المطر نعم وعبر


 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

 

اتقوا ربكم وتوبوا إليه واستغفروه، استغفروه يا عباد الله بيقين، فإنه كان ولا يزال غفارًا، يرسل السماء عليكم مدرارًا، ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارًا. سبحانه وبحمده جل وعلا، خَلَقَ فَسَوَّى، وقَدَّرَ فَهَدَى، وأَخْرَجَ الْمَرْعَى؛ فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى. السَّمَاءُ بَنَاهَا، وَالْأَرْضُ دَحَاهَا، أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا، وَالْجِبَالُ أَرْسَاهَا. فما أعْظَمَ جُودَه، وما أكرمَ عطاءه، وما أجزل فضله. {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ}.    

معاشر المؤمنين الكرام: لقد دعانا ربنا جلَّ وعلا إلى التفكرِ والتدبرِ في عظيم خلقه، وحكيم تدبيره فقال تعالى: {إِنَّ فِى خَلْقِ ٱلسَّمَٰوٰتِ وَٱلأرْضِ وَٱخْتِلَٰفِ ٱلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ لاَيَٰتٍ لاِوْلِى ٱلاْلْبَٰبِ}، وخصَّ سبحانه أولي الألباب، لأنهم وفقوا للانتفاع بعقولهم، كما وصفهم بأنهم الذين يذكرون الله قيامًا وقعودًا وعلى جنوبهم، أي في جميع أحوالهم، وأنهم: {يَتَفَكَّرُونَ فِى خَلْقِ ٱلسَّمَٰوٰتِ وَٱلأرْضِ}، فإذا تفكروا عرفوا أن الله لم يخلقها عبثًا فيقولون: {رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَٰطِلًا سُبْحَٰنَكَ}، سبحانك عن كل ما لا يليق بجلالك. والمؤمن حين يتأمل ويتدبر في مخلوقات الله، يرى في كل جزئية منها، ما يدل على عظمة الله سبحانه وتعالى، وبديع صنعه واتقانه. وأنه في كل شيءٍ له آيةٌ. تدلُ على أنه الواحد. فتعالوا بنا أحبتي في الله لنتأمل ونتدبر في الآيات القرآنية، وهي تتحدث عن الغيث وتصفُ الأحوال قبله وأثناءه وبعده، وتستعرض أثره وحِكمه وعِبره..

تأمل يا رعاك الله في أرجاء الأرض وهي قاحلةٌ ماحلة، والسماء صحوٌ صافية، قد تربعت في كبدها شمس الهاجرة، ثم إذا بالغيم يتسابقُ من كل مكان، تبرقُ السماءُ وترعُد، ثم ينزل منها كأفواه القرب، يجري على وجه الأرض كالأنهار، يغمر كل فجاها، ويسقي كل ربوعها، فترتوي الأرض وتمتلئ الغدران، ثم تلبس الأرض من ثيابها الخضر الحسان، ما يُحِيلُها إلى منظرٍ آسرٍ فتان. يقول الله جل في علاه: {ٱللَّهُ ٱلَّذِى يُرْسِلُ ٱلرّيَٰحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِى ٱلسَّمَاء كَيْفَ يَشَاء وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى ٱلْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلاَلِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ}، فما أعظم قدرتك يارب، وما أجل نعمتك، يرسل الرياح فتسوق السحاب وتجمعه قطعة قطعة، ثم يثخن ويتكثف شيئًا فشيئًا، ويتراكم بعضه فوق بعض، فترى الودق وهي النقط الصغيرة المتفرقة تنزل من خلال السحاب، إذ لو نزل دفعةً واحدةً لأفسد ما يقعُ عليه، فإذا نزل الغيث بفضل الله، استبشر العباد وفرحوا. ولم لا فقد: (كانوا من قبل أن ينزَّل عليهم من قبله لمبلسين)، أي قانطين: {فَانظُرْ إلى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}، وفي آية أخرى: {وَهُوَ ٱلَّذِى أَرْسَلَ ٱلرّيَٰحَ بُشْرَى بَيْنَ يَدَىْ رَحْمَتِهِ وَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلسَّمَاء مَاء طَهُورًا * لّنُحْيِىَ بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا وَنُسْقِيَهِ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَٰمًا وَأَنَاسِىَّ كَثِيرًا * وَلَقَدْ صَرَّفْنَٰهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُواْ فَأَبَىٰ أَكْثَرُ ٱلنَّاسِ إِلاَّ كُفُورًا}، فهو وحده سبحانه الذي يرسل الرياح مبشراتٍ بين يدي رحمته، تبشر بالمطر، فتستبشر به الأرض والبهائم والناس، ثم إذا نزل بإذن الله تعالى كان طهورًا مباركًا، فتحيا به الأرض الميتة، وتُخرج نباتاتها وزروعها بإذن ربها، ليأكل الناس والأنعام، قال ابن كثير: ولقد صرفناه بينهم ليذكروا، أي أمطرنا هذه الأرض دون هذه، وسقنا السحاب يمر على الأرض ويتعداها ويتجاوزها إلى الأرض الأخرى، فيمطرها ويكفيها ويجعلها غدقا، والتي وراءها لم يُنزل فيها قطرة، وله في ذلك الحجة القاطعة، والحكمة البالغة، وفي سورة الشورى: {وَهُوَ ٱلَّذِى يُنَزّلُ ٱلْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُواْ وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ ٱلْوَلِىُّ ٱلْحَمِيدُ}، وفي سورة النور: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يُزْجِى سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى ٱلْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلاَلِهِ وَيُنَزّلُ مِنَ ٱلسَّمَاء مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاء وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاء يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِٱلاْبْصَٰرِ * يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُوْلِي الْأَبْصَارِ}، فكم في تكوين المطر وإنزاله من أدلة ساطعة على عظيم قدرة الله وبديع صنعه جل وعلا. تأملْ في تلك القطرات المتتابعة، وتمعَّن فيها حين اشتداد صبِّها وهطولها، ثم استشعرْ أنَّ كلَّ قطرةٍ منها وإن صغرتْ، فقد عَلِمَ ربُّنا سبحانه مبدأها ونشأتها، ومسارها وحركتَها، ونزولَها ومستقرَها ومستودعها ونهايتها، سبحانه: {يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا}. ثم تأمل في قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ * وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ}، يُرِيكُمْ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا، فالكل يخاف من البرق والصواعق، ويخشى أن تكون عذابًا، ولا يأمن مكر الله إلا القوم الظالمون، ولكننا مع هذا الخوف نطمع في رحمة الله، نطمع في الغيث والرواء، وما يتبعه من خيرات، ثم قال تعالى: {وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ}، ويا له من تعبير، أرأيتم إلى تلك الأمطار الغزيرة، والسيول الجارفة، وقد ملئت الأودية والسدود، هل تصورتم حجمها وكميتها ووزنها، لقد كانت كلها، أضافة إلى ما لم ينزل منها، كلها كانت معلقةً في السماء، فكم فيها من الأطنان؟ ومن يحملها وهي بهذه الأوزان؟. إنها كما قال ربنا المتعال سحابٌ ثقال، فسبحان الخلاق المتعال. {وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ}، الرعد، ذلك الصوت القوي، يُسبِّح بحمد الله خوفًا من الله، بينما كثيرٌ من الناس عن هذا غافلون، بل ويجادلون، {وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ}، شديد القوة، فهل تدبرنا. فالحق جل وعلا يقول: {فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}، ففي إحياء الأرض بعد موتها دليلٌ على قدرته جلَّ وعلا على إحياء الموتى وبعثهم يوم القيامة، وما أكثرُ الآياتِ التي تربط بين إحياء الأرض بعد موتها، وبين إحياء الموتى وبعثهم من قبورهم، قال تعالى: {وَالَّذِي نَزَّلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَنشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ}، {فَانظُرْ إلى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.

 

اتقوا الله عباد الله وكونوا مع الصادقين، الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله..

معاشر المؤمنين الكرام: خلَق الله هذا الخلقَ العجيبَ، وأبدع هذا الكون الهائل المهيب، دِلالةً على عظمته وكمالِ قُدرته، فهذا المطر البديع لا ينزل إلا بعلم الله وتقديره الحكيم، قال تعالى: {وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِين}، وانسياب المطر في الأرض لا يكون إلا بعلم الله: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ}، وتصريفه وتقسيمه لا يكون إلا بتقدير الله: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُورًا}، وسوقه نحو الأرض القاحلة لا يكون إلا بأمر الله: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاء إلى الأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنفُسُهُمْ أَفَلاَ يُبْصِرُون}. وإسكانه في الأرض لحاجة العباد، لا يكون إلا بقدر الله وفضله: {وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ}.

 فلنحمد الله على هذه النعم العظيمة، فهو الذي أنزلها بفضله، ووالله لولا الله ما سُقينا، ولا استمتعنا بما أوتينا. لنحمد الله ونشكره، فهو يحب الشاكرين، ويبارك لهم فيما رزقهم ويزيدُهم من فضله إذا شكروا: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ}. اللهم فلك الحمد كله، ولك الشكر كله، ولك الثناء الحسن الجميل، ولا نحصي ثناءً عليك. أنت كما أثنيت على نفسك. ثم اعلموا أيها الأحبة الكرام: أنَّ هناك سننًا وآدابًا كثيرةً متعلقةً بنزول الغيث، ينبغي للمسلم أن يعلمها وأن يحرص على أدائها، فقد كَانَ المصطفى إِذَا عَصَفَتِ الرِّيحُ يقول: "اللَّهُمَّ إِني أَسأَلُكَ خَيرَهَا وَخَيرَ مَا فِيهَا وَخَيرَ مَا أُرسِلَت بِهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِن شَرِّهَا وَشَرِّ مَا فِيهَا وَشَرِّ مَا أُرسِلَت بِهِ". وَكَانَ إِذَا تَخَيَّلَتِ السَّمَاءُ واجتمعت السحب، تَغَيَّرَ لَونُهُ وَخَرَجَ وَدَخَلَ وَأَقبَلَ وَأَدبَرَ، فَإِذَا أَمطَرَت سُرِّيَ عَنهُ. وجاء في الأثر بسندٍ صحيح أنه كان إذا سمع الرعد ترك الحديث وقال: "سبحان الذي يُسبحُ الرعدُ بحمده والملائكةُ من خيفته". وفي صحيح البخاري أنه إذا رأى المطرَ قال: "اللهم صيِّبا نافعا"، وعندما يتوقفُ المطر كان يقول: "مُطِرنا بفضل اللهِ ورحمته"، وكان إذا خشي منه الضرَر دعا وقال: "اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والضراب وبطون الأودية ومنابت الشجر"، وفي صحيح مسلم، قال أنس رضي الله عنه: أصابنا ونحن مع رسول الله مطرٌ قال: فحسرَ رسول الله ثوبه حتى أصابهُ من المطر فقلنا: يا رسول الله، لم صنعت هذا؟ قال: "لأنه حديثُ عهدٍ بربه". فلا ينبغي للمسلم أن تفوتهُ مثل هذه الأدعية والأذكار والسنن النبوية الكريمة، وكم هو جميلٌ أن نتعلمها ونعلّمها لأبنائنا وأهلينا. كما ينبغي للمسلم أن لا يفوته الدعاءُ وقت نزول المطر، فإنه من مواطن الإجابة، في الحديث الصحيح: "ثنتان ما تردان: الدعاء عند النداء وتحت المطر". فَاحمَدُوا اللهَ أَيُّهَا المُسلِمُونَ عَلَى عظيم فضله، وكريم عطائه، وَاسأَلُوهُ جل وعلا أَن يَجعَلَهُ بركة ورَحمَةً وَقُوَّةً وَبَلاغًا إلى حِينٍ، استَقِيمُوا عَلَى طاعَةِ ربكم، وأَصلِحُوا ذَاتَ بَينِكُم، وأَبشِرُوا وأملوا. فَخَزَائِنُ اللهِ مَلأَى، ويده سحاء، ولا يتعاظمه كثرةُ العطاء، ولا يُعجِزُهُ شَيءٌ في الأَرضِ وَلا في السَّمَاءِ، سبحانه ينفق كيف يشاء.

اللهم يا من لا يُهزمُ جندك، ولا يُخلفُ وعدك، ولا يرد أمرك.

اللهم منزل الكتاب، مجري السحاب، هازم الأحزاب.

اللهم يا من أمرتنا بالدعاء ووعدتنا بالإجابة.

اللهم يا من قال عن نفسه وكان حقًا نصر المؤمنين.

وقال عن بأسه: ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply