بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
هذه بعض الفوائد المختارة من تفسير من سورة " النمل " للعلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله، وهي فوائد مختصرة، لا تزيد عن سطرين، أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
· الإيمان بالآخرة:
• الإيمان بالآخرة سبب لليقين والنور،... والإنسان ما يُصاب بعدم اليقين إلا بسبب أعماله، ونقص إيمانه.
• كلما قوي الإيمانُ فإن معرفة الإنسان تزداد حتى في الأمور عير العلمية الشرعية، فيعطيه الله تبارك وتعالى فراسةً يتبين بها الأشياء.
• الذين يزين له سوء عمله يكون ذلك دليلًا على نقص إيمانه بالآخرة، إذ لو كُمل إيمانه بالآخرة لكان يعرف الحسن من السيّئ فيفعل الحسن ويتجنب السّيئ.
• من عدمِ الإيمان... لا يوفق للهداية تجده حائرًا، لأنه لم يؤمن.
• كلما قوي الإيمان بالآخرة عرف الإنسان القبيح ولم يتردد فيه... وكلما ازداد إيمانه بالآخرة كره القبائح.
• الرجل الذي يستحسن القبائح يمكن أن نستنتج أنه ضعيف الإيمان بالآخرة... وكلما ضعف الإيمان بالآخرة ازداد تزيين القبيحُ في عين الإنسان.
· العلم:
• المراد بالعلم الممدوح علمُ الشريعة، أما ما سوى علم الشريعة فإنه لا يمدح إلا حيث يوصل إلى أمرٍ محمود.
• المقصود بثناء الله علم الشريعة، لأن علم الشريعة هو الذي ينفع الخلق.
• نفي العلم قد يراد به نفي حقيقة العلم، بحيث لا يكون الإنسان عالمًا، وقد يُرادُ به نفي الانتفاع به، فإن من لم ينتفع بعلمه فهو كالجاهل، بل هو شرّ منه.
• ينبغي لطالب العلم عندما يبحث عن مسألة أن يبحث عنها لأجل أن يصل إلى الحق، لا لأجل أن ينصر قوله _ ونسأل الله العافية _
· آيات الله الكونية:
• الله تبارك وتعالى... ينذر الناس بالآيات الكونية، إذا لم تفدهم الآيات الشرعية، وهذا كثير كالكسوف والزلازل والفيضانات والصواعق والحاصب من السماء بالبرد.
• في الوقت الحاضر إذا رأوا هذه العقوبات يقولون: هذا أمر طبيعي، من فيضانات طبيعية وبراكين، وما أشبه ذلك من الكلام الذي يدل على موت القلب.
• اللئيم لا ينفعه فيه إلا العصا إلا الآيات الكونية التي تخضعه بغير إرادته هذا إذا لم يكن أيضًا قلبه ميتًا للغاية، فإن كان قلبه ميتًا للغاية لم تنفع حتى الآيات الكونية.
· الاستغفار:
• الاستغفار هو طلب المغفرة. والمغفرة ستر للذنب مع التجاوز.
• الاستغفار سبب لرفع العقوبة... وسبب لجلب الرحمة، وهو أمر فوق دفع العقوبة.
• الاستغفار سبب لاندفاع النقم وجلب النعم.
· الفرح:
• المؤمن يفرح بانتصار الحق ويرى أنه انتصار له في أي زمان وفي أي مكان.
• الآن نحن نفرح بانتصار المسلمين في بدرٍ، مع أننا ما ذقنا طعم هذا النصر مباشرة... نفرح بأن الله أنجي موسى وأهلك فرعون مع أننا لم نطعم هذا النصر.
· أسباب النصر:
• إخلاص النية لله، بأن ننوي بجهادنا إعلاء كلمة الله، وتثبيت شريعته، وتحكيم كتابه وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
• أن نلتزم الصبر والتقوى، فإن الله مع الصابرين، وإن الله مع المتقين، علينا أن نصبر على الجهاد، وأن نتقي الله تعالى بامتثال أوامره واجتناب نواهيه.
• أن نعرف قدر أنفسنا وأن لا حول لنا ولا قوة إلا بالله، فلا يأخذنا العجب بقوتنا وكثرتنا فإن الإعجاب بالنفس والاعتزاز بها من دون الله سبب الخذلان.
• أن نعد العُدّة للأعداء مستعملين في كل وقتٍ وحال ما يناسب من الأسلحة والقوة لنرُدَّ على العدو بالمثل.
· الرابح والخاسر والأخسر في الآخرة:
• الناس في الآخرة ينقسمون إلى ثلاثة أقسام: رابحون، وخاسرون، وأخسرون.
• الرابح الذي منَّ الله عليه فخرج من الدنيا وهو لا يستحق العقاب في الآخرة سواء كان ذلك بتوبة، أو بمصائب تُكفر، أو أعمال صالحة جليلة جدًا.
• الخاسر غير الأخسر، وهو الذي أصاب بعض الذنوب ولم يقدر له الخلاص منها فعوقب عليها فصاحب المعاصي من المؤمنين هو في حكم الخاسرين.
• الأخسرُ الذي لا حظّ له في الآخرة ،وما له في الآخرة من خلاقٍ، وهم الكفار.
· الرفاهية:
• الرفاهية المطلقة للبدن لا بُد أن تكون مصحوبة بقلقٍ في القلب.
• الرفاهية المطلقة... ضرر عظيم على الإنسان، تُوجب الغفلة عن الله تعالى، وانشغال الإنسان بطلبِ الرفاهية الجسدية الزائلة.
· اللغات:
• تعلم اللغة غير العربية... من نعمة الله على العبد... إن استعملها لمصلحة دينية فهذا له أجر في ذلك، كما لو استعملها في الدعوة إلى الله.
• كيف نضيع اللغة العربية التي هي لغة العالم،... يجب على جميع العالم أن يتعلم اللغة العربية، لأن القرآن باللغة العربية، ولا يمكن فهمه إلا باللغة العربية.
· الإيناس والتطمين:
• ينبغي إيناس المُستوحش، فينبغي أن تقول له أو تفعل له ما يُؤنسه ليطمئن، ويكون قابلًا لما يُلقى إليه، لأن المستوحش لا يقبل ما يُلقى إليه.
• تعين الشخص بالنداء له فائدة، وهي: التطمين والإيناس، لإنك إذا قلت: يا فلان طمأنتهُ بلا شك، لأنه يقول: هذا يعرفني، ما ينالني بٍسُوء.
· النظر في عواقب من سبق:
• ينبغي للإنسان أو يجب أن يتفكر ويتأمل في عواقب من سبق، لقوله:﴿فانظر كيف كان عاقبة المفسدين﴾
• هل الإنسان ينظر في عواقب المفسدين أو في عواقب المفسدين والمصلحين؟ ينظر في كليهما.
· التطير:
• التطير، هو التشاؤم بمرئي أو مسموع أو زمان أو مكان أو حال التشاؤم.
• التشاؤم غير الشؤم، فإن الشؤم قد يكون في بعض الأشياء مثلما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام أن يكون في المرأة ويكون في الدار ويكون في الدابة.
• التشاؤم من فعلك، والشؤم من فعل غيرك.
· الذهاب إلى ديار ثمود:
• الذين يذهبون إلى ديار ثمود للتفرج والتنزه هؤلاء عُصاه، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول:"لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا تكونوا باكين".
• ديار ثمود... لا يجوز أن يذهب الإنسان في رحلة مثلًا إلى ذلك المكان إلا إذا كان يدخل وهو باكٍ،"فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم".
• ديار ثمود... مع الأسف الآن صارت آثارًا يقصد منها بيان قوة هؤلاء وإبداعهم وإحكامهم لأمورهم، ولا يلتفتون إلى ما أحل الله بهم من العقوبة، والعياذ بالله.
· المرأة:
• في شرعنا لا يجوزُ أن تُولى المرأة على الرجال، فلا يمكن أن تكون ملكة، ولا يمكن أن تكون أميرة، ولا يمكن أن تكون وزيرة ولا يمكن أن تكون قاضية، كل هذا لا يجوز
• المرأة من قديم الزمان شيمتها الستر، لأن قوله:﴿وكشفت عن ساقيها﴾ دليل على أن الأصل أنها مستورة، وهو كذلك.
• يقولون: السيدة عائشة، السيدة خديجة، وهذا لا ينبغي، بل يقال: المرأة والأنثى، وأما السيدة فلا يصحُّ هذا الإطلاق، لا سيما وأنه متلقى من غير المسلمين.
· الضحك:
• الضحك ثلاثة أنواع: ابتدائي ووسط وانتهائي، الابتدائي التبسم، والوسط الضحك، والمنهى القهقهة.
• التبسم ينفتح فيه الفم بدون صوت، والضحك يكون بصوت لكن بدون قهقهة، والقهقهة هي تكرار الصوت، ( كركر ) كما يقول العامة.
• القهقهة لا تليقُ بالإنسان العاقل الرزين.
• التبسم هو أكثر ضحك الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، والضحك يكون من الأنبياء أحيانًا.
· الذنوب والمعاصي:
• الذنوب تحول بين المرء وبين العلم، وبين المرء وبين الفهم.
• كلما ذكر الله سبحانه وتعالى الفساد في الأرض فالمراد به المعاصي.
• يجب أن يكون خوف الإنسان من معاصي غيره كخوفه من معاصي نفسه، لأن العقوبة واحدة إذا نزلت عمّت.
• المعاصي _ سبحان الله _ كالدخان يصرعُ من شمَّهُ وإن لم يكن في بيته.
• ينبغي لك كلما دعتك نفسك إلى معصية بل إلى مخالفة بترك أمرٍ أو فعل نهي، يجب عليك أن تتذكر... أن الله سبحانه وتعالى يعلم مخالفتك، فيلزم من هذا أن ترتدع.
· متفرقات:
• قوله:﴿سآتيكم منها﴾ موسى صلى الله عليه وسلم يخاطب أهله، ففيه دليل على مخاطبة الواحد بلفظ الجمع، وهذه فائدة لُغوية.
• معنى ﴿سبحان الله﴾ أي: تنزيه الله سبحانه وتعالى عن كل نقصٍ وعيبٍ.
• الله تعالى إنما ضمن الحياة الطيبة لمن ﴿عمل صالحًا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن﴾ فقرن بين العقيدة والعمل... حياة طيبة في الدنيا وأجر حسن في الآخرة.
• البيئة لها تأثير لقوله:﴿إنها كانت من قومٍ كافرين﴾ فهؤلاء القوم أثروا عليها فصارت كافرة تعبد مع الله غيره.
• التحذير من صحبة الأشرار، لقوله:﴿إنها كانت من قومٍ كافرين﴾ حتى ولو كانوا من أقاربك فلا ينبغي أن تصاحبهم.
• ﴿إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم﴾ [البروج: 10] يحرقون أولياءه بالنار وبعرض عليهم التوبة، فهذا من أعظم الحلم.
• الحث على الاعتبار لقوله: ﴿فانظر﴾ والنظر يكون بالقلب، ويسمى نظر البصيرة، ويكون بالعين ويسمى نظر البصر، وكلاهما مطلوب إذا أدى إلى مطلوب.
• بعض العلماء يستعمل هذه الآية إذا ضاع في البر أو في البلد... فيتلو هذه الآية:﴿عسى ربي أن يهديني سواء السبيل﴾ [القصص:22] وهُو دعاء مناسب.
• العبرة بالعاقبة لا بالمبتدأ، لقوله:﴿كيف كان عاقبة﴾ فإذا رأيت هذا المجرم قد نُعّمَ فلا تظنّ أنّهُ على حق، بل المعتبر العاقبة، وستكون عاقبتُه وخيمة.
• من المجرمين من يبقى في تنعيمه حتى يموت لكن العبرة بالكل، ولهذا قال:﴿كيف كان عاقبة المجرمين﴾ فإن المجرمين مهما كانوا لا يمكن أن يستقر لهم قرار.
• الخلق مفطورون على إنكار الشرك لأن الهدهد أنكر عليهم شركهم مع أن الهدهد ليس من العقلاء، لكن جميع الحيوانات بل والمخلوقات... مفطورة على توحيد الله.
• دراسة علم التاريخ من الأشياء التي جاء بها الشرع، فإننا لا يمكن أن ننظر كيف كان عاقبتهم إلا بدراسة أخبارهم وتتبعها.
• " لا تغضب "، الغضب من طبيعة الإنسان لكن معنى لا تغضب: يعني حاول أن تُقلل من غضبك وأن تكون دائمًا هادئًا ثم إن غضبت فلا تنفذ مقتضى هذا الغضب.
• الذين يطنطنون بالقومية العربية، منذ متى وهم يطنطنون بها؟ أظنه من أول القرن، ومع ذلك لا يزدادون إلا تأخرًا وضعفًا، لأنها ليست على إيمان.
• الزوجة من الأهل، وهذا هو القول الصحيح، فعلى هذا آل النبي صلى الله عليه وسلم يدخل فيهم أزواجه، لأن الزوجة من الأهل.
• السحر شرعًا هو عبارة عن عُقد وعزائم ورُقى تُؤثر في بدن المسحور أو عقله، وربما تمرضه، وربما تهلكه، وربما تخبُلُهُ.
• الأصل في الإفساد الموجود في القرآن هو إفساد الأخلاق والعقائد، ويتبعه فساد الأعمال.
• ينبغي للإنسان إذا حصل له نعمه أن يسأل الله تعالى أن يلهمه شُكرها حتى لا يلحقه الغرور بهذه النعمة... سواء كانت النعمة مالية أو جسدية، معنوية أو حسية.
• البلاء أن الإنسان يرى القبيح حسنًا، فهذا لا يكاد يقلع، لكم من كان يرى القبيح قبيحًا فإنه يمكنهُ أن يُقلع.
• ينبغي للعاقل ألا يحكم على الأمور ببوادرها وظواهرها، وإنما يحكم على الأمور بعواقبها فإن الشيء قد تكون بوادره مفيدة... لكن عند التأمل يكون الأمر بالعكس.
• الإنسان إذا تأنى لا يندم، ما فعل شيئًا، لكن إذا تسرع فهو الذي يكون عرضة للندم، وكم من كلمة قال الإنسان: ليتني لم أقلها .وكم من فعل قال: ليتني لم افعله.
• لو قال قائل: ما الفرق بين الخيانة والخديعة؟ الخيانة معناها: أنك تخدعه في مقام الأمان، والخديعة تخدعه في غير مقام الأمان.
• لا بُدّ للفراسة من قرائن تدل عليها، إما قرائن سابقة وإما قرائن مقارنة، وأما أن تحكم بشيءٍ ليس فيه قرينه فهذا حكم بالظن.
• النفس إما أمارة، وهي التي تأمر بالشر، وتنهى عن الخير، وإما مطمئنة، وهي التي تأمر بالخير.
• الله سبحانه وتعالى حكيم يفتن الإنسان ويختبره بأنواع الفتن، تارة بالمصائب، وتارة بالنعم، وتارة بالأمور التي تُجب الاشتباه ليمتحنه بذلك.
• من مكر الله بالعبد وهو لا يشعر: استدراجه إياه بالنعم، حيث يُسدي إليه النعم وهو يبارزُ الله بالعصيان.
• إذا أصيب الكفار بالكوارث... فإننا نقول: الحمد لله... لأن إهلاكهم مصلحة للإسلام والمسلمين... ولا ينافى هذا أن نعطف على الصغار منهم.
• مهما كثرت القرائن والبراهين فإن من الناس من لا يتعظ بها... وإن من المتعظين أيضًا من قد يكون اتعاظه قليلًا.
• بنو إسرائيل تاهوا في أرضهم أربعين سنة، مع أن المسافة نصف شهر فأقل، وهم بقوا أربعين سنة تائهين ما اهتدوا إلى السبيل.
• البريد هو معروف أربعة فراسخ، والفرسخ ثلاثة أميال، اضرب ثلاثة في أربعةٍ باثني عشر، إذن البريد اثنا عشر ميلًا.
• من لا يريد الحق لا يوفق إليه، بل يلتبس عليه الأمر.
• إذا كنت قويًا في الحق فالحق منصور، ولا يلزم أن يكون نصره في حياتك وعلى يدك، قد يتأخر النصر لكن تكون أنت فاتحة خيرٍ لدين الله.
• البلاء موكل بالنطق، والإنسان إذا استعجل الشّرّ وقع فيه.
• بالاعتماد على الله تتيسر الأمور، وباعتماد الإنسان على نفسه يحصُل الخذلان.
• الإنسان الذي صفت سريرته وخلصت نيته وعلم الله منه حُسن القصد يُوفق، وتجده إذا عمل السيئة ولو أنه لا يدري أنها سيئة لا تطيب نفسه ولا تستقر.
• أولياء الدم هم الورثة بفرضٍ أو تعصيبٍ، حتى الزوجة والأم هما من أولياء الدم.
• ورثة الأنبياء من أهل العلم يمكن أن يحضرهم أناس من الجن ينتفعون بعلمهم، وليس هذا ببعيد.
• الاغتيال معناه هو القتل على غرة.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد