بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
اختلفت الرواية عن الإمام أحمد في القراءة في الطواف:
• فنقل الأثرم وأبو طالب وأبو داود: القراءة في الطواف جائزة.
قال أبو يعلى: «فظاهر هذا أنها غير مكروهة لقول النبي ﷺ الطواف بالبيت صلاة إلا أن الله أباح فيه النطق.. فشبهه بالصلاة، واستثنى الكلام فقط».
قلت: جاء عن السلف ما يقوي الجواز:
1- عن حجاج، قال: «سألت عطاء عن القراءة في الطواف حول البيت، فلم ير بها بأسًا» مصنف ابن أبي شيبة . (5/ 533)
2- وعن عثمان بن الأسود قال: «رأيت أصحابنا يقرؤون على مجاهد في الطواف». مصنف ابن أبي شيبة . (8/ 530)
• ونقل الميموني عنه: لا يقرأ في الطواف.
قال أبو يعلى: «فظاهر هذا أنه غير مستحب، لأنه موطن للدعاء فلم تستحب فيه القراءة، كما أن الركوع لما كان موطنًا للتسبيح لم تجز القراءة فيه وكذلك السجود والتشهد».
قلت: جاء عن السلف ما يدل على أنه لا يقرأ القرآن في الطواف بل ينشغل بالدعاء:
1- جاء عن يحيى البكاء، قال: «سمع ابن عمر رجلا يقرأ وهو يطوف بالبيت فنهاه» أخرجه أخرجه ابن أبي شيبة (5/ 532) وفي إسناده: يحيى البكاء فيه لين وضعف، ولعل مثله يقبل في باب الآثار.
2- جاء عن مجاهد قال: «كان يكره القراءة في المشي في الطواف، ولكن يذكر الله ويحمده ويكبره» مصنف ابن أبي شيبة. (8/ 530)
3- وعن حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه:« أنه كان يكره القراءة في الطواف». مصنف ابن أبي شيبة. (5/ 532)
4- وعن الحسن وعطاء، قالا: «القراءة في الطواف محدث».
5- روى ابن المواز عن مالك: «أن القراءة في الطواف لم تكن من عمل الناس» إرشاد السالك إلى أفعال المناسك (1/ 304).
القراءة لم تكن معروفة بين الصحابة ولم ينقل عنهم ذلك، ولهذا وجدنا الآثار في النهي عنه أكثر. وهذا معنى قول من قال: إنه محدث، أي: لم ينقل عن الصحابة.
ولذلك لعل الأقرب أنه:
لا يستحب أن يقرأ بل يشتغل بالدعاء، إلا إن كان يعلم من نفسه أنه إن لم يقرأ القرآن سكت ولم يشتغل بالدعاء فقراءة القرآن حينئذ أولى من السكوت.
وقد أشار مجاهد لهذا التفصيل حين قال: «القراءة أحبّ إليّ من الكلام». أخبار مكة - الفاكهي (1/ 225) .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد