ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين


 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

 

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ}. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}.

معاشر المؤمنين الكرام: مع نهاية غزوةُ أُحدٍ، وما خلفته من جراح كبيرة، وآلام شديدة، فرسولَ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ قد شُجَّتْ جبهتُه، وكُسِرتْ رُباعيتُه، وجُرِحتْ شَفَتُه، ودَخلتْ حَلَقاتُ المِغفرِ في وَجنَتِه، وقتل سبعونَ صحابيًا من خِيرةِ صحابتِه، بل ومُثِّلَ بِهم أبشع تمثيل، فَقُطِّعتْ أنوفُهم وآذانُهم، وبُقرتْ بطونُهم، ومن أشدهم تمثيلًا سيِّدُ الشُّهداءِ حمزةُ بنُ عبدِالمطلِّبِ رضي الله عنه، عم النبي ومن أحب الناس إلى قلبه. خلافًا للجرحى والمكلومين، ومن قتل أباه أو أخاه، ومن فقدت زوجها وأخيها وأبيها. فكانَ يومًا على المسلمينَ شديدًا مؤلما، حتى قالَ قائدُ المشركينَ يومئذٍ أبو سفيانَ: يَومٌ بيَومِ بَدرٍ، والحَربُ سِجالٌ.

ولكنَّ العَجيبَ أنَّه لمَّا نزلتْ آيات سورةِ آلِ عِمرانَ وكان أكثرها عن غزوةِ أُحدٍ، جاء فيها: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}، إنَّها رسالةٌ ربَّانيةٌ، وعزاءٌ إلاهيٌ كريم: أنَّ أهلَ الإيمانِ والتقوى، هم الأعلى، وهم الأعزُّ، وهم الأقوى، حتى مع الضعف والجراح والبلوى، ومع الآلام وتسلُّطِ الأعداءِ، نعم: فالمؤمنُ عزيزٌ بربِّه، عزيزٌ بدينِه، عزيزٌ بثباتِه على مبدأه وعقيدتِه. ولذلكَ لمَّا قالَ أبو سفيانَ: أُعْلُ هُبَلْ، قالَ النَّبيُّ : "أَلَا تُجِيبُوه؟"، قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، ما نَقُولُ؟، قالَ: "قُولوا: اللَّهُ أَعْلَى وأَجَلُّ"، فَقالَ أبو سُفيانَ: لَنَا العُزَّى ولَا عُزَّى لَكُمْ، فَقالَ النَّبيُّ : "أَلَا تُجِيبُوه؟"، قالَ: قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، ما نَقُولُ؟، قالَ: "قُولوا: اللَّهُ مَوْلَانَا، ولَا مَوْلَى لَكُم". فلما قال يوم بيوم. أجابوه: "لا سَوَاء، قَتلانَا في الجَنَّةِ، وَقَتلاكُم في النَّارِ". الله أكبر والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين.  

أيها المسلمون: كم أوذي المستضعفونَ من المسلمينَ منذ فجر التاريخ، وكم تعرضوا لأشدَّ أنواع العذابِ، عمَّارُ بنُ ياسرٍ وأبوهُ وأمُّه، وبلالُ بنُ رباحٍ، وخبَّابُ بنُ الأرتِّ، وغيرهم كثير. لكنهم مع ذلكَ كانوا أعزَّةً شامخين، أقوياء بإيمانهم وعلى الحقِّ ثابتينَ، حتى عَجزَ عنهم صناديدُ قُريشٍ، وأصابهم الذُّل والهَزيمةُ النَّفسيةُ بسببِ يأسِهم من صدِّهم عن دينِهم وردهم عن عَقيدَتِهم، وصدَقَ رسولُ اللهِ حينَ قالَ في الحديث الصحيح: "ليبلغنَّ هذا الأمرُ ما بلغَ اللَّيلُ والنَّهارُ، ولا يتركُ اللهُ بيتَ مدَرٍ ولا وبَرٍ إلَّا أدخلَهُ اللهُ هذا الدِّينَ، بعِزِّ عزيزٍ، أو بذلِّ ذليلٍ، عزًّا يعزُّ اللهُ به الإسلامَ، وذلًّا يذِلُّ اللهُ به الكفرَ".

أيها المؤمنون. إن الشعور بالدونيّة والهزيمة النفسية شرُّ هزيمة تُمْنى بها أمة؛ تفت في عضدها، وتفلّ حدها، وتهظم قدَرَها، وتجرّئ عُداتها عليها، ولا تقوم معه للحق قائمة. أما الله جل في علاه، فقد أراد لأمة الإسلام أن تكون أمة عزيزة: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}؛ فمهما بلغ القرح، وغار الجرح، واستشرس عدوها، فالله يقول لها: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}.

عِزَّةُ المؤمنِ يا عباد الله: هيَ التي جَعلتْ الصحابي الجليل خُبيبَ بنَ عدِيٍّ رضي الله عنه يقفُ شامخًا عزيزًا أمامَ كُفَّارِ قُريشٍ، يُصلي ركعتينِ قبلَ مَقتلِه، وَيَقولُ: *واللهِ لَولا أَن تَظنُّوا أني إنَّما طَوَّلتُ جَزَعًا من القَتلِ لاستَكثَرتُ من الصَّلاةِ، ثُمَّ قالَ قبلَ أن يُصلبَ: ولَستُ أُبالي حِينَ أُقتَلُ مُسلِمًا. على أيِّ جنبٍ كانَ في اللهِ مَصرَعي. وذلك في ذاتِ الإلهِ وإنْ يَشَأْ. يُبارِكْ على أوْصالِ شِلْوٍ مُمَزَّعِ. ثم دعا عليهم: اللهم احصهم عددا، واقتلهم بددا، ولا تغادر منهم أحدًا*.

عِزَّةُ المؤمنِ: هي التي جَعلتْ أصحابَ الأخدودِ، لا يُبالونَ بتلك النيران العظيمةِ، التي أوقدها ذلك الملك الطاغية، وملأ بها الأخاديدَ في الطُّرقاتِ، ثم رمى بالمؤمنين فيها، يُحرِّقُ بعضُهم أمامَ بعضٍ، وهم في ثباتٍ عجيب على إيمانِهم، حتى تأتي المرأةٌ ومعها طفلها الصغير، فتتقاعسَ عن الوُقوعِ خوفًا على صَغيرِها، فيَقولَ لَهَا الغُلَامُ: يا أُمَّاه، اصْبِرِي فإنَّكِ علَى الحَقّ.

 عِزَّةُ المؤمنِ هي التي جَعلَتْ الإمامَ أحمدَ بنَ حنبلٍ رحمَه اللهُ يقفُ أمامَ دعاة الفِتنةِ موقفَ الجبالِ الرَّاسياتِ، رغم طول السِّجنِ وكثرة التعذيب والجَلدِ، حتى غدا علمًا وإمامًا لأهلِ السُّنةِ والجَماعةِ. وعزة المؤمن: هي التي جعلتْ شيخَ الإسلامِ ابنَ تيميةَ رحمه الله يَقولُ عندما أغلقوا عليه باب السجن: مَا يَفعلُ أَعدائي بي، إنَّ سِجنيَ خَلوةٌ، ونَفييَ سِياحةٌ، وقَتليَ شَهادةٌ.

أيها المسلمون، ولئن كانت الأمة تمرّ في أوقاتها الراهنة بأوضاعٍ من الضعف والهوان، بينما يمرّ أعدائها بموجةٍ من الاستعلاء وقوة النفوذ، فإن ذلك بعون الله يشيرُ إلى فرجٍ قريب، ومُستقبلٍ مُشرقٍ بإذن الله، نعم يا عباد الله: فلئن كان الباطل يزداد بطشًا وطغيانًا وغدرًا، وصورة ذلك لا تحتاج إلى برهان، فلا طغيان أكبر من طغيان يهود، ولا عدوان أكبر من عدوانهم. فإن تلك وفق سنة الله بداية نهايتهم بإذن الله: تأمل: {حَتَّىٰ إِذَا ٱسْتَيْـئَسَ ٱلرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا}. {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ ٱلْبَأْسَاء وَٱلضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ ءامَنُواْ مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ ٱللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ ٱللَّهِ قَرِيبٌ}، {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ}. وإن أمل المسلم بالفرج، وثقته بنصر ربه، عقيدةٌ راسخةٌ في قلبه، أصَّلها كتاب الله عز وجل، بقوله: {وَلاَ تَايْـئَسُواْ مِن رَّوْحِ ٱللَّهِ إِنَّهُ لاَ يَايْـئَسُ مِن رَّوْحِ ٱللَّهِ إِلاَّ ٱلْقَوْمُ ٱلْكَـٰفِرُونَ}، وقله تعالى: {وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبّهِ إِلاَّ ٱلضَّآلُّونَ}. ثم إن البلاء مهما عظم، فإنما يُحتملُ بعظم الرجاء في الله، وإنما طريق الفرج الثقة بنصر الله جل وعلا، فهو القائل سبحانه: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ}. وهو القائل جل وعلا: {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا ٱلْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ ٱلْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ ٱلْغَـٰلِبُونَ}. وهو القائل تبارك وتعالى: {وَكَأَيّن مّن نَّبِىّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا ٱسْتَكَانُواْ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلصَّـٰبِرِينَ وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ ربَّنَا ٱغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِى أَمْرِنَا وَثَبّتْ أَقْدَامَنَا وٱنصُرْنَا عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْكَـٰفِرِينَ فَـاتَـٰهُمُ ٱللَّهُ ثَوَابَ ٱلدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ ٱلآخِرَةِ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ}.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {لَتُبْلَوُنَّ فِى أَمْوٰلِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَـٰبَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ ٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيرًا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذٰلِكَ مِنْ عَزْمِ ٱلاْمُورِ}.

 

{فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.

معاشر المؤمنين الكرام: كما سمعنا آنفًا، فكتاب الله وسنة رسوله مليئان بالمبشِّرات، {وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}. وأمّةُ الإسلام أكرمها الله بدينٍ عزيز، عصِيٍّ على الفناء، له قدرةٌ عجيبةٌ على بعثِ الروح الهامِدَة، وتحريك الهممِ الجامدة، {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}. {لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ}. {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إلى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ}، {إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدً * وَأَكِيدُ كَيْدًا * فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا}. والمنهج الرباني للعودة للريادة والعزة تؤكده آيتين كريمتين من كتاب الله. الأولى: {إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}. والثانية: {وَلا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الكَافِرُونَ}. الآية الأولى نهجٌ واضحٌ في التحلي بالصبرِ والاستقامة على التّقوى، وفي الأخرَى استنادٌ إلى عون الله في التطلع لمستقبَلٍ أفضل، مهما أظلَمَت الآفاق وتراكمت الخطوب، {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ * يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ}. يقول الأديب الإسلامي الكبير: مصطفى صادق الرافعي. جرت سنة الحياة أن يكون النصر لمن يحتمل الضربات، لا لمن يضربها، وأن النصر مع الصبر. فمن صبر ظفر. وكما قال عنترة لمن سأله كيف تَغلِب ولا تُغلب قال: عض إصبعي وأعضُ إصبعك. فإن لم تصرخ أنت. صرخت أنا.

فاتقوا عباد الله وأيقنوا بوعد الله. فعن أُبي بن كعب رضي الله عنه قال: قال رسول الله: "بشّر هذه الأمة بالسَّناء والرفعة والدين والنصر والتمكين في الأرض"، الحديث صححه الألباني، وعن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك" والحديث في مسلم.

ووالله إن العزة باقيةٌ وستبقى لأهل الحقِّ والإيمان ما استقاموا على النهج، وأصلحوا أحوالهم، وأخذوا بأسباب التقدم والرقي، ذلك أن العزة لا تجتمع مع السفاسف والدنايا والبعد عن منهج الله. فاللهُ تعالى قد ربطَ العزَّةَ بالإيمانِ، فقالَ سُبحانَه: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}، فمتى وُجِدَ الإيمانُ، وُجِدَتْ العِزَّةُ، فَصبرًا يا أهلَ غَزَّةَ، فالنصر قادم، وَأمَّةُ الإسلام مَعَكم بَالقلبِ والدَّعاءِ.

وجزى اللهُ خَيرًا بِلادَنا وولاةَ أمرِنا على مَوقفِهم تِجاهَ إخوانهم في فلسطين، ومَا يَقومونَ بِهِ من مَساعٍ جَادَّةٍ لِرَفعِ الحَصارِ، وَوَقفِ إطلاقِ النَّارِ، مَحافظةً على أرواحِ الأبرياءِ والمَدنيينَ، واعتِبارَ ذلكَ مُخَالفًا لِجَميعِ الأعرافِ والقَوانينَ.

اللهم يا ناصِر المظلُومين، ويا مُنجِيَ المُؤمنين، اللهم إن إخوانَنا في فلسطين مظلُومون فانصُرهم، اللهم تقبَّل شُهداءَهم، وعافِ جرحَاهم، واشفِ مرضَاهم، ورُدَّهم سالِمين غانِمِين، اللهمَّ أَعزَّ الإسلامَ والمسلمينَ، ودمر أعداء الدين، اللهم عليك باليهود الصهايِنة، اللهم عليك بهم فإنهم لا يُعجِزونَك.

اللهم آمِنَّا في أوطاننا.

سبحان ربك رب العزة عما يصفون.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply