الحج في شعر الشعراء المعاصرين


 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

 

تحدث الشعراء المعاصرين عن الحج في شعرهم، ومن هؤلاء الشعراء الشاعر عبد الرحمن العشماوي حيث بين أن البيت الحرام مَقصِدُ الحُجّاج.

البيت الحرام مَقصِدُ الحُجّاج:

عزَّ هذا البيتُ في الأرضِ مَقاما

وترقّى في المعالي وتَسامى

مَقصِدُ الحُجّاج جاؤوه سِراعًا

من فِجاجِ الأرضِ حُبًّا والْتِزاما

كلُهم لبّوا نداء الحج ساروا

بقلوبٍ تعشق البيت الحراما

يسألون الله غُفرانًا وعفوًا

لينالوا من رضى الله الوساما

يابقاعَ الخيرِ يكفيك سُمُوًّا

أنّ خير الناسِ أَوْلاكِ اهتماما

لم يزل في رَملِ بطحائكِ عطرٌ

من خُطا الهادي فكم صلّى وقاما

لم يزل فيك لإبراهيمَ رمزٌ

منذ أن أصبحَ للناس إماما

وحكاياتٌ لإسماعيلَ تُروى

قد عشقناها مَطافًا و"مَقاما"

لم تزلْ فيك حكاياتُ يقينٍ

تذكرُ الأبرارَ والرُّسْلَ الكِراما

يا بقاع الخيرِ لازلتِ مكانًا

شامخًا يمنح أمنًا وسلاما

 

قصيدة يا فاطِري... للشاعرة إسلام العيوطي

وأبياتها على نَغَمِ بَحْرِ الْكَامِلِ، وفيها تقول:

طَـوَّفْتُ فِي لُجَجِ الْهَوَى بدفَاتِرِي

والشَوْقُ يَسبق مَكةَّ بشعائِرِي

هَامتْ عُيُونُ القلبِ ترجُو رَبهَا

لتَحُجَّ للبيتِ الحَرامِ العَامرِ

كُلُّ الْكَلامِ بِحُسْنهِ مُتَحيِّرٌ

فسَبحتُ فِي بحْرِ اهتداءٍ زاخـرِ

ناشدتُ ربِي، والدمُوعُ كليلةٌ

والرُوحُ فِي ركبِ الحَجيجِ كطَائِرِ

ولِروضةِ المُختارِ تَهفُو رُوحُنَا

والمسّكُ منهَا عَاطرُ فِي عَاطرِ

سَحبتْ فُؤادِي المُسْتَهامَ بلُطفِهَا

فشربتُ زمزمَ حُسنِها فِي خاطِري

لأَطوفَ سَبْعًا، ثُمَّ أَسْعَى بِالصَّفَا

ولمَرْوَةٍ فَاضتْ جُموعُ مَشَاعرِي

وَبِيَوْمِ تَرْوِيَةِ الْقُلُوبِ يَضُمُّنِي

جُودٌ وإحسانٌ، بلُطفٍ غَامِرِي

ونَهَلتُ من عَرَفَاتَ أنسَّامَ التُقَى

والنُورُ فِيهَا مُؤنسِي ومُؤازرِي

قَلْبِي لِـمُزْدَلفٍ يَهِيمُ تَشَوُّقًا

وَالرُّوحُ تَهْفُو لِلنَّعِيمِ الْآسِرِ

ذَا يَوْمُ نَحْرٍ، كَمْ يَجِيءُ بِحُسْنِهِ

عِيدًا، نُكَبِّرُ بِالدُّعَاءِ الْعَاطِرِ

الـلَّـهُ أَكْبَرُ.. بِالْحَنَاجِرِ رُدِّدَتْ

بَيْنَ الضُّلُوعِ كَمَا الْيَقِينِ الْوَاقِرِ

رَبَّاهُ ضَاقَ الْكَوْنُ مِثْلَ نُفُوسِنَا

فَامْحُ الذُّنُوبَ... فَمَا سِوَاكَ بِغَافِرِ

أَتُرَاكَ رَبِّي قَدْ قَبِلْتَ نِدَاءَنَا

وَعَطَفْتَ رِفْقًا بِالْفُؤَادِ الْحَائِرِ؟

يَا رَبُّ قَدْ يَنْجُو الْفُؤَادُ بِدَعْوَةٍ

فَاقْبَلْ دُعَائِي يَا عَلِيمَ سَرَائِرِي

سُبْحَانَ مَنْ زَرَعَ الْحَنِينَ لِمَكَّةٍ

فَغَدَتْ مَزَارِي بِالْفُؤَادِ السَّاهِرِ

سُبْحَانَ مَنْ أَهْدَى لَنَا أم الْقُرَى

لَوْلَاهُ مَا فُزْنَا بِجَـنَّــةِ زَائِرِ

سُبْحَانَ مَنْ يَهْفُو الْحَجِيجُ لِبَيْتِهِ

يَبْقَى الْمَلَاذَ لِتَائِبٍ وَمُهَاجِرِ

لَبَّيْكَ رَبِّي يا مُعلل وَحشَتِي

أكْرمتنِي وجَبرتَنِي يا فَاطِرِي

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين  

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply