بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
مما قال فضيلة الأستاذ الدكتور محمد أبو موسى في درس شرح كتاب «دلائل الإعجاز» بالجامع الأزهر الشريف.
يوم الأحد: 20 من ذي القعدة 1446ه الموافق لـ 18 من مايو 2025م:
• الذي نقرؤه في «دلائل الإعجاز»، وفي كل الكُتب التي تتكلَّم في اللغة، وفي البلاغة، أو فيما شئتَ - كلُّ هذه الكُتب الغايةُ منها هي أن تَفتح لنا بابَ فَهْم الكتاب والسُّنة، فإذا بذلْنا وقتنا وجهدنا فيها ولم نقرأ الكتابَ والسُّنة فكأننا لم نتعلَّم شيئًا.
• كلُّ الذي يَدْرُسه الناسُ في علوم اللغة غايتُه تَيسيرُ وتسهيلُ فَهْمِ ما في كلام الله وما في كلام رسول الله.
• المنقطعُ عن كلامِ الله وكلامِ رسول الله منقطعٌ عن العلم كلِّه، وليس هذا فحسب، وإنما منقطعٌ عن الله ورسوله، وهذه هي الطامَّة.
• لا بُدَّ لكم أن تقرأوا القرآن، ولا يجوز لك أن يَمرَّ شهرٌ مِن غير أن تَختِمَ القرآنَ ختمةً، وهذا أقلُّ ما يجب؛ قراءةُ الجزء من القرآن لا تستغرق نصف ساعة، بل تستغرق أقلَّ من نصف ساعة، ونصفُ الساعة في القرآن يبارك به الله لك في بقية اليوم، وفي جهدك، وفي عملك، حتى تَجِدَ ما بَقِيَ من الزمن أكثرَ فائدةً وأكثرَ خيرًا.
• أعرفُ رجلًا أهلَ علمٍ وأهلَ دِين يَختِمُ القرآنَ كلَّ خمسة أيام؛ قال لي إنه يقرأ ستةَ أجزاء في اليوم: ثلاثةً بعد صلاة الظهر وثلاثةً بعد صلاة المغرب، ويؤكد لي أن الوقت الذي يبذلُه في قراءة القرآن يُبارك به الله له فيما بَقِيَ مِن وقته؛ فيقرأ أكثر، وينتفع أكثر، ويكتب أكثر، وينفع أكثر.
• ربُّنا يسَّر القرآنَ للذِّكْر، أي: يَسَّره للفَهْم؛ الكلُّ يستطيع أن يقرأ، وبقليلٍ من التدبُّر يَجد نفعًا كثيرًا جدًّا.
• كان يسكن بجواري رجلٌ من «باكستان» لا يعرف اللغة العربية، وكان طبيبًا، وكان من الصَّعب أن تُفْهِمَه المرضَ الذي ذهبتَ إليه بسببه؛ لأنه لا يعرف العربية، ثم لاحظت أنه في كل صلاة يبدأ يَقرأ القرآن بتلاوةٍ وترتيلٍ كأنه أُبَيُّ بن كَعْب الذي أمر اللهُ رسولَه بأن يَقرأ عليه القرآن، فتذكَّرت ساعتَها قوله تعالى: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ}؛ يسَّره لكلِّ من أَنزل عليه القرآنَ، والله أَنزل القرآنَ على الناس كافةً؛ لأن محمدًا ﷺ أُمَّتُه التي يدعوها إلى الله هي الناسُ كافةً.
• لا بُدَّ أن تكون علاقتُكم بالقرآن أقوى مِن علاقتكم بدَرْس الرِّواق العبَّاسيِّ وغيرِ الرِّواق العبَّاسيِّ.
• حين يكون كلامُ الله تعالى، الذي هو في اللُّوح المحفوظ، بين أيدينا ولا نقرأُ فيه؛ فأيُّ غِلظةٍ هذه، وأيُّ فظاظةٍ هذه، وأيُّ عَجَبٍ هذا؟!
• يا سادة، العلمُ الذي في الكتاب قليلٌ مِن كثيرٍ من الخير الذي في الكتاب.
• جليلٌ جدًّا جدًّا أن تقرأ كلام العلماء، وأجلُّ مِن الجليل أن تَستخرج العلمَ الذي قرأتَه للعلماء مِن ضمير قلبك. كيف؟ لأنك لمَّا قرأتَه وزرعتَه في قلبك وأردتَ أن تتحدث عنه بدأتَ تتحدثُ عنه كشيءٍ ثابتٍ مستقرٍّ في نفسك.
• يا أخي العزيز، اعْلَمِ العِلمَ، واعْلَمْ كيف تتعلَّم العلمَ، واعْلَمْ كيف تُعلِّم العلمَ، واعْلَمْ كيف تَحتجُّ لِما عَلِمْتَ، واعْلَمْ كيف تَهْدِمُ ما أبَيْتَ.
• أنا لا أشرح «دلائل الإعجاز»، أنا لا أُبيِّن المعاني؛ لأنه شَرحَها مَن هو أفضلُ منِّي؛ شَرحَها «الرَّازي»، وشَرحَها «السكَّاكي»، وشَرحَها «الخطيب»، وشَرحَها فلانٌ وفلانٌ، كلُّهم أبانوا عن المعاني، أما أنا فأرى في الكتاب شيئًا غيرَ المعاني التي تحدَّث عنها العلماء، وأردتُ أن أدلَّكم عليه؛ هو: تَعلَّمْ كيف تتعلَّم العلمَ، ثم تَعلَّمِ العلمَ، ثم تَعلَّمْ كيف تُعلِّم العلمَ، وتَعلَّمْ لغةَ العلمِ، وتَعلَّمْ كيف تَحتجُّ لِمَا عَلِمْتَ، وكيف تَنقُضُ وتَرفُضُ ما رفضتَ، وسيُحاسبنا ربُّنا إن لم نُعلِّمكم هذا، وإن لم نبذلْ أقصى ما عندنا لتتعلَّموا هذا.
• تَعلُّمُ العلمِ ليس هو النهاية، العِلمُ تَعلَّمْتَه لا لتَعْلَمَه وإنما تَعلَّمْتَه لتُعلِّمَه.
• كان علماؤنا الكرامُ يقولون إن معرفةَ لغة العلم جزءٌ من العلم، فإذا عَرَفتَ العلمَ ولم تَعرفْ لغةَ العلم فعِلمُك ناقص.
• لا بُدَّ أن تتنبَّه: الغوامضُ في العلم أفضلُ من الأمور الظاهرة، خفايا العلماء أفضلُ من ظواهرِهم، دقائقُ العلماء هي العلم، ولن تكون شيئًا إلَّا إذا وَعَيْتَ هذه الخفايا ووَعَيْتَ هذه الدَّقائق.
• راقتني جدًّا كلمةُ «المركوز في الطِّباع»؛ فأنت إذا أبَنْتَ عن المعنى ليس بدلالة اللَّفظ عليه، وإنَّما بدلالة المعنى عليه، وَجدتَ له مزية، ووَجدتَ له في القلب قبولًا، ووَجدتَ له في النَّفْس منزلة أخرى.
• ليست الفكرةُ في أن الكناية أبلغُ من التصريح؛ هذه حَفِظْناها ونحن في «الثانوي»، وأن الاستعارة أفضلُ من الحقيقة، وأن المَثَل أفضلُ من عَدمِ المَثل، حفظنا كلَّ هذا الكلام، إنَّما طريقةُ تفكير العالِم وتحليلُه لهذه الأجناس هذا هو الذي أُريد أن أُعلِّمه، هذا هو الذي لن تكونوا شيئًا ما لم تكونوا قادرين على الوعي بهذه الدَّقائق.
• دلالةُ اللفظ على المعنى ظاهرةٌ جدًّا؛ كلمة «شجرة» تدلُّ على الشجرة، كلمة «كريم» تدلُّ على الكرم، إنَّما دلالة المعنى على المعنى دلالةٌ خفيةٌ، وكلما نَزعَ اللِّسانُ إلى الخفاء في الإبانة - مع التوضيح والبيان - صَنعَ في الكلام بلاغةً وفصاحةً ونُبلًا وفخامةً لا نَجِدُها إذا كانت دلالاتُ الكلام مباشرة.
• لاحظْ أن القاعدةَ التي يَجتهد عبدُ القاهر لغَرْسِها في طباعنا قاعدةٌ جليلةٌ جدًّا، وهي أن مزايا الكلام تَرجِعُ إلى معناه، وأن الشَّقشقةَ اللفظيةَ واللِّسانيةَ ليست من البلاغة ولا من الفصاحة في شيء.
• عبدُ القاهر يقول لك: أهمِلْ بلاغة الألسنة وأقبِلْ على بلاغة القلوب والعقول؛ لأن البلاغة الحقيقية والمَزِيَّة الحقيقية هي مَزِيَّةُ المعاني، والمعاني لا مَصْنعَ لها ولا مُخْرِجَ لها ولا مُبِينَ عنها إلَّا القلوبُ والعقول.
• البلاغةُ - يا سادة - بلاغةُ العقول والقلوب وليست بلاغةَ الأشداق.
• عبدُ القاهر لم يكنْ في حسابه أن يُربِّيَ «طبَّالة»، لم يكنْ في حسابه أن يُربِّيَ «زمَّارة» يُبعبعون، ويَصفون «الغباء» ب«الذكاء»، ويَصفون «المُصيبة» ب«الحُسْن»، إنَّما كان حسابُه أن يُربِّيَ أُمَّةً، أن يُربِّيَ جيلًا من أجيال خيرِ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ للناس.
• أُمَّةٌ أُنزل فيها خيرُ كتابٍ وأُرسل فيها خيرُ نبيٍّ لا بُدَّ أن تكون خيرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ للناس، اعرَفوا مقامَكم عند الله لتُصيِّروا مقامَكم في الدُّنيا كما حدَّثكم الله عنه.
• عَيبٌ ونذالةٌ وخِسَّةٌ أن تكون خيرُ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ للناس مهزومةً أمام «شويَّة كلاب»، أن تكون تابعةً، أن تَقتدِيَ بغيرها.
• خيرُ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ للناس لا تُعوِّل على غيرها وإنما يُعوِّل غيرُها عليها.
• نريد أن نكون خيرَ أُمَّةٍ في صناعتنا، وفي عِلمنا، وفي سياستنا، وفي طِبِّنا، وفي كل شئون الحياة؛ حتى يرى الناسُ خيرَ أُمَّةٍ مُستغنيةً.
• تدبُّرًا لقوله تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ}، قال شيخُنا:
- قال: {أعِدُّوا} ولم يَقلْ: «اشتَرُوا»؛ لأن الذي يَشتري لا يُعِدُّ، {أعِدُّوا} يعني «اصْنَعوا».
- ذَكر «القوَّة» لأن «القوَّة» متطوِّرة؛ هي الآن أصبحت طائرة بدون طيار وصواريخ، ورِباطُ الخيل كان زمنَ النُّزول هو القوَّةَ الفاعلة.
- {تُرهِبُون به}، أي: لستُم طلَّاب حربٍ، أي: أعِدُّوا حتى لا يتجرَّأ أحدٌ على الاعتداء عليكم؛ لأنكم ما دُمتم أقوياء فلن يَعتدِيَ عليكم أحد؛ فالمعنى: أعِدُّوا دفعًا للحرب وليس طلبًا للحرب.
- {عَدُوَّ الله وعَدُوَّكم}، عَجِبْتُ حين قال: {عَدُوَّ الله} قبل أن يقول: {وعَدُوَّكم}؛ فهو يقول لي: عَدوُّك الذي يريد هَدْم دارِك هو عَدوِّي أنا قبل أن يكون عَدوَّك، وإنما كان عَدوَّك لأنه عَدوِّي، ولولا عَدواتُه لي ما عاداك، وما دام عَدوِّي أنا هو عَدُوُّ الله فلا بد أن يُساعدني الله لأقضيَ على عَدوِّه هو قبل أن أقضِيَ على عَدوِّي أنا.
- قال: {وآخَرِينَ مِن دُونِهم}، يعني: ليس المقصودُ عَدوَّكم الذي تَروْنَه، وإنَّما في كلِّ جِيلٍ أعداءٌ لكم، لا تَعلمُونهم الله يَعلمُهم.
• الله - سبحانه وتعالى - كما أمرَنا وقال لنا: {أقيموا الصَّلاة وآتوا الزَّكاة} قال لنا: {وأعِدُّوا}، صيغةُ الأمر في {أقيموا الصَّلاة وآتوا الزَّكاة} هي صيغةُ الأمر في {وأعِدُّوا}؛ أعِدُّوا لتَدفَعوا عن أرضكم ودياركم وأموالكم وأولادكم.
• لو صَلَّيْتَ وصُمْتَ و«قعدت باطل» وكلُّ عظمتِك وحسناتِك أنك تُنوِّع مصادر الأسلحة، يا سيدي «كتَّر خيرك»، لكن الغاية ليست أن تُنوِّعَها، الغايةُ أن يكون لها مصدرٌ واحدٌ؛ هو: «نحن».
• قلتُ لكم قبل ذلك: المفروض يا سيِّدنا أن يَشهدَ لك نجاحُك على الأرض وليس ألسنة الناس؛ لأن ألسنةَ الناس قد تَكذِبُ في مَدحِك وفي هجائك، ولكنِّ اللِّسانَ الصَّادقَ الذي لا يَكذب، والذي يَغلِبُنا على قلوبنا، هو نجاحُك، هو أن تَنقل الناسَ من العُسْر إلى اليُسْر، ومن الشدَّة إلى الرَّخاء، ومن الضَّعف إلى القوَّة، فإن لم تفعلْ ذلك فلو ملأت الدنيا شُعراءَ يَكتبون فيك الشِّعرَ فلا قيمة لِما يُقال.
• أبذُل مجهودًا في إعداد الدَّرْس حتى لو كنتُ قد شَرحتُه قبل ذلك؛ رجاءَ أن يُعطيني الله القدرةَ والتوفيقَ في الإبانةِ عنه لطلَّاب العلم.
• خدمةُ طلَّاب العلم من أقرب القُرُبات عند الله.
• ما بَعث الله نبيًّا بسَيف، وإنَّما بعث كلَّ نبيٍّ بكتاب؛ لأن الكتابَ هو الذي يُغيِّر حياة الناس.
• الكتابُ هو الصَّانعُ الأولُ للإنسان؛ لأن الذي خَلَقه وأراد أن يُخرِجَه من الظلمات إلى النُّور أنزل عليه كتابًا، والذين يريدون إخراج الناس من الظلمات إلى النُّور بالعصا محكومٌ عليهم بالفشل.
• في كلام عبد القاهر معنَى لم أُنبِّه عليه، رغم أنني تكلَّمتُ كثيرًا في كلامه؛ هو أن عبد القاهر يُحذِّرك مِن أن تَقبلَ علمًا وأن تُسكِنَ في نفسِك فِكرًا مِن غير مراجعة، ومِن غير أن تُقلِّبَه يمينًا وشمالًا، ومِن غير أن تَرى فيه ما يُقنعك؛ فلابد أن يكون نظرُك فيما تَعْلَم نظرَ من يرى صحَّةَ ما يَعْلَم؛ فلا تُسكِنْ في نفسِك إلَّا ما تتأكَّد من صحَّته؛ لأن الذي دمَّر عقولَ الناس هو أنهم أسكنوا في نفوسِهم علمًا مِن غير أن يُراجعوا.
• تعليقًا على قول الإمام عبد القاهر: «وانتَبِهُوا مِن رَقْدَتِكم»، قال شيخُنا: الذي دمَّر الناسَ هو الدَّعةُ والغفلةُ، والذي نَجح الناسُ به هو اليقظةُ والوعي.
• كان إبراهيم أنيس - رحمه الله – يقول: «نِمْنَا وأدْلَجَ الناسُ»؛ فالنائمُ المتخلِّف الذي يَضربه أبناءُ القِرَدة والخنازير لا يَلُمْ أبناءَ القِرَدة والخنازير؛ لأنهم استيقظوا وأنت نِمْتَ.
• عبد القاهر دائمًا يلوم الدَّعةَ والكسلَ والهُوينى، ويَحرِصُ على اليقظة والجِد.
• أنا دائمًا أحبُّ كلمة «بَذْل أقصى الطَّاقة»؛ فلا بُدَّ للإنسان أن يَبذُلَ أقصى الطَّاقة: أنا في دَرْسِي لا بُدَّ أن أبذل أقصى الطَّاقة، وأنت في سَماعِك لا بُدَّ أن تبذل أقصى الطَّاقة، وأنت في مصنعِك لا بُدَّ أن تبذل أقصى الطَّاقة، وأنت في مُستشفاك لا بُدَّ أن تبذل أقصى الطَّاقة، وأنت في الفِقْه لا بُدَّ أن تبذل أقصى الطَّاقة، لا بُدَّ مِن بذل أقصى الطَّاقة؛ لأن التقدُّم والتغيُّر والازدهار لا يكون إلَّا ببذل أقصى الطَّاقة.
• لا تَجعلْ عقلَك «صفيحة زبالة»؛ كلُّ ما تقرؤه يَثبتُ عندك حقائقَ مِن غير أن تُراجع وتَقبل وتَرفض!
• ربُّنا - سبحانه وتعالى - علَّمَنا أن عقولَنا يَجِبُ أن تُصفِّي وتَنتقِي وتَتبيَّن؛ فذكرَ لنا في كتابه العزيز أقوال أعدائه {مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ}، وجعلها كلامًا مُعجزًا، وقال لك: راجِعْ عقلَك؛ إن قَبِلْتَها فلك الوَيْل، إنَّما عقلُك لا بُدَّ أن يَرفض {مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا}.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين