بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
تحتفل المملكة العربية السعودية في جميع أنحاءها باليوم الوطني السعودي كل عام لترسيخ حب الوطن في نفوس المواطنين في اليوم الأول من الميزان الموافق 23 سبتمبر (أيلول) من كل عام، وهو يوم جدير الافتخار به، وخاصة أبناء المملكة: قيادة حكيمة، وحكومة رشيدة، ومواطنين أوفياء؛ ونحن نحتفل باليوم الوطني السعودي ال94 لتوحيد المملكة تحت شعار نحلم ونحقق.ندعو الله التوفيق والسداد وتحقيق التميز والجودة في العمل،ودام الوطن عزيز شامخا.
وعن الوطن ومكانته تحدث الشعراء، ومنهم الشاعر القدير عبدالرحمن العشماوي فمن قصائده الكثيرة عن الوطن نذكر هذه القصيدة التي يقول فيها مبينا مكانتها العظيمة وربوعها المجيدة:
مِنْ أين أبتدىء الحديثَ عن الوطنْ
ولمن أصوغ حكايةَ الذكرى، لمنْ
من أين، والأمجادُ تُشرق في دمي
نورًا من الذكرى، وتختصر الزَّمن
قالوا ابتدىءْ من وصف مكَّةَ إنّها
صَدْرٌ حَوَى نورَ الهدايةِ واطمأنْ
إبدأْ من البيتِ العتيقِ فإِنه
سَكَنٌ، لمن لم يَلْقَ في الدُّنيا سَكَنْ
وارحل بشعرك بعد هذا ناشرًا
نور الهدايةِ بين سرِّك والعَلَنْ
فأجبتُهمْ شكرًا سأبدأُ مِنْ هنا
من أرضنا المعطاءِ من هذا الوطنْ
من كعبةٍ رفع الإله مقامَها
وحمى حماها من طواغيتِ الفِتَنْ
أنا سوف أبدأُ من مطاف نبيِّها
أتلو كتاب الله، أتَّبع السَّنَنْ
أنا سوف أبدأُ من مقام خليلها
من حِجْرِ إسماعيلَ من ركن اليَمَنْ
قالت: تُراكَ بلغْتَ نجدًا والحِمى
قلتُ ابشري إنّا تجاوزنا «حَضَنْ»
أَوَ ما وجدتِ من الخُزامى نَشْرَها
أَوَ ما رأيتِ مَلاحةَ الظبي الأغَنّْ
أَوَ ما رأيتِ بيارقَ المجد التي
خفقتْ، فحرَّرت النفوسَ من الوَهَنْ
مالي أراكِ تلمِّظين مشاعري
أنسيتِ أنَّ القلب عندكِ مَرْتَهَنْ
هذي بلادُكِ صانها الرحمنُ مِن
شركٍ ومن سوء التذلُّل للوثَنْ
هشّتْ إليك جبالُ مكَّتها فما
ذلَّ العزيزُ ولا تطامَنَتِ القُنَنْ
وشدتْ «مدينتُها» بلحن وفائها
للمصطفى، ولكلِّ مَنْ فيها قَطَنْ
وتألَّقتْ فوق الرِّمال «رياضُها»
في كفِّها من عزم فارسها مِجَنّْ
ورَنَتْ إليكِ «تَبوكُها» و«عسيرُها»
«والباحةُ» الخضراءُ صَيِّبُها هَتَنْ
وشدتْ «لحائلها» بلابلُ أُنسها
فاهتزَّ روضُ الحبِّ وانتفض الفَنَنْ
وتلفعَّتْ «أحساؤها» بنخيلها
حسناء تَروي الشعر عن قيسٍ وعَنْ
وأَرَتْكِ «جازانُ» الأَراكَ وحافظًا
يتلو معارجَه ويُتقن كلَّ فَنّْ
هذي بلادُكِ قلبُها متفتِّحٌ
فهي التي لا تشتكي ضِيقَ العَطَنْ
إني لأرسم وردةً فوَّاحةً
منها وأغرسها على شفةِ الزَّمَنْ
وأصوغ شعرًا لو تمثَّل لفظُه
رجلًا، لقال أنا المحِبُّ المْفْتَتَنْ
كل التهاني والتبريكات للقيادة الحكيمة والشعب الأصيل، وللوطن في يومه المجيد كل تقدم وازدهار.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد