دردشة ثقافية .. نهاية العولمة ؟ ( 2 )


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

كان جنين العولمة الحالية آخذا في النمو وبدأ يستبدل لغة القوة بإطلاق مسميات التكافل الاقتصادي بين الدول القوية والأخرى الضعيفة وأن هذا التكافل بعيد عن مآخذ القوة وقريب تماما من الطابع السلمي ومن ثم يتضح الفرق، حسب ما يزعمون، بين الاستعمار الذي كان يحصل خلال مرحلة ما يسمى بالرأسمالية الصناعية، وبين ما يسمونه " العولمة التقدمية " التي يجري تطبيقها في زمن الرأسمالية ما بعد الصناعية عملية تحول الرأسمالية إلى إمبريالية بحد ذاتها هي عملية خروج الرأسمال المالي الاحتكاري للدول الرأسمالية المتطورة إلى الأسواق العالمية، بهدف " التهام "رؤوس الأموال الوطنية وإخضاع اقتصاديات البلدان الأقل تطوراً في المجال الصناعي.هذا بدوره يؤدي إلى تدمير الصناعة الوطنية والقطاع الزراعي لتلك البلدان، إلى نهب ثرواتها الطبيعية، الاستغلال المزدوج، وبالتالي إلى الانحطاط الاجتماعي والموات الجماعي للشغيلة الفقراء.. وهكذا فان" التهام " رؤوس الأموال الوطنية و إخضاع اقتصاديات الدول النامية، يمكن أن يتم بوسائل سلمية وغير سلمية، أي عسكرية.

 

 لا يمكن أن تنفصل العولمة الرأسمالية الأمريكية الجشعة عن سياق الثقافة والنفوذ الصهيوني لإسرائيل الذي التحمت أوصاله مع الزيغ الفكري للمسيحية الصهيونية والذي يتبناه الجناح اليميني المحافظ للسياسة الأمريكية الراهنة. ويمكن أن نلاحظ كيف استطاعت هذه السياسة أن(تؤدلج) أو  تمذهب (توجهاتها بذلك الزيغ الفكري الذي اعتمد على تصورات وأساطير دينية حول وقوع معركة هرمجيدون المرتقبة بقيادة السيد المسيح ضد أعدائهم وذلك بين سنوات 2000 و2007. أنهم يخلطون أوراق معتقداتهم المزيفة بأوراق مصالحهم الأمريكية الإسرائيلية. ومن ثم فإن العولمة الأمريكية لا تكتفي بتعميق دوافع الاستغلال والجشع الرأسمالي بل بإلهاب السذج بمشاعر وأفكار دينية مغلوطة تلتقي مع الفكر العدوان الصهيوني الذي تقوم به إسرائيل تحت تأييد وحماية أمريكية. فالعولمة الأمريكية لا تشكل مجرد هيمنة وبسط نفوذ اقتصادي وثقافي بوسائل أقنعة (اتفاقية الجات ومعونات ومنح وقروض أمريكية للدول النامية) ومن بينها الدول العربيةº بل تمثل هذه العولمة قمة العدوان الفاضح بعد ان ضاقت بها السبل والوسائل السلمية والدبلوماسية. فكان مسلسل الغزو لأفغانستان والعراق ومساندة المذابح ضد الفلسطينيين ومشروع التدخل في دارفور

 

السودان والتهديد المستمر لسوريا وإيران.

على هدى ما سبق هناك عدد من التساؤلات محوريةº علينا أن نطرح بعضا منها إزاء المقولات الذائعة الصيت بسبب التفوق الاعلامي والعلمي والإنتاجي وتفجّر ثورة المعلومات والاتصالات.

 

هل العولمة الجديدة قدر محتوم لا مفر منه بخيراته وشروره؟

هل تحمل العولمة المستحدثة علامة " أمريكية الصنع "؟

هل العولمة الأمريكية الصنع ستنهي الدولة القومية الحديثة لكي تحل محلها كيان امبراطوري يشمل العالم كله؟ (للحديث بقية)

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply