بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
هذه بعض الفوائد المختارة من المجلد الرابع، من تعليق العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله، على صحيح الإمام مسلم رحمه الله، والذي يضم الأحاديث من رقم (685) إلى رقم (978)، وهذه الفوائد فوائد مختصرة لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر، أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
· استشعار علو الله عز وجل الذاتي والوصفي:
عندما تقول "سبحان ربي الأعلى" في السجود فأنت تستشعر أنه فوق كل شيء وأنه الأعلى في جميع صفاته، والأعلى في علمه، والأعلى في سمعه، والأعلى في بصره، والأعلى في قدرته، والأعلى في حكمته، والأعلى في عزته، وهلم جرًا.
· محبة الله سبحانه وتعالى للعبد:
• محبة الله للعبد مرتبة عالية، لا ينالها إلا من أتى بأسبابها من: الصبر، والتقوى، والإحسان، وغير ذلك من أسباب المحبة، ويجمعها اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى:
• كم من إنسان يقول: إنه يحب الله، لكن تجد قلبه مملوءًا بمحبة غير الله، أو تجد قلبه مُشطّرًا، محبةً لله ومحبةً لغير الله، فينقص إيمانه ويضعف، لكن إذا أحببت الله أحبك الله عز وجل، والجزاء من جنس العمل.
• كلما كان الإنسان أشد اتباعًا لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان أقرب إلى محبة الله تعالى.
• محبة الله تعالى ليست ثوابه، بل الثواب من آثار المحبة.
· مسائل تتعلق بالقرآن الكريم:
• هل يجوز التباكي عند قراءة القرآن؟ الجواب أن نقول: أما البكاء الذي يرِد على النفس بدون تكلف فهذا طيب، وكلما كان الإنسان أكثر حضورًا في قلبه فإنه يُسرع إليه البكاء، والغالب أن الذي يقرأ مع غفلة لا يبكي.
• الإنسان إذا نسي شيئًا من القرآن لا يقول: " نسيت" بل يقول: " أُنسيت" ومعلوم أن الذي أنساه هو الله عز وجل.
• الماهر بالقرآن هو الذي يجيد قراءته إجادةً تامة، ويسهل عليه النطق به، لكونه أتقنه ومهر فيه.
• لا يقول: (صدق الله العظيم) عند انتهاء القراءة، وهذه الكلمة مُحدثة، ما كان الناس يقولونها، لكنها أُحدثت _ والله أعلم _ من القُرّاء المتأخِّرين، ولهذا لا ينبغي للإنسان أن يقولها، بل هي بدعة.
• ما نراه اليوم من سحر الناس الذين يقرؤون سورة البقرة فإما أن يقال: إنه يدخل في قوله:﴿إلا بإذن الله﴾ أو يقال:إنهم لا يقرؤونها بإيمان، أو لا يقرؤونها بتدبر، أو يقرؤونها مع شك في بعض الآيات.
• تسمى سورة الإخلاص، إما: لأن الله أخلصها لنفسه، وإما لأنها تخلِّص قارئها من الشرك، ويجوز أن تكون للأمرين: أخلصها الله لنفسه، فلم يذكر فيها شيئًا يتعلق بغير صفاته، وهي تخلص قارئها من الشرك، لأن فيها تمام التوحيد.
• الصواب أن التجويد تحسين للفظ فقط، وأنه سنه، من أجاده وحصل منه ذلك بدون تكلف فهو خير، ومن تكلفه وصده ذلك عن تدبر القرآن فإنه لا ينبغي، فاقرأ على حسب طبيعتك بشرط أن لا تلحن أو أن ترفع منصوبًا....وما أشبه ذلك.
· الوثوب عند القيام من النوم:
• ينبغي للإنسان أن يثب وثوبًا عند القيام من النوم، يعني: يقوم بسرعة، لأنه إذا قام بتباطؤٍ رجع فنام، وكثير من الناس إذا قام بتباطؤ حتى لو سمع منبه الساعة صار بين اليقظة والمنام، ثم غفا... ولكنه إذا قام بقوة ووثوب طار عنه النوم.
· السؤال عن الإنسان الذي يأتي إليك مع وافد وأنت لا تعرفه:
• ينبغي للإنسان إذا أتاه من يعرف ومن لا يعرف، أن يسأل عمّن لا يعرف، لأنه قد يكون صديقًا للوافد، وعدوًا للمضيف، فيتلقف الأخبار، وينشر الأسرار، ويقوم بالإضرار، فأنت اسأل من الذي معك، حتى تعرف أنه صديق أو عدو.
· الحرص على معرفة سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام:
• أحثكم على معرفة أخلاق الرسول عليه الصلاة والسلام حتى تتأسوا به لما في ذلك من قوة الإيمان، وقوة محبة الرسول عليه الصلاة والسلام، والثواب من الله عز وجل.
· النطق بكلمة الكفر على سبيل المزح:
• لو نطق إنسان بكلمة الكفر، ثم قال: إنه مازح، فهذا لا شك أنه يؤاخذ، كما قال تعالى:﴿ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون * لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم﴾ [التوبة:65_66].
· آداب توجب المودة والمحبة:
• الإنسان إذا خاطب من هو دونه في السن فإنه يقول: ((يا ابن أخي))... وإذا أراد أن يخاطب من هو أكبر منه، يقول: يا عم، وهذا من الآداب التي ينبغي للإنسان أن يلتزم بها، لأنها توجب المودة والمحبة والتلطُّف.
· علامات ليلة القدر:
• علامات ليلة القدر التي تكون في نفس الليلة فهي: كثرة الأنور، وانشراح صدر المؤمن، وحبه الدعاء، وكذلك أيضًا تكون في الغالب ليلة هادئة، ليس فيها رياح عاصفة ولا رعود قاصفة... حتى يتسنى للناس أن يجتهدوا في الصلاة والذكر والدعاء.
· الصدى:
• ما يوجد الآن مما جعل في بعض المساجد فيسمونه " الصدى" فهذا محرم، لأن هذا الصدى _ حسب ما بلغنا _ يجعل الحرف مكررًا، فمثل " المصيرررر" وهكذا بقية الحروف، كلما وقف كرر ما وقف عليه، وهذا زيادة في كلام الله عز وجل.
· المجاهر بذنبه قد جنى على نفسه وعلى غيره:
• المجاهر: هو الذي يفعل الذنب ثم يصبح يتحدث به إلى الناس، فهذا قد جني على نفسه، وظلم نفسه، وظلم غيره أيضًا، لأن غيره إذا رأى مثل هذا الرجل يتهاون بالواجبات، أو يفعل المحرمات اقتدى به وتجرأ.
· التعوذ بالمعوذتينِ:
• المعوذتينِ:﴿قُل أعُوذُ بربِ الفلقٍ﴾ ﴿قُل أعُوذُ بربِ الناس﴾ ينبغي للإنسان أن يقرأ بهاتين السورتين حينما يُحسُّ بعدو يريده أو ما أشبه ذلك،... فإنه ما تعوذ أحد بمثلهما أبدًا.
· الدعاء للميت:
• الدعاء على الميت إذا كان أهلًا لذلك....فإذا ذُكِر عندك ميت وأنت تعرف أنه من أهل الخير فترحَّم عليه... فهو بحاجة إلى لذلك، لأنه أحوج ما يكون إلى العمل الصالح.
· الثناء على الميت:
• كونك تثني عليه خيرًا فمن أجلّ أن تزرع محبة الناس له، وإذا أحبوه فإنهم سوف يدعون له بالرحمة والمغفرة.
· العلم والفهم:
• لا بُدّ من العلم والفهم، فالعلم بلا فهم ثمرته قليلة، والفهم بلا علم خطر عظيم على الإنسان أن يُفتي بحسب عقله وذوقه، ويُخطئ كثيرًا.
· معنى الصمد:
• ﴿الله الصمدُ﴾ أجمعُ ما قيل فيه: أنه الكامل في صفاته، الذي تصمد إليه جميع مخلوقاته، أي: تلجأ إليه، وتحتاج إليه.
· أصحاب الهموم والغموم:
• تجد الذين أوتوا شيئًا من الدنيا تجد غالبهم في نكدٍ وهمٍّ وغمٍّ، كما هو معروف عند التجار بتتبعهم زيادات الأسعار ونقصانها في السلع، وما أشبه ذلك.
• أشد الناس همًّا وغمًاّ وإثما: من ينفقون أموالهم في اللهو والمحرمات.
· التشبه بالكفار والاحتفال بأعيادهم:
• الحذر من التشبه بالكفار، ولا سيما فيما يعتقدونه قربة... ويتفرع على ذلك: ما هو في وقتنا الحاضر من فعل بعض السفهاء الجهلاء، من احتفالهم بعيد الكفار (الكرسمس) وغيره فإن هذا حرام بلا شك.
• الواجب أن نمقتها وأن نحذر منها، أما أن نشاركهم في هذه الأعياد، ونهنئهم، ونقدم الحلوى، والأطعمة الشهية فهذا لا يجوز بلا شك، ونرى أنهم لو أهدوا إليك بهذه المناسبة فلا تقبل لأنك إذا قبلت اطمأنوا، وقالوا: قد رضي بما نحن عليه.
· خصائص الجمعة:
• لليهود السبت، وللنصارى الأحد، ولهذه الأمة الجمعة، وله خصائص كونية وخصائص شرعية، ومن أراد الاطلاع عليها فليراجع " زاد المعاد " لابن القيم رحمه الله، فقد أجاد فيه وأفاد.
· خطبة الجمعة:
• الأفضل للخطيب أن يأتي بالكلام الموجز البليغ المؤثر، والتطويل المكرر لا فائدة منه، وإنما يحدث الملل والضجر حتى يقوم الناس إلى الصلاة وهم في ملل وكسل، وأن من الفقه أن يقصر الإنسان الخطبة حتى تكون وجيزة بليغة.
• لا بد من خطبة تتحرك بها القلوب، وتحصل بها الفائدة... ينبغي للإنسان أن يخطب خطبة بحيث يقول الناس: ليته استمر، ولا يقولوا: هذا أطال ومللنا، والإنسان يعرف من نفسه قبول الناس لخطبته وكلامه وعدم قبول ذلك.
• ينبغي أن يكون الخطيب ذا بيان وفصاحة حتى يجذب الناس، والبيان قد يكون بتركيب الجمل بعضها إلى بعض وقد يكون في صفة الأداء وانفعال النفس عند الخطبة.
· ما يشرع التجوز فيه من النوافل:
• ما يشرع التجوز فيه من النوافل:
أ- تحية المسجد إذا دخل والإمام يخطب.
ب- سنة الفجر (ركعتا الفجر)
ج_ الركعتان اللتان يفتتح بهما صلاة الليل.
د- ركعتا الطواف.
· الصدقة من أسباب النجاة من النار:
• الصدقة سبب للنجاة من النار، لأنه صلى الله عليه وسلم قال:"تصدقن فإن أكثركن حطب جهنم" فدل هذا على أن الصدقة من أسباب النجاة من النار.
· من مات بصاعقة فهو من الشهداء:
• إذا نزلت صاعقة بإنسان فإنها سوف تحرقه... فهل يكون هذا من جنس الذي مات بحرق النار ويكون من الشهداء؟ نقول: نعم، هذا من الشهداء، ويكون الله قد أراد له خيرًا أن يموت على هذه الحال إن شاء الله.
· الكسوف تخويف من عذاب انعقدت أسبابه
• كسوف الشمس له سبب، وهو أن يحول القمر بينها وبين الأرض هذا سبب طبيعي... لكن هناك سبب شرعي أعظم من هذا وهو ما أشار إليه النبي صلى الله الصلاة والسلام أن الله يخوف بهما عباده فتخويف العباد من عذاب انعقدت أسبابه.
· حياة الأعين تبقى بعد خروج الروح من الجسد:
• الميت إذا مات شُق بصره بمعنى انفتح كأنما ينظر إلى شيء، وأنه ينظر إلى الروح (روح الإنسان) تخرج من جسده، والبصر يبقى حيًّا ينظر إلى روحه خرجت منه وهذا قد شهد به الطب الحديث وأن حياة الأعين تبقى بعد خروج الروح من الجسد.
· عذاب الميت ببكاء أهله عليه
• قوله عليه الصلاة والسلام:"إن الميت يُعذبُ ببكاء أهله عليه"... الذي اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وهو الصحيح: أن المراد بالعذاب هنا الهم والغم والتحسُّر، وما أشبه ذلك، وليس عذاب العقوبة.
· الفخر في الأحساب والطعن في الأنساب:
• التفآخر بالأنساب والطعن فيها لا شك أنه من أمر الجاهلية... الفخر في الحقيقة بالعلم وبالعمل الصالح وبالإحسان إلى الخلق، بهذه الخصال الجميلة الحميدة، أما أنهم من آل فلان أو من آل فلان أو أنه لا يعرف له نسب فهذا لا يفتخر به!
· النياحة:
• النياحة هي البكاء على الميت برنَّة وصوت يشبه نوح الحمام، وهذا يدلُّ على كمال التحزن والتحسر، وفيه الإيماء إلى أن هذا النائح لم يرضَ بقضاء الله وقدره.
· تغير وجه الميت:
• يجب أن يختار للغاسل أمين عليم... لأن غير الأمين لا يؤتمن أن ينشر العيوب التي يجدها في الميت... مثل أن يرى وجه الميت متغيرًا كالحًا مظلمًا فإن هذا يدل على شيء سيئ، نسأل الله أن يحسن لنا ولكم الخاتمة.
• بعض الناس إذا مات يستنير وجهه، وتجده مشرقًا أحسن من كونه حيًّا.
· القيام عند رؤية الجنازة:
• الإنسان مأمور إذا رأى الجنازة أن يقوم ليس إكرامًا للجنازة، بل تهويلًا للموت، وتذكيرًا للنفس، لأننا لو فرضنا أن الجنازة مرت بالإنسان وهو غافل يحدث صاحبه أو يمزح... صار كأنه لم يرفع بالموت رأسًا، ولم يرَ للغفلة عنه بأسًا، وهذا لا ينبغي.
· ذبح الأضاحي أفضل من الصدقة بثمنها:
• ذبح الأضاحي أفضل من الصدقة بثمنها، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام أمر بذبحها وتفريقها، ولو كان الأفضل التصدق بثمنها لكان أمر به، لأنه أنفع للناس لأن الإنسان إذا أعطي الدراهم تصرف فيها كما يشاء بخلاف ما إذا كان أعطي اللحم.
· متفرقات:
• المجتهد إذا أخطأ فله أجر، ولا يجوز أبدًا أن يُلام، أو يوجه إليه القدح.
• الاحتساب معناه: أن الإنسان يشعر بأن الله سبحانه وتعالى سيعوضه على هذا العمل، ويثيبه عليه.
• الكتاب إذا أطلق عند النحويين فالمراد به: كتاب سيبويه.
• قوله عليه الصلاة والسلام:"اجعلني نُورًا" معناه: أن الله سبحانه وتعالى يهدي به الناس، لما يبذله من العلم والهدى.
• إذا رأيت من نفسك رقّةً ولينًا لعباد الله فأبشر بالخير، فإن هذا عنوان على رحمة الله إياك، وإن رأيت الأمر بالعكس فعالج نفسك وعوّدها الرحمة.
• رحمة الصغار والعطف عليهم والحنو عليهم، وتطيب خواطرهم، هذه من أقرب الأسباب ومن أكبر الأسباب التي تُعين الإنسان على الرحمة.
• الإنسان... المرض يُكفر به عن سيئاته، ومع الصبر والاحتساب يرفع له في درجاته، وهذا خير.
• الإنسان إذا كان حوله نيام فينبغي أن يفعل الشيء سرًا بقدر ما يمكن، لأن النبي صلى الله عليه وسلم فعل كذلك: قام رويدًا رويدًا وفتح الباب لئلا تستيقظ عائشة رضي الله عنها.
• الدعاء لمن ذكرك بما نسيت... وهكذا يُقال في كل من أحسن إليك أن تدعو له، سواء كان يسمع أو لا يسمع.
• الصواب أن كشف المرأة وجهها بحضرة الرجال لا يجوز لما في ذلك من الفتنة.
• لا ينبغي للإنسان أن يكثر من الشكاية، بل يصبر ويحتسب، ولا يكون كالمرأة كلما جاء شيء جاء يشكو، هذا غلط، فالإنسان العاقل الرجل الحازم يتصبر.
• يجب على الرعية إذا دعت الحاجة أن تكتب إلى الراعي أن تكتب إقامة للحجة، وإبراءً للذمة، والإنسان إذا كتب بنية صالحة لا بنية الانتقاد واللوم والذم فإن الله يجعل في كتابته بركة.
• السنن الراتبة إذا فاتت يستحب قضاؤها، وهو الصحيح عندنا.
• ينبغي للإنسان إذا رأى الغيم ولا سيما الغيم الذي يخرج عن العادة إما بجهمته وسواده وثقله وإما بقصف رعده وكذلك الرياح فينبغي أن يخاف منه لأنه قد يكون غضبًا.
• الآن القلوب قيها قسوة عظيمة في الواقع، فعلى أن الإنسان أن يحاول بقدر ما يستطيع أن يلين قلبه.
• مشروعية الخطبة في صلاة الكسوف بعد الصلاة، وهل هي خطبة راتبة أو عارضة؟ في ذلك خلاف بين العلماء رحمهم الله،....والصحيح أنها خطبة راتبة.
• الإنسان يتسلى بغيره، ويتأسى به أيضًا.
• المراد بتغسيل الميت هو تنظيفه حتى يقدم على الله عز وجل على أكمل وجه في النظافة.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد