بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
ستُ وصايا لطالب العلم فيها الخلاصة بإذن الله، أوصى بها ابنُ تيمية أبا القاسم المغربي، هي والله من أعظم الوصايا وأجمعها وأنفعها، ضعها في قلبك، واكتبها لتنظر فيها كل يومٍ.
قال رحمه الله: لكن جماع الخير...
1- أن يستعين بالله سبحانه في تلقي العلم الموروث عن النبي صلى الله عليه وسلم فإنه هو الذي يستحق أن يُسمى علما وما سواه: إما أن يكون علماً فلا يكون نافعا وإما أن لا يكون علما - وإن سُمي به- ، ولئن كان علما نافعا فلا بد أن يكون في ميراث محمد صلى الله عليه وسلم ما يُغني عنه مما هو مثلُه وخيرٌ منه.
2- ولتكن همتُه فهمَ مقاصد الرسول في أمره ونهيه وسائر كلامه.
3- فإذا اطمأن قلبُه أن هذا هو مراد الرسول فلا يعدلْ عنه فيما بينه وبين الله تعالى ولا مع الناس إذا أمكنه ذلك.
4- وليجتهدْ أن يعتصمَ في كل باب من أبواب العلم بأصلٍ مأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم.
5- وإذا اشتبه عليه مما قد اختلف فيه الناسُ فليدْعُ بما رواه مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا قام يصلي من الليل:"اللهم ربّ جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السَّماوات والأرض، عالم الغيب والشَّهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختُلِفَ فيه من الحقِّ بإذنك، إنَّك تهدي مَن تشاء إلى صراطٍ مُستقيمٍ" فإن الله تعالى قد قال فيما رواه عنه رسوله: {يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم...}.
ثم ختم الوصايا بخُلاصة الهدى، قال له:
6- فمن نوَّرَ اللهُ قلبَه هداهُ بما يبلُغُه من ذلك (أي: من العلوم و الكتب والمعرفة)، ومَن أعماهُ لم تزدْه كثرةُ الكتبِ إلا حيرةً وضلالا.
قلتُ: قوله:*هداه اللهُ بما يبلغه* فيها ثلاثة أمور:
أ- ليس كل من بلغه العلم اهتدى به، وأنّ الله هو الذي يهدي بالعلم.
ب- وأنَّ من هداه الله في العلم: فالقدْرَ الذي يبلغه من العلوم والكتب والدروس يهديه الله به ويكفيه (وإن فاته كثيرٌ من المعلومات والكتب والنُّسَخ الفاخرة، والمشايخ..).
ج- وأنّه كلّما بلغه علمٌ اهتدى به يعني: آمن وعمِل به.
وليس كل الناس كذلك، بل منهم من لا يزيده العلم إلا قلقًا وحَيرةً وكفرًا وضلالًا..
وهذا ميزانُ حقٍّ يعرف به العبدُ نفسَه، فبعد وُرود العلم عليه فهو إما قابلٌ له مرفوع به أو معرِضٌ عنه موضوع به، ومنه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بهذا الكِتَابِ أَقْوَامًا، وَيَضَعُ به آخَرِينَ". صحيح مسلم.
فاللهم اجعلنا ممن قبِل الهُدى ونفعتَه به فعلِمَ وعلَّمَ وارفعنا بالعلم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد