بسم الله الرحمن الرحيم
كثر الحديث في السنوات الأخيرة عن ظاهرة العولمة الجديدة ومدى تأثيرها على البلاد العربية والإسلامية لاسيما من طرف وسائل الإعلام المختلفة المسموعة والمرئية والمقروءة...ولا شك أن نظام العولمة الذي ظهر بعد انهيار النظام الشيوعي في الشرق، والذي تقوده أمريكا القوى العظمى الأولى في العالم قد فرض نفسه ووجوده وبسط نفوذه بفعل عوامل عدة ساعدته في ذلك خاصة ما يتعلق بالوسائل التكنولوجية الحديثة مثل الأقمار الاصطناعية وشبكة الإنترنت والقنوات الفضائية والحواسب وغير ذلك من وسائل الاتصال والتواصل المتعددة التي لا يخفى علينا مدى أهميتها القصوى في العصر الحاضر في التقريب بين الشعوب والدول والأمم والحضارات.ولم تنج البلاد العربية والإسلامية كباقي دول العالم من زحف العولمة وآثارها، وقد عمد الغرب إلى التغلغل فيها من أجل تحقيق أهدافه وأغراضه السياسية والاقتصادية والثقافية... ولا غرو أن تعد العولمة شكلاً جديداً من أشكال الاستعمار الغربي الحديث الذي يستهدف من ورائها بسط نفوذه وهمينته على الدول العربية والإسلامية وشعوبها وخيراتها وإمكاناتها الطبيعية والاقتصادية والمادية.
- العولمة تهدد الخصوصيات الحضارية للأمة:
إن العولمة بكل مظاهرها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية تشكل تهديداً حقيقياً للخصوصيات الحضارية للأمة الإسلامية التي تميزها عن باقي أمم وحضارات العالم الشرقية والغربية، ولاسيما ما يتعلق بالخصوصية أو الهوية الدينية والثقافية والأخلاقية التي تتمثل في الإسلام الدين الخالد والخاتم للرسالات السماوية.
- العولمة توظف أحدث الوسائل التقنية المتطورة لتحقيق أغراضها:
يستغل الغرب وسائل الاتصال والإعلام الحديثة المتطورة لتحقيق مخططاته الرهيبة، ولعل أهمها الصحف والمجلات والإذاعات الموجهة والقنوات الفضائية وشبكة الإنترنت والحواسب... وينشر ويبث من خلال هذه الوسائط الإعلامية الأفكار الهدامة والسموم القاتلة والصور الماجنة والأكاذيب والمغالطات والافتراءات حول الإسلام والمسلمين، وإن كان الغرب يتشدق بشعارات براقة زائفة وخداعة مثل الدفاع عن حقوق الإنسان ومحاربة الإرهاب والتطرف وتقديم يد العون والمساعدة والإغاثة للمحتاجين والمنكوبين، وفي مقابل تحطيم الغرب القيم الدينية والثقافية والأخلاقية التي يتشبث بها المسلمون ويعتزون بها أيما اعتزاز، فإنه يعمل على نشر قيمه المادية الهدامة وترويجها، ولاسيما قيم العلمانية والتغريب والحداثة والتحرر والتمدن والمعاصرة... والتي أخذ بعض أبناء جلدتنا مع الأسف الشديد من ضعاف الإيمان في تبنيها والترويج لها بحماسة وجرأة ووقاحة!
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد