ينتقم أحدنا لنفسه التي هو أعلم بها، وبما فيها من الشرور والعيوب.

ولنجاهد أنفسنا كذلك في أن نعامل الناس بلطف، فلذلك فوائد عديدة، قال العلامة ابن القيم رحمه الله: ليس للقلب أنفع من معاملة الناس باللطف، فإن معاملة الناس بذلك، إما أجنبي فتكسب مودته ومحبته، وإما صاحب وحبيب فستديم صحبته ومودته، وإما عدو ومبغض فتطفئ بلطفك جمرته، وتستكفى شره.

 

ويتأكد التعامل بلطف مع من تطول عشرتهم، من: زوج، وإخوان، وأبناء، وأباء، ومع من تكثر مخالطتهم، من: جيران، وأحباب، ومصلين، ونحوهم.

اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق، لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنا سيّئها، لا يصرف عنا سيّئها إلا أنت.

اللهم آت نفوسنا تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها.

 

** استفدت في كتابة هذه المادة في بعض المواضع من كتاب "الهدي النبوي في التعامل مع الناس: للدكتور صالح بن فريح البهلال. وهو كتاب مفيد نافع.
                                                            وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply