الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
للأوفياءِ الحِرزُ في الزلزالِ | يُرجَى لهم من ربِّنا المتعالي |
آذاهُمُ الحقدُ الدفينُ قناتُه | لمَّـا تزلْ بصدورِ ركبٍ غالِ |
وافى المرابعَ عيدُهم فمن الجنى | هـمٌّ ثقيلٌ لم يَدُرْ في البالِ |
قالوا: غدا عيدٌ فقلتُ ومهجتي | كلمى: يطيبُ العيدُ للأطفالِ |
لكنْ ملاعبُهم تفيضُ بأدمعٍ | ودمٍ ورعبٍ من صدى الإعوالِ |
ومن العقيلات اللواتي راعهُنَّ... | ... خميسُ شرٍّ جاءَ بالأهوالِ |
في سجنِ طاغيةٍ، ومعتقلٍ به | من خيرةِ الأبرارِ في الأجيالِ |
والعيدُ أفراحٌ لأمتِنا بما | أعطى الهُدى من نعمةٍ ونوالِ |
والعيدُ يفرشُ للقلوبِ مسرَّةً | لوضاءةٍ في صبحِه وجمالِ |
لبسَ الجديدَ بيومِه أطفالُنا | واحسرتاهُ على الجديدِ التالي |
وتزاور الأرحامٍ في أفيائِه | أزمانَ يستذرون بالإفضالِ |
ياعيدُ وجهُك مشرقٌ في عالَمٍ | طاغٍ نكابدُ وطأةَ الأغلالِ |
والناسُ أشغلَهُم هنا إدمانُهم | آهٍ! على الآهاتِ والأنكالِ |
في كل بيتٍ مأتمٌ ومناحةٌ | لم ترتحلْ في الصبحِ والآصالِ |
ياعيدُ: كيف تُجدَّدُ الأفراحُ في | قومي وهم في ليلِ سوءِ الحالِ! |
أجريتُ فيك مشاعري كمدامعي | حرَّى تبثُّ الحزنَ في أقوالي |
لكنْ إذا زالَ العفاءُ وأورقتْ | أدواحُنا باليُمنِ والآمالِ |
وتبدَّدَ الليلُ الطويلُ، وأمَّتي... | ... انتفضتْ وسارَ الخيرُ في أرتالِ |
ولمجدِها نادى المنادي فانثنى | عهدُ الخنوعِ وجاءَ بالأبطالِ |
فبوُسعِ مَن خان الأمانةَ أن يرى | ماكان للإسلامِ من إجلالِ |
ويرى قتارَ العارِ يغشى أمَّةُ | من هولِ ماذاقت من الأهوالِ |
هي أمَّتي اغتيلتْ بليلٍ مظلمٍ | بفسادِ سيرةِ مرجفٍ محتالِ |
فلقد طوتْ قدراتِها أكذوبةٌ | من صنعِ كيدِ الخائن الدَّجَّالِ |
والعيدُ كشَّرَ رغمَ بِشْرِ شموخِه | وبهاءِ طلعتِه مدى الآجالِ |
والمشرفيُّ ذوى سناهُ وحدُّه | واهٍ به صدأٌ من الإهمالِ |
فتداعت الأممُ التي تخشى إذا | هبَّتْ كتائبُ جندِه الأنجالِ |
سملوا عيونَ المبصرين وأبعدوا | أهلَ الصَّلاحِ عن الطريقِ العالي |
وتكاثرَ الخُذَّالُ من أهلِ الهوى | بئس الهوى المذمومُ في الخُذَّالِ |
كنَّـا إذا ما أقبلتْ أعيادُنا | في طيبِ إيناسٍ وطيبِ وِصالِ |
نرنو إلى الرحماتِ تغشانا وقد | جادَ الكريمُ هناك بالإفضالِ |
ولأنها الآمالُ ما انصرمتْ ولم | تجفلْ عزائمُنا عن استهلالِ |
قد آثرتْ خوضَ المعامعِ بكرةً | وعشيَّةً لم ترضَ بالإذلالِ |
ستعودُ بالقيمِ الرفيعةِ أُمَّةٌ | بيدِ الكميِّ ووثبةِ الرئبالِ |
وبعودة التوحيدِ لن يبقى الدُّجى | يُرخي ستائرَه على الأجيالِ |
يطوي المؤامرةَ الدنيئةَ نورُه | وبه نردُّ قيادةَ الأنذالِ |
فسينطوي صلفُ الطغاةِ وجورُهم | ويُداسُ حكمُ ضلالةٍ ونكالِ |
يُروى الظماءُ من الرَّواءِ وإنَّما | للنَّكسِ مُـرُّ تَصَحُّرٍ و وبالِ |
فلكلِّ طاغوتٍ بغى يومٌ به | يهوي به من كِبرِه المتعالي |
هيهاتَ يفلتُ من عقابِ فجيعةٍ | جاءتْه من ذي العرشِ والإجلالِ |
لم يرتغبْ إلا لشهوةِ نفسِه | في الظلمِ والإفسادِ والإخلالِ |
هي بيئةُ السفهاءِ أملقَ وجهُهُم | فعليه قُبحُ مهانةٍ وكلالِ |
ومن الصدودِ عن الشريعةِ والهدى | والحربِ دونَ الحكمِ والأموالِ |
هو شؤمُ أهلِ الكفرِفي أممٍ بدتْ | تختالُ في إفرندِها المتلالي |
لكنَّه وهمٌ ومحضُ ضلالةٍ | قد ذُمَّ في الإدبار والإقبالِ |
أمُّ النوازلِ فرَّختْ، فلقد أتاها... | ... اليومَ شؤمُ هوى الخدين الغالي! |
عدَّدْتُها من قبلُ أوجاعًا عدتْ | بِيَدَيْ مخاتِلهم ولؤمِ فِعالِ |
ومن الكروبِ أتتْ بها أنيابُهم | فدمٌ يسيلٌ ليمنةٍ وشمالِ! |
والكون ماعادت على آفاقِه | تُتلى معالمُ سورةِ الأنفالِ! |
والصَّافناتُ الضُّمرُ أقعدها العنا | فاستوحشتْ ثكلى بغير نزالِ! |
والصِّيدُ، أين الصِّيدُ أجنادُ الهدى | ونفيرُ أبرارٍ وصوتُ بلالِ! |
ومباهجُ العيدين مازجها الأسى | في الحلِّ أخوى البِشرُ والتَّرحالِ |
*** | *** |
هيهات! قلناها وكم قالوا لنا | سيكونُ دينُ اللهِ كالأطلالِ |
فابكوا لبانتَكم هنالك إنها | رجعيَّةٌ ماتتْ بلا إطلالِ |
هيهات! مازلنا نردِّدُ إنَّكم | عُمْيٌ فبئسَ الرِّفدُ من جُهَّالِ |
هيهاتَ! نـمَّ عليكُمُ وهجُ الضُّحى | والشَّمسُ لن يُمحَى سناها الحالي |
هي شرعةُ الإسلامِ باقية وكم | قـد هُـدَّ من صنمٍ ومن تمثالِ |
إيمانُنا باللهِ بدَّدّ بأسَكم | والكفرُ تاهَ وإنَّه لِزوالِ |
مهما تآمرتم ومارى غيُّكم | فالبهرجُ المذمومُ لهوٌ بالِ |
منَّـا الأغرُّ: شبابُنا و شيبُنا | ومن المطايا صهوةُ الأبطالِ |
وغدأ ترون بساحنا إدبارَكم | وترون منَّـا صبوةَ الإقبالِ |
هيهات يثنينا تَوَقُّدُ حقدِكم | فالصبرُ شيمتُنا وحُسنُ الفالِ |
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد