شكر الله


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 الشكر لله قربةٌ عظيمة، ونعمة مقيمة، فهو الخالق الرازق الذي أمدنا بنعمه الكثيرة يقول - سبحانه وتعالى -:{وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها}.

الله أكبر..

كم من النعم تتوالى علينا، ويكفيك يا أخي أن تعيش بأمان مطمئن على أهلك ونفسك...

عَن سَلَمَةَ بنِ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ مِحصَنٍ, الأنصَارِيِّ عَن أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّه عَلَيهِ وَسَلَّمَ – {مَن أَصبَحَ مِنكُم مُعَافًى فِي جَسَدِهِ آمِنًا فِي سِربِهِ عِندَهُ قُوتُ يَومِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَت لَهُ الدٌّنيَا} *. رواه الترمذي. وإذا تأمل المرء من حوله كم من الحروب والقلاقل، والفتن والزلازل. لعرف أنه في نعمة عظيمة، لا يعرفها إلا من تعلق قلبه بمولاه - عز وجل - الذي أكرمه بنعمة الهداية إليه وشكر النعمة واجب علينا بأن هدانا الله لهذا الدين العظيم يقول الله – سبحانه -: (وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله) نعم هذا هو منطق المؤمنين، هذا هو الإثبات الحقيقي للمنعم الذي أنعم علينا بالهداية لهذا الدين.

 

ويكون الشكر بالقلب وباللسان وبالجوارح. فبالقلب يكون بمحبة الله وإجلاله وتعظيمه فهو المنعم - سبحانه وتعالى - وباللسان يكون بالثناء على الرب - سبحانه وتعالى - وحمده وشكره على نعمه، أما الجوارح فيكون باستخدام تلك الجوارح فهي من النعم فيما يرضي الله - تبارك وتعالى - والله - سبحانه وتعالى - قسم البشر إلى شكورٍ,، وكفور يقول - سبحانه وتعالى -: {إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً}. ويقول سبحانه عن سليمان {هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غنيٌ كريم}. إذاً الإنسان إما شاكراً ومقراً بنعم الله عليه فهو يقوم بما أمره الله ويجتنب ما نهاه الله عنه، وإما أن يكون كافراً بنعمة الله جاحداً لها معرضاً عن أوامر ربه، غارقاً في معاصيه والعياذ بالله. فترى البعض يستخدم نعمة المال في الشهوات، والمسكرات وغيرها، والمال هو أساس النعمة، وغيره يستخدم نعمة البصر للنظر فيما حرم الله عليه، و كذلك سمع ما حرم الله سماعه. وذلك لا شك أنه من استخدام النعم في معصية المنعم - سبحانه وتعالى -.

 

إذاً شكر النعم من أجل الأمور وأعظمها، لذلك توعد الشيطان ذرية آدم بإغوائهم عن شكر الله – سبحانه - يقول الله - تبارك وتعالى - عنه: {ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين} فيا أخي المسلم أحذر من عدوك المتربص بك أن يصرفك عن شكر المولى - عز وجل - واحمده واشكره سبحانه في السراء والضراء كي تنال سعادة الدنيا والآخرة بإذن الله. 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply