بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
حديثي معكم في هذا المقال عن موضوع مهم جدًا للمسلم أن يتعرف عليه، وأن يكون على معرفة وخلفية تكون له سندًا في معاملة هؤلاء الناس الذين كثر فسادهم في الأرض وانتشر صيتهم، حتى أصبحوا يتحكمون في بعض الدول الكافرة الكبيرة القوية التي تسيطر على العالم.
أصل كلمة اليهود:
لم يظهر أصل كلمة اليهود إلا بعد يعقوب ابن إسحاق ابن إبراهيم عليهم الصلاة والسلام. وإذا نظرنا إلى هذه الأسماء علمنا أننا أمام أسماء عظيمة، أسماء أنبياء ورسل فضلهم الله عز وجل على كثير من خلقه. ولكن قد يولد المولود من رجل صالح ومن نبي ويكون ضد أبيه، ويكون على خلاف أبيه، بل ويأتي بأعمال وأفعال تناقض ما كان عليه أبوه. وهكذا هم أبناء الأنبياء والمرسلين الذين يوصفون بقتلة الأنبياء والمرسلين.
بني إسرائيل في القرآن
ذكروا بني إسرائيل في القرآن أكثر من 42 مرة، أما اليهود فقد ذكروا في القرآن الكريم ما يقارب تسع مرات. إذًا نحن أمام حقائق وأمام طوائف وأمام أُناس ذكروا في كتاب المسلمين وهو القرآن الكريم، فما بالكم بالتوراة والإنجيل.
أصل المجموعة والقبائل:
أصل هذه المجموعة وهذه القبائل هو أبو الأنبياء إبراهيم عليه الصلاة والسلام، وهذا يحدده بعض المؤرخين بقبل ميلاد عيسى عليه الصلاة والسلام ما يقارب 3000 سنة، وقيل 2000 سنة. لا تهمنا المدة بقدر ما تهمنا الحقيقة والحدث. وكما نعلم فإن أساس سيدنا إبراهيم وأصل منشأه وبلاده هي العراق التي يقال عنها بابل. وقد كان يدعو قومه وأهل بلده إلى توحيد الله سبحانه وتعالى، وقد كانوا يشركون بالله ويعبدون أصنامًا على شكل الكواكب.
إبراهيم والنمرود:
ملك تلك البلدة كان يدعى النمرود، وهو أحد الأربعة الذين ملكوا الأرض. اصطدم معه إبراهيم عليه الصلاة والسلام بتلك القصة الواضحة المعروفة لديكم. اجتمع معه وناقشه وجادله بأنه هو الإله، وإبراهيم يدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له. كان يجادله إذا كان إلهك يحيي ويميت، فأنا أحيي وأميت. قال له إبراهيم: }فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ{ بعد ذلك قبض على إبراهيم عليه الصلاة والسلام وبعد أن حطم الأصنام، فوضعوه على المنجنيق وأرادوا أن يحرقوه في نار كبيرة كانوا قد أشعلوها من أجل ذلك، ولكن الله عز وجل جعل النار بردًا وسلامًا على إبراهيم.
بعد ذلك هاجر إبراهيم عليه الصلاة والسلام مع زوجه سارة وقيل ابن أخته لوط إلى الأرض المقدسة، إلى الأرض المباركة التي باركها الله عز وجل وجعلها أرض مقدسة، وهي أرض فلسطين.
سكن إبراهيم في فلسطين:
فلسطين كانت مسكونة من قبل إبراهيم وأكثر الروايات التاريخية تقول إن أول من سكنها هم قبائل كنعان، أي من العرب من جزيرة العرب. هؤلاء هم الذين سكنوا هذه الأرض وعمروها قبل أن يأتيهم إبراهيم. إبراهيم نزل عليهم ضيفًا، وبعد أن عبر هذا النهر سمي إبراهيم ومن يتبعه بالعبرانيين، لذلك أخذت هذه اللغة التي يتكلم بها اليهود بالعبرانية من عبور إبراهيم لذلك النهر من العراق إلى أرض فلسطين.
رحلة إبراهيم إلى مصر:
مكث إبراهيم عليه الصلاة والسلام فترة في فلسطين، ثم أراد أن يذهب إلى مصر. فذهب إلى مصر والتقى مع فرعون الذي أراد خيانة إبراهيم مع زوجه سارة. دعت سارة على فرعون، فتيبست أعضاؤه ثلاث مرات. سارة تدعو عليه فتتيبس أعضاؤه، حتى قال: *والله إنك لشيطانة، أنت شيطانة معك شيطان*. طلب منها أن تدعو ربها ليفرج عنه، وأطلق سراحهم وأعطاها هدية وهي هاجر، التي بدورها أهدتها إلى إبراهيم عليه الصلاة والسلام.
مولد إسماعيل:
هاجر كانت ملك يمين، وحملت هاجر بإسماعيل، وعاش إسماعيل. جاءته قبائل جرهم وعاشوا في مكة. ورجع إبراهيم إلى فلسطين، وحملت سارة بعد أن بلغت من العمر 80 سنة وولدت إسحاق. إسحاق بقي في فلسطين بعد أن مات إبراهيم عليه الصلاة والسلام. إسحاق جاء له يعقوب، ويعقوب هو الملقب عند بني إسرائيل بإسرائيل، والذي يعني في العبرانية *عبدالله.*
بني إسرائيل في البادية:
بني إسرائيل كانوا يعيشون في بادية فلسطين وليس في مدنها. كما جاء في القرآن: }وجاء بكم من البدو{. لم يكن لهم موطن قدم في فلسطين أو تملك فيها، بل كانوا يعيشون في البادية.
حياة بني إسرائيل في مصر:
بني إسرائيل مكثوا في مصر حوالي 400 سنة من زمن يوسف عليه الصلاة والسلام. بعد يوسف جاء الأجيال، يعقوب عليه الصلاة والسلام جاءه 12 ولدًا، كل ولد كان له سبط وقبيلة. ومن أبنائه نبي اختاره الله عز وجل وهو يهوذا، وقيل إن اسم اليهود جاء من هذا الرجل يهوذا.
موسى وهارون في مصر:
أرسل الله عز وجل إلى مصر وبعد 400 سنة موسى عليه الصلاة والسلام وجعل معه هارون نبيًا. موسى كان لديه مهمة محددة وهي أخذ بني إسرائيل من مصر والرجوع بهم إلى الأرض المقدسة فلسطين.
دخول بني إسرائيل إلى فلسطين:
عندما نجا الله موسى من فرعون، كان بنو إسرائيل من أشد الناس عصيانًا وتمردًا. أمرهم موسى بالدخول إلى الأرض المقدسة، ولكنهم رفضوا وقالوا: }فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ{. فحرمها الله عليهم وجعلهم يتيهون في أرض سيناء 40 سنة. مات موسى عليه الصلاة والسلام، وتولى قيادة بني إسرائيل يوشع بن نون.
يوشع بن نون ودخول الأرض المقدسة:
يوشع بن نون قاد بني إسرائيل ودخلوا الأرض المقدسة ونصرهم الله. بعد ذلك جاء نبيهم صمويل الذي طالبوه أن يجعل لهم ملكًا، فجعل الله عليهم طالوت ملكًا. طالوت انتصر في معركة تميز فيها داوود عليه الصلاة والسلام الذي قتل جالوت.
مملكة داوود وسليمان:
تولى الملك داوود عليه الصلاة والسلام بعد طالوت، وملك ابنه سليمان عليه الصلاة والسلام بعده. كان العصر الذهبي لبني إسرائيل في عهد سليمان عليه الصلاة والسلام، الذي ملك العالم كله. بعد وفاته تفرقت بني إسرائيل إلى مملكتين في فلسطين: مملكة يهوذا في القدس ومملكة إسرائيل في نابلس.
السبي البابلي والفارسي:
جاء الغزو الآشوري بعد ذلك ودمر مملكة إسرائيل وتفرق بنو إسرائيل في الأرض. ثم هجم بخت نصر بعد فترة على مملكة يهوذا وخرب القدس، وأخذ السبي إلى بابل. هجم كورش الفارسي بعد 20 سنة وانتصر على بابل وأعاد الأسرى إلى فلسطين.
السيطرة الرومانية:
دخل الرومان على الخط واحتلوا فلسطين وسيطروا على اليهود. بعد ذلك تفرق اليهود في أنحاء العالم، وخاصة في دول أوروبا الغربية.
الحركة الصهيونية:
بدأ الصحفي النمساوي ثيودور هرتزل الحركة الصهيونية وعقد مؤتمرًا في سويسرا لتحقيق هدف إقامة دولة يهودية. اختاروا فلسطين كمكان لتحقيق هذا الهدف. قامت الحركة الصهيونية بجمع الأموال والدعم لإيجاد هذا الوطن.
وعد بلفور:
أعلنت بريطانيا وعد بلفور في عام 1917 لإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين. بدأت الهجرات اليهودية إلى فلسطين بتسهيل من بريطانيا. أُعلنت دولة إسرائيل في عام 1948، واحتلت 73% من أرض فلسطين.
الاحتلال وتشتت الفلسطينيين:
في عام 1967، شنت إسرائيل حربًا سريعة واحتلت الضفة الغربية والجولان وسيناء وغزة. اعترفت العديد من الدول بإسرائيل، وأصبحت دولة معترف بها دوليًا.
لقد صبر اليهود وضحوا لتحقيق هدفهم، بينما المسلمون لم يجتمعوا على هدف واحد ولم ينصروا دين الله.
يبلغ عدد اليهود في العالم حوالي 13 مليون، بينما عدد المسلمين مليار و700 مليون. لكن اليهود يعملون لتحقيق أهدافهم بجدية وتخطيط.
يجب على المسلمين معرفة تاريخ أعدائهم حتى يعرفوا خططهم وأهدافهم. اليهود يعرفون تاريخ المسلمين ويخططون ضدهم.
الغرب يدعم اليهود لسببين:
أولًا، لإزالة اليهود من أوطانهم وجمعهم في فلسطين.
ثانيًا، لأن العائلات الغنية المسيطرة على الاقتصاد هم من أصول يهودية.
هذا ما أردت أن أذكره في هذه الجلسة عن تاريخ هذه العصابة المجرمة. أسأل الله عز وجل أن يرزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح، وأن ينصر إخواننا المسلمين المستضعفين في فلسطين، وأن يخزي اليهود ومن شايعهم.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد