فوائد مختارة من تفسير الإمام البغوي


 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

تفسير الإمام البغوي رحمه الله، من التفاسير التي أثنى عليها الكثير من العلماء قديمًا وحديثًا.

من التفاسير الموثقة، يقول العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: كتب التفسير المعتمدة الموثوق بمؤلفيها كــــ ....( تفسير البغوي ).

بِه فوائد متنوعة، قال الشيخ عبدالعزيز بن محمد السدحان: البغوي مفسر، محدث، فقيه، ولذا فيه فوائد متنوعة.

وقد يسّر الله الكريم فجمعت بعضًا من تلك الفوائد، أسأل الله أن ينفع بها الجميع.

·       أنواع الكفر:

الكفر على أربعة أنحاء: كفر إنكار، وكفر جحود، وكفر عناد، وكفر نفاق.

فكفر الإنكار هو أن لا يعرف الله أصلًا ولا يعترف به.

وكفر الجحود هو أن يعرف الله بقلبه، ولا يعترف به بلسانه، ككفر إبليس، لعنه الله.

وكفر العناد هو أن يعرف الله بقلبه، ويعترف به بلسانه ولا يدين به، ككفر أبي طالب

وأما كفر النفاق فهو أن يقرّ باللسان، ولا يعتقد القلب.

وجميع هذه الأنواع سواء في أن من لقي الله تعالى بواحد منها لا يغفر له.

·       الصلاة:

** قال ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهم: في الصلاة منتهى ومزدجر عن معاصي الله، فمن لم تأمره صلاته بالمعروف، ولم تنهه عن المنكر لم يزدد بصلاته من الله إلا بعدًا.

** قال ابن عباس رضي الله عنهما: لا تقولوا إذا صليتم: انصرفنا من الصلاة، فإن قومًا انصرفوا فصرف الله قلوبهم، ولكن قولوا: قد قضينا الصلاة.

** قال الحسن وقتادة: من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فصلاته وبال عليه.

·       الراسخ في العلم:

قيل الراسخ في العلم من وجد في علمه أربعة أشياء:

التقوى بينه وبين الله.

التواضع بينه وبين الخلق.

الزهد بينه وبين الدنيا

المجاهدة بينه وبين نفسه.

·       التقوى:

** قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه، لكعب الأخبار: حدثنا عن التقوى، فقال: هل أخذت طريقًا ذا شوك ؟ قال: نعم، قال: فما عملت فيه ؟ قال: حذرت وشمرت. قال كعب: وذاك التقوى.

** رُوي أنه قيل لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: اتق الله، فوضع خده على الأرض تواضعًا لله عز وجل.

** قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: إن من أكبر الذنب عند الله: أن يُقال للعبد اتق الله، فيقول: عليك نفسك. 

** قال ابن عباس رضي الله عنهما: المتقي: من يتقي الشرك، والكبائر، والفواحش.

** قال ابن عمر رضي الله عنهما: التقوى: أن لا ترى نفسك خيرًا من أحد.

** قال عمر بن عبدالعزيز رحمه الله: التقوى: ترك ما حرم الله، وأداء ما افترض الله، فما رزق الله بعد ذلك فهو خير إلى خير.

** قال شهر بن حوشب: المتقي الذي يترك ما لا بأس به حذرًا مما به بأس.

** وقيل: هو الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم.

·       النفس المطمئنة:

** قال مجاهد: المطمئنة: التي أيقنت أن الله تعالى ربها، وصبرت جأشًا لأمره وطاعته.

** قال الحسن: المؤمنة الموقنة.

** قال عطية: الراضية بقضاء الله تعالى.

** قال الكلبي: الأمنة من عذاب الله.

** وقيل: المطمئنة بذكر الله.

·       التوبة النصوح:

** قال أبي وعمر ومعاذ رضي الله عنهم: التوبة النصوح أن يتوب ثم لا يعود إلى الذنب، كما لا يعود اللبن إلى الضرع.

** قال الحسن: أن يكون نادمًا على ما مضى مجمعًا على ألا يعود فيه.

** قال الكلبي: أن يستغفر باللسان، ويندم بالقلب، ويمسك بالبدن.

** قال سعيد بن المسيب: توبة تنصحون بها أنفسكم.

** قال القرظي: يجمعها أربعة أشياء: الاستغفار باللسان، والإقلاع بالبدن، وإضمار ترك العود بالجنان، ومهاجرة سيء الإخوان.

** أي: توبة ذات نصح تنصح صاحبها بترك العودة إلى ما تاب منه.

·       عفو الله عن جرائم إخوة يوسف:

قال محمد بن إسحاق: اشتمل فعلهم على جرائم من قطيعة الرحم، وعقوق الوالدين، وقلة الرأفة بالصغير الذي لا ذنب له، والغدر بالأمانة، وترك العهد، والكذب مع أبيهم، وعفا الله عنهم ذلك كله، حتى لا ييأس أحد من رحمة الله.

·       الابتلاء

** ابتلاء الله العباد ليس ليعلم أحوالهم بالابتلاء، لأنه عالم بهم، ولكن ليعلم العباد أحوالهم، حتى يعرف بعضهم بعضًا.

** الابتلاء من الله لإظهار المطيع من العاصي.

** قال عكرمة: ما من نكبة أصابت عبدًا فما فوقها، إلا بذنب لم يكن الله ليغفر له إلا بها، أو درجة لم يكن الله ليبلغه إلا بها.

** العرب تقول لكل مبتلى بعد عافية، أو ساقط في ورطة بعد سلامه، زلت قدمه.

·       الشيطان:

** سمي الشيطان شيطانًا لامتداده في الشر، وبعده عن الخير.

** الشيطان: العاتي المتمرد من كل شيء.

** قال قتادة ومجاهد والحسن: إن من الإنس شياطين كما أن من الجن شياطين.

** قال مالك بن دينار: إن شياطين الإنس أشدّ عليّ من شياطين الجن، وذلك أني إذا تعوذت بالله ذهب عني شياطين الجن، وشيطان الإنس يجيئني فيجرني إلى المعاصي عيانًا.

** قالوا: إن الشيطان إذا أعياه المؤمن وعجز عن إغوائه ذهب إلى متمرد من الإنس وهو شيطان الإنس فأغراه بالمؤمن ليفتنه. 

** الشياطين يُزينون الأعمال القبيحة لبني آدم ويغرونهم غرورا والغرور: القول الباطل

** كلّ من صدّ عن سبيل الله فهو شيطان.

** الناس إذا وصفوا شيئًا بغاية القبح قالوا: كأنه شيطان، وإن كانت الشياطين لا ترى لأن قبح صورتها متصور في النفس.

** قال مطرف: أنصح عباد الله للمؤمنين هم الملائكة، وأغشّ الخلق للمؤمنين هم الشياطين.

** قوله تعالى:﴿ الشيطان سول لهم ﴾ [محمد:25] زين لهم القبيح.

** الشيطان جاثم على قلب الإنسان، فإذا ذكر الله خنس، وإذا غفل وسوس.

·       عبادة الليل:

في الجملة عبادة الليل: أشدّ نشاطًا، وأتمّ إخلاصًا، وأكثر بركة، وأبلغ في الثواب من عبادة النهار.

·       العين:

قيل: كانت العين في بني أسد، حتى كانت الناقة والبقرة السمينة تمرّ بأحدهم فيعاينها، ثم يقول: يا جارية خذي المكتل والدراهم فأتينا بشيء من لحم هذه، فما تبرح حتى تقع بالموت، فتنحر. وقال الكلبي: كان رجل من العرب يمكث لا يأكل ولا يشرب يومين أو ثلاثة، ثم يرفع جانب خبائه، فتمرُ به الإبل فيقول: لم أر كاليوم إبلًا ولا غنمًا أحسن من هذه، فما تذهب إلا قليلًا حتى تسقط منها طائفة وعدة.

·       الدعاء: 

** قال السدي: رجل من النصارى بالمدينة، كان إذا سمع المؤذن يقول: " أشهد أن محمدًا رسول الله "، قال: حُرِقَ الكاذب، فدخل خادمه ذات ليلة بنار، وهو وأهل بيته نيام، فتطايرت منها شرارة، فاحترق البيت، واحترق هو وأهله.

** أبو عامر الراهب، _ وهو أبو حنظلة غسيل الملائكة _ كان قد ترهب في الجاهلية وتنصر، ولبس المسوح، فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، قال له أبو عامر: ما هذا الذي جئت به ؟ قال: (( جئت بالحنفية دين إبراهيم )) قال أبو عامر: فإنا عليها، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (( إنك لست عليها )) قال: بلى، ولكنك أدخلت في الحنفية ما ليس منها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما فعلت، ولكني جئت بها بيضاء نقية )) فقال أبو عامر: أمات الله الكاذب منّا طريدًا وحيدًا غريبًا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (( آمين ))

فمات أبو عامر الراهب بالشام وحيدًا فريدًا غريبًا.  

** في بعض القصص: كان بين دعاء موسى وإجابته أربعون سنة.

** لا ينبغي للمؤمن أن ييأس من الإجابة، وإن تأخرت فيدع الدعاء.

·       الريح:

** قال ابن عباس رضي الله عنهما: أعظم جنود الله: الريح، والماء.

** قال شريح القاضي: ما هبت ريح إلا لشفاء سقيم أو لسقم صحيح.

** البشارة في ثلاث من الرياح: في الصبا، والشمال، والجنوب

** الدبور...الريح العقيم، لا بشارة فيها.

** الرياح ثمانية: أربعة للرحمة، وأربعة للعذاب.

** الرياح...التي للرحمة: المبشرات والناشرات والذاريات والمرسلات.

** الرياح...للتي للعذاب: العقيم والصرصر في البر، والعاصف والقاصف في البحر.

·       فضل الطين على النار:

قالت الحكماء: للطين فضل على النار من وجوه: منها: أن جوهر الطين الرزانة والوقار والحلم والصبر، وهو الداعي لآدم بعد السعادة التي سبق له إلى التوبة والتواضع والتضرع، فأورثه الاجتباء والتوبة والتضرع، ومن جوهر النار الخفة والطيش والجرأة والارتفاع وهو الداعي لإبليس بعد الشقاوة التي سبقت له إلى الاستكبار والإصرار، فأورثه اللعنة والشقاوة، ولأن الطين سبب جمع الأشياء، والنار سبب تفرقها ولأن التراب سبب الحياة، لأن حياة الأشجار والنبات به، والنار سبب الهلاك

·       اللسان والقلب:

قال خالد الربعي: كان لقمان عبدًا حبشيًا، فدفع مولاه إليه شاة، وقال: اذبحها، وائتني بأطيب مضغتين فيها، فأتاه باللسان والقلب، ثم دفع إليه شاة أخرى، وقال: اذبحها، وائتني بأخبث مضغتين منها، فأتاه باللسان والقلب، فساله مولاه عن ذلك، فقال: ليس أطيب منهما إذا طابا، ولا أخبث منهما إذا خبثا.

·       الحكمة:

** قال مجاهد: فهم القرآن.

** وقال مقاتل: مواعظ القرآن وما فيه من أحكام.

** وقال ابن قتيبة: هي العلم والعمل به، ولا يكون الرجل حكيمًا حتى يجمعهما.

** وقيل: هي السنة. وقيل: الحكمة الفقه.

** وقال أبو بكر بن دريد: كل كلمة وعظتك أو دعتك إلى مكرمة، أو نهتك عن قبيح فهي حكمة.

** الحكيم له معنيان: أحدهما: الحاكم وهو القاضي العدل. والثاني: المحكم للأمر كي لا يتطرق إليه الفساد.

·       الكذب:

** قال ابن مسعود رضي الله عنه: إن الكذب لا يصلح في جد ولا هزل ولا أن يعد أحدكم صبيه شيئًا ثم لا ينجز له اقرؤوا إن شئتم هذه الآية:﴿ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين

** الإنسان إنما يكذب لمهانة نفسه عليه.

** الإفك: أسوأ الكذب.

·       الكنود والشكور:

قال الفضيل بن عياض: الكنود: الذي أنسته الخصلة الواحدة من الإساءة الخصال الكثيرة من الإحسان، والشكور: الذي أنسته الخصلة الواحدة من الإحسان الخصال الكثيرة من الإساءة.

·       السائحون:

** قال ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهما: هم الصائمون.

** وقال عطاء: السائحون: الغزاة المجاهدون في سبيل الله.

** وقال عكرمة: السائحون هم طلبة العلم.

·       العلم والعلماء:

** قال سفيان: من لا يعمل بما يعلم لا يكون عالمًا.

** قال الشعبي: العالم من يخشى الله.

** قال مسروق: كفى بخشية الله علمًا، وكفي بالاغترار بالله جهلًا.

·       الإسراف والتبذير:

** قال عمر بن الحطاب رضي الله عنه: كفى سرفًا أن لا يشتهى الرجل شيئًا إلا اشتراه فأكله.

** قال ابن مسعود رضي الله عنه: التبذير: إنفاق المال في غير حقه.

** قال مجاهد: لو كان أبو قبيس ذهبًا لرجل فأنفقه في طاعة الله لم يكن مسرفًا، ولو أنفق درهمًا أو مدًا في معصية الله كان مسرفًا. 

·       النعم:

** قال علي بن أبي طالب رضي الله عنهتمام النعمة الموت على الإسلام.

** قال أبي بن كعب رضي الله عنه: من ظن أن نعمة الله في مطعمه ومشربه وملبسه فقد قلً علمه وحضر عذابه.

** قال الفضيل بن عياض: شكر كل نعمة أن لا تعصي الله بعد تلك النعمة.

·       رقائق ومواعظ:

** قال الله عز وجل: ﴿ فأهلكناهم بذنوبهم ﴾ [الأنفال:54] أهلكنا بعضهم بالرجفة، وبعضهم بالخسف، وبعضهم بالمسخ، وبعضهم بالريح، وبعضهم بالغرق.

** قال الله تعالى: ﴿ يتعارفون بينهم﴾ [يونس:45] يعرف بعضهم بعضًا حين يبعثون من قبورهم كمعرفتهم في الدنيا، ثم تنقطع المعرفة إذا عاينوا أهوال القيامة.

** قال الله جل وعلا: ﴿ يضاعف لهم العذاب ﴾ [هود:20] فيل: تضعيف العذاب عليهم لإضلالهم الغير، واقتداء الاتباع بهم.

** قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ بل يريد الإنسان ليفجر أمامه ﴾ [القيامة:5] قال سعيد بن جبير: ليفجر أمامه: يقدم على الذنب ويؤخر التوبة، فيقول: سوف أتوب، سوف أعمل، حتى يأتيه الموت على شر أحواله، وأسوأ أعماله.  

** قال الله عز وجل: ﴿ والآخرة خير وأبقى ﴾ [الأعلى:17] قال عرفجة الأشجعي: كنّا عند ابن مسعود فقرأ هذه الآية، فقال لنا: أتدرون لِم آثرنا الحياة الدنيا على الآخرة ؟ قلنا: لا، قال: لأن الدنيا أحضرت وعجل لنا طعامها وشرابها ونساؤها ولذاتها وبهجتها، وأن الآخرة نعتت لنا، وزويت عنا، فأحببنا العاجل، وتركنا الأجل.

** روى السدي عن مرة عن عبدالله قال: لو علم أهل النار أنهم يلبثون في النار عدد حصى الدنيا لفرحوا ولو علم أهل الجنة أنهم يلبثون في الجنة عدد حصى الدنيا لحزنوا

** قال ابن مسعود رضي الله عنه: إذا ظهر الزنا والربا في قرية أذن الله في إهلاكها.

** روي أن أبا هريرة رضي الله عنه سمع رجلًا يقول: إن الظالم لا يضر إلا نفسه. فقال: بئس ما قلت، إن الحبارى تموت في وكرها بظلم الظالم.

** قال ابن عباس رضي الله عنهما:

& نفس المؤمن تنشط للخروج عند الموت، لما يرى من الكرامة، لأنه تعرض عليه الجنة قبل أن يموت.

& أمر الله عز وجل المؤمنين ألا يُقرّوا المُنكر بين أظهرهم، فيعمُهم الله بعذاب يصيب الظالم وغير الظالم.

** قرأ رجل عند يحيى بن معاذ هذه الآية: ﴿ اذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى ﴾ [طه:43_44]  فبكى يحيى، وقال: إلهي هذا رفقك بمن يقول: أنا الإله، فكيف رفقك بمن يقول: أنت الإله.؟

** قال عطية: لا تعصوا في الأرض فيمسك الله المطر ويهلك الحرث بمعاصيكم.

** قال ابن جريج: النار سبع دركات، أولها: جهنم، ثم لظى، ثم الحطمة، ثم السعير، ثم سقر، ثم الجحيم، ثم الهاوية.

** كلُّ داع إلى معصية الله فهو من جند إبليس، قال أهل التفسير: كل راكب وماش في معاصي الله فهو من جند إبليس.

** من كان في هذه الدنيا أعمى عن الاعتبار فهو في الآخرة أعمى عن الاعتذار.

** قيل: الشقي الذي يذنب ولا يتوب.

** قال أهل المعاني: إن الكفار إذا عاينوا جهنم وأنواع عذابها، صار عذاب القبر في جنبها  كالنوم.

** السعداء حين يموتون، يصيرون بلطف الله تعالى إلى أسباب الجنة، يُلقّون بالروح والريحان، ويرون منازلهم في الجنة، فكأن موتهم في الدنيا كأنهم في الجنة لاتصالهم بأسبابها، ومشاهدتهم إياها.

·       فوائد من أقوال الصحابة:

** قال عمر بن الحطاب رضي الله عنه:

-الوفد كثير، والحاج قليل.

-الاستقامة أن تستقيم على الأمر والنهي،  ولا تروغ روغان الثعالب.

** قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: لو شققتم عن قلب مؤمن لوجدتموه أبيض، ولو شققتم عن قلب منافق لوجدتموه أسود.

** قال ابن مسعود رضي الله عنه:

-أنتم أشبه الأمم ببني إسرائيل سمتًا وهديًا تتبعون عملهم خذو القذة بالقذة، غير أني لا أدري أتعبدون العجل أم لا .

-العسل شفاء من كل داء، والقرآن شفاء لما في الصدور.

** قال معاذ رضي الله عنه: العمل الصالح الذي يجمع: العلم، والنية، والصبر،  والإخلاص

** قال أنس رضي الله عنه: كرهت الصحابة قتال مانعي الزكاة، وقالوا: أهل القبلة، فتقلد أبو بكر سيفه وخرج وحده، فلم يجدوا بدًّا من الخروج على أثره. قال ابن مسعود رضي الله عنه: كرهنا ذلك في الابتداء ثم حمدناه عليه في الانتهاء.

** قال أبي بن كعب رضي الله عنه:

-من يتبع بصره فيما أيدي الناس طال حزنه.

** قال ابن عباس رضي الله عنهما:

-كلّ ما ورد في القرآن من العبادة فمعناه التوحيد

-ليس في الدنيا مما في الجنة إلا الأسماء.

-من تاب الله عليه لم يعذبه أبدًا.

-من قرأ القرآن واتبع ما فيه هداه الله من الضلالة ووقاه يوم القيامة سوء الحساب

** قال عبدالله بن عمر رضي الله عنهما:

-إن أشدّ الناس عذابًا يوم القيامة: المنافقون، ومن كفر من أصحاب المدينة، وآل فرعون.

-كل مال تؤذي زكاته فليس بكنز وإن كان مدفونًا، وكل مال لا تؤذي زكاته فهو كنز، وإن لم يكن مدفونًا.

** قال وحشي رضي الله عنه: قتلت خير الناس في الجاهلية[يعني: حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه] وقتلت شر الناس في الإسلام[يعني: مسيلمة الكذاب]

·       فوائد من أقوال التابعين:

** قال الحسن:

-المؤمن من جمع إحسانًا وخشية، والمنافق من جمع إساءة وأمنًا.

-استكثروا من الأصدقاء المؤمنين، فإن لهم شفاعة يوم القيامة.

-إن المؤمن والله ما تراه إلا يلوم نفسه، ما أردت بكلامي، ما أردت بأكلتي، وإن الفاجر يمضى قدمًا، لا يحاسب نفسها ولا يعاتبها.

-لو علم الزاهدون العابدون أنهم لا يرون ربهم في المعاد لزهقت أنفسهم في الدنيا.

** قال قتادة:

-لا تلقي اليهود في بلد إلا وجدتهم من أذلِّ الناس.

-أهل الباطل مختلفة أهواؤهم، مختلفة شهادتهم، مختلفة أعمالهم، وهم مجتمعون في عداوة أهل الحق.

-المتشبت بالدنيا يأتيه أمر الله وعذابه أغفل ما يكون.

** قال مجاهد:

-شفاعة الناس بعضهم لبعض يُؤجر الشفيع على شفاعته وإن لم يُشفع

-لا يكون العبد من الذاكرين الله كثيرًا حتى يذكر الله قائمًا وقاعدًا ومضطجعًا.

** قال سعيد بن المسيب: الأواب: الذي يذنب ثم يتوب، ثم يذنب ثم يتوب.

** قال الفضيل بن عياض: العمل لا يقبل حتى يكون خالصًا صوابًا، فالخالص إذا كان لله، والصواب إذا كان على السنة.

** قال أبو العالية: من كثرت طاعاته في الدنيا زادت درجاته في الآخرة في الجنة، لأن الدرجات تكون بالأعمال.

** قال شريح القاضي: إني لأقضي لك، وإني لأظنك ظالمًا، ولكن لا يسعني إلا أن أقضى بما يحضرني من البينة، وإن قضائي لا يُحلّ لك حرامًا.

** قال سعيد بن جبير: كان الله عز وجل قادرًا على خلق السموات والأرض في لمحة ولحظة، فخلقهن في ستة أيام تعليمًا لخلقه التثبت والتأني في الأمور.

** قال ابن عون: الفكرة تذهب الغفلة، وتُحدث للقلب الخشية، كما يحدث الماء للزرع النماء.

** قال الثوري: الإحسان أن تحسن إلى المسيء، فإن الإحسان إلى المحسن تجارة.

** قال علي بن الحسين بن واقد: جمع الله الطب كله، في نصف آية، فقال: ﴿كُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا 

** قال الربيع بن خيثم: ما للنفساء عندي خير من الرطب، ولا المريض خير من العسل.

** قال ابن عطاء: لا يسمع سورة يوسف غليه السلام محزون إلا استراح لها.

** قال هرم بن حيان: ما أقبل عبد بقلبه إلى الله عز وجل إلا أقبل الله بقلوب أهل الإيمان إليه حتى يرزقه مودتهم.

** قال القرظي: ليس شيء أقرّ لعين المؤمن من أن يرى زوجته وأولاده مطعين لله عز وجل.

** قال مالك بن دينار: ما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة قلب، وما غضب الله عز وجل على قوم إلا نزع منهم الرحمة.

** قال عكرمة: ليس أحد إلا وهو يفرح ويحزن، ولكن اجعلوا الفرح شكرًا، والحزن صبرًا.

** قال جعفر بن محمد الصادق: يا ابن آدم: مالك تأسف على مفقود لا يرده إليك الفوت، ومالك تفرح بموجود لا يتركه في يدك الموت.

·       تسميات:

-﴿ صبغة الله ﴾ قال ابن عباس: دين الله، وإنما سماه صبغة لأنه يظهر أثر الدين على المتدين،  كما يظهر أثر الصبغ على الثوب.

-مكة سميت أم القرى لأن الأرض دحيت من تحتها، فهي أصل الأرض كلها.

-الأنصاب: الأوثان سميت بذلك لأنهم كانوا ينصبونها.

-سمي المؤمن مؤمنًا لأنه يُؤمن نفسه من عذاب الله

-سمي الشك في الدين مرضًا لأنه يضعف الدين، كالمرض يضعف البدن.

-سمي السحاب غمامًا لأنه يغطي وجه الشمس.

-سمي الفقير مسكينًا لأن الفقر أسكنه وأقعده عن الحركة.

-سمي الشهر شهرًا لشهرته.

-سمي القرآن قرانًا لأنه يجمع السور، والآي، والحروف.

-سمي الكافر ظالمًا لأنه يضع العبادة في غير موضعها.

-سمي البيت الحرام لأن الله تعالى حرمه وعظم حرمته.

-سمي يوم الفطر والأضحى عيدًا لأنهما يعودان في كل سنة.

-سمي الجن والإنس ثقلين لأنهما مثقلان بالذنوب.

-سميت الريح ريحًا لأنها تريح الإنسان.

-سميت ثمود لقلة مائها، والثمد: الماء القليل.

-سميت الغنائم أنفالًا لأنها زيادة من الله لهذه الأمة على الخصوص.

-سورة يوسف سماها أحسن القصص لِما فيها من العبر والحكم والنكت والفوائد التي تُصلح الدين والدنيا، من سير الملوك والمماليك والعلماء، ومكر النساء، والصبر على أذى الأعداء، وحسن التجاوز عنهم بعد الالتقاء، وغير ذلك من الفوائد.

-الجنة سميت دار السلام لأن كل من دخلها سَلِمَ من البلايا والرزايا، وقيل: سميت بذلك لأن جميع حالاتها مقرونة بالسلام. 

-سواءة سميت بها لأنه يسوء صاحبها انكشافها.

-تعبير الرؤيا سمى تأويلًا لأنه يؤول أمره إلى ما رأى في منامه.

-البثُّ سمي بذلك لأن صاحبه لا يصبر عليه حتى يبثه.

-الجنين سمي جنينًا لاجتنانه في البطن.

·       متفرقات:

** لا ترى في أهل الملل أذلّ وأحرص على المال من اليهود.

** الصاعقة قطعة عذاب ينزلها الله على من يشاء.

**﴿إن في خلق السماوات والأرض﴾  ذكر السماوات بلفظ الجمع، والأرض بلفظ الواحد، لأن كل سماء من جنس آخر، والأرضون كلها من جنس واحد وهو التراب.

** ﴿ وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا * فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما ﴾ [الكهف:80_81] قال مطرف: فرح به أبواه حين ولد، وحزنا عليه حين قتل، ولو بقى لكان فيه هلاكهما، فليرض امرؤ بقضاء الله تعالى، فإن قضاء الله للمؤمن فيما يكره خير له من قضائه فيما يحب.

** قرن التاريخ بالليل دون النهار، لأن شهور العرب وضعت على سير القمر، والهلال إنما يهل بالليل.

** بني إسرائيل قيل أرسل الله عليهم طاعونًا فهلك منهم في ساعة واحدة سبعون ألفًا

** من أطاع الله فقد شكره، ومن عصاه فقد كفره.

** القاصد للقتل إذا علم أنه إذا قتل يُقتل، يمتنع من القتل، فيكون فيه بقاؤه وبقاء من همّ بقتله.

** القرن مدة من الزمان، يقال: ثمانون سنة، وقيل: ستون سنة، وقيل: أربعون سنة، وقيل: ثلاثون سنة، ويقال: مائة سنة.

** قيل: تبارك الله، أي باسمه يُتبرك كل شيء.

** جزيرة العرب من أقصى عدن أبين، إلى ريف العراق في الطول، وأما العرض فمن جدة وما والاها من ساحل البحر إلى أطراف الشام.

** روى أن يوسف كان لا يشبع من طعام في تلك الأيام، فقيل له: أتجوع وبيدك خزائن الأرض ؟ قال: أحاف إن شبعت أن أنسى الجائع.

** الباطل وإن علا في وقت فإنه يضمحل.

** القلوب توجل إذا ذكرت عدل الله وشدة حسابه، وتطمئن إذا ذكرت فضل الله وكرمه.

** كان نوح عليه السلام إذا أكل طعامًا، أو شرب شرابًا، أو لبس ثوبًا، قال: الحمد لله، فسمى عبدًا شكورًا. أي: كثير الشكر.

** الإنسان لا ينال بكبره وبطره شيئًا، كمن يريد خرق الأرض، ومطاولة الجبال لا يحصل على شيء.

** التهجد لا يكون إلا بعد النوم، يقال: تهجد إذا قام بعدما نام.

** من لا بصيرة له كمن لا بصر له.

** قيل إن العين إذا بكت من السرور فالدمع بارد، وإذا بكت من الحزن فالدمع يكون حارًا.

** أكثر الأحياء في الأرض مخلوق من الماء، أو بقاؤه بالماء.

** الشام بارك الله فيها بالخصب، وكثرة الأشجار والثمار والانهار، ومنها بعث أكثر الأنبياء.

** العمى الضار هو عمى القلب، أما عمى البصر فليس بضار في أمر الدين.

** الشكر: قيدُ النعمة الموجودة، وصيد النعمة المفقودة.

** كلّ من عصى الله فقد طلب الفساد في الأرض.

** جعل بين الزوجين المودة والرحمة، فهما يتوادان ويترحمان، وما شيء أحب إلى أحدهما من الآخر من غير رحم بينهما.  

** في الأثر: ما من شعرة تبيض إلا قالت لأختها استعدي فقد قرب الموت.

** خمرة الدنيا يحصل منها أنواع من الفساد، منها: السكر وذهاب العقل، ووجع البطن، والصداع، والقيء، والبول، ولا يوجد شيء من ذلك في خمرة الدنيا.

** يقال: رجل شكس شرس، إذا كان سيء الخلق، مخالفًا للناس لا يرضى بالإنصاف

** سئل ابن عمر رضي الله عنهما: هل كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحكون ؟ قال: نعم، والإيمان في قلوبهم أعظم من الجبل.

** الإبل...قيل: إنها مع عظمها تلين للحمل الثقيل، وتنقاد للقائد الضعيف.

** فازت وسعدت نفس زكاها الله أي: أصلحها وطهرها من الذنوب، ووفقها للطاعة.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply