بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
معاشر المؤمنين الكرام: مهما بلغ الطغيان وتمادا، ومهما تعدى الظلمةُ وبغوا، فإن من سنن الله الثابتة، أنَّ الظلمَ لا يدوم، وأنه مهما بلغت قوّةُ الظلوم فإنَّه بقوة الله مهزوم. نعم يا عباد الله: أقربُ الأشياء صرعة الظلوم، وأنفذ السهام دعوة المظلوم، يرفعها الله فوق الغيوم، جاء في الحديث الصحيح: "ثلاثةٌ لا تردّ دعوتهم: الصائم حين يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام، ويفتح لها أبوابَ السماء، ويقول لها الرب: وعزَّتي وجلالي لأنصرنَّك ولو بعدَ حين".
ولله تبارك وتعالى له سننٌ ثابتةٌ لا تتبدل ولا تتغير، وله أقدارٌ حكيمة، قد تتأخر لكنها لا تتخلف، من ذلك أنه سبحانه يملي للظالم ويمهله، ويعطيه ويستدرجه. يخوفُ به بعضَ عباده. ويبتلي به بعض خلقه. ويحقق به بعض حِكمِه. ولكنه لا يتركه، في الحديث الصحيح، قال عليه الصلاة والسلام: "إن الله ليملي للظالم، حتى إذا أخذه لم يفلته"، ثم قرأ: {وَكَذَٰلِكَ أَخۡذُ رَبِّكَ إِذَاۤ أَخَذَ ٱلۡقُرَىٰ وَهِیَ ظَـٰلِمَةٌۚ إِنَّ أَخۡذَهُۥۤ أَلِیمࣱ شَدِیدٌ}، كم من ظالم طغى وبغي، وتجبر واستكبر، وظن أنه لا يُقهر. حتى إذا حلَّ عليه أمر الله، وباغته المقتُ، نزل به بأس الله الذي لا يرد عن القوم المجرمين، وتحقق فيه قول القوي المتين: {وَلَا یُرَدُّ بَأۡسُنَا عَنِ ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡمُجۡرِمِینَ}. هذه هي سنة الله: {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا ســــَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ * مُســَوَّمَةً عِنْـدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّلِمِينَ بِبَعِيدٍ}.
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: جاء في الحديث الصحيح: "إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحبَّ قوماً ابتلاهم، فمن رضيَ فله الرضا، ومن سخِط فله السُّخط". وإِذَا أَحَبَّ اللَّهُ تعالى قوماً أَصَابَهَم بالرزايا، وبِالْمِحَنِ وَالْفِتَنِ وَالبلَايا؛ لِيَمِيزَ الخَبِيثَ مِنْ الطَيِّبِ، وليعلم الصادق من الكاذب، فَلَا يَبْقَى عَلَى الدِّينِ الْحَقِّ إِلَّا مَنْ صَحَّ مُعْتَقَدُهُ، وَحَسُنَ مَقْصِدُهُ، وَخَلُصَتْ لله نِيَّتُهُ. وَأُمَّةُ الْإِسْلَامِ هِيَ أَكْرَمُ الْأُمَمِ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى؛ وَلِذَا كان ابتلائها هو الأشدُّ، لِيَعْظُمَ أَجْرُهَا، ويزداد فضلها، وَتَعْلُوَ مَنْزِلَتُهَا؛ فَيَكُونَ أَهْلها هم أَكْثَر أهل الْجَنَّةِ، كَمَا وَرَدَ فِي الْأَحَادِيثِ الصحيحة.
ومُنْذُ بداية الدَّعْوَةِ، ابْتُلِيَ النَّبِيُّ ﷺ فِي نفسه وعُذِّبَ أَصْحَابُهُ أَمَامَهُ، وَفُتِنُوا فِي دِينِهِمْ، وَابْتُلِيَتْ أُمَّتُهُ من بَعْدَه ابتلاءاتٍ شديدة، وَلَا تَزَالُ الأمةُ تُبْتَلَى وَتُفْتَنُ فِي دِينِهَا، وإِلَى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وَلا تزال أمم الكفر تَتَكَالَبُ عَلَيْهَا ويكيدون لها الليل والنهار. فِي الحَدِيثِ الصحيح: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "أُمَّتِي هَذِهِ أُمَّةٌ مَرْحُومَةٌ، لَيْسَ عَلَيْهَا عَذَابٌ فِي الْآخِرَةِ، عَذَابُهَا فِي الدُّنْيَا الْفِتَنُ وَالزَّلَازِلُ وَالْقَتْلُ". فَكل مَا يُصِيبُ أُمَّةَ الإسلامِ عَلَى أَيْدِي أَعْدَائِهَا مِنَ حروبٍ وتدميرٍ، وتقَتْيلٍ وَتهجيرٍ، وحِصَارٍ وَتفْقَيرٍ، إنما هو بِسَبَبِ دِينِهَا، وتمسكها بكتاب ربها وسنة نبيها، قال تعالى: {وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا}. }إِن یَثۡقَفُوكُمۡ یَكُونُوا۟ لَكُمۡ أَعۡدَاۤءࣰ وَیَبۡسُطُوۤا۟ إِلَیۡكُمۡ أَیۡدِیَهُمۡ وَأَلۡسِنَتَهُم بِٱلسُّوۤءِ وَوَدُّوا۟ لَوۡ تَكۡفُرُونَ{. وإن هذه الأحداث المؤلمة قَدَرٌ مكتوب على هذه الأمة، لتستفيق من غفوتها، وتنهض من كبوتِها، وتعيَ رسالتَها، وترصَّ صفوفَها، وتستأنف مسيرة البناء والإصلاح من جديد.
}وَإِن تَصۡبِرُوا۟ وَتَتَّقُوا۟ لَا یَضُرُّكُمۡ كَیۡدُهُمۡ شَیۡـًٔاۗ إِنَّ ٱللَّهَ بِمَا یَعۡمَلُونَ مُحِیطࣱ{. نعم يا عباد الله: فوراءَ الحقِّ ربٌّ قويٌ ينصر الحقَّ ويؤيد أهله، {إِن یَنصُرۡكُمُ ٱللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمۡۖ}، }كَتَبَ ٱللَّهُ لَأَغۡلِبَنَّ أَنَا۠ وَرُسُلِیۤ إِنَّ ٱللَّهَ قَوِیٌّ عَزِیزࣱ{، }وَٱللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِۦ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَـٰفِرُونَ{، }وَٱللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰۤ أَمۡرِهِۦ وَلَـٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا یَعۡلَمُونَ{، }وَبَشِّرِ ٱلۡمُؤۡمِنِین{ َ. ومهما بلغ الأعداء من القوة والكثرة فلن ينفعهم ذلك، فالله يقول: {ذَٰلِكُمۡ وَأَنَّ ٱللَّهَ مُوهِنُ كَیۡدِ ٱلۡكَـٰفِرِینَ}. {لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى وَإِن يُقَـٰتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ ٱلأدُبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ}. ثم إنَّ المتأمِّلَ في سيرةِ المصطفى ﷺ، يجدُ أنَّ التفاؤلَ وحُسنَ الظنِّ بالله تعالى واضِحاً فيها كُلَّ الوضُوحِ، حتى ليكادُ أن يكونَ مَنهجاً ثابتاً لهُ عليه الصلاةُ والسلام، خُصوصاً حينَ تَشتدُّ المحنُ وتتفاقَمُ الشدَائِدُ. فمع كلِّ خوفٍ وشِدةٍ نراهُ ﷺ يبُثُ الأملَ ويرفعُ المعنويات، وكلَّما خيمَ اليأسُ والقُنوطُ على النفوس، ازدادَ عليه الصلاةُ والسلامُ استبشاراً وتفاؤلاً. فحِينَ اشْتكَى بعضُ الصَحابةُ ما يَلقونَهُ من شِدّةً المشركِينَ أجَابهُم ﷺ بقولِه: "والله وليُتمنَّ اللهُ هذا الأمرَ حتى يَسيرَ الراكِبُ من صَنعاءَ إلى حَضرمَوت ما يخافُ إلا اللهَ والذِئبَ على غَنمِه". وفي أحداثِ الهِجرةِ المباركةِ، وقد وصلَ المطارِدُونَ إلى بابِ الغارِ، فيقولُ ﷺ لصاحبه: يا أبا بكر ما بالك باثنين الله ثالثهما، "لا تحزن إنَّ اللهَ مَعنا". وفي غَزوةِ الأحزابِ: {إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا * هُنَالِكَ ٱبۡتُلِیَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَزُلۡزِلُوا۟ زِلۡزَالࣰا شَدِیدࣰا}، فيقول المتفائل ﷺ: "اللهُ أكبرُ أُعطِيتُ مَفاتِيحَ كذا وكذا. وغيرها من صُورِ الأمَلِ والتَّفاؤلِ وحُسنِ الظنِّ بالله تعالى، وهي كثيرةٌ جِداً.
فتفاءَل أيُّها المسلِم: وأحسِن الظنَّ بربِك، واستبّشِر بصلاحِ الأحوالِ ولو تفاقَم الشَّر، وترقَب النَّصرَ وإنْ تكالبَ الأعداءُ، وتوقع فَرجاً قريباً وإنْ استَحكَمت حلقاتُ البَلاءُ، {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}. تفاءَل أيُّها المسلِم: فالشدائِدُ أقوى ما تكونُ اشتِداداً واسودِاداً، أقربَ ما تكُونُ انفِراجاً وانبِلاجاً، {وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا}. تفاءَل أيُّها المسلِم: وأحسِن الظَنَّ برَبِك، فكُلُّ ما يأتي مِنْ اللهِ جميلٌ. {وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ}، {وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ}. {سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا}. {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً}. و{لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ}. تفاءَل أيُّها المسلِم: فالروضُ سيُورِق، والفجرُ سيُشرِق، والحقُّ سيعلو والباطِلُ سيزهَق، وإن بعد الجوعِ شبعاً، وبعْدَ الظَّمأ ريَّاً، وبعْدَ المرض عافية. وإن مع الدمعةِ بسْمة، ومع القسْوةِ رحمة، ومع الفاقةِ نِعْمَة، وإنَّ مع العُسْرِ يُسْراً، و{لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا}. تفاءَل أيُّها المسلِم: فمن المُحالِ دوامُ الحالِ، والأيامُ دُولٌ، والدهرُ قُلّبٌ، والليالي حُبَالى، ومن ساعةٍ إلى ساعةٍ فَرَجٌ، وما بين غمضةِ عينٍ وانتباهتِها. يُبدلُ اللهُ من حالٍ إلى حالِ. تفاءَل أيُّها المسلِم: فالمستقبلُ لهذا الدين، والنصر قادم، وفي قُرآنِك المبين: {وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ}، وفيه: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}، و{إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ}، {وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ}، وفيه أيضاً: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}. تفاءَل أيُّها المسلِم: فربُك العظيمُ يقولُ عن نفسهِ العلِيةِ: {فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}، ويقولُ عن رحمتهِ: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ}، ويقولُ عن جُندِه: {وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ}، ويقولُ عن نَصرهِ: {أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ}، ويقولُ عن وَعدِهِ: {وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}.
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم: }كَتَبَ ٱللَّهُ لَأَغۡلِبَنَّ أَنَا۠ وَرُسُلِیۤ إِنَّ ٱللَّهَ قَوِیٌّ عَزِیزࣱ{.
اتقوا الله عباد الله وكونوا مع الصادقين، وكونوا من {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ}.
معاشر المؤمنين الكرام: إن مِنْ أَعْظَمِ ما حث عليه ديننا العظيم، مُوَاسَاةُ المُؤْمِنِ لِأَخِيهِ المُؤْمِنِ عند الشدائد، ووقوفه مَعَهُ فِي كُرْبَتِهِ، قال تعالى: {إنما المؤمنون إخوة}، فالله جلَّ وعلا هو الذي عقد بين قُلُوب المُسلِمِينَ في مشارق الأرض ومغاربها عقد الأُخُوَّةِ فيهِ، وَهو الذي ربط بَينَهُم برَابِطِ الدين والإِيمَانِ، فأَصبَحُوا جَسَدًا وَاحِدًا مُتَمَاسِكًا، يَشعُرُ كل منهم بِمعاناة أَخِيهِ، ولو كان في أقصى الأرض، يَتَأَلَّمُ لآلامِهِ، وَيَحزَنُ لِحُزنِهِ، وَيُوجِعُهُ مَا يسوئهُ ويَضُرُّهُ، هذا هو شعور المؤمن الصادق، عَاطِفَةٌ في الله والدين، يَنتُجُ عَنهَا إِيثَارٌ وَرَحمَةٌ، وَتَكَافُلٌ وَإِعَانَةٌ وَنُصرَةٌ، وَمَدٌ لِيَدِ العَونِ، وَتَعَاوُنٌ على البر والتقوى، قَالَ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ: "المُسلِمُ أَخُو المُسلِمِ لا يَظلِمُهُ وَلا يُسلِمُهُ، وَمَن كَانَ في حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللهُ في حَاجَتِهِ، وَمَن فَرَّجَ عَن مُسلِمٍ كُربَةً فَرَّجَ اللهُ عَنهُ كُربَةً مِن كُرُبَاتِ يَومِ القِيَامَةِ، وَمَن سَتَرَ مُسلِمًا سَتَرَهُ اللهُ يَومَ القِيَامَةِ"، الحديث مُتَّفَقٌ عَلَيهِ. وَقَالَ ﷺ في الحديث المُتَّفَقِ عَلَيهِ أيضاَ: "المُؤمِنُ لِلمُؤمِنِ كَالبُنيَانِ يَشُدُّ بَعضُهُ بَعضًا"، وَشَبَّكَ بَينَ أَصَابِعِهِ. وَفي الصَّحِيحَينِ أَيضًا قَالَ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ: "تَرَى المُؤمِنِينَ في تراحُمِهِم وَتَوَادِّهِم وَتَعَاطُفِهِم كَمَثَلِ الجَسَدِ إِذَا اشتَكَى عُضوًا تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالحُمَّى"، وَفي البخاري ومسلم، قَالَ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ: "لا يُؤمِنُ أَحَدُكُم حَتى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفسِهِ".
أما وَقَد أَمَرَ خَادِمُ الحَرَمَينِ الشريفين وفقه الله بتَنظِيمِ حَملَةٍ شَعبِيَّةٍ لإِغَاثَةِ إِخوَانِنَا في فلسطين، وَاستِقبَالِ تَبَرُّعَاتِ إِخوَانِهِم من هَذِهِ البِلادِ المباركة عَن طَرِيقِ المنَصَّةِ الرسمية (سَاهِم)، فكتب الله أجر كل من ساهم في ذلك، وَجَعَلَهُ سبباً في حِفظ أمن اِلبِلادِ والعِبَادِ، وَبَرَكَةً للحاضر والباد، وَالحَمدُ للهِ الَّذِي أَعَانَهُم وَوَفَّقَهُم، وَدَلَّهُم عَلَى فِعلِ الخَيرِ وأرشدهم؛ فَإِنَّ الخَيرَ لا يَأتي إِلاَّ بِخَيرٍ، وما جزاء الإحسان ِإلاَّ الإِحسَانِ. وصنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات. فَبَادِرُوا إِخوَةَ الإِسلامِ إلى المُسَاهَمَةِ بِمَا تَجِدُونَهُ وَتَجُودُونَ بِهِ، وَأَخلِصُوا النِّيَّةَ للهِ، وَابتَغُوا بِعملكم وَجهَ الله، وَأَبشِرُوا بِالخَلَفِ مِن رَبِّكُم جلَّ في علاه، فهو القائل سبحانه: {وَمَا تُنفِقُوا مِن خَيرٍ فَلِأَنفُسِكُم وَمَا تُنفِقُونَ إِلاَّ ابتِغَاءَ وَجهِ اللهِ وَمَا تُنفِقُوا مِن خَيرٍ يُوَفَّ إِلَيكُم وَأَنتُم لا تُظلَمُونَ}. ثم اعلموا وأيقنوا أنَّ الدعاءَ سلاحٌ فعال، لو صدر من قلبٍ مخلِصٍ تقي، ولسانٍ طاهرٍ زكي، وتكرَّر بإلحاح على المغيث القوي، وحبذا لو توخَّى الداعي أوقاتَ الإجابة كالثلث الأخير من الليل، وساعة الجمعة، وحال السجود، وبين الأذان والإقامة، وغيرها من الأوقات والأمكنة الفاضلة.
اللهم يا سامع الشكوى، ويا كاشف البلوى، مجيب دعوة المضطرين، رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، رحماك. رحماك بإخواننا المستضعفين في فلسطين، اللهم ارحم ضعفهم، واجبر كسرهم، وتول أمرهم، وقاتل دونهم، واربط على قلوبهم، واحقن دمائهم، وأمن خائفهم، وواسي مصابهم، واشف مريضهم، وأطعم جائعهم، وتقبل.
اللهم عليك بشراذم اليهود، اللهم عليك بالصهاينة المجرمين.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد