بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
إن راية الإسلام هي "لا إله إلا الله" يُصدقها المسلم من قلبه ويؤمن بشروطها علمًا وعملًا وقولًا واعتقادًا ولا يكتفي بالمعرفة فقط لأن المعرفة ما هي إلا وسيلة من وسائل العلم لأن هناك من يعرف أن أول شرط في الإسلام هو النطق بالشهادتين ومنها شهادة "أن لا إله إلا الله" لكن لا يعلم بمعناها الحقيقي.
فالخطوة الأولى هي معرفة الأركان ثم الإيمان بها وبعدها التصديق الجازم دون شك.
لتأتي الخطوة الثانية وهي خطوة العلم بحقيقة كل ركن بين الشروط والنواقض والمعاني منها والمقاصد فيها.
لتأتي الخطوة الثالثة وهي خطوة العمل بما يعلم.
ثم الخطوة الرابعة ألا وهي خطوة الدعوة إلى الله.
وأما عن الفرق بين العلم والمعرفة فالعلم هو أوسع من المعرفة من جهة الفهم والتفقه في الدين فلا نقول فلان يعرف بعلم كذا ولكن نقول فلان يعلم بمعرفة كذا فهذا هو الصواب.
واعلم أن العلم هو الطريق الوحيد للعبادة الصحيحة والطاعة الموافقة للكتاب والسُنة والإعتقاد الواجب نحو الأسماء والصفات وتوحيد الله في ربوبيته وألوهيته وما لم يُبنى على علم ويقين كان على جهل وضلال مبين
فالمعرفة كالضوء في البيت لكن العِلم كالشمس في العالم وقد قال الشيخ أبو هلال العسكري رحمه الله (فكل معرفة علم وليس كل علم معرفة) ص (94) الفروق اللغوية له.
فالمسلم إذا قام بعبادة الله دون علم أو دراية تجده يقع في زلات من البدع والمنكرات كثيرا قد يجهلها هو أو يعتقد أنه على الصواب وهذا هو الجهل بعينه.
وأما عن شروط "لا إله إلا الله" فقد قال العلماء هي ثمانية ومنها (العلم المنافي للجهل واليقين المنافي للشك والإخلاص المنافي للشرك والصدق المنافي للكذب والمحبة المنافية للبغض والإنقياد المنافي للترك والقبول المنافي للرد والكفر بما يُعبد من دون الله) راجع صفحة (46) إلى (52) الدروس المهمة لعامة الأمة للشيخ ابن باز رحمه الله بشرح الشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله فقد شرح كل شرط منها بالتفصيل.
فإن سألت أحدا من العوام وقلت له ماهي الشهادتين؟
سيقول أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله فهذا جواب معرفة، لكن إذا قلت له ما معنى لا إله إلا الله؟
فقد يخطئ الكثير في معناها الحقيقي أو لا يعلم ما المقصود من نطقها أصلا فهناك من يقول بأن معناها أي لا خالق إلا الله وهذا خطأ والصواب هو (أي لا معبود بحق إلا الله) وهذا جواب علم فالسؤال الأول كان سؤالا للمعرفة والسؤال الثاني كان سؤالا للعلم وقس على ذلك في جميع الأمور والمسائل العلمية الشرعية.
الخلاصة:
إن القضاء على داء الجهل لا يكون إلا بدواء العلم من خطوات المعرفة الأصيلة وهي التي تكون بين الجِد والإجتهاد فالمعرفة عبارة عن درجات في العلم فحياة المسلم بالعلم كحياة النبات بالماء وحياة المسلم بالجهل كحياة العصفور في القفص.
اللهم نَوِّر قلوبنا بعلم اليقين وبارك لنا في حياتنا وثبتنا على الحق وقوله ونجِّنا من فتن الدنيا ما ظهر منها وما بطن وقنا عذاب النار وآخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد