موقف أهل البيت من الفاروق عمر بن الخطاب


 

بسم الله الرحمن الرحيم  

القسم : أهل البيت

فارس الإسلام وأمير المؤمنين، عبقري الملة، وقطب رحى المسلمين، وباني مجدهم، ومؤسس شوكتهم، وفاتح القيصرية، وهازم الكسروية، ورافع راية الإسلام، ومعلي كلمته، موصل الدين من قلب الجزيرة إلى أقصى العالم، وناشر العدل، ومنفذ الشريعة الغراء على كل قريب وبعيد، ومساو بين كل جبار عنيد ومحتقر حقير، غير خائف في الحق لومة لائم، ولا آبه من عذل عاذل، ما حى الشرك والبدعة والكفر والضلال، حامى الحق والشريعة، الفاروق بين الحق والباطل، العادل بين الرعية خاصتهم وعامتهم أميرهم ومأمورهم، المعز لدين الله والحق، والمذل للطاغوت والكفر والأوثان، الأمين الراشد المرشد المصلح - رضي الله عنه - كان محبوبا إلى أهل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - كما كان حبيبا إلى سيد ولد آدم محمد - صلى الله عليه وسلم - الذي قال فيه - صلى الله عليه وسلم - وهو يمشي على الأرض - رضي الله عنه - : \"دخلت الجنة …رأيت قصراً بفنائه جارية، فقلت : لمن هذا؟ فقالوا : لعمر بن الخطاب\"وقال - صلى الله عليه وسلم -، الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى : بينا أنا نائم رأيتني على قليب عليها دلو، فنـزعت منها ما شاء الله، ثم أخذها ابن أبي قحافة (الصديق) فنـزع منها ذنوبا أو ذنوبين وفي نزعه ضعف، والله يغفر له ضعفه، ثم استحالت غربا فأخذها عمر بن الخطاب فلم أر عبقريا ينزع نزع عمر حتى ضرب الناس بعطن .

وفي رواية- حتى روى الناس وضربوا بعطن وقال - صلى الله عليه وسلم - : \"إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه\"فهذا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، ولقد ذكرنا أحاديث ثلاثة من إمام الكونين ورسول الثقلين فداه أبواي وروحي - صلى الله عليه وسلم - من كتب السنة المعتبرة خلاف عهدنا ودأبنا في هذا الكتاب بأننا لا ننقل شيئا إلا من كتب القوم أنفسهم لأننا سوف نروي عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - سيد أهل البيت والإمام المعصوم الأول عند القوم - أنه يؤيد هذه الأحاديث الثلاثة بأقواله الواضحة، وتصريحاته المكشوفة، والمروية المذكورة الموردة في بطون كتب القوم وأوراقها وصفحاتها. فلنرى ماذا يقول أهل البيت وسادتهم في هذا المصلح المحسن لأمة سيد ولد آدم - صلى الله عليه وسلم - الذي رآه وبشر به، عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -. \"ووليهم والٍ,، فأقام واستقام حتى ضرب الدين بجرانه\", وقال الميثم البحراني الشيعي، شارح نهج البلاغة، وكذلك الدنبلي شرحا لهذا الكلام: \"أن الوالي عمر بن الخطاب، وضربه بجرانه كناية بالوصف المستعار عن استقراره وتمكنه كتمكن البعير البارك من الأرض \", ويقول ابن أبي الحديد المعتـزلي الشيعي تحت هذه الخطبة، ويذكرها من أولها \"وهذا الوالي هو عمر بن الخطاب، وهذا الكلام من خطبة خطبها في أيام خلافته طويلة يذكر فيها قربه من النبي - صلى الله عليه وسلم - واختصاصه له، وإفضائه بأسراره إليه حتى قال فيها : فاختار المسلمون بعده بآرائهم رجلا منهم فقارب وسدد حسب استطاعته على ضعف وجد كانا فيه، ثم وليهم بعده وال، فأقام واستقام حتى ضرب الدين بجرانه\"فانظر إلى عليّ وكيف يطبق هذه الأوصاف على أبي بكر وعمر - رضي الله عنهم - أجمعين تصديقاً لرؤيا النبي - صلى الله عليه وسلم - حرفا بحرف ويجعل الفاروق مصدقا لبشارته - عليه الصلاة والسلام -، وكيف يقر و يعترف بأن الدين قد استقر في عهده المبارك، والإسلام قد تمكن في الأرض في أيام خلافته الميمونة، فهل لمتمسك أن يتمسك من الشيعة بقول علي بن أبي طالب الإمام المعصوم عندهم الذي لا يخطئ. ثم والخطبة التي مدح فيها عمر بن الخطاب وجعله مورد ومصداق بشرى الرسول - صلى الله عليه وسلم - هي خطبة ألقاها في أيام خلافته حيث لم يكن هناك ضرورة للتقية الشيعية التي ألصقوها تهمة بخيار الخلائق - رضوان الله ورحمته عليهم -. وكم هناك من خطب لعليّ - رضي الله عنه - المنقولة في نهج البلاغة، التي تدل على نفس المعنى بأن الفاروق كان سببا لعز الدين ورفعة الإسلام، وعظمة المسلمين وتوسعة البلاد الإسلامية، وأنه أقام الناس على المحجة البيضاء واستأصل الفتنة، وقَوَّمَ العوج وأزهق الباطل وأحيا السنة طائعا لله خائفا منه، فانظر إلى ابن عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ووالد سبطيه وهو يبالغ في مدح الفاروق ويقول : لله بلاد فلان، فقد قَوَّمَ الأود، وداوى العمد وخلف الفتنة وأقام السنة ذهب نقى الثوب قليل العيب أصاب خيرها وسبق شرها، أدى إلى الله طاعته واتقاه بحقه، رحل وتركهم في طرق متشعبة لا يهتدي بها الضال ولا يستيقن المهتدي. ويقول ابن أبي الحديد : العرب تقول : لله بلاد فلان أي در فلان. وفلان المكنى هو عمر بن الخطاب، وقد وجدت النسخة التي بخط الرضى أبي الحسن جامع نهج البلاغة وتحت فلان عمر … وسألت عنه النقيب أبا جعفر يحيى بن أبي زيد العلوي فقال لي : هو عمر، فقلت له : أثنى عليه أمير المؤمنين - عليه السلام - ؟ فقال : نعم.

 نقلا عن إحسان الهي ظهير - رحمه الله -.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply