بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
مصحفي منهجي فعندي الفخـارُ
| وَبِـَـكفيَّ رايتي والشعـارُ | |
والمواثيقُ مزهـــــــــراتٌ بصدري | دانيـــــــاتٌ قطوفُهــــا والثمـارُ | |
إلفُ روحي : روضُ المثاني ولولا | مُجتناهـا لَمَــا تناءى التَّبــارُ | |
هدأةُ الليلِ خيمتي ماتناءى | عن مُناهـا الأفاضلُ الأبرارُ | |
بنديِّ الترتيلِ يبتهجُ القلبُ . | . وتصفو الآناءُ والأسحارُ | |
وبليلي آياتُه ونهاري | تتجلَّـى في أُفقِهـا الأنوارُ | |
وبأحنـاءِ قلبيَ الشوقُ أذكاهُ . | . حنينٌ لايعتريه البــوارُ | |
هجـرَ الممحلَ الموشَّى بشوكٍ | فاجتباهُ ربيعُه المعطارُ | |
وتولِّي نوازعُ النفسِ ثكلى | لـم تجدْ في يقينه مـا يُثـارُ | |
ليس بالتائهِ الولوعِ بدنيا | زيَّنتْهـا بالبهرجِ الأوطارُ | |
بين وحلِ الآثامِ ترتعُ نفسٌ | فلهـا معْ شيطانِهـا إصرارُ | |
قد جفاها الذي يؤاخي المثاني | فتحـاشاهُ في الغدوِّ العثارُ | |
وتثنَّى بالبيناتِ كريمًـا | كلمـا هـزَّ نفسَه التذكارُ | |
في لقاءٍ وبشرياتٍ عِذابٍ | آخـرَ العمرِ إن تدانى احتضـارُ | |
جـلَّ ربـي قرآنُـه عربيٌّ | جاءَ فيه للصَّالحين ادِّكارُ | |
وهُـداهُ للعالمين رشــادٌ | ونجــاةٌ وعــزَّةٌ ويســارُ | |
إنَّ نورًا لولا سناهُ لضلَّتْ | أعينُ الخَلقِ واعتراهـا العَوارُ | |
يومَ جـاءَ النَّبِيُّ يتلو عليهم | آيــةَ اقــرأْ وللهدى أخيارُ | |
فاستجابَ الأبرارُ ، فاقتُلعَ الشَّرُّ . | . فعالي صروحه تنهـارُ | |
كيف لاتخشعُ الجبالُ وتسَّاقطُ . | . خوفًـا ، فالمُنْزِلُ الجبَّــارُ | |
لمثانيه الجاهليةُ ولَّت | ليس يقوى على الهدى الكفارُ | |
وسيبقى القرآنُ مادامت الدنيا . | . ويُطـوى ما أحدثَ الفجَّــارُ | |
لايغــرنَّك الفســادُ بأرضٍ | إن طغى أو تألَّبَ الأشرارُ | |
هـو زيفٌ إعصارُه يتلاشى | وبشدقيه يُبلَعُ الإعصـارُ | |
عِشْ بقرآنِـك الكريمِ عزيزًا | فبغيرِ القرآنِ ذلٌّ وعــارُ | |
وبغيرِ الإسلامِ ضنكٌ وبغيٌ | وغُلُـوٌّ وخيبـةٌ واندحارُ | |
أحيِ دنياكَ بالتلاوةِ واعلمْ | أنَّ في النأيِ عن سناهُ اندثارُ | |
نحنُ أحياءُ بالكتابِ وهاهم | رغـم كلِّ الزيناتِ فيها صغارُ | |
ليس ترقى الشعوبُ إلا بما أنزلَ . | . ربي وبشَّرَ المختارُ | |
فَلْيَروا مايشاءُ كلُّ أثيمٍ | من ضلالاتِه فبئسَ الإســارُ | |
وعليهِ فَلْيتَّقُوا اللهَ في الذكرِ . | . وإلا فللعُتُـوِّ النَّــارُ | |
أيُّها الحافظُ المكرَّمُ رتـِّلْ | مـا حوتْهُ الأحنــاءُ والأسفارُ | |
واخشَ مولاكَ فالمنازلُ أعلى | ليس للراغبِ المنيبِ انبتارُ (1) | |
وكنِ الماهرَ التقيَّ لتحظى | فجنانٌ ورفعةٌ وافتخارُ | |
وعِشِ العمرَ للمثاني رفيقًا | تنلِ الأنسَ مالـه إدبارُ | |
فالمثاني رواؤُهـا ليس يبلى | والنعيمُ المقيمُ نعم الدَّارُ | |
زيِّنِ القرآنَ الكريمَ بصوتٍ | لايُجاريهِ في الأداءِ هــزارُ | |
وتدبَّرْهُ فَهْوَ معجزةُ الخالقِ . | . للخلقِ ماعـراهُ اندثارُ | |
فلربي الثناءُ والحمدُ أحيــا | أمتي ـ الدهرَ ـ فيضُه الزَّخَّـارُ | |
وأراها السبيلَ هَديًا و وعيًـا | فاستنارتْ بوحيهِ الأفكارُ | |
من سَقِيِّ التنزيلِ روَّتْ صدورا | وحباهـا ثجَّاجُـه المدرارُ (2) | |
ورنتْ روحي شطرَ أفْقٍ تعالى | ماشدا فيه آثـمٌ مهذارُ | |
الكتابُ المكنونُ ترتيلُه الأجودُ . | . يُرجَى أثيرُه المعطارُ | |
وفيوضُ الآياتِ في هدأةِ الليلِ . | . شفاءٌ سحَّاحُها وادِّكارُ | |
فالمثاني وحيٌ تنزَّلَ شذوًا | ليس يرقى لزهوِه الجلنارُ (3) | |
فازدهتْ صفحةُ اليقين بقلبي | إذ سناها عند الظلامِ منـارُ | |
فازَ أهـلُ القرآنِ بالسَّبقِ يُدني | مُرْتَقَاهُـم إلى الرضـا استبصارُ | |
ما اعتراهم هبوبُ مِلَّـةُ جانٍ | شحنتْ غثَّ سعيِه الأوزارُ | |
يُنْشِئُ الذكرُ في القلوبِ شموخا | ما تلاشى شلاَّلُـه الهدَّارُ | |
آهِ مـا أعذبَ التلاوةَ فجرًا | حيثُ تصغي النجومُ والأقمارُ | |
حيثُ تدنو ملائكُ اللهِ قربا | لايُداني العذوبةَ المزمارُ | |
قد ترشفتُ من ينابيعَ فاضتْ | من حواميم قدسِهـا الأسرارُ | |
القلوبُ الظماءُ للألقِ العذبِ . | . ابتشاشاتُها النَّديَّـةُ غــارُ | |
في علاهـا تبوَّأتْ من رضا اللهِ . | . محاريبَ زانَها استبشارُ | |
ما لإبليس والغواية فيهم | أثـرٌ يُجتَلى عليه انحدارُ | |
فنفوسُ الأبرارِ ألهمهـا اللهُ . | . وأغنى اعتدادَها استغفارُ | |
مارَجَاهُ الشيطانُ ساعةَ ( أنظرني ) . | . سرابٌ وزيفُه منهـارٌُ | |
فالسباقُ السباقُ للملأ الأعلى . | . من الذكرِ زادُه الإيثارُ | |
وجناحاهُ رفرفـا ماتدانتْ | فيهما هِمَّـةٌ ففيه تُثــارُ | |
إنه الوحيُ ماتقادمَ لكنْ | في مُنــاهُ استظلتِ الأخيارُ | |
فالمثاني للصَّادقين فــلاحٌ | وثوابٌ وموئلٌ مُختارُ | |
ولحُفَّاظها الكرامةُ كانت | والقصورُ الحِسانُ والأنهارُ | |
في جِنانِ الخلودِ إذ تتراءى | درجاتٌ لهم فنعـمَ القرارُ | |
قالها المصطفى عليه صلاةٌ | وسلامٌ من ربِّــه وافتخارُ | |
قالها : اقرأْ . للمتقين وأثنى | لاعلى الهجــرِ مالـه استثمـارُ | |
إنما يدركُ الثنـاءُ جموعًـا | لـم تغادرْ آناءَهـا الأذكارُ | |
فأفيقي من غفلةٍ عشتِ فيها | قيدَ وهْنٍ ، فللفنا إنذارُ | |
إذْ تمادتْ غوائلُ الدهرِ فيهـا | مجحفاتٍ ماعاقها مضمارُ ! | |
وبهـا نامت القلوبُ وأغفتْ | عن أيادي ابتزازهـا الأبصارُ ! | |
كيف لاتنهضُ القلوبُ لخطبٍ | وعليه اسْتُبيحتِ الأمصارُ ! | |
كيف تغضي على النوائبِ دهرًا | والشَّكاوى عنوانُه والمــرارُ ! | |
أَوَتُجْتَاحُ أُمَّتي وهْيَ دارٌ | مُنتَمـاهـا إليه كانَ الخيارُ ! | |
وعليها عينُ الزمانِ لشجوٍ | قـد عراهـا همَّـالةٌ والديارُ | |
يوم أخوتْ على الفجائعِ يشكو | لبنيهـا مـرَّ الفراقِ الذِّمـارُ | |
هكذا حالُ أمتي ، ولديها | ماتُواري ثقيلَه الأسفارُ | |
أَوَمَا أنَ أنْ تهبِّي شموخًـا | مثلما كنتِ حثَّـك الإبكارُ ! | |
وتعيدي الراياتِ تخفقُ مجــدًا | وتولِّي عن أفْقك الأخطارُ ! | |
أنتِ خيريةُ المثانيَ جلَّتْ | عن مـآلٍ يرومُـه ختَّــارُ ! | |
فاستردِّي بطاعةِ اللهِ عــزًّا | ضيَّعتْهُ الأوزارُ والإدبارُ ! | |
مركبُ الفوزِ والنجاةِ قريبٌ | ولديك الأبرارُ والأخيارُ | |
فالمثاني تهدي لأكرمِ فـوزٍ | أحرزَتْـهُ من قبلنـا الأنصارُ | |
بيديهـا يا أُمتي رحماتٌ | فلهذا الشَّقـا المريرِ اندثارُ | |
والمفاهيمُ للهدى مسفراتٌ | قـد تغنَّتْ بِعَذْبِهَـا الأطيارُ | |
هي في الآيات الكريمة نـورٌ | قد تسامى فشأنُه الإكبارُ | |
وَهْوَ في السُّنَّةِ الشريفةِ نهجٌ | قـد جفاهُ الكفارُ والأشرارُ | |
فأقيميهما هُـويَّةَ جيــلٍ | أنهكتْهُ الأوهـامُ والأطوارُ | |
كي تنالي مكانةً لـم تصلْها | أُمَّـةٌ ردَّ خطوَهـا استكبارُ |
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
هوامش:
(1) انبتار : انقطاع ، افتراق.
(2) سقي : مفرد أسقية ، وهي السحابة كثيرة الماء.
(3) الجلَّنار :زهـر الرمان.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد