القواعد الأساسية للحوار


بسم الله الرحمن الرحيم

 

يعتبر الحوار المتبادل بين شخصين أو فئتين مظهراً من مظاهر التحضرº حيث إن المتحضرين هم الذين يلجئون دائماً إلى الحوار المتبادل سواء كان ذلك للإقناع، أو للدفاع عن الحجة أو الفكرة.

وللحوار أسس وقواعد وضحها الكثير من الكتاب والمتخصصين، ودلنا عليها الله - سبحانه وتعالى - في محكم آياتهº حيث يوضح للنبي القاعدة الأساسية للحوارº فيخاطب النبي بقوله: (( وَجَادِلهُم بِالَّتِي هِيَ أَحسَنُ ))(النحل: 125)، ويقول للفئة المؤمنة: (( وَلاَ يَجرِمَنَّكُم شَنَآنُ قَومٍ, عَلَى أَلاَّ تَعدِلُوا اعدِلُوا هُوَ أَقرَبُ لِلتَّقوَى ))(المائدة: 8).

وفي هذا الملخص نستعرض القواعد الأساسية للحوار، وذلك من كتاب (فنون الحوار والإقناع) للأستاذ \"محمد ديماس\".

وفي البداية نوضح أن الحوار على ثلاث قواعد:

1. مادة الحوار.

2. صفات المحاور.

3. المنصت (الطرف الآخر).

 

أولاً: مادة الحوار:

1. أن تكون مادة الحوار معلومة الهدف، واضحة الملامح.

2. تحليل الموضوع إلى:

• مقدمة منطقية (ما الذي تريد أن تطرحه؟)

• نتيجة (ما هي النتيجة التي ستصل إليها؟)

3. أن لا تكون فيما يغضب الله، مثل: الغيبة، والنميمة، والحث على الفساد.

4. أن يكون الحوار بلغة مفهومة بين الطرفين.

5. أن تكون في الموضع المناسب، والوقت المناسب.

6. أن يأخذ الحوار المدة التي يستحقها، فلا يزيد ولا ينقص.

 

ثانياً: صفات المحاور الناجح:

1. أخلص نيتك لله: أي إخلاص الحوار لله، ابتغاء مرضاته، وطلباً لثوابه.

2. لا تستطرد: لا تشعب موضوع المناقشة، فإنه مضيعة للوقت، ومباعدة بين القلوب.

3. كن حنوناً: لأن كسب القلوب أهم من كسب الموقف.

4. جامل ولكن بصدق: جامل الناس تحُز رق الجميع، فرب قيد من جميل وصنيع.

5. ربط آخر الحديث بأوله.

 

ثالثاً: صفات المستمع (المنصت):

1. جهز نفسك لعملية الإنصات، ولا تشغل نفسك بما يبدد انتباهك لكلام الطرف الآخر.

2. لا تقاطع المحاور، وأعطه فرصة كافية للتعبير.

3. حاول أن تفهم كل ما يقوله محدثك، واستفسر عن كل ما تفهمه، ولكن في الأوقات المناسبة.

4. لا تجعل مشاعرك تؤثر في آرائك.

5. أصغ بهدف الفهم والاستيعاب، وليس بهدف المناقضة والرد.

6. لا تصدر أحكاماً مبكرة بينك وبين نفسك.

7. كن منشرح الصدر عند الاستماع، وتذكَّر قول الشاعر:

تراه يصغي للحديث بسمعه             وبقلبه ولعله أدرى به!

 

وأخيراً:

فبمقدار إجادتنا لفنون الحوار والقدرة على الإقناعº يكون نجاحنا وتميزنا في علاقاتنا مع الآخرين واتصالنا بهم.  

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply