إدراك واقع العلاقة الزوجية


 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

 

يقول النبي :"اتقوا الله في النساء، فإنهن عوانٍ عندكم"، والعاني: الأسير.

ويقول أرسطو:’’علاقة الذكر بالأنثى الطبيعية علاقة الرئيس بمرؤوسه، الحاكم بمحكومه...والذكر أنسب طبيعياً للقيادة من الأنثى، إلا إذا كان هناك بعض الانحراف عن الطبيعة‘‘.

و يعقد أحد كبار علماء الاجتماع و دارسي الحضارات ومجتمعاتها (غوستاف لوبون) مبحثا عن الأسرة، يتكلم فيه عن عقد الزوجية على مر العصور، ثم يلخّص نتيجة بحثه بقوله:

’’الخلاصة أن عقد قران الجنسين - مهما اختلفت أوضاعه وشمل تعدد الأزواج أو الزوجات أو الزوجة الواحدة- ما كان إلا عقد عبودية للمرأة‘‘.

من نظر لأقوال أهل الأديان وكثير من الفلاسفة والمفكرين الغربيين وجد اتفاقاً على معنى عام، وهو أن العلاقة الزوجية ليست علاقة ندّية، بل تقوم على طائع و مُطاع، فالمرأة ليس لها الحريّة في كثير من الجوانب.

 ثم اختلفوا في قدر هذا، وفي التعامل معه،فذهب أهل الحق والعقل إلى أن هذا هو الوضع السليم اجتماعياً، والمناسب لطبيعة كل جنس، إذا كان بالقدر المناسب.

و ذهبت بعض الطوائف إلى الغلو في المقدار، حتى وُجِد من أهل الديانات المحرّفة من يحرق المرأة مع زوجها إذا مات، ومن يمنعها حق التملك بل ويجعلها من تركة الزوج، ويراها أقرب للحيوان البهيم، ووقع هذا الغلو عند كثير من الفلاسفة والمفكرين.

وذهبت بعض الطوائف إلى الإقرار بهذا القدر كأمر واقعي مفروض، مع الاعتراض عليه، فرأوا أنّ هذا سبب تخلف المرأة، وأن الأمومة والنظام الأسري الحالي ينافي ما يسعون إليه من (تحرر المرأة)؛ لذا وجّهوا سهامهم نحو النظام الأسري، بل بلغ ببعضهم أن جعل طبيعة العلاقة الجنسية منافية لحق المرأة، فقرروا السحاق و الشذوذ، كما هو حال غلاة النسوية الراديكالية.

و الحاصل أن معرفة طبيعة العلاقة الزوجية مفتاح مهم لإدراك خلفيّة الجدال الواقع في النظام الأسري.

فهناك ثورة على النظام الأسري، وهذا يفتح باب الشذوذ والكفر؛ لذا تُعتبر الحركة النسوية أخطر الحركات في هذا الزمن، وهي حركة ذات أبعاد عدة، فليست عبارة عن مجرد امرأة مضطهدة أو حتى متمردة تصرخ،  بل حركة تتشعب إلى كافة المجالات، حتى أصبحت حركة ( بعد بنيوية) فبدأت تُحاكم قواعد اللغة وفق منظورها، وتتأول النصوص المقدسة على حسب مزاجها.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply