آداب المولود


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

 

1- يستحب التأذين في أذنه اليمنى والإقامة في اليسرى:

لحديث ابن عباس أن النبي :"إذن في إذن الحسن بن علي يوم ولد وأقام في أذنه اليسرى".

فائدة: الأحاديث الواردة في المسألة كلها ضعيفة. 

واستحبابه مذهب: الحنفية، والشافعية، والحنابلة، واختاره ابن القيم، وبوَّب عليه جماعة كبيرة من أصحاب السنن، وذهب الإمام مالك إلى عدم استحبابه، على أن الإمام الحطاب المالكي قال بعد ذكر كلام مالكوقد جرى عمل الناس بذلك فلا بأس بالعمل به والله أعلم».

والحاصل: أنه لم يثبت في مشروعيته دليلٌ صحيح؛ ولهذا لم يستحبه الإمام مالك، لكن لا يُشدد في فعله لمن أراد ذلك، فاستحبابه مذهب الجماهير ؛كأنهم رأوا أن الأحاديث مع ضعفها تسندها الأصول العامة أن الأذان يطرد الشيطان.

قال ابن القيموسرُّ التأذين ـ والله أعلم ـ أن يكون أولَ ما يقرعُ سَمْعَ الإنسانِ كلماتُه المتضمِّنةُ لكبرياء الربِّ وعظمتِهِ، والشهادةُ التي أوَّلُ ما يَدخلُ بها في الإسلامِ، فكان ذلك كالتَّلقينِ لهُ شعارَ الإسلامِ عند دخولِه إلى الدُّنيا، كما يُلَقَّنُ كلمةَ التوحيدِ عند خُرُوجِهِ منها».

وغيرُ مُسْتَنْكَرٍ وصُولُ أثر التأذينِ إلى قلبِه وتأثُّرُهُ به وإنْ لم يَشْعُرْ، مع ما في ذلك من فائدة أخرى، وهي: هروبُ الشَّيطانِ من كلماتِ الأذان، وهوكان يَرْصُدُه حتى يُولدَ، فيقارنه ـ لِلْمِحْنَةِ التي قدَّرها الله وشاءَهَا ـ فيُسْمِعُ شيطانَهُ ما يُضْعِفُهُ ويُغِيظُه أوَّلَ أوقاتِ تعلُّقه به.

وفيه معنًى آخر: وهوأن تكونَ دعوتُه إلى اللهِ وإلى دِيْنِهِ الإسلامِ وإلى عبادتهِ سَابِقَةً على دعوةِ الشَّيطانِ، كما كانت فطرةُ الله التي فُطِر عليها سابقةً على تغيير الشيطانِ لها، ونَقْلِهِ عنها، ولغيرِ ذلك من الحِكَمِ. والله أعلم.

2- الدعاء له بالبركة وتحنيكه:

لما في الصحيحين، من حديث أبي موسى قال:"ولد لي غلام، فأتيت به النبي ﷺ فسماه إبراهيم، فحنكه بتمرة، ودعا له بالبركة، ودفعه إلي، وكان أكبر ولد أبي موسى".

والتحنيك هو: تليين التمرة، ووضعها في فم الصبي، ودلك حنكه بها.

 قال النووي: «اتفق العلماء على استحباب تحنيك المولود عند ولادته».

3- يسمى المولود إما في يوم ولادته أويسمى في اليوم السابع:

فقد جاءت التسمية يوم الولادة من فعله ، حين سمى ابنه إبراهيم وجاء الأمر القولي منه بالتسمية يوم السابع.

4- يحلق رأس المولود الذكر، دون الأنثى، في اليوم السابع:

لحديث سلمان بن عامر:"مع الغلام عقيقة، فأهريقوا عنه دمًا، وأميطوا عنه الأذى". رواه البخاري

وعن سَمُرَةَ قال: قال رسول الله ﷺ:"كلُّ غلامٍ رهينةٌ بعَقِيقَتِه، تُذبح عنه يومَ سَابعهِ، ويُسَمَّى فيه، ويُحْلَقُ رأسُهُ" رواه أهلُ السُّنَنِ

 والأحاديث مصرحة بالغلام، وهويطلق على الصبي، قال الإمام أحمديحلق رأس الصبي» ا.هـ.وقال البخاري:"باب إماطة الأذى عن الصبي في العقيقة".

 ويستحب الحلق في اليوم السابع. وإذا لم يحلق رأسه في اليوم السابع، فله أن يحلقه في اليوم الرابع عشر، فإن فات ففي الحادي والعشرين، قياسا على العقيقة لكون العقيقة والحلق كلاهما سنة في حق المولود في سابعه.

5- يتصدق بوزن شعره من الفضة:

لم يثبت عن النبي شيء صحيح في ذلك، وورد حديث مرسل عن فاطمة، ذكره الإمام أحمد بقولهيقال إن فاطمة حلقت رأس الحسن، والحسين، وتصدقت بوزن شعرهما ورقًا»، ثم قال الإمام أحمدلا بأس أن يتصدق بوزن شعر الصبي».

وإذا لم يوجد من يعرف كيفية حلق الطفل الصغير وخُشي عليه فترك الحلق أولى دفعا للضرر، ويُقدر الوزن ويتصدق بوزنه فضة.

6- يعق عنه في اليوم السابع للغلام شاتان وللجارية شاة:

لحديث سمرة رضي الله عنه أن الرسول قال:"كل غلام رهينة بعقيقته، تذبح عنه يوم سابعه، ويسمى ويحلق رأسه". ويجوز أن يكتفي بواحدة للغلام والأفضل أن يذبح شاتين.

وهل يحسب يوم الولادة من السبعة؟ الأقرب نعم، فإذا ولد يوم الثلاثاء مثلًا فذبح العقيقة يكون يوم الإثنين التالي.

لكن لا تحسب الليلة إن ولد ليلا، بل يحسب اليوم الذي يليها، فلو ولد ليلة الأربعاء مثلا فذبح العقيقة يكون يوم الثلاثاء التالي.

7- الختان:

وهو واجب بالنسبة للذكور، سنة للإناث، ويستحب عند بعض الفقهاء أن يكون في اليوم السابع، لوروده في بعض الأحاديث، وفي أثر عن فاطمة رضي الله عنها ، وكلها ضعيفة، لذلك الأقرب أن الختان يكون في أي يوم، في السابع أوغيره.

التهنئة بالمولود:

جاء عن اثنين من التابعين «الحسن البصري، وأيوب السختياني» وهو عنهما بنفس اللفظ، وأيوب من تلاميذ الحسن فلعله أخذه عنه.

جاء في «الدعاء - الطبراني» (ص294): «‌‌باب كيف التهنئة بالمولود»:

ثم ذكر بإسناده أن رجلًا ممن كان يجالس الحسن ولد له ابن فهنأه رجل فقال: ليهنك الفارس، فقال الحسن: «وما يدريك أنه فارس لعله نجار، لعله خياط» قال: فكيف أقول؟ قال: قلجعله الله مباركًا عليك وعلى أمة محمد صلى الله عليه وسلم».

وجاء أيضا في «الدعاء - الطبراني» (ص294):

كان أيوب إذا هنأ رجلًا بمولود قال: «جعله الله مباركًا عليك وعلى أمة محمد صلى الله عليه وسلم».

والإسناد في الأثرين صالح.

أما اللفظ الآخر المنقول عن الحسن وهو: «شكرت الواهب، وبورك لك في الموهوب، وبلغ أشده، ورزقت بره» فهو عن الحسن ضعيف لا يثبت.

قلت: والأقرب أن هذه الألفاظ أمرها واسع ولا يضيق فيها، فلو هنأه بما يناسب من الدعاء فلا حرج في ذلك، ولهذا ليس في السنة الصحيحة توقيت في ذلك.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply