وآتوا حقه يوم حصاده


 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

 

مقترح خطبة الجمعة الرابعة من شهر شوال ودروس هذا الأسبوع ودروس النساء:

1- وقفات مع أحكام زكاة الزروع والثمار.

2- خطورة تضييع الزكاة وعدم إخراجها.

الهدف من الخطبة: التذكير بهذه الفريضة العظيمة من فرائض هذا الدين، وبيان بعضًا من الأحكام المتعلقة بفقة زكاة الزروع والثمار.

مقدمة ومدخل للموضوع:

أيها المسلمون عباد الله، يقول الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم:{وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}.

في هذه الآية الكريمة يبين الله تعالى نوعًا من أنواع الأموال التي تجب فيها الزكاة وهو:[زكاة الزروع والثمار] وهما من الخارج من الأرض.

وهذه الآية من سورة الأنعام وهي سورة مكية، ومن المعلوم أن الزكاة لم تُفرض إلا في المدينة؛ وقد اختلف العلماء في قول الله تعالى:{وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ}،فمنهم من قال: أنها الزكاة المفروضة، وهذا مروي عن بعض السلف. ومنهم من قال: أنها الصدقة.ومنهم من قال: أن هذه الآية مكية، وأنها أصَّلت للزكاة تعليمًا، وجاء التفصيل في المدينة.

فهيا بنا نتعرف على أهم الأحكام والمسائل المتعلقة بزكاة الزروع والثمار من خلال هذه الوقفات:

1- حكم الزكاة عن الزروع والثمار والأدلة على ذلك.

2- شروط وجوب زكاة الزروع والثمار.

3- نصاب زكاة الزروع والثمار.

4- متى تجب زكاة الزروع والثمار.

5- مقدار زكاة الزروع والثمار.

6- زكاة الزروع في الأرض المستأجَرة.

7- لمن تصرف الزكاة؟

8- الأصناف الذين لا يجوز صرف الزكاة لهم.

الوقفة الأولى:حكم الزكاة عن الزروع والثمار والأدلة على ذلك، فإن الزكاة علي الزروع والثمار واجبة كسائر الأموال التى تجب فيها الزكاة، والدليل قول الله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ}. وقوله تعالى:{وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ}.

وعن ابن عمر رضي الله عنهما، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:"فيما سَقَتِ السماءُ والعيون، أو كان عثريًّا العشرُ، وفيما سُقِيَ بالنَّضْحِ نصفُ العشر".

الوقفة الثانية:شروط وجوب زكاة الزروع والثمار.

زكاة الزروع واجبة في كل ما يُكال وَيُدَّخَر من الحبوب والثمار (يعني في كل ما يُكال ولا يَفسَدُ بالادِّخار)، فالْحُبُوب: هِيَ كُلُّ مكيل مُدَّخَرٍ؛ مِنْ شَعِيرٍ وَقَمْحٍ وَفُولٍ وَعَدَسٍ وَذُرَةٍ وَنَحْوِ ذَلِكَ.

وَالثمَر: هُوَ التَّمْرُ وَالزَّيْتُونُ وَالزَّبِيبُ.

*وذلك بشرطين اثنين*: أن تبلغ نصابًا، وسيأتي بيان.أن يكون النصاب مملوكًا له وقت وجوب الزكاة.

الوقفة الثالثة: ماهو نِصَاب زكاة الزروع والثمار؟

نِصَاب الزروع والثمار: خمسة أوْسُق.والدليل قوله صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين:"لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسَةِ أَوْسُقٍ مِنَ التَّمْرِ صَدَقَةٌ".

والوسق: مقداره ستون صاعًا بصاع النبي صلى الله عليه وسلم، فيكون نصاب الحبوب والثمار:(خمسة أوسق × ستين صاع يساوى ثلاثمائة صاع).

وتقدير هذا النصاب بالكيل المعروف هو خمسون كيلة (أي حوالى: أربعة أرادب وربع)

وَيُلاحَظ أنَّ هذا النِصَاب يُقدَّر بعد تصفية الحبوب من قشورها.

وكذلك يُقدَّر بعد جفاف الثمار؛ فلو قُدِّرَ بخمسة أوْسُق أو أكثر وجب عليه الزكاة في هذه الزروع الثِمار.

وتَجِب زكاة الزروع والثمار على كل صنف من الأصناف الواجب فيها الزكاة على حِدَه إذا بلَغ خمسة أوْسُق. فلا يُضَمّ القمح إلى الشعير، ولا التمر إلى الزبيب، حتى يُكمِل النِصَاب.

لكنْ إذا كان الصنف الواحد منهم له أنواع فإنه يَضُمّ بعضها إلى بعض،مثل التمر فإن له أنواع عديدة (السمان والزغلول والأمهات وغيرها) فإنه يضم بعضه إلى بعض عند تقدير النِصَاب.أو كان عنده زرع من نوع واحد في أماكن مختلفة فعليه أن يجمع كل ما عنده، فإذا بلغ نصابًا أخرج زكاته.

الوقفة الرابعة:متي يَجب إخراج زكاة الزروع والثمار؟

تجب الزكاة إذا ظهر الصلاح والنُضج في الثمار أو اشتداد الحبة فى الحبوب.

ولا يشترط حولان الحول في زكاة الزروع والثمار لأن هذا النوع من أموال الزكاة نماء في نفسه فتخرج منه الزكاة عند كماله.والدليل قول الله تعالى:{وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ}.

الوقفة الخامسة:المقدار الواجب إخراجه في زكاة الزروع والثمار.

فإذا كانت قد سُقِيَت بغير تكلفة (كالنبات الذي يَشرب من الأمطار ومياه الأنهار، وكذلك النبات الذي يَشرب بعروقه الطويلة فيستغنى بذلك عن السقى) فإنه يجب فيها إخراج العُشر (يعني 10% من إجمالي هذه الزروع أو الثمار وذلك بأن يُقسم أجمإلى عدد المحصول على العدد عشرة والناتج هو ما يجب إخراجه).

وأما إذا كانت هذه الزروع أو الثمار قد سُقِيَت بتكلفة (كأنْ تُسْقى بآلات الرَيّ وغيرها) فإنه يجب فيها إخراج نِصف العُشر (يعني 5% فقط من قيمة هذه الزروع أو الثمار وذلك بأن يُقسم أجمإلى عدد المحصول على العدد عشرين والناتج هو ما يجب إخراجه).

والدليل على ذلك ما رواه مسلم وغيره عن جابرٍ رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"فيما سَقَتِ الأنهارُ والغيمُ العشورُ، وفيما سُقِيَ بالسانيةِ نصفُ العشور ".

 وعن ابن عمر رضي الله عنهما، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:"فيما سَقَتِ السماءُ والعيون، أو كان عثريًّا العشرُ، وفيما سُقِيَ بالنَّضْحِ نصفُ العشر".

مع مراعاة أن يخرج الزكاة من الأنواع كلها إذا كان أنواعًا متعددة، أو تخرج من الأحسن ولا يخرج من الردئ منها.

لقول الله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآَخِذِيهِ إِلا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ}.

الوقفة السادسة:زكاة الزروع في الأرض المستأجَرة، فإن الزكاة واجبة على صاحب الزرع سواء كان هو مالِك الأرض التي يزرعها، أو كانَ قد زَرَعَهَا بمعاملة جائزة؛ كالإيجار ونحوه.

الوقفة السابعة:- لمن تصرف الزكاة؟

وهذه المسألة من أهم مسائل الزكاة؛ لأن البعض قد يحتاط في الزكاة، ولا يحتاط في هذا الآخذ للزكاة.

فإن للزكاة مصارف معينة ومحددة قد تكفل الله تعالى بقسمتها، ولم يوكل ذلك إلى ملك مقرب، ولا لنبي مرسل، وبينها وحصرها سبحانه وتعالى في قوله:{إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}.

فأما الفقراء: فهم الذين لا يجدون ما يسد حاجتهم وحاجة من يعولون؛ فهؤلاء يُعطون من الزكاة ما يكفيهم سنة كاملة.

وأما المساكين: فهم الذين لا يجدون إلا نصف كفايتهم أو أكثر؛ فهؤلاء يُعطون من الزكاة ما يسد حاجاتهم الضرورية لمدّة سنة.

وأما العاملون عليها: فهم الذين يبعثهم الإمام ليجمعون الزكاة من أصحابها ويوزعونها لمن يحتاجها؛ فهؤلاء يُعطون من الزكاة بقدر أجرة المثل حتى ولو كانوا أغنياء.

وأما المؤلفة قلوبهم: فهم قوم يُعطون من الزكاة تأليفًا لقلوبهم على الإسلام إن كانوا كفارًا، أو تثبيتًا لإيمانهم إن كانوا من ضعاف الإيمان.

وأما في الرقاب: وهو العبد المسلم أو الأَمَةُ يتم شراؤه من مال الزكاة ليصبح حرًا، ويدخل فيه الأسير المسلم الذى أسره الكفار، فيُعطى من مال الزكاة من أجل فكّ أسره.

وأما الغارم: فهو الذي تحمل دينًا لإصلاح بين جماعتين فيعطيهما المال من أجل فك الخلاف بينهما فيُعطى من الزكاة تشجيعًا له على هذا العمل، أو الشخص الذي عليه دينٌ وليس معه المال لسدّ هذا الدين، فيُعطى من مال الزكاة لسد دينه.

وأما في سبيل الله: فالمراد بهم الغزاة في سبيل الله المتطوعين الذين ليس لهم راتب في بيت المال فيُعطون من الزكاة سواء كانوا أغنياء أو فقراء.

وأما ابن السبيل: فهو المسافر المنقطع عن بلده فيُعطى من الزكاة ما يوصله إلى بلده؛ بشرط أن يكون سفره سفرًا مباحًا، ولا يكون سفرُ معصية.

الوقفة الثامنة:في حد الذين لا يجوز صرف الزكاة لهم.

فإن الزكاة لا يجوز إعطاؤها لغني ولا لقوي مكتسب.ففي سنن أبي داود عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِىِّ بْنِ الْخِيَارِ قَالَ:"أَخْبَرَنِي رَجُلاَنِ أَنَّهُمَا أَتَيَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ وَهُوَ يَقْسِمُ الصَّدَقَةَ فَسَأَلاَهُ مِنْهَا فَرَفَعَ فِينَا الْبَصَرَ وَخَفَضَهُ فَرَآنَا جَلْدَيْنِ فَقَالَ:"إِنْ شِئْتُمَا أَعْطَيْتُكُمَا وَلاَ حَظَّ فِيهَا لِغَنِىٍّ وَلاَ لِقَوِىٍّ مُكْتَسِبٍ".

ولا يجوز إعطاؤها للأصول والفروع ممن تجب عليه نفقتهم.

والأصول: هم الأم والأب والأجداد والجدات.

والفروع: هم الأولاد، وأولاد الأولاد.

ولا يجوز للمسلم أن يعطي الزكاة لزوجته؛ لأنها تلزمه النفقة عليها.

ولا يجوز إعطاؤها للكفار والمشركين إلا إذا كانوا من المؤلفة قلوبهم.

نسأل الله العظيم أن يبارك لنا فى زروعنا وأموالنا.

 

الخطبة الثانية: خطورة تضييع الزكاة وعدم إخراجها.

فقد جاءَ الوعيد الشديد في حق مانعي الزكاة؛ وهذا الوعيد فى الدنيا والآخرة.

فأما فى الدنيا فقد ذكر الله تعالى في كتابه أحوال السابقين الذين أنعم عليهم بنعمة الزروع والثمار وسعة الأرزاق ورغد العيش؛ لكنهم انقسموا إلى قسمين:

منهم من شكر هذه النعمة وأدى حق الله تعالى فيها فحلت البركة في ماله.

كما في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله علبه وسلم قال:"بينَما رجل يمشي في فلاة من الأرض، فسَمِعَ صوتًا في سحابة: اسقِ حديقةَ فلان. فتنحَّى ذلك السحابُ فأفرغ ماءَه في حرَّةٍ، فإذا شَرْجَةٌ من تلك الشِّراجِ قد استوعبت ذلك الماءَ كلَّه، فتتبَّعَ الماءَ، فإذا رجلٌ قائم في حديقته يُحَوِّلُ الماءَ بمسحاتِه، فقالَ له: يا عبدَ الله، ما اسمُك؟ قال: فلان، للاسمِ الذي سَمِعَ من السحاب، فقال: يا عبدَ الله لم تسألُني عن اسمي؟ فقال: إني سمعتُ صوتًا في السحاب الذي هذا ماؤه يقول اسقِ حديقةَ فلان لاسمِك فما تصنَعُ فيها؟ فقال: أَمَّا إذ قلتَ هذا، فإنِّي أنظرُ إلى ما يخرجُ منها فأتصدَّقُ بثُلُثِه، وآكلُ أنا وعيالي ثُلُثًَا، وأردُّ فيها ثلثه".

وصدق الله جل في علاه إذ يقول:{وَإِذْ تَإذن رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}.

ومنهم من جحدها والعياذ بالله ولم يؤدِّ حق الله تعالى فيها، فعاقبه الله تعالى بمحق بركة ماله.

1- فمن هؤلاء الذين جحدوا نعم الله تعالى عليهم، قوم سبأ الذين أعطاهم من فضله وأسبغ عليهم من نعمه.

قال الله تعالى:{لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آية جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ * فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَى أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ * ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلاَّ الْكَفُورَ}.

2- ومن هؤلاء أصحاب البستان الذين قص الله تعالى علينا خبرهم.

كما قال تعالى:{إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ * وَلَا يَسْتَثْنُونَ * فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ * فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ}.

3- ومن أنواع العقوبات في الدنيا ما جاء في هذا الحديث.

عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله علبه وسلم قال:"يا معشرَ المهاجرين خصالٌ خمس إن ابتُليتم بِهنَّ وأعوذُ بالله أن تدركوهُنَّ...... ولم يَمْنَعُوا زكاةَ أموالهم إلا مُنعوا القطرَ من السماء، ولولا البهائمُ لم يُمْطَروا"

وأما في الآخرة فإنه يعذب بأمواله التي منع زكاتها؛ فالجزاء من جنس العمل.

كما قال الله تعالى:{وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}.

ويدل على ذلك ما جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قالَ:"مَنْ آتاه الله مالًا فلم يؤدِّ زكاتَهَ مُثِّلَ له شجاعًا أقرع (أيْ ثعبانًا عظيمًا) كريهَ المنظر، له زبيبتان يطوِّقُهُ يوم القيامة، ثم يأخُذُ بِلَهْزِمَتَيْه (يعني: شدقيه) ثم يقولُ: أنا مالُك، أنا كنزُك". ثُمَّ تَلَا:{وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.{

وقال الله تعالى:{وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ* يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَٰذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ}.

وفي الحديث:"ما مِنْ صاحبِ ذهبٍ ولا فضة لا يؤدِّي حقَّها إلا إذا كانَ يوم القيامة صُفِحَت له صفائحُ من نارٍ، فأُحْمِيَ عليها في نارِ جهنم، فَيُكوى بها جنبهُ وجبينه وظهرُهُ، كلَّما بَرَدت أُعيدت له في يومٍ كان مقدارُه خمسين ألف سنة حتى يُقْضَى بينَ العباد، فيرى سبيلَه إما إلى الجنةِ وإما إلى النار".

وقال عن الإبل:".. إلا إذا كان يوم القيامة بُطِح لها بِقَاعٍ قَرْقَرٍ أوْفَرَ ما كانت، لا يَفْقِد منها فَصِيلا واحِدَا، تَطَؤُهُ بِأخْفَافِهَا، وتَعَضُّه بِأفْوَاهِهَا، كلما مَرَّ عليه أُولاَها، رَدَّ عليه أُخْرَاها فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ".

وقال عن البقر والغنم:".. ولا صاحب بقر ولا غَنَم لاَ يُؤَدِّي منها حقها، إلا إذا كان يوم القيامة، بُطِح لها بِقَاعٍ قَرْقَرٍ، لا يَفْقِد منها شيئا، ليس فيها عَقْصَاء، ولا جَلْحَاء، ولا عَضْبَاءُ، تَنْطَحُهُ بِقُرُونِها، وتَطَؤُهُ بِأظْلاَفِهَا".

نسأل الله العظيم أن يبارك لنا أموالنا وزروعنا وثمارنا.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

ملحوظة:

١- الموضوع قابل للزيادة والتعديل بحسب وقت الخطبة أو الدرس.

٢- إن لم تكن خطيبًا أو واعظًا فتستطيع بإذن الله تعالى أن تكون كذلك:

 _            إما بقراءة المادة الوعظية على غيرك (أسرتك... أقرانك... زملاءك...).

           _ وإما بنشرها، وما يدريك لعل الخير يكون على يديك.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply