حلقة 771: حكم إمامة المتيمم للمتوضئين - صلاة الجنازة تؤدى في المقبرة - كيفية صلاة الخسوف - كيفية صلاة الاستسقاء - صلاة التسبيح - رفع اليدين في الدعاء - كتابة آيات قرآنية على لوح ومحوها وشربها - صيغة عقد النكاح

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

20 / 49 محاضرة

حلقة 771: حكم إمامة المتيمم للمتوضئين - صلاة الجنازة تؤدى في المقبرة - كيفية صلاة الخسوف - كيفية صلاة الاستسقاء - صلاة التسبيح - رفع اليدين في الدعاء - كتابة آيات قرآنية على لوح ومحوها وشربها - صيغة عقد النكاح

1-  هل يجوز للمتيمم أن يؤم الجماعة المتوضئين؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعـد : فنعم، لا بأس أن يؤم المتيمم الناس المتوضئين إذا كان له عذر شرعي أجاز له التيمم فإنه يصلي بالناس المتوضئين ولا حرج في ذلك والحمد لله؛ لأن التيمم طهارة شرعية، فإذا كان مريضاً لا يستطيع استعمال الماء وتيمم فإنه يصلي بهم وإن كانوا متوضئين، أو في السفر خرجوا متوضئين ثم قدر أنه أحدث وليس عندهم ماء وتيمم فإنه يصلي بهم.  
2-  هل تجوز صلاة الجنازة في وسط المقابر؟
لا حرج في ذلك، صلاة الجنازة تفعل في المقبرة وهكذا على الميت بعد الدفن، النبي صلى الله عليه وسلم صلى على ميت بعد الدفن في المقبرة، والصلاة عليها في المقبرة مثل الصلاة على القبر سواء فإذا وضعت هنا وصلى عليها الناس فلا حرج في ذلك. الممنوع الصلوات ذات الركوع والسجود، تمنع في المقابر، النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تصلوا إلى القبور ولا تجلسوا عليها)، وقال صلى الله عليه وسلم: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) قالت عائشة رضي الله عنها: يحذر ما صنعوا. وقال عليه الصلاة والسلام: (ألا وإن من كان قبلكم -يعني من الأمم- كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك). فلا يجوز أن يصلى في القبور، ولا يبنى عليها مسجد ولا قبة ولا غير ذلك، لا قبور أهل البيت ولا قبور العلماء ولا غيرهم، بل تجعل ضاحية مكشوفة ليس عليها بناء لا قبة ولا مسجد ولا غير ذلك، ترفع عن الأرض قدر شبر كما فعل في قبره صلى الله عليه وسلم بالتراب الذي حفر منها، ترفع وتجعل نصايب عليها في أطراف القبر، ولا مانع أن يوضع عليها حصباء لحفظ التراب وترش بالماء لا بأس، أما أن يبنى عليها قبة أو مسجد أو حُجرة خاصة فهذا لا يجوز، لا يبنى على القبر، أما السور الذي يعم المقبرة كلها لكي يحفظها عن سير الناس وعن السيارات هذا لا بأس به من باب الصيانة لها، أما يوضع على القبر تعظيماً له قبة أو بنية أو مسجد هذا لا يجوز، الرسول لعن من فعل ذلك عليه الصلاة والسلام، فلا يجوز للمسلمين أن يبنوا على أي قبر مسجداً ولا قبة، سواء كان من قبور الصحابة أو كان من قبور أهل البيت أو من قبور العلماء، أو الرؤساء والحكام كلهم لا يبنى على قبورهم ولا يتخذ عليها مساجد، كل هذا منكر يجب الحذر منه.  
 
3-  حدثونا لو تكرمتم عن صلاة الخسوف، وعن كيفيتها؟
صلاة الخسوف ويقال لها صلاة الكسوف بينها النبي صلى الله عليه وسلم بفعله عليه الصلاة والسلام، وهي سنة مؤكدة إذا كسفت الشمس أو خسف القمر سواء ذهب النور كله أو بعض النور فإن السُّنَّة أن يصلي المسلمون ركعتين، في كل ركعة قراءتان وركوعان وسجدتان هذا هو أصح ما ورد في ذلك، يصلي المسلمون في أي وقت حتى ولو بعد العصر -على الصحيح- متى وقع الكسوف ولو في وقت النهي، السنة أن يصلى أن تصلى صلاة الكسوف، وهي ركعتان تشتملان على قراءتين وركوعين وسجدتين في كل ركعة، فإنه صلى الله عليه وسلم لما كسفت الشمس في عهده صلى الله عليه وسلم لما مات إبراهيم كسفت الشمس فقال بعض الناس إنها كسفت لموت إبراهيم، فخطب الناس عليه الصلاة والسلام وقال: (إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد من الناس ولا لحياته -يعني لا لموت إبراهيم ولا لغيره- وإنما هما آيتان من آيات الله يخوف الله بهما عباده فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر وإلى دعائه واستغفاره) وفي الحديث الآخر: (فإذا رأيتم ذلك فصلوا وادعوا حتى يكشف ما بكم). وفي اللفظ الآخر: (فادعوا الله وكبروا وتصدقوا)، وأمر بالعتق عند الكسوف وصلى بالناس ركعتين، كبَّر عليه الصلاة والسلام قرأ الفاتحة ثم قرأ قراءة طويلة، قال ابن عباس: تقدر بنحو سورة البقرة، ثم ركع وأطال الركوع، ثم رفع وقرأ قراءة طويلة أقل من الأولى، ثم ركع ركوعاً طويلاً أقل من الركوع الأول، ثم رفع وأطال دون الإطالة الأولى، ثم سجد سجدتين طول فيهما عليه الصلاة والسلام، ثم قام وقرأ وأطال لكن دون القراءة السابقة، ثم ركع فأطال لكن دون الركوعين السابقين، ثم رفع وقرأ دون القراءة السابقة ثم ركع ركوعاً رابعاً وأطال لكن دون الركوع الذي قبله. ثم رفع فأطال لكن أقل من الذي قبله ثم سجدتين طويلتين -عليه الصلاة والسلام-، ثم تشهد قرأ التحيات وتشهد .... ثم سلم وخطب الناس، خطب الناس ووعظهم عليه الصلاة والسلام، وأخبرهم أن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يكسفان لموت أحد ولا لحياته، وقال: (إذا رأيتم ذلك فصلوا وادعوا حتى يكشف ما بكم) وأمر بالصدقة والعتق عليه الصلاة والسلام، وأمر بالاستغفار والذكر، هذه السنة، حتى تنكشف الشمس والقمر، والسنة الخطبة بعد ذلك، كما فعله النبي صلى الله عليه وسلم، إذا صلى الإمام يخطب الناس ويذكرهم ويبين لهم أحكام صلاة الكسوف ويحذرهم من المعاصي والشرور، ويدعوهم إلى طاعة الله عز وجل، ويرغبهم في الصدقة والعتق، والإكثار من ذكر الله عز وجل والاستغفار، كما فعله النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر في خطبة النبي صلى الله عليه وسلم بعد صلاة الكسوف أنه عرضت عليه الجنة والنار وهم في الصلاة فتقدم لما رأى الجنة لما عرضت عليه الجنة فتقدم وتقدمت الصفوف حتى حاول أن يأخذ منها عنقوداً من العنب قال: (لو أخذته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا!). ثم عُرضت عليه النار عليه الصلاة والسلام فتأخر وتأخرت الصفوف وقال: (رأيت فيها) -أي في النار- (عمرو بن لحي الخزاعي) -رئيس أهل مكة في الجاهلية- (يجر قصبه في النار) -يعني يجر أمعاءه في النار، نعوذ بالله- (لأنه أول من سيَّب السَّوائب وغيَّر دين إبراهيم)، يعني سيب السوائب للأصنام من بقر وغنم للأصنام لا تركب ولا تحلب، وأول من غير دين إبراهيم في عبادة الأصنام ودعائها من دون الله؛ فلهذا صار عذابه شديدا، ورآه النبي صلى الله عليه وسلم يجر أمعاءه في النار -نسأل الله العافية- قال: (ورأيت فيها امرأة تعذب بهرة حبستها لا هي أطعمتها وسقتها حين حبستها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض) فعذبت بها، هذا يدل على أنه ما يجوز تعذيب الحيوان، لا الهر ولا الكلب ولا الدجاج ولا الحمام ولا الإبل ولا البقر، لا تعذب، بل إما أن يعلفها ويقوم بواجبها وإلا يبيعها إذا أحب البيع أو يطلق سراحها تأكل من أرض الله، أما حبسها وعدم إطعامها وإسقائها هذا ظلم لا يجوز، حتى ولو هرة! حتى ولو كلب، لا يجوز لأنه ظلم، فإذا كان هذا في هرة أو كلب ونحو ذلك فكيف بالذي يحبس المسلم بغير حق ويظلمه أو يتعدى عليه بقتلٍ أو غيره؟! يكون ذنبه أعظم وجريمته أكبر وعذابه أشد، نسأل الله العافية. قال: (ورأيت فيها سارق الحجيج) بـ.....، كان في الجاهلية بعض الناس يسرق الحجاج، معه عصا محنية الرأس مثل .... كان يمر حول الحجيج حول أمتعتهم يجر من أمتعتهم ب.... ما أمكنه، (فإذا فطنوا له قال: تعلق بمحجني!) ما قصدت، (وإذا لم يفطنوا له هرب بذلك الشيء) وأخذه، فرآه النبي صلى الله عليه وسلم يعذب في النار بمحجنه الذي كان يسرق به الحاج، والعياذ بالله، فهذا يوجب الحذر من السرقة والدعوة إلى الشرك وتعذيب الحيوانات وغير هذا من المعاصي، فإنها من أسباب العذاب في النار، نسأل الله العافية. فالواجب على المؤمن أن يحذر ظلم الناس، وظلم الحيوان وأخذ الأموال بغير حق، سواء غصباً أو سرقةً أو خيانة، يجب الحذر من ذلك.   
 
4-  يسأل أخونا عن كيفية صلاة الاستسقاء؟
صلاة الاستسقاء مثل صلاة العيد، يصلي ركعتين يكبر في الأولى سبعاً وفي الآخرة خمساً، يكبر تكبيرة الإحرام وستاً بعدها، ثم يستفتح ثم يقرأ الفاتحة وما تيسر معها، ثم يركع، ثم يرفع، ثم يسجد سجدتين، ثم يقوم للثانية ويصليها مثل صلاة العيد، يكبر خمس تكبيرات إذا اعتدل ثم يقرأ الفاتحة وما تيسر معها ثم يقرأ التحيات ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يدعو، ثم يسلم، مثل صلاة العيد، النبي صلاها كما كان يصلي في العيد عليه الصلاة والسلام، ثم يقوم فيخطب الناس خطبةً يعظهم فيها ويذكرهم ويحذرهم من أسباب المعاصي ومن أسباب القحط، يحذر من المعاصي لأنها أسباب القحط وأسباب حبس المطر وأسباب العقوبات، فيحذِّر الناس من أسباب العقوبات من المعاصي والشرور، وأكل أموال الناس بالباطل، والظلم، وغير ذلك من المعاصي، ويحثهم على التوبة والاستغفار ويقرأ عليهم الآيات الواردة في ذلك، والأحاديث ثم يدعو ربه رافعاً يديه، ويرفع الناس أيديهم، يدعو ويسأل ربه الغوث ومن ذلك: "اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا"، ثلاث مرات، "اللهم أسقنا غيثاً مغيثاً هنيئاً مريئاً غدقاً مجللاً صحا طبقاً عاماً نافعاً غير ضار، تحيي به البلاد وتغيث به العباد وتجعله يا ربِّ بلاغاً للحاضر والباد". هذا من الدعاء الذي دعا به النبي صلى الله عليه وسلم، "اللهم أنبت لنا الزرع، وأدر لنا الضرع، وأسقنا من بركاته". ويلح في الدعاء، ويكرر بالدعاء: "اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين"، مثل ما فعل النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يستقبل القبلة في أثناء الدعاء، يستقبل القبلة وهو رافع يديه ويكمل بينه وبين ربه وهو رافع يديه، ثم ينزل، والناس كذلك يرفعون أيدهم ويدعون مع إمامهم، وإذا استقبل القبلة كذلك يدعون معه ويستقبلون القبلة بينهم وبين أنفسهم ويرفعون أيديهم، والسنة أن يحول الرداء في أثناء الخطبة، عندما يستقبل القبلة يحول رداءه فيجعل الأيمن على الأيسر، إذا كان رداء، أو بشت إن كان بشت يقلبه وإن كان ما عليه شيء سوى غترة يقلبها، قال العلماء: تفاؤل بأن الله يحول القحط إلى الخصب، يحول الشدة إلى الرخاء، لأنه جاء في حديث مرسل عن محمد بن علي الباقر أن النبي صلى الله عليه وسلم حول رداءه ليتحول القحط -يعني تفاؤل-، وثبت في الصحيحين من حديث عبد الله بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم حول رداءه لما صلى بهم صلاة الاستسقاء، فالسنة للمسلمين كذلك، أما في خطبة الجمعة فلم يحول رداءه عليه الصلاة والسلام دعا واستغاث وهو في خطبة الجمعة في ضمن دعائه عليه الصلاة والسلام، والاستسقاء يكون في خطبة الجمعة تكون في خطبة العيد وتكون في غير ذلك يستسقي ولو جالس في البيت أو في السوق لا بأس، دعاء الاستسقاء مطلوب من الفرد والجماعة، لكن إذا صلى بهم ركعتين خرج بهم إلى الصحراء وصلى بهم ركعتين كالعيد فإنه يخطب بعد ذلك ويدعو ويحول رداءه، كما فعله النبي صلى الله عليه وسلم عند استقباله القبلة، ويحوز أن يخطب قبل ذلك قبل الصلاة ثم يصلي بعد، جاء هذا وهذا عن النبي صلى الله عليه وسلم، جاء أنه خطب قبل الصلاة وجاء أنه خطب بعد الصلاة، بعد الصلاة كالعيد وقبل الصلاة كالجمعة، فكل هذا فعله النبي صلى الله عليه وسلم، فعل هذا وهذا عليه الصلاة والسلام، والمقصود هو الدعاء والضراعة إلى الله، ورفع الشكوى إليه جل وعلا في إزالة القحط والشدة وفي إنزال المطر، والغوث منه سبحانه وتعالى. وقد جاء في بعض الأحاديث أنه ركع ثلاث ركوعات وبعضها أربع ركوعات وبعضها خمس ركوعات؛ لكن الأصح والأرجح عند المحققين من أهل العلم أنه صلى ركعتين بركوعين فقط، بركوعين وقراءتين وسجودين هذا هو الأصح، هذا هو أصح ما جاء في هذا كما تقدم، صلى ركعتين في كل ركعة قراءتان وركوعان وسجدتان، ثم قرأ التحيات وصلى على النبي ودعا ثم لما سلم خطب الناس وذكرهم وبين لهم أحكام الاستسقاء، بين لهم عقوبات الذنوب والحذر منها، وبين لهم أنه ينبغي لهم الصدقة والإحسان والإكثار من ذكر الله واستغفاره وهكذا ينبغي لأئمة الصلاة والخطباء أن يذكروا الناس وينبهوهم كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم.  
 
5-  ما هو قولكم -وفقكم الله- في صلاة التسابيح، هل نؤديها أم نكف عن أدائها؟
صلاة التسابيح جاء فيها أحاديث ضعيفة، والصواب أنها لا تشرع وإنما يصلي الإنسان كالصلاة العادية التي يعرفها من فعل النبي صلى الله عليه وسلم، أما صلاة التسابيح كونه يسبح فيها خمس عشرة مرة، يقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، وإذا ركع سبح عشر مرات، وإذا رفع سبح عشر مرات وإذا سجد سبح، إلى آخره، هذه غير مشروعة لأنها غير ثابتة، والصواب أن طرقها كلها ضعيفة.  
 
6-  هل الأفضل أثناء الدعاء في كل وقت غير الاستسقاء، هل الأفضل رفع الأيادي أم عدم رفعها؟
الأفضل رفع الأيدي في الدعاء هذا هو الأفضل؛ لأنه من أسباب الإجابة، إلا في حالات ما رفع فيها النبي صلى الله عليه وسلم فإنا لا نرفع فيها، وما عداها نرفع في المواضع التي رفع فيها صلى الله عليه وسلم كصلاة الاستسقاء، في خطبة الاستسقاء وفي المواضع الذي ندعو فيها نرفع أيدينا، لكن المواضع التي ما رفع فيها النبي صلى الله عليه وسلم مثل صلاة الفريضة ما رفع فيها بين السجدتين ولا قبل السلام ولا بعد السلام لو فعله لنقل، لو فعله لنقله الصحابة لأنهم ما تركوا شيئاً رضي الله عنهم إلا نقلوه، فلما لم ينقلوا أنه لم يرفع يده بعد الفريضة دل على أنه لا يشرع، وكذلك في خطبة الجمعة ما كان يرفع يديه في خطبة الجمعة ولا في خطبة العيد عليه الصلاة والسلام فنحن لا نرفع، إلا إذا استسقينا في خطبة الجمعة أو العيد نرفع أيدينا للاستسقاء.  
 
7-  ما حكم كتابة الآيات القرآنية على اللوح ومحوها وشرابها من أجل الاستشفاء، هل ورد هذا، وهل هو طريقة صحيحة؟ جزاكم الله خيراً.
نعم، فعل هذا بعض السلف، وذكره ابن القيم رحمه الله وشيخ الإسلام بن تيمية وجماعة، لا حرج في ذلك، يكتب آيات في لوح أو في صحن أو في قرطاس في زعفران مثلاً ثم يغسله ويشربه أو يرشه على بدنه لا حرج في ذلك، وقد فعله جمع من السلف وذكر ابن القيم وجماعة أنه نافع بإذن الله، وله أن يقرأ في الماء ينفث في الماء ثم يشرب منه ويغتسل به، فعله النبي صلى الله عليه وسلم مع ثابت بن قيس بن شمَّاس، فإذا قرأ في الماء الفاتحة وآية الكرسي وقل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس أو بعض ذلك ودعا بالدعوات المناسبة ثم شرب من الماء واغتسل ببعضه فهذا مجرب في الشفاء.  
 
8-  حدثونا لو تكرمتم عن الصيغة الصحيحة لعقد النكاح؟
الصواب أنه يفعل بكل صيغة، ما له صيغة معينة، هذا هو الصواب، لكل أهل بلد أو قبيلة عرفهم، لكن المشهور منها: أنكحتك وزوجتك، يقول الولي للزوج: أنكحتك بنتي أو أختي أو زوجتك أو ملَّكتك، وإن قال: وهبتك أو أعطيتك أو ألفاظاً أخرى يعرفون معناها وقال الزوج: قبلت، صح ذلك، فلو قال للزوج: أعطيتك ابنتي أو وهبتك ابنتي وقصده الزواج وقال الزوج: قبلت ذلك، صح بحضرة شاهدين، إذا كانت الشروط متوفرة، أن يرى البنت وليس فيها مانع لا إحرام وليست زوجة ولا معتدة فإذا كان ليس بها مانع وقبلت فلا بأس بحضرة شاهدين، برضاها وحضرة شاهدين وأن تكون خالية من الموانع، لا زوج وأن تكون المرأة خالية من الموانع، ليس بها موانع. فالحاصل أن الألفاظ لا حرج في تنوعها. وقال بعض أهل العلم: لا بد أن يكون بلفظ: زوجتُ وأنكحتُ، ولكن ليس عليه دليل، فالصواب أن النكاح ينعقد بالألفاظ الدالة على معناها كالبيع والهبة والإجارة ونحوها، فإذا قال: ملكتك ابنتي أو أعطيتك ابنتي أو وهبتك ابنتي أو أختي أو عمتي قصده التزويج وهم يعرفون ذلك وقال: قبلت، بحضرة الشاهدين وبكمال الشروط فلا بأس.   
 
9-  لدينا عادة إذا دخل الرجل على مخطوبته ليلة الدخلة يقرأ سورة (يس)، فهل هذا العمل صحيح؟
لا أعلم له صحة، لا أعلم له أصلاً.  
 
10- ما قولكم -يحفظكم الله- في تمويل المدارس بالزكاة لتعميرها، وإذا كانت الزكاة تصرف إلى طلبة العلم فمن باب أولى فيما أرى أن تصرف على المدارس؟!
المدارس لا تعمر بالزكاة، وهكذا المساجد وهكذا الربط، لا تعمر بالزكاة، الزكاة لها مصارف بيَّنها الله جل وعلا في قوله سبحانه: إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ.. (60) سورة التوبة، هؤلاء هم أهل الزكاة، والمقصود في سبيل الله يعني الجهاد هكذا قال جمهور أهل العلم، المراد به الجهاد، فلا تصرف أموال الزكاة في تعمير المساجد ولا تعمير المدارس والرُّبط ولا غيرها من المشاريع الخيرية كإصلاح الطرقات أو إصلاح السفن لنقل الفقراء أو ما أشبه ذلك، لكن إذا دفعها للفقراء المحاويج من الطلبة في المدرسة إذا كان فيها فقراء، طلبة فقراء وأعطاهم من الزكاة أو مدرسين فقراء ليس لهم رواتب يقوم بحالهم وأعطاهم من الزكاة يعينهم على تدريس أبناء المسلمين هذا كله طيب، لا حرج، فيه مصلحتان: مصلحة أنهم فقراء، ومصلحة أنهم يطلبون العلم أو يعلمون الناس.  
 
11-   كنت مأموماً في صلاة العصر في مسجد قريتنا، وفي الركعة الأخيرة سجد الإمام وسجدنا معه آخر سجود في الركعة، ولما رفع من السجود لم نسمع تكبيرته، وظللنا ساجدين حتى قرأ الإمام التشهد ثم سلم فرفعنا من السجود، ماذا علينا والحال ما ذُكر؟
إذا كنتم بقيتم في السجود لم تسمعوا فلا حرج عليكم، تكملون الصلاة والحمد لله، إذا رفعتم رؤوسكم تأتون بالتشهد ثم تسلمون بعده، ولا شيء عليكم، والحمد لله. - أما إذا سلموا مع الإمام فالصلاة ..؟ ج/ لا، مع تصح صلاتهم، إذا سلموا عمداً لأنهم ما قرؤوا التشهد، لا بد أن يقرؤوا التشهد، فإن صار نسياناً يرجعون ويأتون بالتشهد ثم يسجدون للسهو ثم يسلمون إذا كانوا فعلوه سهواً يعني سلموا معه سهواً يعني اندهشوا وسلموا معه سهواً يرجعون إلى الصلاة إذا كان العهد قريب ما طال الفصل ويقرؤون التحيات وبعد التكميل يسجدون للسهو ويسلمون، وإن سلموا ثم سجدوا للسهو كذلك أفضل، يسلمون ثم يسجدون السهو سجدتين بعد السلام.  
 
12-   إذا دخل المصلي المسجد ووجد الصف الأول قد امتلأ ويريد أن يدرك الركعة فماذا يفعل: هل يقف وحده، أم يجذب أحد المصلين من الصف الأول؟ جزاكم الله خيراً.
عليه أن يلتمس فرجة، فإن لم يجد لا يجذب أجداً بل ينتظر حتى يأتي أحد ولو فاتته الركعة، وإن تيسر له أن يتقدم مع الإمام ويصف عن يمينه فهذا طيب، وإلا فلينتظر حتى يأتي أحد، ولا يصلي وحده ولا يجذب الناس، أما الحديث: (ألا دخلت معهم أو اجتررت رجلاً) فهذا ضعيف. ولأن جذب الرجل يفتح فرجة في الصف وتصرف فيه بغير حق، فالحاصل أنه لا يجر رجلاً ولا يصلي وحده؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا صلاة لمنفردٍ خلف الصف). ولكن ينتظر حتى يأتي من يصفُّ معه، فإن لم يأتِ أحد صلى بعد ذلك، إذا سلم الإمام صلى وحده، فهو معذور. - وحينئذٍ له أجر الجماعة -سماحة الشيخ-؟ ج/ نرجو له أجر الجماعة؛ لأنه معذور شرعاً.  
 
13-  هل الرسول صلى الله عليه وسلم كُلِّم من ربه سبحانه وتعالى؟
نعم، كلم الله محمداً كما كلم موسى عليه الصلاة والسلام، عليهما الصلاة والسلام، لما عرج به إلى السماء كلمه سبحانه وفرض عليه الصلوات الخمس.   
 
14- عندنا يلبس العريس في يوم العقد الذهب والحرير والحناء للرجل!! هل هذا حرام؟
لا يجوز هذا، لا يتحلى ولا يلبس الذهب ولا الحرير هذا لا يجوز، هذا من شأن النساء، الذهب للنساء والحرير للنساء والحناء للنساء، لا يتشبه بالنساء.  
 
15-  الفتاة التي لا تصلي هل يجوز الزواج بها؟
يجوز الزواج بها لأمثالها من الذين لا يصلون؛ لأنهم يكفرون بترك الصلاة كلهم فتساووا في الكفر، فإذا تزوجها من لا يصلي فلا حرج، أما إن تزوجها من يصلي فالصحيح أنه لا يصح النكاح، بل عليه التجديد، تجديد النكاح إذا تابوا إلى الله ورجعوا إليه سبحانه وتعالى، أما إن كانا لا يصليان جميعاً فالنكاح صحيح، وعليهما التوبة إلى الله والبدار بأداء الصلاة ونكاحهما صحيح، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لما أسلم الناس لم يسألهم عن أنكحتهم بل أقرهم على أنكحتهم، لكن من تزوج امرأةً يعرف أنها لا تصلي وهو يصلي لا يصح، أو بالعكس هو لا يصلي وهي تصلي كذلك لا يجوز، فإذا علمت أنه لا يصلي لا يحل لها أخذه، وهو كذلك لا يحل له أخذها إذا كانت لا تصلي، فإن وقع العقد وجب أن يجدد ويعاد، إذا كان كل واحد يرغب في صاحبه يجب أن يجدد إذا تاب من يترك الصلاة ورجع إلى الله فلا بأس.

1K مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply