المدارس الإسلامية في تتارستان


 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

 

تأسيس وتدمير المدارس الإسلامية:

منذ عصر الخانات الذهبية، كانت المدارس الإسلامية موجودة في مدن منطقة الفولغا. ولكن، بعد سقوط خانيتي قازان وأستراخان في خمسينيات القرن السادس عشر، تم تدمير هذه المؤسسات التعليمية.

بداية النهضة الإسلامية:

في نهاية القرن السابع عشر وبداية القرن الثامن عشر، بدأت عملية إعادة إحياء التعليم الإسلامي بين التتار. في النصف الأول من القرن الثامن عشر، نشأت مدارس في القرى مثل أداي (آداييفو)، كاريل، سيميتي، أورا، تاشكيش، وتيونتاري في منطقة قازان. نشأت هذه المدارس في المناطق التي كان فيها سيطرة السلطات ضعيفة، حيث كانت موجات التنصير تتابع حتى منتصف خمسينيات القرن الثامن عشر.

التحديات الأولى:

كانت هذه المدارس تواجه تحديات كبيرة نظرًا لعدم وجود أوقاف تدعمها، مما يعني أنها لم تتحول إلى مؤسسات مستقرة. بعد وفاة المدرس، غالبًا ما كانت المدرسة تنهار. كانت العزلة الجغرافية أحد العوامل السلبية التي أثرت على استمرارية هذه المدارس. لكن المدارس في المناطق التي كانت أيضًا مراكز اقتصادية، مثل ماسكارا وكاشكار، أو المدن المسلمة في المدن مثل كارغالا وقازان، كانت أكثر استقرارًا.

استمرار التعليم بفضل الشخصيات البارزة:

قاد عملية إحياء التعليم في المدارس إما التتار الذين تلقوا تعليمهم في البلدان الإسلامية أو المهاجرون من الدول الإسلامية، وخاصة من القوقاز وبخارى. كانت المدارس المعروفة بمستواها التعليمي الرفيع والتفكير الحر تقع خارج قازان وكارغالا، في كيشكار (منطقة آرسك)، ماسكارا (منطقة كوكمور)، وستيرليباش (منطقة الأورال).

العصر الذهبي للمدارس:

في تسعينيات القرن التاسع عشر، أصبحت مدارس *مردجانية* في قازان و*حوسينية* في أورينبورغ و*راسولية* في ترويتسك مراكز رئيسية للتعليم الإسلامي. بدأت هذه المدارس بتفوق المدارس الحضرية على المدارس الريفية في منطقة الفولغا وجنوب الأورال. في غياب التقدم التقني الملحوظ، أصبح هدف المدارس هو إعداد نخبة دينية ودنيوية وطنية.

التحديات والاستمرارية:

لم تكن مدارس منطقة الفولغا والأورال تمتلك أوقافًا، لذلك لم تتحول إلى مؤسسات مستقرة. بعد وفاة المدرس، غالبًا ما كانت المدرسة تنهار. في هذه الحالة، كانت العزلة الجغرافية عاملًا سلبيًا. كانت المستقبل للأرياف التي كانت أيضًا مراكز اقتصادية مثل ماسكارا وكاشكار، أو المستعمرات المسلمة في المدن مثل كارغالا وقازان.

النهضة الثانية:

قادت عملية إحياء التعليم في المدارس إما التتار الذين تلقوا تعليمهم في البلدان الإسلامية أو المهاجرون من الدول الإسلامية، وخاصة من القوقاز وبخارى. كانت المدارس المعروفة بمستواها التعليمي الرفيع والتفكير الحر تقع خارج قازان وكارغالا، في كيشكار (منطقة آرسك)، ماسكارا (منطقة كوكمور)، وستيرليباش (منطقة الأورال).

التأثيرات والتطورات الحديثة:

التعليم الحديث في القرنين التاسع عشر والعشرين:

خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، شهدت المدارس الإسلامية في الفولغا والأورال تأثيرات كبيرة من النموذج التعليمي لآسيا الوسطى. أصبح الهدف من التعليم في هذه المدارس هو إعداد نخبة دينية ودنيوية وطنية. وبدأت هذه المدارس بتعليم العلوم العصرية إلى جانب العلوم الشرعية، مما أدى إلى تشكيل جيل جديد من العلماء والمثقفين المسلمين.

الفترة السوفيتية:

في الفترة السوفيتية، تعرض التعليم الإسلامي لضغوط شديدة، وتم إغلاق العديد من المدارس. ومع ذلك، استمر بعض العلماء في نقل المعرفة الإسلامية من خلال التعليم غير الرسمي.

النهضة بعد الاتحاد السوفيتي:

مع انهيار الاتحاد السوفيتي، شهدت مناطق الفولغا والأورال نهضة جديدة في التعليم الإسلامي. أعيد فتح العديد من المدارس وتم تأسيس مؤسسات جديدة مثل المعهد الإسلامي الروسي في قازان. أصبحت هذه المؤسسات مراكز رئيسية لإعادة إحياء التراث الإسلامي وتعليم الأجيال الجديدة من المسلمين.

دور المدارس في تعزيز الهوية الإسلامية:

التحولات الكبرى عبر القرون:

شهدت المدارس الإسلامية في منطقة الفولغا والأورال تحولات كبيرة عبر القرون. من فترة الخانات الذهبية مرورًا بالحقبة السوفيتية وصولاً إلى النهضة الحديثة، لعبت هذه المدارس دورًا حاسمًا في الحفاظ على الهوية الإسلامية والثقافة والتعليم في هذه المناطق.

الدور المستمر اليوم:

ما زالت المدارس تواصل هذا الدور حتى اليوم من خلال توفير التعليم الشامل للعلوم الشرعية والعصرية على حد سواء، وتخريج نخبة من العلماء والمثقفين الذين يساهمون في تعزيز الهوية الإسلامية والمحافظة على التراث الثقافي والديني.

واليوم تعتبر المدارس الإسلامية في منطقة الفولغا والأورال جزءًا لا يتجزأ من تاريخ التعليم الإسلامي في روسيا. على الرغم من التحديات والصعوبات التي واجهتها على مر العصور، إلا أنها أثبتت قدرتها على الصمود والاستمرارية، مما جعلها تلعب دورًا حيويًا في تعزيز الهوية الإسلامية والثقافة في هذه المنطقة. إن إحياء التعليم الإسلامي في هذه المدارس اليوم يعكس أهمية الحفاظ على التراث الإسلامي وتعليمه للأجيال القادمة.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply