حلقة 580: كيفية الأذان - مسح اليدين إلى المرفقين في التيمم - هل تجوز الصلاة في مسجد بني محرابه فوق قبرين قديمين - سترة المصلي - هل قوة الإيمان تستغني عن الأخذ بالأسباب - جمع القرآن في عهد عثمان - تدوين القرآن والقراءات
30 / 50 محاضرة
1- يسأل عن الكيفية الصحيحة للأذان، إذ أنه سمع أن هناك طرقاً متعددة، وقرأ عنها أيضاً، ويرجو من سماحة الشيخ التوجيه، جزاكم الله خيراً؟.
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ، وصلى الله وسلم على رسول الله ، وعلى آله وأصحابه ، ومن اهتدى بهداه. أما بعد: فقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - الآذان على أنواع : أفضلها ما كان يفعله بلال بين يدي النبي - عليه الصلاة والسلام - حتى توفاه الله ، وهو الأذان المعروف اليوم بين الناس ، وهو خمسة عشر جملة : "الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. أشهد أن لا إله إلا الله.. أشهد أن لا إله إلا الله.. أشهد أن محمداً رسول الله.. أشهد أن محمداً رسول الله.. حي على الصلاة.. حي على الصلاة.. حي على الفلاح.. حي على الفلاح.. الله أكبر.. الله أكبر.. لا إله إلا الله". هذا هو الآذان الذي كان يؤذن به بلال بين يدي النبي - عليه الصلاة والسلام -، وثبت في الصحيحين من حديث أنس - رضي الله عنه - قال: أمر بلال أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة). يشفع الأذان ، يعني ثنتين ثنتين ، هذا شفع الأذان ، ما عدا التكبير الأول فإنه أربع ؛ كما ثبت عنه - عليه الصلاة والسلام - أنه علّم بلالاً ذلك بعدما رأى الرؤيا الصالحة المعروفة عبد الله بن زيد - رضي الله عنه - ، لكن في أذان الفجر يزيد جملتين : "الصلاة خير من النوم.. الصلاة خيرٌ من النوم" ، فيكون الأذان في الفجر سبعة عشر جملة. الأذان عند طلوع الفجر يقول فيه : "الصلاة خيرٌ من النوم.. الصلاة خيرٌ من النوم" بعد الحيعلة ، ثم بعد ذلك يقول : "الله أكبر.. الله أكبر.. لا إله إلا الله" . والأفضل أن يكون في الأذان الأخير ، ويسمى الأذان الأول بالنسبة إلى الإقامة ، أما الأذان الأول الذي يكون في آخر الليل هذاك ليس فيه: "الصلاة خيرٌ من النوم" على الراجح والأفضل يكون في الأخير ، وهذا الأخير يسمى الأذان الأول بالنسبة إلى الإقامة لأن الإقامة أذان ثاني ، والأذان بعد طلوع الفجر هو الأذان الأول ، وهو الذي جاء في الأحاديث أنه يقال فيه : "الصلاة خيرٌ من النوم.. الصلاة خيرٌ من النوم" ؛ كما في حديث بلال وحديث أبي محذورة. وقد ظن بعض الناس أن تسميته الأول أنه يراد به الأذان الذي في آخر الليل ، وليس كذلك ، سمي أولاً لأنه يكون قبل الإقامة والإقامة هي الأذان الثاني كما في الحديث الصحيح يقول عليه الصلاة والسلام: (بين كل أذانين صلاة ، بين كل أذانين صلاة) الأذانين يعني الأذان والإقامة . وجاء في حديث أبي محذورة نوع آخر وهو تكرار الشهادتين مرة أخرى ، فيكون تسعة عشر جملة ، يأتي بالشهادتين ثم يعيدها ، يأتي بها بصوت منخفض: "أشهد أن لا إله إلا الله.. أشهد أن لا إله إلا الله.. أشهد أن محمداً رسول الله.. أشهد أن محمداً رسول الله" ، ثم يعيدها بصوت أرفع حتى تكون الجمل تسعة عشر ، وهذا صحيح لا بأس به علمه النبي - صلى الله عليه وسلم - أبا محذورة ، وأذن به في مكة ، فلا حرج في ذلك ، لكن الأفضل ما عليه العمل اليوم وهو الذي كان يؤذن به بلال بين يدي النبي - عليه الصلاة والسلام -، وهكذا الإقامة أفراد كما في حديث أنس المتقدم: (أمر بلال أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة). يوتر أي يفرد الإقامة إلا التكبير فإنه يثنى فيها كما في حديث عبدالله بن زيد وحديث بلال ، يقول في أول الإقامة: "الله أكبر الله.. الله أكبر" وفي آخرها "الله أكبر الله.. الله أكبر" ، والبقية أفراد "أشهد أن لا إله إلا الله.. أشهد أن محمداً رسول الله.. حي على الصلاة.. حي على الفلاح" أفراد ، والإقامة يكررها يقول: "قد قامت الصلاة.. قد قامت الصلاة" يثنيها في الإقامة كالتكبير في أولها وفي آخرها كله مثنى ، التكبير مرتان في أولها وفي آخرها كذلك ، وهكذا قوله: "قد قامت الصلاة.. قد قامت الصلاة" يقولها مرتين. أما الشهادتان والحيعلة مرة مرة، وجاء في حديث أبي محذورة التكرار الشهادتين مرتين في الأذان كالآذان ، ولا حرج في ذلك ، إنما هو أفضلية فقط ، وهذا يقال له اختلاف التنوع ، ولكن الأفضل مثلما تقدم ما في حديث بلال. جزاكم الله خيراً.
2- يسأل عن الطريقة الصحيحة للتيمم، ويسأل بالذات عن موضوع مسح اليد إلى المرفقين، هل هذا جائز أو لا؟
التيمم الشرعي المحفوظ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ضربة واحدة كما في الصحيحين من حديث عمار بن ياسر - رضي الله تعالى عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لما علمه التيمم: أن تقول بيدك هكذا ثم ضرب بيده ضربة واحدة فمسح بهما وجهه وكفيه) هكذا التيمم الشرعي ضربة واحدة في التراب يمسح بهما وجهه وكفيه ، ..... ضربة وجهه وكفيه ، يبدأ بوجهه ثم كفيه ، ويكفي ذلك ولا حاجة إلى الذراعين . وجاء في بعض الروايات مسح الذراعين وهكذا إلى الآباط ، ولكنه كان هذا من اجتهاد بعض الصحابة قبل أن يعلموا الحكم الشرعي ، فلما علموا الحكم الشرعي اكتفوا به ، وهو مسح الوجه والكفين. وجاء عن ابن عمر أنه كان يضرب ضربتين ويمسح إلى المرفقين ، ولكن الصواب ضربة واحدة كما في حديث عمار بن ياسر - رضي الله عنهما - ويكفي هذا ، وهو الذي نص عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - وعلمه أمته - عليه الصلاة والسلام -، وهو الأفضل ، مرة واحدة يمسح بذلك وجهه وكفيه كما علم النبي - صلى الله عليه وسلم - أمته ذلك من حديث عمار - رضي الله عنهما -. جزاكم الله خيراً.
3- هل تجوز الصلاة في مسجد بني محرابه فوق قبرين قديمين؟
لا يجوز بناء المسجد على القبور ، لا محرابه ولا غيره، يجب أن يفصل القبران عن المسجد وأن يكونا خارج المسجد ، وأن يكون محل الإمام داخل المسجد ، ولا يجوز الصلاة في هذا المحراب، بل يجب أن يهدم هذا المحراب ويزال ، ويكون القبران خارج المسجد ؛ لأن الرسول لعن اليهود والنصارى قال: (اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) . وقال عليه الصلاة والسلام: (ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك). فهو - صلى الله عليه وسلم - نهى اتخاذ المساجد على القبور ، ونهى أن يصلى عندها ، والصلاة عندها اتخاذ لها مساجد ، فهذا المسجد مثلاً إذا ثبت أنه محرابه على القبرين يهدم المحراب ويكون القبران خارج المسجد ، أو ينبش القبران وتنقل رفاتهما إلى المقبرة ، فإذا نبشا وأزيلا صار المحراب في محلهما فلا حرج في ذلك ، وقد ثبت عن النبي – صلى الله عليه وسلم – بنى مسجده في محل قبور وخرب ونخل ، فأمر النبي بقبور المشركين أن تنبش، وبالخرب أن تسوى، وبالنخل أن يقطع ، ثم بنى مسجده - عليه الصلاة والسلام - ، فإذا دعت الحاجة إلى محل فيه قبور نبشت القبور، ونقل رفاتها إلى المقبرة العامة ، أو إلى محل آخر وبني المسجد عند الحاجة إلى نبش القبور ، ولاسيما إذا كانت غير مسلمة قبور مشركين تنبش ، أما قبور المسلمين فلا تنبش يلتمس مكان مناسب ليس فيه قبور ويبنى فيه المسجد ، لكن لو دعت الحاجة إلى نبش بعض القبور لتوسعة المسجد لأن مكانه مناسب وليس هناك مكان أنسب منه ودعت الحاجة إلى نبش بعض القبور فلا مانع من أن تنبش وتنقل رفاتها إلى محل مناسب إلى مقبرة عامة لتوسعة مسجد. جزاكم الله خيراً.
4- هل يجوز أن أصلي أمام سرير مرتفع يكون نائماً عليه أحد، وهل المقصود بالسترة في الصلاة هو وضع حاجز ولو بسيط، ولا يبطل الصلاة ما وراءه، سواء كان ماشياً أم نائماً؟
الرسول عليه الصلاة والسلام قال: (إذا صلى أحدكم فليصلي إلى سترة وليدنوا منها). وكان عليه الصلاة والسلام يصلي إلى عنزة تنصب أمامه عصاً صغيره فيها حربة تركز أمامه في الأسفار – عليه الصلاة والسلام-. قال عليه الصلاة والسلام: (إذا صلّّى أحدكم إلى شيء يستره من الناس ، وأراد أحداً أن يجتاز من بين يديه فليدفعه فإن أبى فليقاتله فإنه شيطان). وقال عليه الصلاة والسلام: (يكفي المرء مثل مؤخرة الرحل إذا مرَّ من ورائه امرأة أو كلب أو حمار فإنه لا يقطعها عليه). وما هذا معناه، بل لفظه - عليه الصلاة والسلام -: (يقطع صلاة المرء المسلم إذا لم يكن بين يديه مثل مؤخرة الرحل : المرأة والحمار والكلب الأسود )، قيل يا رسول الله: ما بال الأسود من غيره؟ قال: الأسود شيطان). فبين - صلى الله عليه وسلم - أن السترة مثل مؤخرة الرحل ، ومؤخرة الرحل العود الذي يكون خلف الراكب ، فيما يسمى بالشداد، أو البسامة الذي يركب عليها الراكب ، وهي تقارب ثلثي الذراع ، أو ما يقارب الذارع ، فإذا ركز أمامه عصا ولو دقيقة حول الذراع أو ثلثي الذراع كفته السترة ، أو كان أمامه سارية ، أو عمود ، أو جدار ، أو سرير ، أو كرسي كفى ذلك ، وقد صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وأمامه عائشة على السرير مضجعة فلم يضر ذلك ، فإذا صلى الإنسان وأمامه سرير ولو كان فيه نائم فلا بأس يجزئه ذلك كما فعله النبي - صلى الله عليه وسلم -. جزاكم الله خيراً.
5- إذا ذهبت مثلاً لأداء صلاة الظهر في الساعة الواحدة، وعند الوضوء اكتشفت أن الدورة قد أتت، فهل يجب علي أن أصلي الظهر عند تطهري، مع أنني لا أعلم هل هي قد أتت قبل دخول الوقت أم بعده؟
لا يلزمك القضاء ، وإن قضيت فلا بأس ، بعض أهل العلم يرى أنها إذا أدركتها الحيض في الوقت تقضي ، ولكن ليس عليه دليل ؛ لأنها لم تفرط ، فلا حرج وإلا فلا قضاء عليك ، لكن لو طهرت في وقت الظهر أو وقت العصر تصلي الظهر والعصر عند الطهارة أو طهرت في الليل تصلي المغرب والعشاء أما إذا هجمت عليك العادة وقت الظهر فليس عليك القضاء ، وإن قضيت فلا حرج ، أو هجمت عليك بعد الغروب فليس عليك قضاء ، وإن قضيت فلا حرج. جزاكم الله خيراً.
6- أنا طالبة في الكلية ودائماً لا نخرج منها إلا بعد الساعة الثانية، وأكون منهكة، وأحاول الصبر إلى أن تحين صلاة العصر ثم المغرب، وبعد ذلك أنام ولا استيقظ إلا في الحادية عشرة ليلاً ثم أصلي العشاء، فهل علي إثم في تأخير صلاة العشاء إلى الحادية عشرة؟
النوم بين المغرب والعشاء مكروه ، كان النبي يكره النوم قبلها والحديث بعدها ، فينبغي الصبر حتى تصلي العشاء إذا غاب الشفق ، ولكن لو أخرت العشاء وصليتها قبل نصف الليل فلا بأس ، فالمعول عليه نصف الليل ، لابد أن تصليها قبل نصف الليل ، والليل يختلف ، فلابد أن تصلي العشاء قبل نصف الليل ، ولكن يكره لك النوم بين المغرب والعشاء إذا استطعت ذلك ، وإذا استرحت بين صلاة العصر وبين المغرب كان أولى من النوم بعد المغرب ؛ لأن النوم بعد المغرب كان النبي يكره النوم قبلها والحديث بعدها ، يعني بعد العشاء ؛ لكن لو استرحت ونمت بعد صلاة العصر وقبل المغرب كان هذا أولى من النوم بعد المغرب حتى تصلي المغرب والعشاء في أوقاتهما. جزاكم الله خيراً.
7- أمن الممكن أن لا يأخذ المؤمن بالأسباب إذا وصل إلى درجة معينة من الإيمان لقوة يقينه؟
ليس كذلك، لا ، لابد من الأخذ بالأسباب ، مهما كان المؤمن ، حتى الرسل - عليهم الصلاة والسلام - ، وهم أفضل الخلق ، وأرفع الناس درجة في الإيمان ، كانوا يأخذون بالأسباب ، وهم أكمل الناس إيماناً ، وأرجحهم ميزاياً، وأكملهم عقولاً ، ومع هذا يأخذون بالأسباب ، فالنبي - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد أخذ بالأسباب ، وحمل السلاح ، وجعل على رأسه البيضة تقيه السلاح ، وظاهر بين درعين - عليه الصلاة والسلام - يوم أحد ، لبس الدرعين ، وجعل البيضة على رأسه ، وحمل السلاح ، وهو سيد ولد آدم ، وأفضل الخلق ، وأكملهم إيماناً ، وأكملهم توكلاً - عليه الصلاة والسلام - ، وكان يأكل ويشرب ، ويجامع النساء ، ويأخذ بالأسباب ، فلا يجوز تعطيل الأسباب لأي أحدٍ من الناس مع القدرة ، بل على كل أحد وإن بلغ في الإيمان القمة فإنه يأخذ بالأسباب كما أن الرسل وهم أفضل الناس ، وأكمل الناس إيماناً، وهم القمة في كل شيء يأخذون بالأسباب - عليهم الصلاة والسلام- . جزاكم الله خيراً.
8- هل فعل عثمان أن حذف بعض الأحرف، أم أثبت بعض القراءات دون بعض؟ ويسترسل حول هذا الموضوع، لو تكرمتم شيخ عبد العزيز؟
عن رسول الله - عليه الصلاة والسلام - أنه قال: (إن القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه). قال المحققون من أهل العلم إنها متقاربة في المعنى مختلفة في الألفاظ ، فعثمان - رضي الله عنه - لما بلغه اختلاف الناس ، وجاءه حذيفة وقال: (أدرك الناس) استشار الصحابة الموجودين في زمانه كعلي وطلحة والزبير وغيرهم ممن كان في زمانه ، فأشاروا بجمع القرآن على حرف واحد حتى لا يختلف الناس ، فجمعه - رضي الله عنه – كوَّن لهذا لجنة رباعية ، منهم زيد ثابت - رضي الله عنه - فجمعوا القرآن على حرف واحد، وكتبه ووزعه في الأقاليم حتى يعتمده الناس ، وحتى ينقطع ..... أما القراءات السبع والقراءات العشر فهي في نفس ما جمعه عثمان - رضي الله عنه - التي عليها القراء المعروفون في نفس ما جمع عثمان من زيادة حرف أو نقص حرف أو مد أو شكل أو نحو هذا كله داخل في الحرف الواحد الذي جمعه عثمان - رضي الله عنه -. والمقصود من ذلك حفظ كلام الله ، ومنع الناس من الاختلاف الذي قد يضرهم ، ويسبب الفتنة بينهم ، والله - جل وعلا - لم يوجب القراءة بالأحرف السبعة ، بل قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (فاقرءوا ما تيسر منه). فجمع الناس على حرف واحد عملٌ طيب ، ويشكر عليه عثمان والصحابة - رضي الله عنهم - لما فيه من التيسير والتسهيل ، وحسم مادة الخلاف بين المسلمين. جزاكم الله خيراً.
9- أرجو أن ترشدوني إلى كتاب جامع نافع يبحث في جمع القرآن الكريم وتدوينه وعلم القراءات، جزاكم الله خيراً؟
لا أذكر في هذا الباب أحسن من كتاب الإتقان للسيوطي في علوم القرآن ، وقد كر ابن كثير - رحمه الله - في ترجمة عثمان شيئاً من ذلك فيما يتعلق بجمع القرآن ، وذكره الأئمة - رحمة الله عليهم - كالبخاري وغيره ، فكتاب الإتقان من أحسن ما علمت في هذا الباب ؛ لأنه جمع علوم القرآن ، وروى ما تيسر له في ذلك ، فهو كتاب جيد مفيد ، ولا أتذكر الآن شيئاً أحسن منه في هذا الباب. جزاكم الله خيراً.
10- إنه في العام الماضي أدى فريضة الحج مع عائلته، فقام برمي الجمرات وكالة عن زوجته، وهي امرأة في منتصف العمر، وليس هناك ما يعوقها عن أداء ذلك بنفسها سوى الخوف من الزحام - يقصد مزاحمة الرجال - ولكنه سمع في إحدى حلقات هذا البرنامج أن الذي يوكل وهو قادر على رمي الجمرات يجب عليه ذبح شاة، ويسأل هل الحج تام أم يجب ذبح شاة، وإذا كان يجب الذبح فهل يجوز إرسالها إلى منى لذبحها في العام القادم، أم يذبحها في بلدته ويتصدق بها؟ جزاكم الله خيراً.
إذا كانت ليس بها مانع إنما مجرد خوف الزحام فإنها يفدي عنها بدم بشاة تذبح في مكة في الوقت الحاضر ، ولا حاجة إلى ذبحها في منى ، بل يوكل من يذبحها هناك في مكة وتوزع على الفقراء ويكفي ذلك والحمد لله. أما إن كان بها علة لأنها ثقيلة تخشى على نفسها أو مريضة أو ما أشبه ذلك من العلل التي يخشى عليها منها فإنه لا شيء في ذلك ، والحج صحيح بكل حال ، وإنما هل فيه نقصٌ بسبب عدم الرمي أم لا ، فإذا كانت ليس بها مانع شرعي فإنه فيه نقص يجبر بالدم الذي يذبح في مكة ويوزع على الفقراء ، وهذا جبران للنقص الذي حصل بالتوكيل الذي ليس له مسوغ شرعي. جزاكم الله خيراً.
11- إنه حلف بالطلاق ذات مرة على شيء على أن لا يفعله، لكنه فعل ذلك الشيء، وصام ثلاثة أيام متتابعات، ويسأل هل ما فعل صحيح أو لا؟
إذا كان الطلاق بصفة اليمين لم يقصد إيقاع الطلاق كأن يقول علي الطلاق ما أكلم فلان ، أو علي الطلاق ما تخرجين إلى بيت فلان ، أو علي الطلاق ما تكلمين فلاناً ، يقصد منعها من ذلك ، أو علي الطلاق لا أزور فلاناً يقصد منع نفسه من ذلك ، ليس قصده إيقاع الطلاق ، فهذا حكمه حكم اليمين ، والواجب فيه الكفارة في أصح قولي العلماء ، وهي إطعام عشرة مساكين ، أو كسوتهم ، أو عتق رقبة ، فمن عجز عن ذلك فإنه يصوم ثلاثة أيام ، فالصيام لا يجزئ إلا عند العجز ، عند العجز عن الإطعام والكسوة والعتق ، فالذي يصوم وليس بعاجز فلا يجزئه الصيام ، بل لابد من إطعام عشرة مساكين ، أو كسوتهم ، أو عتق رقبة مؤمنة ، والإطعام يكون نصف صاع لكل واحد من قوت البلد من تمر أو أرز أو حنطة ، ومقداره كيلوا ونصف تقريباً ، أو كسوة لكل واحد من إزار ورداء ، أو قميص ، أو عتق رقبة مؤمنة ، فإذا عجز عن هذه الثلاث ولم يستطع ذلك فإنه يصوم ثلاث أيام ، ولا بد أن تكون متتابعة. جزاكم الله خيراً.
12- طلق زوجته كتابياً بثلاث طلقات بدون تلفظ، ثم طلقها بعد فترة بطلقة واحدة، وهي إلى الآن معه، وله منها ستة أولاد، أربعة قبل كتابة الطلاق واثنان بعده، ويسأل: هل الطلاق وقع، وما حكم معاشرته لها طوال هذه الفترة، وهل يتركها، وكم بقي له من الطلقات؛ لأن هذا الأمر يقض مضجعه ويُقلق راحته بعد أن هداه الله إلى الطريق المستقيم؟
على السائل أن يراجع المحكمة مع ولي المرأة حتى ترشده المحكمة إلى ما يلزمه ، أو يكتب لنا حتى ننظر في الموضوع بواسطة المحكمة. فالمقصود أن هذا يحتاج إلى مراجعة المحكمة ، أو الكتابة إلينا حتى نسأل المرأة ونسأل وليها على ما لديهما فيما ذكره السائل - نسأل لله الجميع الهداية -، وكان الواجب عليه التوقف حتى يستفتي ويسأل ، نسأل الله لنا وله الهداية. جزاكم الله خيراً.
13- أرجو أن تنصحوني لقراءة بعض الكتب بعد كتاب الله وبعد كتب السنة لنبينا محمد - صلى الله عليه وسلم-؟
ننصحك بقراءة الكتب المعتمدة المعروفة لأهل العلم والبصيرة والسنة والعقيدة الصالحة مثل كتب شيخ الإسلام بن تيمية ، كتب ابن القيم - رحمه الله - ، كتب الحافظ ابن رجب ، كتب ابن كثير ، وأشباههم من أهل العلم والبصيرة ، فإذا راجعت مثل كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لشيخ الإسلام ابن تيمية ، الفتاوى لشيخ الإسلام بن تيمية ، زاد المعاد في هدي خير العباد لابن القيم ، جامع العلوم والحكم في شرح الأربعين النووية للحافظ ابن رجب ، تفسير ابن كثير ، تفسير البغوي ، تفسير ابن جرير ، تفسير الشوكاني ، فتح المجيد في شرح كتاب التوحيد للشيخ عبد الرحمن بن حسن ، المجموعة النجدية في التوحيد ومسائل الدين والعقيدة ، كل هذه كتب عظيمة ومفيدة ، رياض الصالحين من كتب السنة كتاب مفيد ، الوابل الصيب لابن القيم في الكلم الطيب. جزاكم الله خيراً.
14- إني طالب في معهد وأبلغ الآن واحد وعشرين عاماً وقد منَّ الله علي بنعمة الإيمان والحمد لله، قررت أن أُكَفر عما كنت عليه، بأن أتزهد واستغفر الله ، ما هو أحسن طريق ترشدوني إليه جزاكم الله خيراً؟
نرشدك إلى لزوم التوبة عما سلف من سيئاتك فالتزام التوبة عما مضى من سيئاته والاستقامة على طاعة الله ورسوله والعزم الصادق ألا تعود إلى الذنوب والمعاصي ونوصيك بالإكثار من قراءة كتاب الله القرآن وتدبر معانيه والإكثار أيضاً من حفظ الحديث النبوي مثل بلوغ المرام للحافظ ابن حجر، وعمدة الحديث للحافظ عبد الغني المقدسي والأربعين النووية وتتمتها لابن حجر، هذه كتب مفيدة ونافعة كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية، كشف الشبهات للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، هذه كتب عظيمة مفيدة تنفعك فنوصيك بها وبأمثالها، ومراجعة كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد، لابن القيم، كتاب مفيد عظيم الفائدة فتح المجيد شرح كتاب التوحيد كذلك كتاب عظيم في العقيدة.
453 مشاهدة
-
26 حلقة 576: ما أسفل من الكعبين في النار - الرياء - الكذب بالمزاح - من يصلي أحيانا وينقطع أحيانا - مصافحة المرأة - أين كان الله قبل خلق السماوات والأرض - المسبوق يجد الإمام راكعا أو ساجدا ماذا يفعل - سورة الملك عند النوم
-
27 حلقة 577: الزواج بمسيحية - بيع العملة بعملة - حد مدة القصر في السفر - إذا تراضى الورثة على عدم القسمة هل لهم ذلك - هل من البشر من يستطيع معرفة السارق والجاني - حكم وضع السم للقرود المؤذية
-
28 حلقة 578: لا يحضر الصلاة في الجماعة لأنهم يجمعون بين الفرضين ويتركون سنة الضم - هل يعد عقوقا إن ترك مخطوبته التي خطبها له أبوه - هل في الوتر سور متعينة - بعض الكهان يدعون معرفة السارق - هل للرجل أن يتزوج بأكثر من واحدة دون علم الأخرى
-
29 حلقة 579: بعض أعمال المشعوذين - الإنكار على الوالد إذا أراد أن يتزوج شغارا هل يعد عقوقا له - توجيه في العقيدة الصحيحة - يدعو إلى الله ولكن لا يشعر بامتثال نفسه بكل ما يقول - النكاح بدون ولي - متى ثبت الهلال وجب الصوم
-
30 حلقة 580: كيفية الأذان - مسح اليدين إلى المرفقين في التيمم - هل تجوز الصلاة في مسجد بني محرابه فوق قبرين قديمين - سترة المصلي - هل قوة الإيمان تستغني عن الأخذ بالأسباب - جمع القرآن في عهد عثمان - تدوين القرآن والقراءات
-
31 حلقة 581: طلب العلم وخشية الرياء - نكاح الشغار - رؤيا الأقارب في المنام - بر الوالدين بعد الموت - هل يشترط الحجاب المرأة لون معين - الشياطين والجن وأعمالهم - تعزية من فاتته صلاة العصر -
-
32 حلقة 582: ضرب النفس وقطع بعض الأعضاء وإسالة الدم عند الشيعة - عصيدة بنت النبي - علي بن أبي طالب لم يحارب الجن - الصلاة خلف المشعوذ - تحية المسجد أربع ركعات - قضاء الوتر - المصالح المرسلة - هل للعيد خطبة أم خطبتان
-
33 حلقة 583: استعمال حبوب لتنظيم الحمل - هل يجوز خيانة من خان - الصلاة في رمضان فقط - لحم الحمام - زيارة المرأة للمقابر - تسلط الإنس على الحيوانات - دعوى رجل أنه قابل الخضر
-
34 حلقة 584: كفارة اليمين ليست على التخيير - اصطحاب الأولاد إلى المساجد - من أدرك الجمعة في التشهد ماذا عليه - الصلاة على الطائرة أو القطار - هل قلة الماء تستدعي التيمم - قول المتأخرين للإمام أثناء الركوع إن الله مع الصابرين
-
35 حلقة 585: هل يرخص للمرأة في الجمع بين الظهر والعصر - كتابة القرآن الكريم على جدار المساجد - أفطر رمضان ولم يستطع القضاء بسبب المرض - الدعاء بين السجدتين - بعض ألفاظ التشهد - حكم من شك في عدد سجداته
-
36 حلقة 586: كانا لا يصليان حين العقد - حكم الصدقة في كفارة الخطأ لمن عجز عن الصيام - من رضع من امرأة فأولادها كلهم إخوته - أبناء الأم من الرضاعة إخوة للرضيع ولو بعده أو قبله - كيفية الإقلاع عن المعاصي
-
37 حلقة 587: هل يشترط موافقة الأقارب على وقفية معينة - حكم من وجد مالا في طريق خال فالتقطه وهو محتاج - استفسار حول الأحاديث التي في تفسير الجلالين - حكم لبس نجمة من ذهب على البدلة العسكرية - مس المصحف للمحدث
-
38 حلقة 588: المغالاة في المهور - كيفية بر الوالدين - لم تكشف المرأة وجهها ومن تصافح - إذا اغتسل الإنسان هل يلزمه الوضوء - هل يأثم من لم يبر يمين والده - إتصال المخطوبة بخطيبها - العمل في شركة لحوم خنازير
-
39 حلقة 589: هل تجب تسمية المولود إذا ولد ميتا - من ارتد وقد حج من قبل هل تجب عليه حجة أخرى - صوم الأشهر الثلاثة رجب، وشعبان، ورمضان - لبس الذهب فوق الحجاب - من أدرك الجمعة في التشهد هل عليه إكمالها ظهرا
-
40 حلقة 590: حكم السفر قبل أذان الجمعة - عند جمع المغرب والعشاء متى تصلى الرواتب - هل للخطيب أن يصلي ركعتين ثم يصعد المنبر - حكم صلاة أربع ركعات قبل صلاة الفجر - قول استغفر الله وأتوب إليه لمن زفر في الصلاة
-
41 حلقة 591: سجود التلاوة هل يُشترط له استقبال القبلة - ماذا يقال في سجود التلاوة ؟ - السفر بحد ذاته رخصة للجمع والقصر والفطر - حكم الجمع بين الصلاتين عند المطر - حكم صلاة المنفرد خلف الصف - حكم الصلاة في مسجد به قبر
-
42 حلقة 592: هل للمرأة الناشز نفقة؟ - حكم طلاق المرأة الناشزة - النفقة للمرأة الحامل في حال عدتها - التبرع بثمن التذكرة ليس من النفقة - إرسال الخطاب الذي في الطلاق هل يعد طلاقا؟ - شروط طلاق الحامل - تمتيع المطلقة بالمعروف
-
43 حلقة 593: علاج الوسواس - علامات الوقف واصطلاحات الضبط - الصفات الواجب توفرها في الداعية المسلم - حكم علاج الجن للإنس بواسطة إنسي - شرح معاني كلمات التحيات(التشهد)
-
44 حلقة 594: الكلام عن أم الصبيان كله لا أصل له - المريض يصلي بحسب استطاعته - حكم بيع المداينة (بيع الأجل) - ما صحة الأثر القائل يوم صومكم يوم نحركم - حكم طواف الوداع في العمرة - الزكاة في إجرة العقار
-
45 حلقة 595: التداوي من أجل الولد - أسباب إجابة الدعاء - ما يقال عند الذبح، وشروط الأضحية - حكم الاختلاط بغير المحارم - حكم نبز الملتزمين بالتشدد - وجوب تغطية المرأة وجهها - زيارة قبر النبي للنساء - الرفق في التعامل مع الوالدين
-
46 حلقة 596: حكم من يعتقد أن هناك طيرا ينبش القبور وأخذ الميت - وجوب الحج على المستطيع - الطهارة بمياة الآبار - حكم الحج قبل الزواج - قراءة القرآن على الميت - حكم تنفيذ الوصية التي تخالف شرع الله - هل يوجد قبل آدم رجل بدائي؟
-
47 حلقة 597: هل للجمعة سنةٌ راتبة قبلها؟ - كفر تارك الصلاة - النهي عن نعي الميت وقراءة القرآن له - حكم استرجاع المرأة التي كانت تكره الوالدين والوالدان غير راضين عنها - حكم من أكل لحم خنزير جاهلا - صوم عاشوراء
-
48 حلقة 598: التوبة عما مضى من الذنوب - حكم صلاة من سلم الإمام عن نقص فلم يسلم معه - الحرص على بر الوالدين ولو قصرا في حق الولد - حكم الغربة عن الأهل أكثر من سنة - قراءة الفاتحة للمأموم في الصلاة الجهرية - حكم قيام التلاميذ عند دخول المعلم
-
49 حلقة 599: السنة في وقوف الإمام والمأموم في صلاة الجماعة - قضاء ما فات من صلاة الكسوف - حكم الذبح والنذر لمن يسمون بالأولياء - للفجر آذانان - الوقت الفارق بين الأذان الأول والأذان الثاني في الفجر - بدع بعض المؤذنين
-
50 حلقة 600: قبول التوبة بدون إقامة الحد - حكم الوشم - حكم استبدال الحذاء المفقود في مكان عام بحذاء غيره - المسافر من جدة إلى أبها هل يقصر؟ - حكم الخروج إلى خارج الحرم بعد الطواف والسعي للعمرة للحلق عند الحلاقين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد