تذكير الآباء بأهمية تربية الأبناء


 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

 

الهدف من الخطبة

التذكير بهذه المسئولية العظيمة التى يترتب عليها صلاح الفرد، والأسرة؛ بل صلاح المجتمع بأسرة، مع بيان أدلة مسئولية الآباء عن تربية الأبناء

 

مقدمة ومدخل للموضوع

أيها المسلمون، عباد الله، موعظتنا اليوم بإذن الله تعالى بعنوان: تذكير الآباء بأهمية تربية الأبناء، وسيندرج الكلام تحت العناصر التالية:

1-   تربية الأبناء مسئولية الآباء

2-  فضل تربية الأبناء

3-   خطر إهمال تربية الأبناء

4-  كيف نربي أولادنا؟

 

عباد الله: فإن الأولاد نعمة من نعم الله تعالى على عباده؛ فهم زينة الحياة الدنيا، وعدة للدار الآخرة، ولهذا ذكر الله تعالى من إنعامه على خيار خلقة من الأنبياء والمرسلين: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً}، وقال سبحانه وتعالى: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}.

فإذا عرف الإنسان هذا الأمر عرف أن عليه مقابلة هذه النعمة بالشكر واستحضارها في جميع الأوقات

قال الله سبحانه وتعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ}.

 تربية الأبناء مسئولية الآباء:

إن تربية الأبناء مسئولية كبيرة فى أعناق الآباء والأمهات: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}، فكما أن للوالدين حقوقًا على أبنائهم، فإن للأولاد حقوقًا على الوالدين أيضًا، كما روى مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (وَإِنَّ لِوَلَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا).
وحسن تربية الأبناء أعظم أمانة فى رقاب الوالدين يجب حفظها ورعايتها، وأن التفريط فيها خيانة كبيرة، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ* وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ}.بل أن هذه الأمانة، وهذا الحق يبدأ من قبل ولادته وذلك بحسن إختيار الأم الصالحة، فمن حقوق الأولاد التي يغفل عنها كثير من الناس، أن يختار الرجل الأم الصالحة، عند الزواج، فالأم الصالحة كالأرض الطيبة، تنبت نباتًا حسنًا
.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: (تُنْكَحُ المَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ، تَرِبَتْ يَدَاكَ).

لأن تربية الأبناء مسؤولية مشتركة بين الأبوين، ففى الصحيحين عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: (كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالأَمِيرُ رَاعٍ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَالمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ زَوْجِهَا وَوَلَدِهِ، فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ).

فهذه درجات المسئولية لكل مسئول؛ فكما أننا نمنع عنهم البرد والحر والجوع !! نمنع عنهم فساد الدين والأخلاق!

 

فضل تربية الأبناء:

فأما في الدنيا فأكرم به وأنعم من بر وطاعة وإحسان: يرفع وجهك، ويكون ساعدك، وكل صلاح وخير تقوم بتربيته عليه فهو في ميزان حسناتك يوم القيامة؛ لأن الولد من سعي أبيه، {وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى* وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى* ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الأَوْفَى}.

فما يسجد سجدة، ولا يقرأ حرفا، ولا يسبح تسبيحة، ولا يعمل معروفا إلا وكان لك من ذلك حظا ونصيبا

ومن أعظم ثمرات تربية الأبناء وصلاح الولد أن يدعو لوالديه بعد موتهما، كما قال النبى صلى الله عليه وسلم: (إذَا مَاتَ الإنسانُ انْقَطعَ عَمَلُهُ إلاَّ مِنْ ثلاثةٍ: إلا من صَدَقَةٍ جَاريةٍ، أو عِلمٍ يُنْتَفعُ به، أو ولدٍ صالِحٍ يَدعُو لهُ).

بل ويجنى ثمار تربيتهم حتى فى الجنة، يقول النبى صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيَرْفَعُ الدَّرَجَةَ لِلْعَبْدِ الصَّالِحِ فِي الْجَنَّةِ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ: أَنَّى لِي هَذِهِ؟! فَيَقُولُ: بِاسْتِغْفَارِ وَلَدِكَ لَكَ  ((رواه ابن ماجه وأحمد واللفظ له).

وتأمل هذا التكريم: عن بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ وَتَعَلَّمَهُ وَعَمِلَ بِهِ أُلْبِسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَاجًا مِنْ نُورٍ ضَوْءُهُ مِثْلُ ضَوْءِ الشَّمْسِ، وَيُكْسَى وَالِدَيْهِ حُلَّتَانِ لَا يَقُومُ بِهِمَا الدُّنْيَا فَيَقُولَانِ: بِمَا كُسِينَا؟ فَيُقَالُ: بِأَخْذِ وَلَدِكُمَا الْقُرْآنَ(.

 

 خطر إهمال تربية الأبناء :

أما فى الدنيا فينشأ أولاد لا يعرفون للوالدين حقوقًا، ولا للحياء سبيلًا، ولا للأخلاق الفاضلة طريقًا، ليس لهم هم إلا شهوات يتبعونها، ورغبات يحققونها، وإن خالفت الشرع وعارضت الفضيلة لأنهم لم يتربو ولم يتعلموا الإنضباط من خلال الحلال والحرام، وأما في الآخرة فإن الوالد موقوف ومسئول، ومُحاسب ومحروم، ففي الصحيحين عن مَعْقِل بْن يَسَارٍ الْمُزَنِيّ رضي الله عنه قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللهُ رَعِيَّةً، يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ، إِلَّا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ).وفي رواية: (فَلَمْ يَحُطْهَا بِنَصِيحَةٍ، إِلَّا لَمْ يَجِدْ رَائِحَةَ الجَنَّةِ.(

وعن عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو رضي الله عنهما قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَعُولُ).

نسأل الله العظيم أن يحفظ لنا أولادنا، وأن يعيننا على حسن تربيتهم

 

 الخطبة الثانية:

كيف نربي أولادنا؟ اعلم أيها الوالد، أو المربي أن تربية الأولاد والعناية بهم، من أعظم التجارات الرابحة في الدنيا والآخرة؛ والتي يجب أن يقدمها العاقل على كل أمور الدنيا، وعلى كثير من أمور الآخرة، ومعلوم أن كل تجارة كبيرة فمحتاجة لصبر وتعب ومشقة، وتربية الأولاد في هذه الأزمان من أشق الأمور وأصعبها؛ لكنها لا تشق على من علم عاقبتها وأجرها، وعلى من يسرها الله عليه.

واعلم أيها الوالد أن هدايتهم بيد الله وحده، وأن ما علينا هو الاجتهاد بفعل الأسباب المشروعة فقط.

ولابد أن يعلم الوالدان أن معاناة التربية هى نوع من الجهاد والطاعة، فما يلاقيانه فيها من الجهد والعناء لا يضيع عند الله تعالى، ولهذا جاء عن بعض السلف: إن من الذنوب ما لا يكفره إلا هم الأولاد.

فإذا عرف الإنسان هذا هان عليه الأمر وعلم أنه في عبادة يؤجر عليها كما يؤجر على سائر العبادات.

 

وإليك بعض الأسس والقواعد التى ينبغى أن يتربى عليها الأبناء:

 -   تربيتهم على العقيدة الصحيحة:

وقد ذكر الله تعالى نموذجا ومنهجا للتربية الصحيحة: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ* وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ}.

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعتني بتعليم الصغار العقيدة ويربيهم على الإيمان؛ كقوله لابن عباس: (يَا غُلَامُ، إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ، احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ)؛ رواه الترمذي.

 

 -  تعويدهم على أداء العبادات:

فمن وسائل تربية الأولاد تعويدهم على فعل الخيرات، وأداء العبادات، ليعتادوا عليها منذ الصغر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مُرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا، وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ. ((رواه أبو داود وصحَّحه الألباني).

 

 -   التربية بالقدوة العملية:

فإن المربي الناجح سواء كان (أبًا أو أمًّا، أو معلمًا) يجب أن يكون قدوة صالحة في نفسه؛ فكيف يرجو أن يطاع ويكون لتوجيهه أثر، وهو يخالف فعلُه قولَه.

وقد قال ربنا سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ* كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ}.

فإن الأبناء يربطون بين توجيهات الوالد وتصرفاته، فإذا رأوه مثلا يسب ويلعن أو يكذب فى معاملاته، فهل سيقبلون منه إذا نهاهم عن ذلك؟!

وإذا رأوه متكاسلا عن الصلاة فهل سيقبلون منه إذا أمرهم بالصلاة؟!

وإذا رأوه مدخنا فهل سيقبلون منه عندما ينهاهم ويزجرهم عن شرب الدخان؟!

يقول الإمام ابن القيم رحمه الله: إذا اعتبرت الفساد في الأولاد رأيت عامته من قبل الآباء.

ولهذا فإن من الحكم التي شرعت لأجلها صلاة النافلة في البيت؛ حتى يتعلم الأولاد الصلاة عمليًّا من الوالدين

فى الصحيحين عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم ولا تتخذوها قبورًا(

وفى صحيح مسلم عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده فليجعل لبيته نصيبًا من صلاته فإن الله جاعل في بيته من صلاته خيرًا(

واستكثار الوالدين من الطاعات والاجتهاد في الخير من أقوى أسباب صلاح الأبناء، ودفع الشرور عنهم وحفظ الله تعالى لهم كما قال الله تعالى: {وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا}.

قال ابن المنكدر : إن الله ليحفظ بالرجل الصالح ولده وولد ولده والدويرات التي حوله، فما يزالون في حفظ من الله وستر.

 

 -   الإكثار من الدعاء لهم بالهداية والصلاح:

كما دعا الخليل إبراهيم عليه السلام: قال: {رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ}. وقال: {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ}.

وهذا زكريا عليه السلام يسأل الله ذرية صالحة، فيقول: {فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا* يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا}.

ومن دعاء عباد الرحمن: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}.

وعليك بالإكثار من الدعاء ولا تيأس، روي عن معروف الكرخي: أنـه كان يدعو لابنه علي قائلًا: اللهم إني اجتهدتُ أن أؤدب عليًا، فلم أقدر على تأديبه.. فأدبه أنت لي. واستجاب الله له حتى أصبح ابنه عابدًا ورعًا تقيًا.

يقول أحدهم: كانت أمي تدعو لي حين تأمرني بالصلاة وتقول: قم للصلاة.. ربي يكرمك، قم للصلاة.. ربي لا يحرمك حلاوتها، قم للصلاة.. ربنا يوفقك.

فأحببت الصلاة، وكنت أنتظر الصلوات لأسمع دعوات أمي، فكبرت وهي ما زالت تدعو لي، ووجدت نفسي أحب الصلاة.

واحذر كل الحذر من الدعاء عليهم بحجة تخويفهم أو ردعهم عن الخطأ، أو تعزيرًا لهم عند الوقوع في الخطأ، فى صحيح مسلم عَنْ جَابِر أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: (لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَوْلَادِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى خَدَمِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ، لَا تُوَافِقُوا مِنَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى سَاعَةَ نَيْلٍ فِيهَا عَطَاءٌ، فَيَسْتَجِيبَ لَكُم).

وفى رواية: (لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَوْلَادِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ، لَا تُوَافِقُوا مِنَ اللهِ سَاعَةً يُسْأَلُ فِيهَا عَطَاءٌ، فَيَسْتَجِيبُ لَكُمْ).

 

  - ومن أهم وسائل التربية إختيار الصحبة الطيبة الصالحة، وملأ أوقاتهم بما ينفع، وإذا أردت جماع ذلك كله؛ (بل خلاصة الخطبة كلها) فعليك بحلق القرآن، عليك بخلق القرآن، فما تربوا فى مكان أفضل من المسجد، ولا على شئ أفضل من القرآن، ولا مع أحد أفضل من معلم القرآن، ولا رفقة أفضل من رفقة أهل القرآن.

فإذا أردت أن يكون ابنك رجلًا؛ فأدخله بيت الرجال، بين أهل القرآن، قال الله تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ* رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ}.

هناك سيتخلق بأخلاق القرآن، ويحظى بصحبة أهل القرآن، ويتربى على يدي معلم القرآن.

 

الخلاصة: (حطه فى الجامع مع الشيخ وماعات تخافش عليه بإذن الله تعالى).

نسأل الله العظيم أن يجعل أبنائنا من أهل القرآن، وأن يحبب إليهم حلق القرآن، وأن يحفظم من الفتن ما ظهر منها وما بطن

 

ملحوظة

١-الموضوع قابل للزيادة والتعديل بحسب وقت الخطبة أو الدرس.

٢-إن لم تكن خطيبًا أو واعظًا فتستطيع بإذن الله تعالى أن تكون كذلك، إما بقراءة المادة الوعظية على غيرك (أسرتك.. أقرانك.. زملاءك..)، وإما بنشرها وما يدريك لعل الخير يكون على يديك.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply