وأضاف أن هذا الكتاب لم يسبق أن ترجم كاملاً، وما وصل منه لا يزيد عن شذرات، موضحاً أن ما وصل إلى اللغة العربية من هذا الكتاب كان منقولاً من كتب أخرى، ولغات متعددة غير اللغة الأصلية للكتاب وهى اللغة الايطالية، وأوضح المترجم أن الكتاب يتناول فترة مهمة من تاريخ المسلمين في جزيرة صقلية لاسيما الفترة الممتدة من القرن التاسع الميلادي وحتى القرن الحادي عشر، موضحاً أن الكتاب يعتبر سجلاً شاملاً لصقلية، إذ يستعرض مختلف ظروف الحياة قبل الفتح الإسلامي وبعده، ومدى تأثير حياة الإسلام على تلك الجزيرة.
وأشار إبراهيم إلى مؤلف الكتاب أمارى الذي توفى سنة 1889م بالقول: إنه بدأ بنشر كتابه بين عامي 1845 و1874، إذ يتكون من ثلاثة أجزاء، كما أنه اعتمد على ما يقارب 70 مخطوطاً من المخطوطات العربية الإسلامية، وأضاف أن أمارى ترجم وحقق في العديد من الكتب ونقلها من اللغة الايطالية إلى العربية، والعكس، كذلك كما أنه قام بتأليف عدد من الكتب باللغة العربية، مشيراً في هذا السياق إلى اهتمام أمارى بالبحث التاريخي لاسيما في تاريخ جزيرة صقلية وعلاقتها بالمسلمين.
وفى شأن الكتاب ذاته قال إبراهيم: إنه تميز بأمور عدة أهمها: أن لغته رصينة قديمة في تراكيبها ومفرداتها، كما تميز بالإيجاز حيناً، وبالإطناب حيناً آخر، إضافة إلى انتهاج السرد القصصي في بعض فصوله، والأسلوب العلمي في فصول أخرى.
وأشار إلى بعض الصعوبات التي واجهت فريق الترجمة لاسيما في ترجمة بعض الأسماء عربية الأصل إلى اللغة العربية مرة أخرى، موضحاً أن هذه الأسماء هي في الأصل عربية فلا يمكن نقلها عن طريق الترجمة إلى العربية، وقال: إن هذه العملية تطلبت جهداً في التحقق من تلك الأسماء المنقولة من الإيطالية إلى العربية، إضافة إلى بعض أبيات الشعر التي ترجمت من العربية إلى الايطالية "فقد حاولنا كتابة الأشعار كما كتبت باللغة العربية وليس ترجمتها.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد