بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
روى البخاري ومسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه نهى أن ينبذ التمر والزبيب جميعًا.
فالذي عليه جمهور العلماء هو كراهة انتباذ التمر والزبيب مخلوطين، وأنَّ هذه الكراهة للتنزيه، ولا يحرم ذلك ما لم يصر مسكرًا.
والحد الذي يغلب به الظن أن يصير مسكرًا هو أن يأتي عليه ثلاثة أيام بلياليهنَّ، فإنَّ خلط التمر مع الزبيب لمدة تزيد عن ثلاثة أيام يؤدي إلى سرعة الإسكار إليه.
روى مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:* كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُنْقَعُ لَهُ الزَّبِيبُ. فَيَشْرَبُهُ الْيَوْمَ وَالْغَدَ وَبَعْدَ الْغَدِ إلى مَسَاءِ الثَّالِثَةِ. ثُمَّ يَأْمُرُ بِهِ فَيُسْقَى أَوْ يهراق*.
فإن وصل هذا الخلط بمضي هذه المدة إلى حد الإسكار فلا شك في التحريم، فإنَّ علة تحريم أنواع الأنبذة عند جمهور أهل العلم هي بلوغه حد الإسكار، فلو أسكر لحرم قولًا واحدًا؛ لأنَّ مناط التحريم هو السُكْر، فإذا وجد السكر في شراب أو طعام حرِّم، وما أسكر كثيره حُرِّم قليله.
وعليه يقال: فإنَّه لا يحرم خلط التمر بالزبيب وغيره لعدة ساعات قبل الإفطار، أو حتى تبييته ليوم أو يومين، بل الذي جمهور أهل العلم هو كراهة ذلك، والله أعلم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد