بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
العلم الشرعي الأصل فيه الاتصال، والتخادم، والتكامل، وفصل العلوم الشرعية، جاء لحاجة التعلم، وتسهيل العلوم لضبطها وإتقانها، ومع الزمن ازدادت العزلة واتسعت وشقق العلم الواحد لعلوم كثيرة، فقطعت المعارف الشرعية لأجزاء صغيرة؛ كجزر متناثرة منفصلة؛ فعاد هذا ضعفا وتهاجرا بين علوم الشريعة.
بل العلوم المتداخلة المتشابكة، ضربت بينها الحجب الكثيفة؛ كعلم الأصول والفقه، واللغة والتفسير، والمصطلح والحديث.
وأكثر ما فرغت منه علوم الشريعة: الآداب، والوعظ، والرقائق، والأذكار، وأشدها عزل الأخلاق، وإبعادها عن الدرس الشرعي، إلا ما وقع اتفاقا، فلا تُدرس ولا تُدرّس، ولا تضمن المناهج والمقررات المعتمدة، ولا حتى دورات ودروس المساجد.
وهذا العزل ولد فجوات واسعة، وميلا وعوجا، عند الدارسين لعلوم الشريعة.
فالشريعة كل لا يتجزأ، يجب الاتزان فيها والتكامل بين ثلاث: الروح، والعقل، والبدن، وإهمال جهة من الجهات، تجعل المتعلم تتضخم وتنتفخ لديه جوانب، وتضعف وتضمر أخرى؛ فيصاب بالاضطراب والاختلال الفكري والعملي، والمنهجي.
لذا يجب أن نتيقن أن الشريعة لن تثمر إلا بتكامل علومها، ووضع الخطط والبرامج البانية للتواصل المعرفي الشرعي، وبناء المنظومات العلمية المتوازنة، بحيث لا نميل لطرف على حساب بقية الأطراف.
قال ابن حزم (ت456هـ): *من اقتصر على علم واحد، لم يطالع غيره، أوشك أن يكون ضُحْكة، وكان ما خفي عليه من علمه الذي اقتصر عليه، أكثرَ مما أدرك منه، لتعلق العلوم بعضها ببعض، وأنها دَرَجٌ بعضها إلى بعض.*
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد