فلسطين بين الأمانة والخيانة


 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

 

الخيانة جريمة بشعة، وليس أعظم خيانة ولا أسوأ عاقبة من رجل تولى أمور الناس فنام عنها وأهملها حتى أضاعها، وكفى بالمرء خيانة أن يكون أمينًا للخونة، خائنا الشرف والشرفاء، وأكثر أنواع الخيانة جرمًا وفجرًا خيانة الوطن، وافجر منها خيانة الدين والعقيدة!!

لماذا التخاذل والخوف والله تعالى أعطانا المنهج والسبيل }وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون{ الأنعام.

إذا كنا نخاف من الموت فالموت كتبه الله على كل حي، في الوقت والمكان المحددين، فلماذا الخيانة؟ ولماذا العمالة؟

نحن نعيش الموت مئات المرات منذ لحظة ميلادنا ولكن لا نعي ولا نتذكر بل ولا نتدبر! فالخيانة موت، والتخاذل موت، والتقاعس موت، والجبن موت، والخوف موت، والعمالة موت!!

 الشمس مازالت تشرق، والأيام ما زالت تتوإلى والزمن لم يتوقف بعد، فالزمن يدور والحياة تسير والسفر طويل، ونحن مازلنا هنا، مازال في الجسد دم، وفي القلب نبض، وفي العمر بقية، وفي النفس شهيق وزفير، فلماذا نعيش بلا حياة ونموت بلا موت؟

ليس معنى الموت أن تكون جثة هامدة بلا حركة، أو دماء فيها جارية، بل الموت الحقيقي أن تخاف من الموت، جبنا يأخذ بيديك إلى الجحيم، فتظل حبيس اوهامك وبعدك عن الله، غير متعظ بمن رحلوا وغير منتبه لما هو آت!

من لم يمت بالسيف مات بغيره.

تعددت الأسباب والموت واحد!!

القدس عاصمة فلسطين، هي وطن لكل المسلمين في شتي بقاع الارض، تتجه أنظارهم إلى أقصاها، وتنجذب قلوبهم إلي قدسها، فلسطين أمانة عند أصحاب العقائد السوية، والضمائر الحية، الأبطال الشجعان، بعيدا عن العمالة والمداهنة، وهي عند المنافقين و المداهنين والمتخاذلين خيانة عظمى على مدار الأعوام، انحازوا للأعداء، وخانوا القدس وخذلوا الأقصى ولا حول ولا قوة الا بالله.

 اتفقت الأحزاب على فلسطين، وتداعت الأمم على غزة، والامة الا مارحم ربي، لا تكترث، ولا تهتم، يفتنون بالدنيا ويكرهون الموت، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، فقال قائل: ومِن قلة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن، فقال قائل: يا رسول الله وما الوهن؟ قال: حب الدنيا، وكراهية الموت". أخرجه أبو داود في مسنده.

ولحب الدنيا وكراهية الموت زادت العمالة وكثر النفاق وطفت الخيانة من بعض أفراد الأمة.

إن كلمات خالد بن الوليد رضي الله عنه، التي ارتفع بها صوته قبيل رحيله وهو على فراش الموت حيث قال: لقد شهدت مئة زحف أو زهاءها، وما في بدني موضع شبر، إلا وفيه ضربة بسيف أو رمية بسهم أو طعنة برمح وها أنا ذا أموت على فراشي حتف أنفي، كما يموت البعير فلا نامت أعين الجبناء.

لكنه رضي الله عنه لم يعرف كم العملاء الذين باعوا كل شئ،و ساعدوا الاعداء علي ضرب أهل فلسطين الأعزاء، شاركوا في الحصار بغلق الحدود، وشاركوا في القتال بفتح الجو والبحر للأعداء يمررون أسلحتهم الخفيفة والثقيلة، ولا حول ولا قوة الا بالله، وإلا أبدلها بقوله: فلا نامت أعين العملاء!!

إن العميل الذي خان وطنه وباع أرضه وتخلي عن بلاده، بل وباع عقيدته ودينه، مثل الذي يسرق من مال أبيه ليطعم اللصوص، فلا أبوه يسامحه ولا اللص يكافئه، العملاء باعوا الأرض، وهتكوا العرض، وضيعوا الفرض، ويحسبون أنهم أقوياء!! ويظنون أنهم شرفاء!! الجبناء يستقوون على الضعيف وينالون من كل شريف، ثم تجدهم عندما ينكشفون، يتساقطون كما تتساقط أوراق الخريف!!

لا يعرفون طريق الشجعان، ولا يتذوقون طعم الشجاعة، فالشجاعة تنشأ من إيمانك الراسخ أنك مخلوق للجنة، وأن هذه الدنيا عرض حاضر يأكل منه البر والفاجر، والآخرة وعد صادق يحكم فيها الملك العادل!!

غزة المحاصرة، لا دواء ولا ماء ولا غذاء، ومع ذلك يقاومون الأعداء، ويستمدون المدد من السماء.

رغم خيانة العملاء، وتخاذل الاصدقاء، وجبروت الاعداء، الا ان ابطال غزة الشجعان، وفرسان فلسطين متسلحين بالإيمان، يغالبون الصهاينة، يقاتلونهم في عقر دارهم، يقتلون فريقا ويأسرون آخرين، وذويهم من المدنيين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، تتنزل عليهم أطنان من المتفجرات، علي المنازل والمدارس والمستشفيات.

 إن الفرق بين خيانة الضمير وخيانة الواقع هو التنفيذ، فلا عاش من خان الوطن، لا قام له بنيان، ولا شكر له إنسان، ولا وفقه الرحمن. لا ارتفع له مستوى، ولن ينفعه الكون وما حوى، يبقى سلعة في السوق لا تباع ولا تشترى، ويوم يقوم الناس لرب العالمين، يندم علي مافعل ومانوي!!

إن قارون قال }إنما أوتيته على علم عندي{ وكان له من المنعة والمفاتيح ما تنوء به أولى العصبة من القوة.

كانت النتيجة: }فخسفنا به وبداره الأرض ولم يكن له فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين{القصص .

فرعون عليه لعنة الله عليه قال: }انا ربكم الأعلى{وقال: }ما علمت لكم من إله غيري وهذه الأنهار تجري من تحتي {اغرقه الله تعالى في حين نجى الله المؤمنين المستضعفين }وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُون{البقرة.

أورث الله تعالى المستضعفين ارضهم وديارهم} وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَىٰ عَلَىٰ بَنِي إسرائيل بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ{ الاعراف.}فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآياتنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ{الاعراف. وكان مصير آل فرعون: }النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا ال فرعون اشد العذاب{غافر.

قوم عاد اغتروا بقوتهم، و تجرأوا على خالقهم، طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد، فكان الله لهم بالمرصاد، صب عليهم صوت عذاب.

انظر إلى الغرور والاستكبار: }فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا من أشد منا قوة أو لم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدون{فصلت.

ماذا كانت النتيجة:

}فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا في أيام نحسات لنذيقهم عذاب الخزي في الحيوة الدنيا ولعذاب الآخرة أخزى وهم لا ينصرون{فصلت.

إذن لماذا التخاذل إذن والخيانة!!

لقد أصبحت الخيانة في بعض الأماكن وجهة نظر، وبالرغم من ذلك سقوط الخائن دوما عبرة لمن يعتبر!!

إن المرء عندما يكشف عن سره فهو احمق، واذا كشف سر الآخرين فهو خائن، لذلك لا تشاور مستبد ولا يشاورك، ولا تداهن وغد ولا يداهنك، ولا تشر على معجب برأيه، ولا على متلون.

لقد أصبحت الخيانة لعبة هذه الأيام، وغربة الوطن هواية إجبارية، وأمست الخيانة كالهواء، تدلف إلى منازلنا بمجرد فتح الباب، نحن من يقوم بتجهيز عجينة الخيانة، أشكو إلى الله ضعف الأمين وخيانة القوي، وما أبشع أن تخون صديقك، ولكن الأبشع أن تجد الخيانة سهلة فتخون بلدك.

رغم تكرار القمم واجتماع العمم ضاعت الذمم ورحلت القيم، فلا عجب أن تجد في بلاد المسلمين الأطفال يقتلون ويعتقلون ويعذبون..!!

عندما يفجع طفل في والده أو والدته أو أخيه أو أخته أو في حياته قتلا أو قسرا أو اعتقالا فهذا قمة الجبن والخسة..!! لا شهامة ولا رجولة ولا مروءة!!

مع الشجعان تحوز الأمة مكانة يهابها خصومها، وتقرُّ بها عين حلفائها، حينئذ تكون عزيزة الجانب، صلبة القناة، وعزة الجانب وصلابة القناة لا ينزلان إلا حيث تكون قوة الإيمان ورباطة الجأش، والاستهانة بملاقاة المكاره، وذلك عين الشجاعة.

الشجاعة صنفان أحدهما: الإقدام على ميادين الجهاد والثبات على صد الأعداء ومقاومة العملاء وتسمى شجاعة حربية، والأخرى فهي الإقدام على قول الحق، وإبداء النصيحة، ولو لِذي جاه أو سلطان، الذي يكره أن بأمر بمعروف أو ينهى عن منكر، وهذا ما يسمى شجاعة أدبية.

الشجاعة الحربية تُحمَى الأوطان من مهاجمة الأعداء، ويسود الأمن في البلاد، والشجاعة الأدبية يكون الناس على بصيرة من الحقِّ والباطل، والصواب والخطأ، فيقيمون الحقَّ، ويرجعون إلى الصواب.

تأخَّرتُ أستبقي الحياةَ فلم أجدْ     ***   لنفسي حياةً مثلَ أنْ أتقدَّما

ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حمي الوطيس واحمرت الحدق ولمعت السيوف يتقدم المجاهدين إلى الصف الأول ويقول: "أنا النبي لا كذب أنا ابن عبدالمطلب"، وكان الصحابة الكرام يلوذون برسول الله، إذ أنه كان أشجع أصحابه، مرة سمعوا خبرًا أو حركة مريبة فانطلقوا من بيوتهم ليتفحصوا الخبر فإذا بالنبي قد سبقهم، ورجع وقال: "لَنْ تُرَاعُوا لَنْ تُرَاعُوا".

والذي قال: أين محمد لا نجوت إن نجا؟ فأبى النبي إلا أن يبارزه بنفسه فأمسك رمحه ووكزه وكزة فولى هاربًا يصيح فلما قيل له ماذا حصل؟ قال: والله لو بصق عليّ لقتلني.

وهذا مجاهد دخل إلى فلسطين المحتلة بعهد موشي ديان، وعمل عملًا فدائيًا كبيرًا، فلما دخل وزير الدفاع إلى الكنيست قامت الدنيا ولم تقعد، يلومونه، فقال ببرود: ماذا أفعل بإنسان جاء ليموت؟ أنا أقصى ما أملكه من تهديد أن ألوح له بالقتل، هو أراد أن يموت مختارًا.

إن رجل غزاوي يقول: الجنة أقرب إلينا من سيناء، رافضا التهجير إلى بلد آخر والابتعاد عن وطنه قيد أنملة!!

قد مات قوم وما ماتت مكارمهم    ***   وقد عاش قوم وهم في الناس أموات

هذا إعرابي رفض أن يكون عميلًا، وأبي أن يكون خائنًا، اعتاد هذا الأعرابي أن يحتطب في الصحراء، ويبيع الحطب لينفق به على أسرته الفقيرة، وفي ذات يوم اصطحب معه ابنه الوحيد ليساعده في جمع الحطب، فتوغل بعيدا عن بلدتهم وكان بين بلديهما وبلدة أخرى عداء مستحكم قديم، يتربص كل طرف بالآخر، وبينما كان الأعرابي وابنه سائرين، طلع عليهم فجأة قوم من أعدائهم يحملون السلاح فقالو له: من أين أنت؟ فأخبرهم وعلموا حينها انه من بلد أعدائهم، قالوا: أيها الرجل سنعطيك مالًا كثيرًا يكفيك واسرتك مدى الحياة ونطلق سراحك وولدك على أن تخبرنا ثلاثة أشياء:

ماهو عدد جيشكم؟ وأين يعسكر؟ وما هي الطريقة التي تتخذونها لقتالنا؟

فقال الأعرابي: اقتلوا ابني أولًا! فتعجبوا وسألوه لماذا؟

فقال: كي لا يشي بي عند قومي.

فقتلوا ابنه وقالوا أخبرنا الآن فضحك ساخرًا.

وقال: أتظنون أني أبيع وطني وأهلي بدراهم معدودة؟!

فتعجبوا وسألوه:

لماذا إذن طلبت منا أن نقتل أبنك؟

فقال: خفت أن تقتلوني أولًا فيخاف ابني فيخبركم بالأسرار وها أنا أمامكم افعلوا ما شئتم بي، فلن أخون بلدي!!

أما الذين يعذبون الحرة العفيفة سوا كانت طفلة أو فتاة أو أمًّا، فقط من أجل قولة الحق لكي تقر عيون الأعداء فهم جبناء!! الذين يداهنون الأعداء ويزرعون الشحناء وينسجون البغضاء فهم الجبناء!!

 الذين يعلمون أن حقوقهم مهضومة، وحياتهم مهدومة وكرامتهم منزوعة وحريتهم مسلوبة ثم يصفقون للعملاء جبناء!!

 الذين يسخرون من الشرفاء ويحتقرون البسطاء ويمدحون العمالة والعملاء جبناء!!

 الذين يتملقون الحاكم ويغضبون العالم وينصرون الظالم جبناء وسيظلون جبناء!!

الذين ينتقمون من العزل، ويفتخرون بالظلم وينصرون الباطل يحيون جبناء!!

فإلى كل من يحاول تغيير الحقيقة، وإلى كل من يغالب الحق، ويداهن الباطل، إلى كل من يجابه الإسلام ويحارب الالتزام، في الصحف والمجلات، في الإذاعات والفضائيات، في الدوائر والهيئات، أقول له مقولة خالد الخالدة: فلا نامت أعين الجبناء!!

ولكثرة العمالة ولانتشار العملاء .

 نقول هنا *فلا نامت أعين العملاء*.

لقد كان جهاد خالد بن الوليد ضد أصحاب الردة جهادا كبيرا حتى على الأخطاء التي كان بعض الصحابة يراها في خالد، رفض أبو بكر الصديق رضي الله عنه أن يقبل قولهم قائلا: لا أشيم سيفا سله الله على المشركين، ثم انطلق إلى العراق وإلى الشام وفي عقله وفي فكره كلمة أبي بكر الصديق: *فر من الشرف يتبعك الشرف، واحرص على الموت توهب لك الحياة*.

فلما عقلها الصحابي الجليل خالد بن الوليد وطبقها في خاصة نفسه وعلى أفعاله وأقواله أنشأ جيلا رائعا، قال للفرس يوما: والله الذي لا إله إلا هو، لأسيرن إليكم بقوم يحبون الموت كما تحبون الحياة، ويرغبون الآخرة كما ترغبون الدنيا!!

فقد تعرض للشهادة في كل موطن وأقبل إلى السعادة من كل وجه، ولما دارت الدنيا دورتها وأخذت السنون من عمره، وجد نفسه على السرير ممددا من غير جرح، ويشتكي من غير كُلم، إنها لحظة لا يحبها الشجاع، عبر عنها خالد بن الوليد قائلا: أموت على فراشي كما يموت العَيْر.. لا نامت أعين الجبناء!!

وما استعصى علي قوم منال   ***  إذا كان الإقدام لهم ركاب

وهكذا هم المؤمنون، يعلمون أن ما أصابهم من خير أو شر، فهو مما كتبه الله سبحانه وتعالى لهم أو عليهم، يعرفون أن رزقهم مقسوم وأجلهم محتوم ومصيرهم عند الله معلوم.

فيجاهدون في سبيل الله بالكلمة والحكمة والموقف، يحرسون الحق لا يخافون في الله لومة لائم..!!

وهذا من شأنه أن يجعل الإنسان يعيش فى دنيا الناس لا يخشى إلا الله ولا يخاف إلا الله، وهو يعلم أن: من لم يمت بالسيف مات بغيره، والشرف كل الشرف أن يموت على طريق الشرف والشرفاء.

في وطن يفيض بالعمالة، ويتوشح بالخسة والنذالة ويتلون بدماء الأبرياء في فلسطين الحبيبة وخاصة غزة الأبية، في وطن يعبث فيه الأعداء في أطفالنا قتلا وتشريدا كما كان الأطفال أنفسهم يعبثون في ألعابهم، تتصاعد كلمات خالدة جرت على لسان خالد بن الوليد رضي الله عنه يقول: *لقد شهدتُ مائة زحف أو زُهاءَها، وما في جسدي موضع شبر إلا وفيه ضربة أو طعنة أو رَمْية، ثم ها أنذا أموت على فراشي كما يموت البعَيْر، فلا نامت أعين الجبناء*.

إذا خانك الشخص مرّة فهذا ذنبه، أما إذا خانك مرتين فهذا ذنبك أنت، ونكران الجميل هو خيانة للشرف والأمانة!!

 إن الرصاص الغادر قد يقتل أفرادًا، بينما القلم الخائن قد يقتل أممًا، والخيانة لا تُنسى، ولا تنجح، ولا تثمر، وقد يأتي وقت يكون فيه الصمت خيانة، حتي عندما يطعنك أحدهم في ظهرك فهذا أمر طبيعي، ولكن أن تلتفت وتجده أقرب الناس إليك فهذه هي الكارثة الكبرى!!

 من المؤسف حقًا أن تبحث عن الصدق في عصر الخيانة، وتبحث عن الحب في قلوب جبانة، وتبحث عن الاخلاص في نفوس خائني الأمانة، وتبحث عن الود في عقول بلا دين ولا ديانة، وهنا لا تستغرب إذا ماتت أحاسيسك أمام عينيك، وماتت أمانيك أمام ناظريك، ولفظت حياتك أنفاسها أمام عينيك، واكتشفت أن القاتل هو أقرب الناس إليك.

ليس من مات فاستراح بميت   ***   إنما الميت ميت الاحياء

انما الميت من يعيش كئيبا       ***   كاسفا باله قليل الرجاء

فلا نامت أعين الجبناء!!

فلا نامت أعين العملاء!!

ولا دامت عمالة العملاء

ولا قامت سطوة الاعداء!!

فلسطين بين خيانة العملاء، وأمانة الأمناء، وستبقى غزة عصية على الأعداء، وستنتصر فلسطين على كل المتربصين.

ستنهي ظلمهم، وتدمر فسادهم، وتلغي وجودهم بإذن الله على أيدي جند الله!!

يقول الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه: *إذا رأيت الظالم مستمرا في ظلمه فاعلم أن نهايته محتومة، وإذا رأيت المظلوم مستمرا في مقاومته فاعرف أن نصره محتوم*، }وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون{الشعراء.

اللهم انصر دينك وعبادك ومقدساته.

اللهم انصر غزة العزة واخذل اليهود الملاعين المتطرفين الارهابيين.

اللهم اكشف الغمة وانصر الأمة.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply