بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
اتقوا الله عباد الله واستمسكوا بكتاب ربكم، وتدبروا آياته تصيبوا من بركاته، وتهتدوا بهدآياته، وتكونوا من خواص الله وأهله، وإن الله ليرفع بهذا القرآن أقوامًا ويضع به آخرين:
{لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ * وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ}..
معاشر المؤمنين الكرام: تَدُورُ الدُّنْيَا بدورتها، وَتمضِي الأَيامُ بسرعتها، ليحلَّ علينا من جديد، شهرُ اللهِ المـحرَّمٍ، ويحلُّ معهُ ذكرى يوم عاشوراء، يومٌ عظيمٌ مجيدٌ، من أيام اللهِ المباركة، يومٌ ظهرَ فيه الحقُّ عزيزًا، وزهقَ الباطلُ ذليلًا.. يومٌ انتقمَ اللهُ فيه من الظالمين، وانتصرَ للمظلومين، يومٌ نجى الله فيه كليمهُ موسى عليه السلامُ ومن معهُ من المؤمنين، وأهلكَ الطاغيةَ فرعونَ ومن معهُ من الظالمين.. وإنَّ في قصةِ موسى وفرعونَ لعبرًا وذكرى، ودروسًا كُبرى، فلقد تكرَّر اسمُ مُوسى في كتابِ اللهِ تعالى مائةٍ وثلاثة وثلاثين مرة، وتكرَّرت قِصةِ مُوسى اثنتينِ وعشرينَ مرةً..كُلُّ ذلك ليستَلهِم مِنها المؤمنونَ العبرَ البليغة، والدُّروس القيمة، فهيَ قِصةٌ جمعت بين أحوالِ الطُغاةِ الظَلمةِ المفسِدِينَ، وبينَ أحوالِ المؤمنينَ الصالِحينَ المضطَهدِينَ، وبينت مآلَ كُلِّ طرفٍ من الطرفين، تأملوا:{إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ * وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ}... إنها قِصةٌ عظِيمةٌ، تحدَّثت عن الصراع بين الإيمانِ والكفرِ، عن اليُسرِ بعد العُسرِ، عن الظلم ونهايتهِ الوخيمة، وعن الصبر وعاقبتهِ الحميدة.. قِصةٌ مَليئةٌ بالفَوائِدِ والعِبرِ، والدروس والعِظاتِ والدُّررِ..
فمن فَوائِدِ هذه القِصةِ العَظِيمةِ: أنَّ آيات اللهِ تعالى في القُرآنِ، وآياته في الكونِ، وآياته في تَسيِّيرِ أمور هذه الحياةِ.. يَنبغِي للمُسلمِ أنَّ يتأملها وأن يتدبَّرها، وأنَّ يعتبِر ويتَّعِظَ بها، قال تعالى:{وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ}..
ومِنْ أَقوى دُرُوسِ وفوائدِ هذه القصةِ العظيمة: تَحريمُ الظُّلْمِ بكلِّ صُورهِ وأشكالِهِ، وبيانِ شُؤمِهِ وسُوءِ عاقبتهِ ومآلِهِ.. ففي صحيح مُسلمٌ حديثٌ قدسيٌ مهيب، قال الله َتَعَالَى:}يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلَا تَظَالَمُوا{..
ومن فوائدِ هذه القصةِ العظيمة: أنَّ الله تبارك وتعالى إذا أراد شيئًا، هيأ لهُ أسبابًا عجيبةً لطيفة، مُقدماتُها لا تُوحي بنتائِجها.. فهذا الطاغية فرعونُ، طغى وتكبر، وتمادا وتجبَّرَ، وأفسد في الأرض فأكثر،{وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ}، وما زال في غيِّه يتمادا حتى قال:{أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى}، كُلُّ هذا وربُنا العظيمُ الحليم يُملي لهذا الطاغيةِ ويُمهِلُه، ويُهيئُ لهُ أسبابَ هلاكِهِ ويستدرجُه، في الحديثِ الصحيح:"إن الله ليُملي للظالم، حتى إذا أخذهُ لم يُفلتهُ"، وقد أملى اللهُ لهذا الطاغيةِ أربعينَ سنة، حتى إذا طفحَ الكيلُ ووصلَ طُغيانُه مداهُ، جاءهُ بَأْسُ اللهُ الذي لَا يُرَدُّ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ،{فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى}.. أخذه اللهُ وجنوده أَخْذًا وَبِيلًا شديدًا، وقال جل وعلا:{فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ}، أي: أغرقهُ اللهُ وجنودهُ في البحر وهو ما زالَ على كفره وظلمهِ مُقيم، وجعلهُ هو وجنودهُ عبرةً للعالمين،{فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ}،{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ}.. فهذه القِصةِ العظِيمة، تُعلمُنا أن نتفاءلَ ونستبشر، وأن لا نيأسَ ولا نبأس، فما من ضيقٍ إلا وبعدهُ فرج، وما من بلاءٍ إلا وبعدهُ عافية، وإن مع العُسر يسرًا، إنَّ مع العسر يسرًا.. تأمل قوله جل وعلا:{حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ}، فمهما تمدَّدَ الباطلُ وانتفش، ومهما علا الطغيانُ وبطش، فالحقُّ أعلا وأقوى، والعاقبة للتقوى، قال جل وعلا:{أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ}، وقال سبحانه:{فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}.. وفي الحديث الصحيح: قال ﷺ:"ليبلغنَّ هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك اللهُ بيتَ مَدَرٍ ولا وَبَرٍ، إلا أدخَله الله هذا الدين بعزِّ عزيزٍ أو بذلِّ ذليلٍ، عزًّا يُعِزُّ الله به الإسلامَ، وذُلًّا يُذِلُّ الله به الكفر".. وكم في التاريخ من دروس وعِبرًا، فالتاريخ يعيد نفسه، فلقد ضاقت مكة بخير البشر ﷺ، فجُعل الله له في المدينة عزًا ونصرا.. ثم انقلبت قبائل العرب على أبي بكرٍ الصديق مرتدة، وظن الظانون أن الإسلام انتهي، فإذا به يتمدد من بعدُ ليعم الأرض كلها.. ثم هجم التتار والمغول على أمّة الإسلام هجومهم الكاسح، فأبادوا حاضرتها وأغرقوا كتبها، وقتلوا مليوني مسلم في بغداد وحدها، حتى قيل: لا قيام للإسلام بعدها.. لكن الله كسر المغول في عين جالوت وأعاد للأمة مجدها، ثم جاء الصليبيون بجيوشهم الجرارة، واحتلوا بلدانًا كثيرة، بما فيها القدس وفلسطين.. وظلوا فيها عشرات السنين، حتى إذا طال الهوان، واستيأس ضعيف الإيمان، أعاد صلاح الدين القدس إلى أهلِها، ودحرَ الجيوش الصليبية وأذلها.. ثم سيطر الفاطميون الروافض على مصر وبغداد، ونشروا فيها الكفر والفساد، حتى كُتبت مسبة الصحابة على المحاريب.. ثم ما لبث أن انقشعت الغمة عن الأمة، وعاد وجه السنة يضحك من جديد.. ثم جاءت جيوش الاستعمار لتجتاح بلاد الإسلام من شرقها إلى غربها، وغابت حضارة المسلمين، واستحكمت غربةُ الدّين، وطال ليل الظالمين، ثمّ حالَ الحالُ بالغزاة، كما حالَ بغيرهم، فكانوا كسحابٍ استدبرته الريح.. فلا يأس إذن ولا قنوط.. فكم لهذِه الأمّة من وثباتٍ بعد كبَوَات، وإفاقات بعد غَفَوات، ونهوض بعد قعود.. كيف لا وهي الأمّة المرحومةُ، الموعودة بالنصر والتمكين:{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}..
وبعد أحبتي في الله: فكم في طيات هذهِ القصةِ العظِيمِة من دروسٍ بيناتِ، وعِبرٍ بَالِغاتِ، لو وعتها الأمَّةُ واستلهَمتها الأجيالُ، لصلُحت بإذن اللهِ الأحوال.. فالقوةُ للهِ جميعًا، والعزةُ للهِ ولرسولهِ وللمؤمنين حقًا ويقينًا، والعاقبة للمتقين، ونصر الله قادم ولو بعد حين، وعد الله لا يخلف الله وعده:{كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ}، وقال تعالى:{إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ * يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ}.
الحمد لله كما ينبغي لجلاله وجماله وكماله وعظيم سلطانه...
معاشر المؤمنين الكرام: احذروا الظلم، فشؤمهُ وبيلٌ، وعاقبتهُ في الدنيا والآخرةِ وخيمةٌ أليمة، وكلُّ من ظَلَمَ غيرَهُ ثم لم يتب ولم يُصلِح، فواللهِ لنْ يفلِحَ.. كيفَ واللهُ عزّ وجلّ يقولُ:{إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ}، ثم إن مآلُه الخيبةَ والخُسران، قال جل وعلا: {وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا}، وهدايةُ اللهِ أبعدُ ما تكونُ عن الظالم، فقد تكرَّرَ قولُهُ تعالى:{وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}، تكررت في عشرِ آيات مختلفاتٍ من كتابِ اللهِ العزيزِ، كما أنَّ الآيات التي تُبينُ شُؤمَ الظُلمِ وسُوءَ عاقِبتهِ كَثيرةٌ جدًا، مِنها قولهُ تعالى:{أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ}،{وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ}،{وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}،{إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}،{وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ}،{أَلَا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُقِيمٍ}،{يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ}،{تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ وَاقِعٌ بهم}.. وغيرها، وغيرها من الآيات..
وفي الحديث المُتَّفَقٌ عَلَيهِ قال ﷺ:"إِنَّ اللَّه لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ فَإِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ"، ثُمَّ قَرَأَ:{وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ}، فمصير الظلَمةِ أسود، وعاقبتُهم شنيعةٌ فضيعة،{لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ}، ومن سنةِ اللهِ الثابتةِ أن ينصُرَ المظلومِ، في الحديث القدسي:"وعزتي وجلالي لأنصرنَّكَ ولو بعد حين".. فلا تظلمنَّ إذا ما كنَّتَ مُقتدرًا.. فالظلمُ آخِرهُ يُفضِي إلى النَّدمِ.. تنامُ عيناكَ والمظلومُ مُنتبِهٌ .. يدعو عليكَ وعينُ اللهُ لم تنمِ..
ثم اعلموا يا عباد الله: أنه يستحبُ استحبابًا شديدًا صيامُ يومِ عاشوراء ويومًا قبلهُ أو بعدهُ، ففي صحيحِ مُسلمٍ أنَّ رسولَ اللهِ ﷺ: صامَ يومَ عاشوراء، وأمرَ بصيامه، ولما قيلَ له يا رسول الله: إنه يومٌ تعظمهُ اليهود والنصارى! قال:"فإذا كان العام المقبل إن شاء الله، صمنا اليوم التاسع"... فصوموا يا عباد الله يومَ عاشوراء، واعلموا أنَّ لهُ فضلًا عظيمًا، وأجرًا كبيرًا.. ففي صحيحِ مُسلمٍ أيضًا أنَّ رسولَ الله ﷺ قال:"صيامُ يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفرَ السنة التي قبله".. فهي فرصةٌ عظيمةٌ من فُرصِ الخيرِ، فأحسنوا استغلالها.. {فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ}.. و{مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}..
{وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ}.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد