بسم الله الرحمن الرحيم
يوم العيد يوم الإخاء والسلام والمحبة، يوم التصافي والتواد والاجتماع والتراحم، يوم تظهر فيه خصائص المجتمع المسلم الواحد بشتى صورها وتداخلاتها.
هذا العيد الذي يمر علينا مرتين في السنة، هل نحن فعلاً قدرنا هذه المناسبة العظيمة واستشعرنا كل ما تحمله من وقفات وإشارات لا تكرر إلا مرتين في السنة.
فماذا بعد رمضان؟ ولماذا لا نفرح ونتفاؤل بالعيد؟ وما هي معاني العيد؟ وما هو أثر العيد التربوي؟
هذا ما سيجيب عنه نخبة من العلماء الأفاضل في هذه القضية.
ماذا بعد رمضان؟
يجيب الشيخ محمد بن عبد الله الهبدان ـ إمام وخطيب جامع العز بن عبد السلام سابقاً ـ عن هذا السؤال فيقول: لقد كان شهر رمضان ميدانا يتنافس فيه المتنافسون، ويتسابق فيه المتسابقون، ويحسن فيه المحسنون، تروضت فيه النفوس على الفضيلة، وتربت فيه على الكرامة، وترفعت عن الرذيلة، وتعالت عن الخطيئة، واكتسبت فيه كل هدى ورشاد، ومسكين ذاك الذي أدرك هذا الشهر ولم يظفر من مغانمه بشيء، ما حجبه إلا الإهمال والكسل، والتسويف وطول ا لأمل.
فإن انقضى رمضان فبين أيديكم مواسم تتكرر فالصلوات الخمس من أجل الأعمال، وأول ما يحاسب عليها العبد، يقف فيها العبد بين يدي ربه مخبتا متضرعا..
ولئن انتهى صيام رمضان فهناك صيام النوافل كالست من شوال، والاثنين والخميس، والأيام البيض وعاشوراء وعرفة وغيرها.
ولئن انتهى قيام رمضان فقيام الليل مشروع في كل ليلة: ((كانوا قليلا من الليل ما يهجعون)).
ولئن انتهت صدقة أو زكاة الفطر فهناك الزكاة المفروضة، وهناك أبواب للصدقة والتطوع والجهاد كثيرة.
ولتعلم يا أخي المسلم أن من صفات عباد الله المداومة على الأعمال الصالحة((الذين هم على صلاتهم دائمون)) و((والذين هم على صلواتهم يحافظون)).
ويضيف الشيخ: وكأني بك قد تاقت نفسك لتعرف سبيل النجاة في كيفية المداومة على العمل الصالح؟ فأقول لك بلسان المشفق الناصح الأمين.
لابد أولا: من العزيمة الصادقة على لزوم العمل والمداومة عليه أيا كانت الظروف والأحوال وهذا يتطلب منك ترك العجز والكسل ولذا كان نبينا - صلى الله عليه وسلم - يتعوذ بالله من العجز والكسل لعظيم الضرر المترتب عليهما فاستعن بالله - تعالى -ولا تعجز.
ثانيا: القصد القصد في الأعمال، ولا تحمل نفسك مالا تطيق ولذا يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: \"خذوا من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا\" رواه البخاري ومسلم.
ولتعلم يا أخي أن البركة في المداومة، فمن حافظ على قراءة جزء من القران كل يوم ختمه في شهر، ومن صام ثلاثة أيام في كل شهر فكأنه صام الدهر كله، ومن حافظ على ثنتي عشرة ركعة في كل يوم وليلة بنى الله له بيتا في الجنة.. وهكذا بقية الأعمال.
ثالثا: عليك أن تتذكر أنه لا يحسن بمن داوم على عمل صالح أن يتركه.. فعن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنه - قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: \"يا عبد الله لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل \" رواه البخاري ومسلم.
رابعا: استحضر يا رعاك الله ما كان عليه أسلافنا الأوائل: فهذا حبيبك محمد - صلى الله عليه وسلم - تخبرنا أم المؤمنين عائشة- رضي الله عنها -أنه كان إذا نام من الليل أو مرض صلى في النهار اثنتي عشرة ركعة. رواه مسلم، وترك - صلى الله عليه وسلم - اعتكاف ذات مرة فقضاه - صلى الله عليه وسلم - في شوال، وروى البخاري ومسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لبلال عند صلاة الفجر: \"يا بلال حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام فإني سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة\" قال: (ما عملت عملا أرجى عندي أني لم أتطهر طهورا في ساعة من ليل ولا نهار إلا صليت بذلك الطهور ما كتب لي أن أصلي) وأعجب من ذلك ما فعله علي بن أبي طالب -رضي الله عنه - بوصية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - له حينما دخل عليه ذات يوم فوجده نائم مع فاطمة، يقول علي: \"فوضع رجله بيني وبين فاطمة-رضي الله عنها - فعلمنا ما نقول إذا أخذنا مضاجعنا، فقال: \"يا فاطمة إذا كنتما بمنزلتكما فسبحا الله ثلاثا وثلاثين، واحمدا ثلاثا وثلاثين، وكبرا أربعا وثلاثين \" قال علي: والله ما تركتها بعد! !، فقال له رجل: كان في نفسه عليه شيء، ولا ليلة صفين؟ قال علي: ولا ليلة صفين \" أخرجه الحاكم وصححه. إنك إذا تصورت مثل هذا الخبر فإنه سيتمالكك العجب من الحرص على المداومة على العمل حتى في حال القتال وتطاير الرؤوس، وذاهب المهج، وسفك الدماء.. كل ذلك لا ينسيه عن وصية نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - وأن يقول ما أمر أن يقوله عند النوم.. ويختم الشيخ محمد حديثه بقوله: إن معرفة مثل هذه الأخبار تدفعك إلى المداومة على العمل الصالح ومحاولة الاقتداء بنهج السلف الصالح والسير على منوالهم.
لنفرح بالعيد
ويتحدث فضيلة الشيخ سلمان بن فهد العودة ـ المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم ــ داعياً إلى الفرحة بالعيد فيقول: أبادلكم التهنئة بالعيد المبارك، جعلها الله لنا ولكم ولكل المسلمين أفراحاً موصولة. هكذا العيد أيها الأحبة، أفراح ومباهج وصفاء ونقاء، \"قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون\".
فلتتصافح القلوب، ولتتصاف النفوس، ولنجدد ميثاق الإخاء الإسلامي بين أولياء الله وحزبه من أهل \"لا إله إلا الله\" تعاوناً على البر والتقوى، وتواصياً بالحق والصبر، ونصرة للظالم والمظلوم، فلن يذوق طعم الفرح بالعيد قلب تأكله الأحقاد، أو ضمير يسكنه الغش، أو نفس يتلبسها الهوى.
ولنحلم بغدٍ, مشرق تلوح تباشيره في الأفق البعيد... فما أضيق العيش لولا فسحة الأمل! لم لا نفرح بالأحلام اللذيذة؟!
إن لبلوغ الأمل المنشود على الصعيد الفردي والأممي فرحةً أخرى تختلف في مباهجها وطعمها عن فرحة العيد الراتبة المألوفة.
وقد علم الله الحكيم أن الأمة ستركب طبقاً بعد طبق، وستأخذ مأخذ الأمم قبلها في التفريط، والاتكاء على الماضي العريق، والتخاذل عن الواجب، وستضر بها أزمات ومحن ومصائب.. وشرع لهم - سبحانه - أن يفرحوا بعيدهم، شكراً على تمام العبادة، والهداية إلى الشريعة (ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون).
ونأى الرسول الهادي - صلى الله عليه وسلم - بالمسلمين عن موافقة أهل الشرك أو أهل الكتاب في أعيادهم ورسومهم، لا ليدع المسلمين دون عيد وفرحة، ولكن ليخصهم بهذين العيدين الكبيرين المرتبطين بالتعبد صوماً، أو حجاً، وهما عيد الفطر وعيد الأضحى.
وما من شك أن المسلمين كانوا يقيمون هذه الأعياد، ويجتمعون ويوسعون على الفقير والمسكين، ويترخصون من الأعمال بما لا يرتضونه في غيرها (دعها، فإنه يوم عيد).
يفعلون ذلك حتى حين يكونون في معاناة أو ترقب أو محنة...
إن النفس البشرية قد تمل من فرط الإلحاح على معنى واحد، ولو كان صواباً في ذاته، فالجد الصارم يملّ، ولا بأس أن نوقف معزوفة الحزن والندب لنُشِمَّ قلوبَنا شيئاً من عبير الفرحة بالشرع والهداية والتوفيق.
وأضاف الشيخ: وثمة معنى لطيف يتصل بهذا السياق، وهو التذكير بأنه لا شيء من أمر الحياة الدنيا يدوم. والله - تعالى -بيده الأمر، يخفض القسط ويرفعه، كل يوم هو في شأن، وليست الذلة والمرارة التي تعيشها الأمة الإسلامية حتماً صارماً لا يزول، والتاريخ لا يعرف الكلمة الأخيرة، بل هو في دورات متعاقبة يتحقق فيها التقديم والتأخير، والعلو والهبوط، والتمكين والاستضعاف، ولا شيء يدمر إمكانيات الأمة، ويجرها إلى اليأس والقنوط والانتحار مثل الإحساس بالعجز والتوقف عند حالٍ, خاص.
لقد أدركنا العيد هذا العام ونحن هدف مغرٍ, للمغامرات الأمريكية وتفتحت شهية الأحلاف للضرب ذات اليمين وذات الشمال، ومحاكمة الثقافة الإسلامية والتاريخ الإسلامي وإدانة المجتمعات المسلمة، والتدخل المباشر لتغيير مناهج المسلمين وأفكارهم وإعلامهم واقتصادهم.
ولقد رأيت المرارة وقرأت الحزن الدفين في وجوه من لقيتهم، وفي كلماتهم وعباراتهم وأحاديثهم.
وهذه حالة فاضلة من حيث صدق الولاء لهذا الدين، وعمق التفاعل مع جراح الأمة وآلامها ونكباتها.
لكن تعديل المزاج بجرعة من الفرحة الغامرة، والضحكة الصادقة، واستعادة البراءة الطفولية قد تعيد تشكيل النفس وتجدد عزيمتها وترفع همتها، ومن الحكمة البالغة القدرية أن الله - تعالى -غشَّى المسلمين النعاسَ حين احمرت الحدق واشتد الخوف وأصابهم القرح في أحد، فكشف به عنهم غائلة الشر، وأعاد به إليهم السكينة والرضا والاطمئنان.
إن العيد جزء من نظام الأمة الرباني، يصل ماضيها بحاضرها، وقريبها ببعيدها، ويربي ناشئتها على الانتماء الحق لها، ويربط أفراحها بشرائع دينها، التي هي معراجها إلى الكمال والقوة والانتصار.
وليس يحسن أن تجوز عليه المتغيرات فينسى الناس كونه عيداً ليتحول عندهم إلى مناحة.
لنرغم أنف الشعراء... ولنفرح بالعيد، كما هي سنة الأنبياء، وهانحن نلتقط خيط الأمل من نقطة ضوء تلوح في آخر النفق... يقدحها طفل فلسطيني برمية حجر،، أو عامل دؤوب في حقل من حقول الإصلاح والبناء والتعمير والإحياء.
وختم الشيخ سلمان حديثه بقوله: عيدكم مبارك، وتقبل الله منا ومنكم، وغفر الله لنا ولكم.
ويتساءل الشيخ ناصر بن سليمان العمر ـ المشرف على موقع المسلم:
وكيف يحتفل الناس باللهو والعبث، وجراحات المسلمين تنزف، والعدو قد استباح الدماء والأعراض، ألا نخشى أن يحلّ بنا ما حذّر الله منه في كتابه \" وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحقّ عليها القول فدمرناها تدميراً \".
ألا نتذكر قولـه - تعالى -\"وضرب الله مثلاً قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون \".
بينما دلّنا - سبحانه - كيف يكون شكره في ختام هذا الشهر الكريم \" يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبّروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون \".
إن شكر الله وحمده، والثناء عليه يكون بالمحافظة على دينه، والأخذ على أيدي السفهاء، وقصرهم على الحق قصراً، وأطرهم عليه أطراً، ودعم الجهاد ومساعدة المجاهدين الذين يجاهدون لإعلاء كلمة الله والدفاع عن شرعه، وردّ كيد المعتدين في نحورهم من اليهود والنصارى، والمشركين، والعلمانيين، ومن حالفهم من المنافقين والمهزومين.
تذكرت ونحن نستقبل هذا العيد المبارك ما شدا به محمود غنيم - رحمه الله - في قصيدته الرائعة، فأشجاني، وأثار كوامن في النفس مدفونة:
ويؤكد الشيخ ناصر أن العيد مدرسة للتفاؤل فيقول: ومع تلك المآسي والجراحات، فإن هناك الأمل المشرق، والمستقبل الباهر -بإذن الله- الذي يبشر بفتح عظيم وانتصار قادم، بدت بوادره تظهر في زحمة الآلام والأحزان.
إن هذه الفواجع تحمل في رحمها نوراً ساطعاً، وبشرى لا تخفى على ذي عينين، ستنير ما بين المشرق والمغرب بإذن الله.
ولقد أرشدنا - صلى الله عليه وسلم - وعلمنا كيف يكون التفاؤل في أقسى الظروف والأحوال، فهاهو - صلى الله عليه وسلم - وهو يحدث عائشة -رضي الله عنها- ويجيبها عن سؤالها: هل مرّ عليه يوم أشد من يوم أحد فقال: (لقد لقيت من قومك -وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة- إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي، فلم أستفق إلا ب (قرن الثعالب) فرفعت رأسي، فإذا أنا بسحابة قد أظلّتني، فنظرت فإذا فيها جبريل، فناداني، فقال: (إن الله - عز وجل - قد سمع قول قومك لك وما ردّوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال، لتأمره بما شئت فيهم، قال: فناداني ملك الجبال، وسلّم علي، ثم قال: يا محمد، إن الله قد سمع قول قومك لك، وأنا ملك الجبال، وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك فيما شئت؟ إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين؟ فقال له الرسول - صلى الله عليه وسلم -: (بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً) رواه مسلم.
أي تفاؤل أعظم من هذا التفاؤل؟ يخرج هائماً على وجهه من شدة ما يلاقي من قومه، ومع ذلك يقول لملك الجبال تلك المقالة. إنها تدل على قوة إيمان، وثقة بالنصر، وبعد عن اليأس، وأمل مشرق، وتفاؤل لا يحدّه حدّ، فلم تكن تلك الظروف المحيطة به -مع ما فيها من آلام وأحزان- لتحول بينه وبين هذا الأمل، واستشراف المستقبل، وحسن الظن بالله.
إنه قد خرج عن الدائرة الضيقة التي يعيش فيها إلى الأفق الرحب، والأمل الواسع، والتطلع إلى المستقبل بثقة لا تعرف اليأس والقنوط.
إننا بحاجة إلى أن نربى الأمة على التفاؤل الإيجابي، الذي يساهم في تجاوز المرحلة التي تمرّ بها اليوم، مما يشدّ من عضدها، ويثبّت أقدامها في مواجهة أشرس الأعداء، وأقوى الخصومº ليتحقق لها النصر بإذن الله والتفاؤل الإيجابي، هو التفاؤل الفعّال، المقرون بالعمل المتعدي حدود الأماني والأحلام.
والتفاؤل الإيجابي هو المتمشّي مع السنن الكونية، أما الخوارق والكرامات فليست لنا ولا يطالب المسلم بالاعتماد عليها، أو الركون إليها، وإنما نحن مطالبون بالأخذ بالأسباب، وفق المنهج الرباني.
والتفاؤل الإيجابي هو التفاؤل الواقعي الذي يتّخذ من الحاضر دليلاً على المستقبل دون إفراط أو تفريط، أو غلوّ أو جفاء.
والتفاؤل الإيجابي هو المبنيّ على الثقة بالله، والإيمان بتحقق موعوده، متى ما توافرت الأسباب، وزالت الموانع (ولو شاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض).
والمتأمل للواقع اليوم يرى من المبشّرات مالا يستطيع جاحد أن ينكره، ويكفي من ذلك أن هذه الأمة أصبحت الشغل الشاغل للعالم يحسب لها العدو ألف حساب، وما تحالف العالم اليوم بقيادة أمريكا ضد المسلمين باسم (مكافحة الإرهاب) إلا دليل على قوة شأن الأمة، وأنها بدأت تسير نحو طريق العزة والكرامة، والمجد والخلود، وصدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ولكنكم تستعجلون).
وتأمّل معي هذه البشرى \" لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم \".
وعضّ على هذا النبراس العظيم \" فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون \".
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد