بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
تحدث الدكتور عبد الرحمن العشماوي في شعر ه عن فضائل شهر رمضان وليلة القدر وفيما يلي بيان ذلك من خلال ثلاث قصائد:
· القصيدة الأولى: يبين فيها المقصود برمضان ومكانته مبينا شرف هذا الشهر، ومكانة ليلة القدر وفضائلها حيث يقول:
«رمضانُ» اسمٌ باذخٌ شرف بجلاله يتحدَّثُ الدَّهْرُ
تكفيه ليلتُه التي شَرُفَتْ قَدْرًا، تتيه بفضلها العَشْرُ
يعلو مقامُ الصائمينَ، إذ نُشِبَ الصِّراطُ، وأقبل الحَشْرُ
بوَّابةُ «الريَّانِ» تَرْقُبُهم لله هذا العزُّ والفَخْرُ
يا ضيفَ أفئدةٍ معلَّقةٍ بالله، يُجْبَرُ عندها الكَسْرُ
يا ضيفَ وجداني ومُؤْنِسَهُ يا مَنْ بسِرّكَ يَحْسُنُ الجَهْرُ
تبقى الشهورُ على تألُّقِه تمضي، وأنتَ السَّيِّدُ الشَّهْرُ
· القصيدة الثانية: رمضان شهر القرآن وليلة القدر وفيها يقول الدكتور عبدالرحمن العشماوي حيث يقول:
قالوا: أتى في وجهه اطمئنانُ وعلى يديه الفُلُّ والريحانُ
مغرورقَ العينين، لا بدموعها لكن بِحُبِّ فاض منه حنانُ
يمشي فتبتسمُ الدروبُ لخَطْوهِ وعليه ينشرُ ظلَّه الإحسانُ
ماذا أقول لزائرٍ في وجهه نورٌ وفوق لسانه القرآنُ؟
يأتي إلينا، والسعادةُ فوقه ظُلَلٌ وفي أهدابه الريَّـانُ
يأتي، هديتُه إلينا ليلةٌ للقدرِ، فيها العفوُ والغفرانُ
· القصيدة الثالثة: هيَّا انطلق... "إنشادٌ تحت غصونٍ وارفة":
يقول الشاعر الدكتور عبد الرحمن بن صالح العشماوي في هذه القصيدة مبينًا ما يصاحب حياتنا في شهر رمضان:
هيَّا انطلقْ
فالشمس تضحك في الأفُقْ
وشُعاعها بالدِّفءِ يحتضن الطرقْ
يا من خُلقتَ من العلقْ
هيَّا انطلقْ
لتذوقَ من طعم الرضا مالم تَذُقْ
لتُزيلَ عنكَ وعن مشاعركَ القلقْ
هيا انطلقْ
فهناكَ بستانٌ وأشجارٌ نديَّة
وهناك أزهارٌ تحدِّثُ بالشَّذا الآفاقَ..
تبعثُ في النفوسِ الأريحيّهْ
هيَّا.. تعالَ إلى الرياض المُورقاتْ
وإلى ميادين الصفاء المشرقاتْ
هيَّا إلى نخل اليقين الباسقاتْ
ضعْ في يديْ يدَك التي غُسِلَتْ بماء المَكرُماتْ
هيَّا انطلق
هذي هي الأغصان تنشر في روابينا الظِّلالْ
أنصتْ إلى لحن الحفيف..
وسرْ على خُضْر التِّلالْ
افهم معاني ما يبوح به السحابُ إلى الجبالْ
هيَّا انطلقْ
أوما تشاهِـــدُ في طريقك دوحةً وظلالَ رحـمـهْ؟
أوما ترى من حولها آثار نعمهْ؟
هذا هو البستان يفرش زهرةً للزائرينْ
والنبع يسكب ماءهُ للشاربينْ
والدَّوحة الخضراء ترسُمُ ظلَّها صُورًا تسرُّ الناظرينْ
هيَّا انطلق
امددْ يديكَ إلى الثمار اليانعاتْ
وانظر إلى دفَقات أنوار ِالشموس
الساطعاتْ
اسمع معي اللحن الجميلْ
لمَّا تردِّدهُ الحقولْ:
غــــصنٌ دنا، وثـمـــارُهُ أدنى يا طيبَ ما يـَجني وما يـُجنى
غصنٌ تظلُّ السحب تغســلهُ بنـمـيرِهِا فتزيـــــــدُهُ حُسْنا
حتى إذا أوراقه ابتــــــهجتْ قالت له: بشراك قد عــــدنا
أرأيت أجـمل من تـَمــــايُلِه ويدُ النسيمِ تـحـركُ الغصنا
سبحان مَن بالخصب لوَّنهُ حتى غــــــدا متثــــنِّيًا لَدْنــا
هيَّا انطلقْ
فهناك أبوابٌ تُفتَّح للعطاءْ
وهناك أبوابٌ تُغلَّق دونَ عاصفة الشقاءْ
وهناك شيطانٌ يُصفَّدُ بالقيودْ
وهناكَ بستانٌ تعطره الورودْ
في أول البستانِ أشجارٌ جميلهْ
في آخر البستان ينبوعٌ يمدُّ إلى الرَّوابي سلْسبيلهْ
وخميلةٌ في وسطه تتلو خميلهْ
أشجار إحسان ورحمهْ
ينبوعَ عتقٍ من لهيب النار، من ليلٍ
وظُلْمَهْ
وخميلة الغفرانِ يمسح عندها المهموم همَّهْ
هيا انطلقْ
انظر إلى النور الذي من هَدْي دينكَ ينبثقْ
أنصتْ إلى الصوت الذي يسري إليكَ منَ الأفُق:
هيا انطلق
أنصتْ إلى لحنٍ تردِّدهُ القلوبْ
وإلى خُطا الآتي الذي انتعشت بخطوتِهِ الدروبْ:
رمضانُ أقبلَ، هاتِـِها يـا تـــــالي آيًا من القرآن ذاتَ جلالِ
رتِّل كـــــــتاب الله إنَّ قـــــلوبنا ظَمْأى إلى الأعـــراف والأنفالِ
ظمأى إلى السبع الـمثاني، إنها لتُريـحنا من سطــــوة الأهـوالِ
ارفع مشاعرنا إلى الأعلى، فـقدْ نزلتْ بنـــا الدنيا إلى الأوحــالِ
اصعد بنا حتى تريـح قــــــلوبنا مـمَّا نرى من غفلةٍ وضــــــلالِ
رمـضـانُ أقبلْ في مواكب أنـجــــمٍ تلتفُّ بالأشواقِ حولَ هِــــــلالِ
ركْبٌ تباركُهُ الـمآذنُ، كلَّــــــمـا صدحتْ أعــادتْ ذكرياتِ بلالِ
ورسولـــــنا يرقى بأنفس صـحبهِ عن ساقط الأقــــوال والأفعالِ
رمضانُ أقبـــــــلَ، هاتـها فيَّاضةً بالــحبِّ نـــاطقةً بـخير مـــقالِ
حرِّكْ بـها نسمـاتِ فـجرٍ ضاحكٍ يدعو السفوح إلى رؤوسِ جبالِ
ويقرّب الـحُلُمَ البعـــيدَ إلى مدى نبضاتِ قلبٍ مُشـــــرقِ الآمالِ
أكـــــرمْ حبيبكَ قبل يوم وداعِهِ واجعــــلْهُ في أُنْسٍ ونعمةِ حالِ
خذنا على باب الكريم فعنـــده فيضٌ من الإنعـــــام والإفضالِ
هيَّا انطلق نحو السمـاءِ، فإنَّها تُغنيكَ عن مُتــــطاولٍ ومُغالي
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد