نزل ابن بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسيد المسلمين وأحد علماء الصحابة وحلمائهم وذوي آرائهم عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان والدليل على أنه أحد الخلفاء الراشدين الحديث الذي أوردناه في دلائل النبوة من طريق سفينة مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «الخلافة بعدى ثلاثون سنة ثم تكون مُلكًا». [صحيح بن حبان برقم(6943) وحسن إسناده الارناؤوط. ].
وإنما كملت الثلاثون بخلافة الحسن بن على فإنه نزل عن الخلافة لمعاوية في ربيع الأول من سنة إحدى وأربعين، وذلك كمال ثلاثين سنة من مـوت رسـول الله - صلى الله عليه وسلم - فإنه توفي في ربيع الأول سنة إحدى عشرة من الهجرة وهذا من دلائل نبوة النبي صلوات الله وسلامه عليه، وقد مدحه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على صنيعه هذا وهو تركه الدنيا الفانية ورغبته في الآخرة الباقية، وحقنه دماء هذه الأمة، فنزل عن الخلافة وجعل الملك بيد معاوية حتى تجتمع الكلمة على أمير واحد، وهذا المدح قد ذكرناه، وسنورده في حديث أبى بكر الثقفى أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صعد المنبر يومًا وجلس الحسن بن على إلى جانبه، فجعل ينظر إلى الناس مرة وإليه أخرى ثم قال: «أيها الناس إن ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين». [رواه البخاري]
المشهور أن مبايعة الحسن لمعاوية كانت في سنة أربعين، ولهذا يقال له عام الجماعة لاجتماع الكلمة فيه على معاوية. [البداية والنهاية ج8 ص15]
وللأسف فإن الشيعة قالوا للإمام الحسن - رضي الله عنه - لما تنازل عن الخلافة: سوَّدت وجوهنا يا مسوِّد وجوه المؤمنين!!
غزوة دومة الجندل سنة 5هـ
قال ابن إسحاق: ثم غزا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دومة الجندل، قال ابن هشام: في ربيع الأول يعني من سنة خمس، واستعمل على المدينة سباع بن عرفطة الغفاري، قال ابن إسحاق: ثم رجع إلى المدينة قبل أن يصل إليها، ولم يلق كيدًا فأقام بالمدينة بقية سنته هكذا، قال ابن إسحاق: وقد قال محمد بن عمر الواقدي بإسناده عن شيوخه عن جماعة من السلف قالوا: أراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يدنو إلى أداني الشام وقيل له: إن ذلك مما يفزع قيصر، وذُكر له أن بدومة الجندل جمعًا كبيرًا وأنهم يظلمون من مر بهم، وكان لها سوق عظيم، وهم يريدون أن يدنوا من المدينة، فندب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الناس فخرج في ألف من المسلمين، فكان يسير الليل ويكمن النهار، ومعه دليل له من بني عذرة يقال له: «مذكور» هادٍ, خرِّيت، فلما دنا من دومة الجندل أخبره دليله بسوائم بني تميم، فسار حتى هجم على ماشيتهم ورعائهم، فأصاب من أصاب وهرب من هرب في كل وجه، وجاء الخبر أهل دومة الجندل فتفرقوا، فنزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بساحتهم فلم يجد فيها أحد فأقام بها أيامًا وبث السرايا ثم رجعوا، وأخذ محمد بن سلمة رجلاً منهم فأتي به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسأله عن أصحابه فقال هربوا أمس فعرض عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الإسلام فأسلم ورجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة. [البداية والنهاية ـ ابن كثير ج4 ص92]
احتراق الكعبة سنة 64هـ
وفي هذه السنة حُرقت الكعبة وعن السبب في إحراقها قال محمد بن عمر: احترقت الكعبة يوم السبت لثلاث ليال خلون من شهر ربيع الأول سنة أربع وستين، قبل أن يأتي نعي يزيد بن معاوية بتسعة وعشرين يومًا وجاء نعيه لهلال ربيع الآخر ليلة الثلاثاء.
قال محمد بن عمر: حدثنا رياح بن مسلم عن أبيه قال: كانوا يوقدون حول الكعبة فأقبلت شررة هبت بها الريح فاحترقت ثياب الكعبة، واحترق خشب البيت يوم السبت لثلاث ليال خلون من ربيع الأول.
قال محمد بن عمر: وحدثني عبد الله بن زيد قال: حدثني عروة بن أذينة قال: قدمت مكة مع أمي يوم احترقت الكعبة قد خلصت إليها النار ورأيتها مجردة من الحرير، ورأيت الركن قد اسود وانصدع إلى ثلاثة أمكنة، فقلت: ما أصاب الكعبة؟ فأشاروا إلى رجل من أصحاب عبد الله بن الزبير، قالوا: هذا احترقت بسببه، أخذ قبسًا في رأس رمح له فطيرت الريح به فضربت أستار الكعبة ما بين الركن اليماني والأسود.
[البداية والنهاية ـ ابن كثير ج8 ص225]
تولي عمر بن عبد العزيز ولاية المدينة سنة 87هـ:
وفي هذه السنة ولى الوليد عمر بن عبد العزيز المدينة قال الواقدي: قدمها واليًا في شهر ربيع الأول وهو ابن خمس وعشرين سنة وولد سنة اثنتين وستين.
قال: وقدم على ثلاثين بعيرًا فنزل دار مروان، قال: فحدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه قال: لما قدم عمر بن عبد العزيز المدينة ونزل دار مروان دخل عليه الناس فسلموا، فلما صلى الظهر دعا عشرة من فقهاء المدينة عروة بن الزبير، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة، وأبا بكر بن عبد الرحمن، وأبا بكر بن سليمان بن أبي حثمة، وسليمان بن يسار، والقاسم بن محمد، وسالم بن بن عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عبد الله بن عمرو، وعبد الله بن عامر بن ربيعة، وخارجة بن زيد، فدخلوا عليه فجلسوا، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال: إني إنما دعوتكم لأمر تؤجرون عليه وتكونون فيه أعوانًا على الحق ما أريد أن أقطع أمرًا إلا برأيكم أو برأي من حضر منكم، فإن رأيتم أحدًا يتعدى أو بلغكم عن عامل لي ظلامة فأحرِّج الله على من بلغه ذلك إلا بلغني، فخرجوا يجزونه خيرًا وافترقوا.
[البداية والنهاية ـ ابن كثير ج9 ص71]
وفاة الوليد بن عبد الملك سنة 96هـ
عن عبد الله بن المغيرة عن أبيه أن الوليد توفي يوم السبت في النصف من شهر ربيع الأول، وقال آخرون: سنة ست وتسعين وهو ابن لأربع وأربعين. صلى عليه سليمان بن عبد الملك، وعن محمد بن عبد الله بن المؤمل المخزومي قال: ولد الوليد بالمدينة سنة خمس وأربعين قال: ومات وهو ابن إحدى وخمسين، قال حاتم بن مسلم: ابن تسع وأربعين، صلى عليه سليمان بن عبد الملك، وكانت ولايته تسع سنين وخمسة أشهر وأيامًا.ثم بويع سليمان بن عبد الملك بن مروان وأمه ولادة بنت العباس هي أم الوليد بن عبد الملك.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد