بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فوائد مختارة من تفسير الإمام الطبري – فهد الشويرخ
من أهم تفاسير القرآن الكريم تفسير الإمام الطبري، رحمه الله المعروف بـــــ " جامع البيان عن تأويل آي القرآن "، قال رحمه الله: سألتُهُ العون على ما نويتُهُ من تصنيف التفسير قبل أن أعمله ثلاث سنين فأعانني.... وحدثتني به نفسي وأنا صبي.... واستخرت الله.
وقد أثنى على تفسير الإمام الطبري العلماء من المتقدمين والمتأخرين، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: التفاسير التي في أيدي الناس أصحها تفسير ابن جرير الطبري فإنه يذكر مقالات السلف بالأسانيد الثابتة وليس فيه بدعة ولا ينقل عن المتهمين. وقال الخطيب البغدادي رحمه الله: له كتاب في التفسير لم يصنف أحد مثله. وقال أبو حامد الاسفرائيني : لو سافر رجل إلى الصين حتى يحصل له كتاب تفسير محمد بن جرير لم يكن ذلك كثيرًا أو كلامًا هذا معناه. وقال الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ : يعدُّ هذا التفسير أعظم التفاسير المؤلفة...وكتابه أعظم الكتب المؤلفة في التفسير...موسوعة كبيرة في الآثار والأحاديث...قرر في هذا الكتاب عقيدة السلف...فكتابه سلِم من البدع في العقيدة، وقال: من أهم كتب التفسير بالمأثور وهو من أجل التفاسير وأعظمها قدرًا.
هذا وقد يسّر الله الكريم لي فقرأت تهذيبه للدكتور بشار عواد معروف، وعصام فارس الحرستاني، الموسوم بـــــ " تفسير الطبري من كتابه البيان عن تأويل آي القرآن" واخترتُ فوائد، ذكرها الإمام الطبري، رحمه الله تعالى، أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
· أسماء القرآن:
الله تعالى ذكره، سمَّى تنزيله الذي أنزله على عبده محمد صلى الله عليه وسلم، أسماء أربعة:
منهن: القرآن، فقال في تسميته إياه بذلك، ﴿ إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون﴾ [النمل:76]
ومنهن: الفرقان، قل جلّ ثناؤه في وحيه إلى نبيه صلى الله عليه وسلم يسميه بذلك: ﴿ تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرًا ﴾ [الفرقان:1]
ومنهن: الكتاب، قال تبارك اسمه في تسميته إياه به، ﴿ الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجًا ﴾ [الكهف:1]
ومنهن: الذكر، قال تعالى ذكره في تسميته إياه به، ﴿ إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ﴾ [الحجر:9]
· أسماء فاتحة الكتاب
صحّ الخبر....عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (( هي أم القرآن، وهي فاتحة الكتاب، وهي السبع المثاني.)) فهذه أسماء فاتحة الكتاب.
سميت " فاتحة الكتاب "، لأنها يفتتح بكتابها المصاحف، ويُقرأ بها في الصلوات، فهي فواتح لما يتلوها من سور القرآن في الكتابة والقراءة.
وسميت " أم القرآن "، لتقدمها على سائر سور القرآن، وتأخر ما سواها خلفها في القراءة والكتابة.
وأما تأويل اسمها أنها "السبع" فإنها سبع آيات، لا خلاف بين الجميع من القراء والعلماء في ذلك.
· جهاد أعداء الله، والصبر على ذلك:
-لا تهابوا أعداء الله لقلة عددكم وكثرة عددهم، ما كنتم على أمره، واستقتم على طاعته وطاعة رسوله، فإن الغلبة لكم والظفر دونهم....وما تنصرون على عدوكم أيها المؤمنون إلا أن ينصركم الله عليهم، لا بشدة بأسكم وقواكم، بل بنصر الله لكم، لأن ذلك بيده وإليه، ينصُر من يشاء من خلقه.
-الله المعجل الموت لمن يشاء حيث يشاء، والمميتُ من يشاء كلما شاء، دون غيره من سائر خلقه. وهذا من الله عز وجل ترغيب لعباده المؤمنين على جهاد عدوه بالصبر على قتالهم، وإخراج هيبتهم من صدورهم، وإن قلّ عددهم وكثًر عدد أعدائهم وأعداء الله، وإعلام منه لهم أن الإماتة والإحياء بيده، وأنه لن يموت أحد ولا يقتل إلا بعد فناء أجله الذي كُتِب له....ثم وعدهم على جهادهم في سبيله المغفرة والرحمة، وأخبرهم أن موتًا في سبيل الله أو قتلًا في الله، خير لهم مما يجمعون في الدنيا من حطامها ورغد عيشها، الذي من أجله يتثاقلون عن الجهاد في سبيل الله، ويتأخرون عن لقاء العدو.
-قاتلوا أيها المؤمنون أعداء الله وأعدائكم من أهل الكفر ولا تدعكم الرغبة في الحياة إلى ترك جهادهم، فإنما الحياة الدنيا لعب ولهو، إلا ما كان منها لله من عمل في سبيله، وطلب رضاه، فأما ما عدا ذلك فإنما هو لعب ولهو، يضمحل فيذهب ويندرس فيمر، أو إثم يبقى على صاخبه عاره وخزيه.
· نعم الله عز وجل عل عباده، ووجوب شكرها:
-كل نعمةٍ على العباد في دينهم أو دنياهم فمن الله جلّ وعزّ.
-الإنسان جحود نعم ربه، يُعدّد المصائب، ويجحد النعم.
-ما يكن بكم في أبدانكم أيها الناس من عافية وصحة وسلامة، وفي أموالكم من نماء، فالله هو المنعم عليكم بذلك لا غيره، لأن ذلك إليه وبيده.
-مآثر الآباء مآثر للأبناء والنعم عند الآباء نعمًا عند الأبناء لكون الأبناء من الآباء
-يقول تعالى ذكره: لولا فضل الله عليكم أيها الناس ورحمته بكم، وأنه عواد على خلقه بلطفه وطوله، حكيم في تدبيره إياهم، وسياسته لهم، لعاجلكم بالعقوبة على معاصيكم، وفضح أهل الذنوب منك بذنوبهم، ولكنه ستر عليكم ذنوبكم، وترك فضيحتكم بها عاجلًا رحمة منه بكم، وتفضلًا عليكم فاشكروا نعمه، وانتهوا عن التقدم عما نهاكم من معاصيه.
-من شكر نعمة الله عليه وفضله عليه، فإنما يشكر طلب نفع نفسه، لأنه ليس ينقع بذلك غير نفسه، لأنه لا حاجة لله إلى أحدٍ من خلقه، وإنما دعاهم إلى شكره تعريضًا منه لهم للنفع، لا لاجتلاب منه بشكرهم إياه نفعًا إلى نفسه، ولا دفع ضر عنها.
-من يشكر الله على نعمه عنده فإنما يشكر لنفسه، لأن الله يجزل له على شكره إياه الثواب، وينقذه به من الهلكة...ومن كفر نعمة الله عليه، إلى نفسه أساء، لأن الله معاقبه على كفرانه إياه.
· المتقين:
-الذين اتقوا الله تبارك وتعالى في ركوب ما نهاهم عن ركوبه، فتجنبوا معاصيه، واتقوه فيما أمرهم به من فرائضه، فأطاعوه بأدائها.
-من اتقى الله كان به مؤمنًا، وبما أمره به عاملًا، ومنه خائفًا، وله مراقبًا، ومن أن يُرى عند ما يكرهه من عباده مستحييًا، ومن كان كذلك ظهرت آثار الخير فيه، فحسن سمته وهديه، ورُئيت عليه بهجة الإيمان ونوره.
-الذين اتقوا الله...إذا ألمَّ بهم لمم من الشيطان، من غضب أو غيره مما يصدُّ عن واجب حق الله عليهم، تذكروا عقاب الله وثوابه، ووعده ووعيده، وأبصروا الحق وعملوا به، وانتهوا إلى طاعة الله فيما فرض عليهم، وتركوا طاعة الشيطان.
-أهل تقوى الله إذا استزلهم الشيطان تذكروا عظمة الله وعقابه، فكفتهم رهبته عن معاصيه، وردتهم إلى التوبة والإنابة إلى الله مما كان منهم زلة.
-الله يحب الذين بتقونه، فيخافون عقابه، ويحذرون عقابه، فيجتنبون ما نهاهم عنه وحرّمه عليهم، ويُطيعونه فيما أمرهم به.
-الله يلي من اتقاه بأداء فرائضه واجتناب معاصيه بكفايته ودفاع من أراده بسوء.
-العاقبة الصالحة من عمل كل عامل، لأهل التقوى والخشية من الله، دون من لا يخاف له عذابًا، ولا يرجو له ثوابًا.
-الله مع من اتقاه فخافه وأطاعه فيما كلفه من أمره ونهيه.
-الملائكةُ تقبض أرواح...المتقين، وهي تقول لهم: سلام عليكم، صِيرُوا إلى الجنة، بشارة من الله تبشرهم بها الملائكة.
-أُدنيت الجنة…للمتقين، الذين اتقوا عقاب الله في الآخرة بطاعتهم إياه في الدنيا
· الكافر والمشرك والمنافق:
-المنافق...سُمى مخادعًا لله وللمؤمنين، بإظهاره ما أظهر بلسانه تقية، مما تخلص به من القتل والسّباء والعذاب العاجل، وهو لغير ما أظهر مُستبطن، وذلك من فعله _ وإن كان خداعًا للمؤمنين في عاجل الدنيا _ فهو لنفسه بذلك من فعله خادع، لأنه يظهر لها بفعله ذلك بها، أنه يُعطيها أمنيّتها، ويُسقيها كأس سرورها، وهو موردها به حياض عطبها، ومجرعها به كأس عذابها، ومزيرها من غضب الله وأليم عقابه ما لا قبل لها به، فذلك خديعته نفسه.
-الكافر والمنافق...اختارا الحيرة والعمى على الرشاد والهدى، والخوف والرعب على الحفظ والأمن،...مع ما قد أعدَّ لهما في الأجل من أليم العقاب وشديد العقاب، فخابا وخسرا، ذلك هو الخسران المبين.
-المشركين...ما هم إلا كالبهائم التي لا تعقل ما يقال لها، ولا تفقه، بل هم من البهائم أضلُّ سبيلًا، لأن البهائم تهتدي لمراعيها، وتنقاد لأربابها، وهؤلاء الكفرة لا يطيعون ربهم، ولا يشكرون نعمة من أنعم عليهم، بل يكفرونها، ويعصون من خلقهم.
-شرُّ ما دبّ على الأرض عند الله، الذين كفروا بربهم، فجحدوا وحدانيتهُ، وعبدوا غيره
· الدعاء:
-يقول: إنَّ ربي قريب ممن أخلص له العبادة، ورغب إليه في التوبة، مجيب له إذا دعاه.
-يقول جل ثناؤه: وكما أنجينا يونس من كرب الحبس في بطن الحوت في البحر إذ دعانا، كذلك ننجي المؤمنين من كربهم إذا استغاثوا بنا ودعونا.
· الابتلاء:
-يقول الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم l: قُل لهم يا محمد: [إن ربي يبسط الرزق] من المعاش والرياش في الدنيا، [ لمن يشاء] من خلقه، [ويقدر] فيضيق على من يشاء لا محبة فيمن يبسط له ذلك ولا خير فيه ولا زُلفة له، استحق بها منه، ولا لبُغضٍ منه لمن قدر عليه ذلك، ولا مقتٍ، ولكنه يفعل ذلك محنة لعباده وابتلاءً، وأكثر الناس لا يعلمون أن الله يفعل ذلك اختبارًا لعباده، ولكنهم يظنون أن ذلك منه محبة لمن بسط له، ومقت لمن قدر عليه.
-الله قد يبتلي أولياءه، ومن أحبّ من عباده في الدنيا بضروب من البلاء، في نفسه وأهله وماله، من غير هوان به عليه، ولكن اختبارًا منه ليبلغ بصبره عليه، واحتسابه إياه، وحسن يقينه منزلته التي أعدها له تبارك وتعالى من الكرامة عنده.
-يونس، ...كان من الذاكرين الله قبل البلاء، فذكره الله في حال البلاء، فأنقذه ونجاه.
· التوبة:
-توبة العبد إلى ربه، أوبته مما يكرهه الله منه، بالندم عليه، والإقلاع عنه، والعزم على ترك العود فيه، وتوبة الرب على عبده، عودُه عليه بالعفو له عن جرمه، والصفح له عن عقوبة ذنبه، مغفرة له منه، وتفضلًا عليه.
-توبة العبد من ذنبه، إنما تضع عن العبد الأسماء الذميمة، والصفات القبيحة، فأما حقوق الأدميين التي أوجبها الله لبعضهم على بعضٍ في كل الأحوال، فلا تزول بها ولا تبطل.
· الصلاة
-الصلاة فيها تلاوة كتاب الله الداعية آياته إلى رفض الدنيا وهجر نعيمها، المسلية النفوس عن زينتها وغرورها، المذكرة الآخرة وما أعدً الله فيها لأهلها، ففي الاعتبار بها المعونة لأهل طاعة الله على الجدِّ فيها.
-الصلاة...إنما خفت على المؤمنين المصدقين بلقاء الله، الراجين عليها جزيل ثوابه، الخائفين بتضييعها أليم عقابه، لِما يرجون بإقامتها في معادهم من الوصول إلى ما وعد الله عليها أهلها، ولِما يحذرون بتضييعها ما أوعد مُضيعها.
· الشيطان:
-سُمى المتمرد من كل شيء شيطانًا، لمفارقة أخلاقه وأفعاله أخلاق سائر جنسه وأفعاله
-إبليس " إفعيل "، من الإبلاس، وهو الإياس من الخير، والندم والحزن.
-الشيطان في كلام العرب، كل متمرد من الجن والإنس والدواب وكل شيء. وكذلك قال ربنا جلّ ثناؤه: ﴿ وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن﴾ [الأنعام:112] فجعل من الإنس شياطين، مثل الذي جعل من الجن.
-لا تطيعوا الشيطان بالتجرد والتعري من الثياب فإن ذلك سخرية منه بكم وخدعةً كما فعل بأبويكم آدم وجواء. فخدعهما حتى جردهما من لباس الله الذي ألبسهما بطاعتهما له في أكل ما كان الله نهاهما عن أكله من ثمر الشجرة التي عصياه بأكلها.
-قال موسى حين قتل القتيل: هذا القتل من تسبب الشيطان لي بأن هيج غضبي حتى ضربت هذا فهلك من ضربتي،...إن الشيطان عدو لابن آدم، مضلّ له عن سبيل الرشاد بتزينه له القبيح من الأعمال، وتحسينه ذلك له.
· الصبر:
-أمر جل ثناؤه في نوائبه بالفزع إلى الصبرِ والصلاة...وقد قيل إن معنى " الصبر " في هذا الموضوع الصوم، والصوم بعض معاني الصبر،...قيل لشهر رمضان " شهر الصبر " لصبر صائميه عن المطاعم والمشارب نهارًا.
-قيل: إن الصبر الجميل، هو الصبر الذي لا جزع فيه.
-الله يحب من صبر لأمره، وعلى جهاد عدوه، فيعطيه النصر والظفر على عدوه.
· رقائق:
-أيها الناس، لا تطلبوا الدنيا وزينتها، فإن مصيرها إلى فناء وزوال، كما مصير النبات الذي ضربه الله لها مثلًا، إلى هلاك وبوارٍ، ولكن اطلبوا الآخرة الباقية، ولها فاعملوا، وما عند الله فالتمسوا بطاعته، فإن الله يدعوكم إلى داره، وهي جناته التي أعدها لأوليائه، تسلموا من الهموم والأحزان فيها، وتأمنوا من فناء ما فيها من النعيم والكرامة التي أعدها لمن دخلها.
-كُلّ نفسٍ منفوسةٍ من خلقة، معالجة غصص الموت، ومتجرعة كأسها.
-ثواب الله الذي وعد المحسنين على إحسانهم في الدنيا قريب منهم، وذلك هو رحمته، لأنه ليس بينهم وبين أن يصيروا إلى رحمته، وما أعدّ لهم من كرامته إلا أن تفارق أرواحهم أجسادهم.
-الكافر من عظيم ما ينزل به يومئذ من البلاء يفتدي نفسه لو وجد إلى ذلك سبيلًا بأحبّ الناس إليه، كان في الدنيا، وأقربهم إليه نسبًا.
-تدعو لظى إلى نفسها من أدبر في الدنيا عن طاعة الله، وتولى عن الإيمان بكتابه ورسله.
-يوم القيامة إنما تشيب الوالدان من شدة هوله وكربه.
· تسميات:
-سمى يوم القيامة اليوم الآخر، لأنه آخر يوم، لا يوم بعده سواه.
-سميت الدنيا " دنيا " لدنوها من الخلق.
-الدارة الآخرة سُميت " آخرة" لتقدم الدار الأولى أمامها.
-اليوم عند العرب إنما سمى يومًا بليلته التي قبله فإذا لم يتقدم النهار ليل لم يسم يومًا
-سُميت السماء سماء لعلوها على الأرض وعلى سكانها من خلقه.
-قيل إنما سُميت اليهودُ "يهودَ" من أجل قولهم﴿إنا هدنا إليك﴾ [الأعراف:156]
-قيل إنهم سموا " نصارى " من أجل أنهم نزلوا أرضًا يُقال لها: " ناصرة"
-سُمي " المسلم " مسلمًا، بخضوع جوارحه لطاعة ربه.
-سُمي المُبتدعُ في الدين " مبتدعًا " لإحداثه فيه ما لم يسبقه إليه غيره.
-الهدي...إنما سمي " هديًا " لأنه تقرب به إلى الله عزوجل مُهديه.
-الحطمة اسم من أسماء النار...أحسبها سميت بذلك لحطمها كل ما ألقي فيها.
· متفرقات:
-البعوض أضعف خلق الله.
-لا سائل يسأل رب العرش عن الذي يفعل بخلقه، من تصريفهم فيما شاء من حياة وموت وإغزاز وإذلال، وغير ذلك من حكمة فيهم، لأنهم خلقه وعبيده، وجميعهم في ملكه وسلطانه، والحكمُ حُكمُه، والقضاءُ قضاؤه، لا شيء فوقه يسأله عما يفعل،...وجميع من في السموات والأرض من عباده مسئولون عن أفعالهم، ومحاسبون على أعمالهم، وهو الذي يسألهم عن ذلك، ويحاسبهم عليه، لأنه فوقهم ومالكهم، وهو في سلطانه.
-الذين قتلوا في سبيل الله...لا تحسبنهم...أمواتًا لا يُحسُّون شيئًا، ولا يلتذّون ولا يتنعمون، فإنهم أحياء عندي، متنعمون في رزقي، فرحون مسرورون، بما آتيتهم من كرامتي وفضلي، وحبوتهم به من جزيل ثوابي وعطائي.
-طاعة الله جلّ ثناؤه، لا ينالها المطيعون إلا بإنعام الله بها عليهم، وتوفيقه إياهم لها، أولا يسمعونه يقول: ﴿ صراط الذين أنعمت عليهم ﴾ [الفاتحة:7] فأضاف كُلّ ما مكان منهم من اهتداء وطاعة وعبادة إلى أنهم إنعام منه عليهم.
-الله هو الوهاب لعباده الإنابة إلى طاعته، الموفق من أحبّ توفيقه إلى منهم لما يرضيه عنه.
-يعني بذلك جل ثناؤه: ﴿ واتخذ الله إبراهيم خليلًا ﴾ [النساء:125] لطاعته ربَّهُ، وإخلاصه العبادة له، والمسارعة إلى رضاه ومحبته،...فكذلك فسارعوا إلى رضاي ومحبتي لأتخذكم لي أولياء.
-كل شيءٍ كان فوق شيء آخر فهو لما تحته سماء. ولذلك قيل لسقف البيت سماؤه
-الله لا يهدي أهل الكفر إلى حجة يُدحضون بها حجة أهل الحق عند المحاجة والمخاصمة، لأن أهل الباطل حججهم داحضة.
-الله لا يوفق للحق والصواب الجماعة الظلمة، وهم الذين بدلوا الحق إلى الباطل، فاختاروا الكفر على الإيمان.
-العداوة على الدين العداوة التي لا زوال لها إلا بانتقال أحد المُتعاديين إلى ملة الآخر منهما.
-ردُّ ما تنازعتم فيه من شيء إلى الله والرسول خير لكم عند الله في معادكم، وأصلح لكم في دنياكم، لأن ذلك يدعو إلى الألفة، وترك التنازع والفرقة.
-الخاسرين هم الذين باعوا آخرتهم بدنياهم، بإيثارهم إياها عليها، فوكِسوا في بيعهم، وغبنوا فيه، وخابوا في صفقتهم.
-الصلاح قد يشمل معاني كثيرة، منها: الصلاح في استواء الخلق، ومنها الصلاح في الدين، والصلاح في العقل والتدبير.
-ما أنفقتم أيها المؤمنون من نفقة في شراء آلة حربٍ من سلاحٍ أو حرابٍ أو كراع أو غير ذلك من النفقات، في جهاد أعداء الله المشركين يُخلفه الله عليكم في الدنيا، ويُدّخرُ لكم أجوركم على ذلك عندهُ حتى يُوفيكموها يوم القيامة.
-من كان الله معه لم يغلبهُ شيء.
-الحامدون الذين يحمدون الله على كل ما امتحنهم به من خير وشر.
-الله لا يسددُ صنيع من خان الأمانات، ولا يرشد فعالهم في خيانتهم.
-بذكر الله تسكن وتستأنس قلوب المؤمنين.
-من قنعه الله بما قسم له من رزق لم يكثُر للدنيا تعبه، ولم يعظُم فيها نصبُهُ، ولم يتكدر فيها عيشُه، باتباعه بغية ما فاتها منها، وحرصه على ما لعله لا يُدركُه فيها.
-قيل: إنه لم يَغَصّ أحد باللبن قطّ.
-أصل " الصاعقة " كُلّ أمرِ هائلِ، رآه المرءُ أو عاينه أو أصابه _ حتى يصير من هولِه وعظيم شأنه إلى هلاكٍ وعطب، وإلى ذهاب عقلٍ، وغُمور فهمٍ، أو فقد بعض آلات الجسم _ صوتًا كان ذلك أو نارًا أو زلزلةً أو رجفًا. ومما يدلُّ على أنه قد يكون مصعوقًا وهو حيّ غير ميت، قول الله عز وجل: ﴿ وخر موسى صعقًا ﴾ [الأعراف:143] يعني: مغشيًا عليه.
-الإنسان أكثر شيءٍ مراء وخُصومة، لا ينيب لحقٍ، ولا ينزجر لموعظة.
-أشدّ الناس حرصًا على الحياة الدنيا، وأشدهم كراهةً للموت: اليهود، وإنما كراهتهم للموت، لِعلمهم بما لهم في الآخرة من الخزيِ، والهوان الطويل.
-جاءت موسى إحدى المرأتين اللتين سقى لهما، تمشي على استيحاءٍ من موسى، وقد سترت وجهها بثوبها.
-عند هؤلاء المخلصين من عباد الله في الجنة قاصرات الطرف، وهن النساء اللواتي قصرن أطرافهن على بعولتهن، ولا يردن غيرهم، ولا يمددن أبصارهن إلى غيرهم.
-قيل: إن الأجر الذي ذكره الله عز وجل أنه آتاه إبراهيم في الدنيا هو: الثناء الحسن، والولد الصالح.
-ما يصيبكم أيها الناس من مصيبة في الدنيا في أنفسكم وأهليكم وأموالكم،...فإنما يصيبكم ذلك عقوبة من الله بما اجترمتم من الآثام فيما بينكم وبين ربكم ويعفو لكم ربكم عن كثير من إجرامكم، فلا يعاقبكم بها.
-الآيات جعلها الله عبرًا لذوي العقول والتمييز.
-الصبر والشكر من أفعال ذوي الحجي والعقول.
-من أحسن...قولًا ممن قال ربنا الله، ثم استقام على الإيمان به، والانتهاء إلى أمره ونهيه، ودعا عباد الله إلى ما قال، وعمل به من ذلك.
-التنابز بالألقاب: هو دعاء المرء صاحبه بما يكرههُ من اسمٍ، أو صفةٍ،...فغير جائزٍ لأحدٍ من المسلمين أن ينبز أخاه باسم يكرهُهُ، أو صفةٍ يكرهها.
-العظة تنفع أهل الإيمان بالله.
-يقول جلّ ثناؤه: لا تشهدوا لأنفسكم بأنها زكية بريئة من الذنوب والمعاصي.
-يقول تعالى ذكره لعباده: احذروا أن تسروا غير الذين تُعلنون أو تضمروا في أنفسكم غير ما تُبدونه، فإن ربكم لا يخفى عليه من ذلك شيء، وهو مُحصٍ جميعهُ وحافظ عليكم كله.
-عزّة كل عزيزٍ تتبين في ناظريه دون سائر جسده.
-كُلُّ شيءٍ في القرآن " قتل " فهو لعن.
-الله يحبُّ المنصفين الذين يُنصفُون الناس، ويُعطونهم الحق والعدل من أنفسهم، فيبرون من برّهم، ويُحسنون إلى من أحسن إليهم.
-النفس المطمئنة، يعني بالمطمئنة التي أطمأنت إلى وعد الله الذي وعد أهل الإيمان به في الدنيا من الكرامة في الآخرة، فصدقت بذلك.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد