حلقة 436: حكم من ماتت ولم توجد نساء يغسلنها - حكم عمل المعتدة خارج المنزل للضروة - حكم سفر المحادة - من نذر يلزمه أن يوفي بنذره - حكم من أخذ من أموال جده وهو صغير - حكم من سأل عن أهله فقال طلقتها مازحا - حكم قراءة القرآن لغير المتوضئ

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

36 / 50 محاضرة

حلقة 436: حكم من ماتت ولم توجد نساء يغسلنها - حكم عمل المعتدة خارج المنزل للضروة - حكم سفر المحادة - من نذر يلزمه أن يوفي بنذره - حكم من أخذ من أموال جده وهو صغير - حكم من سأل عن أهله فقال طلقتها مازحا - حكم قراءة القرآن لغير المتوضئ

1- امرأة ماتت وليس في القرية مغسلة تغسلها, وزوجها قد مات أيضاً من قبلها, والسؤال: هل يجوز لأولادها أن يقوموا بتغسيلها؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فإذا ماتت المرأة ولم يوجد من يغسلها من النساء، فإنها تُيمم، أولادها ييمموها بالتراب في وجهها وكفيها ويكفي، بنية غسل الميت، وليس لهم النظر إلى عورتها، ولا تغسيلها، إن وجد امرأة تغسلها فالحمد لله، وإن لم يوجد أحد فإنها تيمم، ولكن في الغالب ما دامت في القرية، إذا التمسوا وجدوا، لكن لو قدر أنهم لم يجدوا فإنها تيمم، ييممها أولادها بالتراب والطهور في الوجه والكفين، بنية غسل الميت، ويكفي.  
 
2- امرأة مات زوجها, وكان من الصعب عليها أن تعتد أربعة أشهر وعشراً؛ نظراً لأنها تقوم بأعمال شاقة في المنزل وخارج المنزل, فما الحل في ذلك؟
عليها أن تعتد أربعة أشهر وعشر، وتلزم الإحداد، وتعمل الأعمال التي تضطر إليها، إن كانت موظفة تذهب إلى وظيفتها، إن كانت مدرسة تذهب إلى التدريس وترجع، تلزم بيتها، حتى تكمل أربعة أشهر وعشراً، ولا بأس أن تذهب لحاجتها أو وظيفتها، أو عملها إذا كان لها عمل في البيع والشراء في السوق تخرج لكن متسترة ولا تلمس الطيب ولا الكحل ولا الحناء ولا تلبس الحلي، ولكن تخرج في ثياب عادية لحاجتها، يجوز لها الخروج لحاجتها في بيعها وشرائها ووظيفتها التدريس أو غيره لا حرج في ذلك. المذيع/ حفظكم الله سماحة الشيخ، تكون بذلك متجنبة للزينة في لباسها؟ متجنبة للزينة والطيب والحلي والكحل ونحو ذلك، ممنوع، لأن الحادة ممنوعة من خمسة أشياء: الأول: الخروج من دون حاجة، تلزم البيت، إذا تيسر لها بيت لزوجها تلزمه، اللي مات وهي ساكنة فيه، أما إذا كان بالكرى وأخرجت معذورة، لكن إذا كان البيت له، أو سمح المؤجرون وبقيت فيه تبقى فيه حتى تكمل العدة. الثاني: عدم لبس الملابس الجميلة، ملابس عادية. الثالث: عدم الطيب والحناء ونحوه. الرابع: عدم الحلي من الذهب والفضة. الخامس: عدم الكحل. أما خروجها لحاجتها لا بأس، وظيفتها تخرج لها، مدرسة، طالبة، تبيع في السوق لحاجتها لا بأس.  
 
3- هل للمحادة أن تنتقل من قرية إلى أخرى؟ هل لها أن تسافر؟
ليس لها السفر، تلزم البيت، وتبيت فيه.  
 
4- إذا نذر الإنسان أن يذبح ذبيحة لله نظراً لمرض أصابه؛ وذلك حتى يشفى منه, هل يجوز له الوفاء بهذا النذر في المرة الأولى فقط, أم يتمسك به في طول حياته, فيذبح في كل سنة ذبيحة؟
يلزمه أن يوفي بنذره، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (من نذر أن يطيع الله فليطعه)، وإذا نذر أن يذبح في كل سنة ذبيحة لزم ذلك، (من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه). أما إن نذر إن شفاه الله من المرض ذبح ذبيحة، إذا شفي مرة واحدة تكفي، إذا شفاه الله يذبح الذبيحة ولا يتعود النذر، النذر لا ينبغي، الرسول نهى عن النذر وقال: (إنه لا يأت بخير، وإنما يستخرج به من البخيل)، فلا ينبغي للمؤمن أن ينذر، لكن متى نذر طاعة وفى بها، يقول -صلى الله عليه وسلم-: (من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه)، فإذا قال: لله إن شفاني الله أن أصوم كذا أو أن أذبح كذا، أو أن أحج، أو أن أتصدق بكذا لزمه الوفاء.  
 
5- كنت أعمل مع جدي في متجر له لمساعدته, وكان عمري لا يتعدى ثلاثة عشر سنة, وكان إذا خرج من المتجر أخذت بعض النقود بدون علمه, فهل أعيدها له الآن, علماً بأنني محرج من إعادتها؛ لأنني أستحيي أن أقول له: إنني كنت آخذ بهذه الطريقة, وهذا جهل مني لكوني كنت صغيراً في ذلك الوقت ماذا علي -سماحة الشيخ-؟  
عليك أن تعيدها بالطريقة المناسبة، تعيدها وهو لا يعلم في أمواله، أو تقول: هذا جاءك بها إنسان، يقول: إن لك حقاً عليه فجاء بها، ولا تقول: إنها من عندي أنا، وتبرأ إن شاء الله، تعيدها في ماله، سواء بعلمه أو بغير علمه، ولا تضيفها إليك، لا تقول: أنا أخذتها، قول: أتى بها إنسان يقول: إن لك عنده دراهم وأتى بها.  
 
6- رجل ذهب إلى زملائه, فسألوه عن أهله فقال لهم: طلقتها! –أيعني: زوجة هذا الرجل- وذلك مزاحاً معهم, هل يعتبر هذا طلاقاً؟
نعم، يعتبر طلقة واحدة، يحسب عليه طلقة واحدة، ويؤخذ بإقراره، والطلاق جده جد، وهزله جد، وليس له أن يلعب بذلك، فالمقصود أنه متى أقر بهذا، يحسب عليه طلقة واحدة، إذا قال: إني طلقتها تحسب طلقة واحدة.  
 
7- تساهل كثير من الناس في الطلاق، هل لسماحة الشيخ من توجيه لهم؟
لا ينبغي التساهل في الطلاق، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أبغض الحلال إلى الله الطلاق)، فلا يجوز التساهل به ولا التلاعب، هذا تلاعب بأحكام شرعية، فالواجب على المسلم أن يتثبت وألا يطلق إلا عن بصيرة عن عزم، إذا دعت الحاجة إلى الطلاق لا بأس، لكن لا يتلاعب به.    
 
8- ما هو دعاء سجدة التلاوة، وهل يجوز السجود بدون طهارة أو بدون تغطية الرأس بالنسبة للمرأة؛ لأنها تأخذ حكم الصلاة؟
يقال في سجود التلاوة، ما يقال في سجود الصلاة: سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى، اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت، سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره، تبارك الله أحسن الخالقين، مثل ما يقال في سجود الصلاة، لا بأس، وليست صلاة، سجود التلاوة ليس صلاة، فلو سجدت وهي مكشوفة الرأس لا حرج عليها، لكن إذا تسترت كالصلاة يكون أفضل وأحسن، وسجدت إلى القبلة وهي طاهرة يكون أفضل وإلا فلا يلزم، لو كان الإنسان يقرأ وهو على غير طهارة ثم مر بالسجدة يسجد، ولو كان على غير طهارة لأنها خضوع لله، سجود التلاوة، سجود الشكر، ليس لهما حكم الصلاة، بل يجوز أن يفعلا، والإنسان على غير طهارة، أما سجود السهو لا بد من الطهارة فيه، لأنه جزء من الصلاة، سجود السهو جزء من الصلاة لا بد فيه من الطهارة. أما سجود الشكر وسجود التلاوة، فالصحيح أنهما يجوزان دون طهارة، خضوعاً لله -جل وعلا-.   
 
9- فتاة تبلغ من العمر إحدى وعشرين عاماً, وكانت سابقاً ترعى الغنم في رمضان, وكانت تشرب دون أن يعلم بها أحد إلا الله -عز وجل-, وذلك جهلاً منها -تقول-, والآن تذكرت تلك الأيام وتريد الآن أن تقضي ما عليها, لكن لا تدري كم عدد هذه الأيام هل هي قليلة أم كثيرة، ولم يغلب على ظنها كم عدد هذه الأيام تقول: وجهوني -يا سماحة الشيخ-؟
إذا كان ذلك بعدما بلغت وأرشدت عليها القضاء، أما إذا كان ذلك قبل البلوغ قبل أن تكمل خمسة عشر سنة، قبل أن تحيض، قبل أن تنبت الشعر حول الفرج، الشعر الخشن الشعرة، إذا كان وهي صغيرة ما عليها قضاء. أما إذا كان بعد البلوغ فعليها القضاء، بالتحري، عشرة أيام، عشرين يوم، ثلاثين يوم، تتحرى حسب طاقتها، وتصوم. أما إذا كان هذا قبل أن تبلغ فليس عليها قضاء، لأنها نافلة، صومها قبل البلوغ نافلة، والبلوغ للمرأة يحصل بأربعة أمور: يحصل بخمسة عشر سنة، أو بإنبات الشعر حول الفرج، شعر الشعرة، وبإنزال المني، عن احتلام أو عن يقظة، عن شهوة، والرابع بالحيض، فإذا كانت تركت الصيام بعد واحدة من هذه الأربع، فعليها القضاء، أما إن كان قبل ذلك، فليس عليها قضاء.  
 
10- ما حكم تسريح الشعر إلى الخلف وظفره ظفيرة واحدة, هل تكن آثمة من تفعل ذلك؟
لا حرج في ذلك، سواء جعلت ظفيرة أو ظفائر لا حرج في ذلك، والحمد لله.  
 
11- ما حكم قول في ذمتي أو قول في ذمتك؟
ما فيه حرج، في ذمتي ما فيه حرج، الممنوع بذمتي، الحلف بها، بذمتي، أو بأمانتي أو بالأمانة ما يجوز، أما في ذمتي أو في أمانتي ما يصير حلف، في ما يصير حلف.   
 
12- ما حكم تشغيل الراديو أو المسجل في المنزل على القرآن الكريم, وذلك خلال الخروج من المنزل لزيارة أهل أو أقرباء؟
لا حرج في ذلك، إذا كان ما حوله لغط، إذا كان ما حوله من يلغط أو يتكلم بغير حاجة فلا بأس، أما فتح الراديو على القرآن وحوله من يلغط ويتكلم ويخوض فلا، تركه أولى، يصك، لأن هذا فيه نوع امتهان للقرآن، أما إذا فتح ولا عنده أحد، وعنده أحد يستمع أو ساكت أو نائم لا بأس.  
13- هل يصح قراءة القرآن بدون طهارة؟
نعم، من غير المصحف، يقرأ عن ظهر قلب لا بأس، أما من المصحف لا بد أن يكون على وضوء، إذا كان من المصحف، أما الجنب فلا، لا يقرأ.  
 
14- متى تقال هذه الأدعية: (اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم, ومن عذاب القبر, ومن فتنة المحيا والممات, ومن فتنة المسيح الدجال)، هل تقال هذه الأدعية في الفرائض، أم في الرواتب بعد الفراغ من التشهد وقبل السلام؟
هذا التعوذ يقال في الفرض والنفل، في التشهد الأخير قبل السلام، بعد التحيات وبعد الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، يأتي الإنسان بهذا التعوذ، التعوذ بالله من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال، بعد الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، في التشهد الأخير قبل أن يسلم الرجل والمرأة، في الفرض والنفل، هذا مشروع، النبي علمه الصحابة في الفرض والنفل، قال: (إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع، يقول -صلى الله عليه وسلم-: (إذا تشهد أحدكم، يعني التشهد الأخير، فليستعذ بالله من أربع، ثم ذكرها -عليه الصلاة والسلام-، سواء كانت فرضاً أو نفلاً.  
 
15- لقد بلغها الحيض وهي في الرابعة عشر من عمرها, ومنذ أن بلغها الحيض حتى التاسعة عشر من عمرها لم تصل ولم تصم, تقول: والآن هي تابت إلى الله وبدأت تصلي وتصوم وتكثر من النوافل, وجهوها تجاه سؤالها, هل تقضي الصوم والصلاة؟
عليها التوبة تكفي، التوبة كافية والحمد لله، لأن من ترك الصلاة كفر، والتوبة كافية، تصلي بعد التوبة والحمد لله، أما الذي مضى، السنوات التي مضت ساقطة، الإنسان إذا أسلم، أسلم على ما أسلف من خير، ولا يقض ما فات.  
 
16- رجل يصلي معنا وفي الصف الأول, وهو جار للمسجد, ولكنه يقف ضد توسعة المسجد, ويدعي بأن ذلك ضرر عليه! وليس هنالك أي ضرر عليه, ولكن لا ندري لماذا! والسؤال: كيف نتعامل مع هذا الرجل؟ وكيف نتصرف معه؟ مع أنه يفعل هذا الشيء منذ أكثر من ثلاث سنوات, وهو رجل قد بلغ الستين؟ أفتونا يا سماحة الشيخ. 
السؤال فيه إشكال مهو بواضح، لكن إن كان المقصود أن هذا أنه يعارض في توسعة المسجد، والمسجد ضيق ويراد توسعته فيعارض فلا ينظر فيه، ينظر الإمام والجماعة فإذا تيسر توسيعه من أحد الجانبين أو الجوانب وسعوه ولا يلتفت إلى قوله. أما إن كان المقصود أنه ما يصلي في التوسعة، المسجد وسع ولا يصلي في التوسعة هذا غلط منه، عليه يصف يصلي في الصف الأول ولو كان في التوسعة، التوسعة إنما جاءت لتوسيع المسجد، فإذا كان المراد يعني أنه يتورع عن الصلاة في التوسعة، ويصلي المسجد القديم هذا غلط، بل إذا صف الناس في التوسعة صف معهم، سواء كانت التوسعة في جنوب المسجد أو شماله أو غربه أو شرقه، المقصود التوسعة يصلى فيها، فالسؤال فيه إشكال مهو بواضح.  
 
17- إذا تأخرت عن صلاة الفجر -أي: بعد طلوع الشمس- هل أصلي السنة ثم الفرض, أم الفرض دون السنة؟
إذا نام الإنسان عن صلاة الفجر، يصلي النافلة ركعتين ثم الفريضة، النبي -صلى الله عليه وسلم- في بعض أسفاره أخذهم النوم فلم يستيقظوا إلا بحر الشمس، فلما استيقظوا صلاها كما كان يصليها في وقتها، أمر بالأذان، ثم صلى الراتبة، ثم صلى الفريضة -عليه الصلاة والسلام-، فالمرأة أو الرجل، إذا غلب عليهم ولم يستيقظوا إلا بعد طلوع الشمس يصليها كما كان يصليها في الوقت، يصلي الراتبة، ثم يصلي الفريضة، لكن لا يجوز التساهل في هذا، بل يجب على الرجل والمرأة فعل الأسباب من ضبط الساعة على وقت الصلاة، أو تنبيه أهل البيت يوقظونهم، ولا يتساهلون في هذا، يجب على المؤمن أن يعتني بالصلاة في وقتها، سواء كان بإيجاد ساعة يوقتها على الوقت، أو بتنبيه أهل البيت يوقظونه، ويوقظون المرأة كذلك، الصلاة في وقتها أمر لازم وفريضة، لا يجوز التساهل في هذا، التساهل في هذا من صفات المنافقين، نسأل الله العافية.  
 
18- هل يحاسب الإنسان عن أخطائه وذنوبه التي ارتكبها قبل بلوغه, فأنا -يا سماحة الشيخ- في صغري كنت قد ارتكبت من الأخطاء والذنوب الكثير, حتى منّ الله -عز وجل- علي بالهداية, ومنذ بلوغي والحمد لله وهدايتي إلى الطريق المستقيم فأنا أقوم بالأعمال الصالحة من نوافل وعبادات هل يلزمني شيء في ذلك يا سماحة الشيخ؟  
الذي قبل البلوغ لا يؤخذ به الإنسان، إنما يؤاخذ بما بعد البلوغ، ما عمل من سيئات قبل البلوغ لا يؤاخذ بها، لأنه غير مكلف، كالمجنون وكالصغير الذي ما بلغ خمسة عشر سنة، ما بعد كلف. فالمقصود أنه لا يؤاخذ إلا بما كان بعد البلوغ، بعد التكليف. فالصلاة قبل التكليف، أو سب أو شتم أو فعل فاحشة، أو ما أشبه ذلك، كلها لا يؤخذ بها قبل التكليف، لكن ليس له أن يفعل ما حرم الله، ليس له أن يزني، ليس له أن يفعل اللواط، ليس له أن يسرق، ولو كان صغيراً، يؤدب، لكن في الآخرة ما فعله قبل البلوغ لا يؤخذ به، لكن على أوليائه إذا فعل شيئاً قبل البلوغ يؤدبونه، إذا رأوه يتعاطى ما حرم الله من لواط، من سرقات، من إيذاء لأهله، يؤدب، يمنع، وكذلك إذا بلغ عشراً يؤمر بالصلاة ويضرب عليها.  
 
19- بعض من يقرؤون القرآن -يا سماحة الشيخ- بعد انتهائهم من القراءة يقولون: الفاتحة! هل هذا وارد في السنة؟
لا، هذا بدعة، ما له أصل، لا يستعمل، لا يجوز استعماله، هذا من البدع.  
 
20- البعض يقولون بأن قراءة سورة يس تفرج الكروب والهموم، ويخصون بذلك هذه السورة -سورة يس- دون سائر القرآن العظيم, هل هذا صحيح؟
ليس لهذا أصل، بل القرآن كله خير، كله من أسباب الخير والبركة، قراءة القرآن من أسباب تفريج الهموم، وتفريج الكروب، ومن أسباب الخير العظيم، ومن أسباب مرضات الله، يكثر الإنسان من قراءة القرآن ويبشر بالخير، أما قراءة يس إنما ورد قراءتها عند المحتضر قبل أن يموت، جاء في بعض الأحاديث وإن كان فيها بعض الضعف، أنها تقرئ عند المريض إذا احتضر قبل أن يموت.  
 
21- هل تحديث النفس بالمعاصي التي كان الإنسان يفعلها في الماضي, هل يأثم الإنسان على ذلك؟
لا، لكن تركها أولى، حديث النفس لا يؤخذ به الإنسان، ما لم يتكلم أو يفعل، يقول -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تكلم)، هذا من لطف الله والحمد لله.  
22- ما هو النفاق، وكيف الخلاص منه؟
النفاق نفاقان: نفاق أكبر، ونفاق أصغر. النفاق الأكبر، كون الإنسان يتعاطى الدين ويتظاهر بالدين وهو يكذب، لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر ولا يؤمن بالدين، ولكن يصلي مع الناس أو يذكر الله مع الناس رياءً كفعل المنافقين في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم-، وإلا لا يؤمن بالدين ولا بالجنة ولا بالنار ولا بتوحيد الله، هذا كافر كفر أكبر، أعظم من الكفار من اليهود والنصارى، قال الله في حقهم: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ[النساء: 145]، نسأل الله العافية. وهناك نفاق أصغر، وهو من صفات المنافقين قاله النبي -صلى الله عليه وسلم-: (آيات المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان)، هذه من خصال المنافقين، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً)، نفاقاً عملياً (إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر، وإذا عاهد غدر)، هذه من أعمالهم التي تجعله نفاقاً أصغر، كذلك التساهل عن الصلاة، وعدم الإكثار من ذكر الله من خصال المنافقين، كما قال الله: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً[النساء: 142]، هذه من خصالهم، لكن هذا يسمى نفاقاً أصغر، ما يخرج من الإسلام، يسلم لكن ناقص الإيمان، ناقص التوحيد، فهو مسلم لكن يعتبر بهذه الخصال منافقاً نفاقاً أصغر، ويخشى عليه من النفاق الأكبر.  
 
23- الإمساك بالمصحف الشريف والإنسان مضطجع على ظهره أو أحد جنبيه للمراجعة أو الحفظ, هل يجوز ذلك؟
إذا كان طاهر لا بأس، إذا كان على وضوء لا بأس، ولو كان مضطجعاً.  
 
24- هل يجوز أن ألمس المصحف الشريف بدون وضوء, وهذا الحدث حدث أصغر؛ للمراجعة أو الحفظ؟
ليس له لمسه وهو محدث، إلا من وراء حائل عند المراجعة، من وراء مناديل، أو ما أشبه ذلك، لا يلمسه مباشرة إلا لحاجة.  
 
25- ماذا يقول المسلم بين السجدتين في الصلاة سواء كانت فرضاً أم نفلاً؟
رب اغفر لي، رب اغفر لي، اللهم اغفر لي وارحمني واهدني واجبرني وارزقني، يكثر من هذا، رب اغفر لي، رب اغفر لي، اللهم اغفر لي وارحمني واهدني هكذا كان يفعل النبي -صلى الله عليه وسلم-.  
 
26- رؤية الإنسان لنفسه وهو يقرأ القرآن العظيم في الرؤية المنامية, ماذا تعني؟
خير إن شاء الله، إذا رأى في المنام أنه يقرأ القرآن إن شاء الله خير، ما أعلم فيها إلا خيراً.  
 
27- هل المحتاجين الذين يقفون عند المساجد تجوز عليهم الصدقة؛ لأنني أعطيهم عند كل مسجد أصلي فيه ما يتيسر من المال، سواء كان ذلك قليل أو كثير, هل هذه صدقة جارية لي في حياتي وبعد مماتي, أو أنها تنقطع بعد الممات فقط؟
هذه صدقة نافعة، لأن الله يقول: وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ * لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ[المعارج: 24-25]، فالسائل يعطى، إلا إذا كنت تعلم أنه غني، فتنصحه ولا تعطيه، تنصحه تقول له اتق الله، أما كونك لا تعلم حاله، أو تعلم أنه فقير تعطيه من الزكاة وغيرها والحمد لله.  
 
28- هل على الزكاة التي دار عليها الحول زكاة؟
المال يزكى، المال إذا دار عليه الحول يزكى وعليه أن يخرجه من حين يتم الحول ولا تكون الزكاة إلا إذا أخرجها، فالمال كله يزكى إذا حال عليه الحول، يحسبه ويوفيه زكاته ربع العشر، أما لو عزلها ليعطيها الفقراء وما أعطاها الفقراء وحال عليها الحول، يزكيها لأنها ما خرجت عن ماله، لو كان عنده مثلاً أربعين ألف وعزل ألف ليعطيه الفقراء وحال الحول وهو ما أخرجه يزكيه، لأنه مال ما راح ما ذهب للفقراء، يزكي الألف، خمسة وعشرين ريال، زكاة الألف، ربع العشر.   
 
29- لديها مبلغ من المال ووضعته في مصرف لشراء بيت لها ودار عليه الحول، فهل عليه زكاة أيضاً؟
نعم، عليه الزكاة، إذا جعلته في مصرف وغيره، تنتظر شراء البيت، ثم حال عليه الحول قبل أن تشتري عليها الزكاة، تزكيه لأنه تم الحول وهو موجود ما صرف في البيت.  
 
30- شخص حلف على المصحف الشريف بأنه لم يفعل شيئاً, وهو يكذب؛ وقد توفي هذا الشخص الآن, وأنا ابنته –تقول السائلة- وأريد أن أبرئ ذمة والدي, فهل أُعلم الشخص الآخر الذي حلف له والدي, أم ماذا أفعل؟!
إذا كنت تعرفين أن والدك أخطأ وكذب فأدي عنه، قال والله ما أخذت من مالك شيء، أو والله ما عندي لك دين، وهو يكذب أعطيه حقه، من مالك وإلا من التركة، إذا كنت تعرفين هذا، إذا صدقك الورثة، وإن كانوا ما صدقوك أعطيه من مالك، وأبشري بالخير والأجر، إذا كنت تعلمين أن الوالد كاذب وأن الحق ثابت في ذمته، سواء دين أو سرقة أو غصب أو غير ذلك، أبرئي ذمة والدك وأبشري بالخير. المذيع/ ماذا يلزم هذه البنت تجاه والدها من الدعاء والعمل الصالح؟ تدعو له وتستغفر له، عليك أن تدعي له بالمغفرة والرحمة، هذا من حقه عليك، إذا كان مسلماً. 
 
31- عندي حلي جزء منها يلبس, وجزء لا يلبس, فهل عليها زكاة, علماً بأن عندي هذا منذ عدة سنوات؟
الصواب أنها تزكى كلها، كل الحلي تزكى، هذا هو الصواب، والسنين الماضية إذا كنت لا تعلمين ما عليك شيء، تزكي في المستقبل، أما إذا كنت تعلمين قد أفتيت أن عليك زكاة وتساهلت قدري عما مضى، أما إذا كنت جاهلة فزكي عن المستقبل من حين سمعتي الفتوى الآن، تزكي عن السنة الحاضرة والسنوات المستقبلة، هذا هو الصواب، هذا هو الأرجح، إذا بلغ النصاب وحال عليه الحول، والنصاب 11 جنيه وثلاثة أسباع جنيه، يعني حوالي النصف، 11 جنيه ونص، إذا كان هذا الذهب يبلغ هذا المقدار أو أكثر يزكى.  
 
32- هل يجوز للأم من الرضاعة أن تكشف وجهها عن زوج ابنتها من الرضاعة، وكذلك إذا كان عندها أولاد فهل تكشف لهم؟
نعم، زوج ابنتها من الرضاعة محرم، زوج ابنتها من الرضاعة وزوج أمها من الرضاعة محرماً لها، تكشف له. وبالنسبة للأولاد؟ أولاد من؟ تقول: إذا كانت عندها أولاد فهل تكشف لهم؟ أولاد تكشف لهم، هذا ما فيه خلاف، هذا ما يسأل عنه. أولاد تكشف لهم، رأسها ووجهها ويدها وقدمها، ما في بأس.

452 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply