فهل تلومين كهلا


  

بسم الله الرحمن الرحيم

أنـبـأتُـهـا بكلامٍ, غَيرِ ذي عِوَجِ *** أنـي أمـيـلُ إلـيـها دونمَا حَرَجِ

 

فـأطـرقت، ثم قالت وهي باسمةٌ: *** حتى الكهولُ تحبٌّ العومَ في اللجَجِ!

 

فقلتُ: لا تَعجَلي يا أنت- وانتظري *** مـن العدالةِ أن تُصغي إلى حُججي:

 

إنـي امـرؤٌ يـعربيُّ صاعدٌ نَسبي *** إلـى مَـعَـدّ بلا \"حَبلٍ,\" ولا \"دَرَجِ\"

 

وكـلٌّ قـومـيَ عُـشّـاقٌ ذوو مِقةٍ, *** مـا بين صَبٍّ,، ومُضنى والهٍ, وشجِ

 

هـذا مـحـبّ لحسناوَين \"مزدوجُ\" *** وذا مـحـب \"عـفيفُ\" غيرُ مزدوجِ

 

الـحـبٌّ عـنـدهـمُ فنٌ، وفلسفةٌ *** وكـيـمـيـاءٌ، وحربٌ ثرةُ الرَّهج

 

فـإن دجـا ليلُ بؤسٍ, أو دجت مِحنٌ *** ألـفـيتهم في دياجي الحب كالسٌّرج

 

وإن تـلـفّـت ظـبيٌ ماتَ أكثرُهم *** \"مـا بـين معترك الأحداق والمُهجِ\"

 

ما أحجموا عن نزالِ الغيد مذ خُلقوا *** ولا اعـتـذار لأعمى أو لذي عَرَجِ

 

ضـعـيفهم في ميادين الهوى بطلٌ *** وبـعضهم مثلُ ليثِ الغابِ في الدلجِ

 

هـذي \"مـذايـيعهم\" بالحبّ صادحةٌ *** فـي كـل مـنـعطفٍ, ناءٍ, ومُنعرَجِ

 

هـذي \"تـلافيزهم\" بالعشق مُترعةٌ *** تـحـكي عن الحَوَر الفتانٍِ, والدعجِ

 

هـذي \"مـجلاتهم\" هذي \"جرائدهم\" *** تُـثـيـرُ من لم يُثَر يوماً ولم يَهِجِ

 

قـد ذلّلوا كل دربٍ, في الهوى وعرٍ, *** وعـبّـدوا كـلّ نـهجٍ, غير مُنتهجِ

 

من لم يخض في بحار العشقِ لازمهُ *** داءٌ مـقـيـمٌ، وهـمُّ غـيرُ مُنفرجِ

 

ومـن أحـبَّ ولـم يـظفر ببغيته *** أمـسـى أشلّ سقيماً ظاهرَ \"الفحج\"

 

ابـنُ الثمانينَ في ساح الهوى جذعُ *** حِـنـاءُ شـيبته من أطرف \"الفُرجِ\"

 

يـهـذي بأوصاف \"عشرينيةٍ,\" سَلبت *** فـؤاده، هـذيـان الـمـدنف اللّهج

 

فـي كـلّ عـينٍ, خليجُ من مدامعه *** يـشـكـو إلـى كل مختلٍّ, ومختلجِ

 

و\"الـدّردبـيسُ\" ابنةُ التسعين أرقها *** فـقدُ النّجيّ، فصارَ البدرُ خير نَجي

 

إن أنـكرَت وجه ليلٍ, غيرِ مُنصرمٍ, *** تـاقـت إلـى وجهِ فجرٍ, غير منبلج

 

الـحـبّ زاد بـنـي قومي وماؤهم *** والـعِـزّ عـند ذواتِ الدَّلِّ والغُنجِ

 

بـيـادرُ الـعـشقِ مركومٌ أواخرها *** عـلـى الأوائـل فـي وادٍ, ندٍ, لزجِ

 

وكـلّ مـن ولجَ الوادي شكا وبكى *** مـن الـهـيـام ومن لم يدر فليلجِ

 

فـهـل تـلومين كهلاً، يا فتاةُ، إذا *** نـاغـى الجَمالَ بقلبٍ, جدّ مبتهجِ؟!

 

ألـيس في حُججي هذي شفيعُ هوى *** يُـعفيكِ من قلقٍ, مضنٍ, ومن شَنَجِ؟!

 

قـالت: رويدك، يا هذا، أحلت دَمي *** إلـى لـهيبٍ, ببعض الخوفِ ممتزجِ

 

غـداً أعوجُ على وادي الهوى لأرى *** عشقَ الشيوخ..وإن أشفقتُ لم أعُجِ

 

فـقـلتُ: لا ترهبي شيئاً فكل هوى *** عـذبٌ، إذا لم يكن من عاشقٍ, سَمجِ

 

والـوَصـلُ شيمةُ أهل \"الفهم\" قاطبةً *** والهجرُ من شيمِ \"الأجلافِ\" و\"الهَمَجِ\"

 

وواجـبي نحوَ قومي الصيدِ يأمرني *** بـحـبّ عينيكِ..فادعي الله بالفرجِ

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply