حلقة 800: صلاة الوتر بتسليمة واحدة - حكم الدعاء ببعض ألفاظ المأثور إذا نسي بعضها الآخر - أحكام بعض العبارات التي تقال على ألسنة الناس - عبارة حصل صدفة - الطواف عن الموتى - حكم من يصلي الفجر بعد طلوع الشمس

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

49 / 49 محاضرة

حلقة 800: صلاة الوتر بتسليمة واحدة - حكم الدعاء ببعض ألفاظ المأثور إذا نسي بعضها الآخر - أحكام بعض العبارات التي تقال على ألسنة الناس - عبارة حصل صدفة - الطواف عن الموتى - حكم من يصلي الفجر بعد طلوع الشمس

1-   روى الحافظ الموصلي عن عثمان -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: العبد المسلم إذا بلغ أربعين سنة خفف الله تعالى حسابه، وإذا بلغ ستين سنة رزقه الله تعالى الإنابة إليه، وإذا بلغ سبعين سنة أحبه أهل السماء، وإذا بلغ ثمانين سنة ثبّت الله تعالى حسناته ومحا سيئاته، وإذا بلغ تسعين سنة غفر الله ما تقدم من ذنبه وما تأخر وشفعه الله تعالى في أهل بيته وكتب في السماء أسير الله في أرضه) أخرجه الحافظ الموصلي، وروي من غير هذا الوجه في مسند الإمام أحمد . ثم إني قرأت هذا الحديث في كتاب مختصر تفسير ابن كثير جزاكم الله خيرا، وإذا كان هذا الحديث صحيحاً فاشرحوه لنا بالتفصيل؟ جزاكم الله خيرا. 

بسم الله الرحمن الرحيم: الحمد لله, وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعــد: فهذا الحديث لا أعلم له سنداً صحيحاً، ومقتضى الأحاديث الصحيحة والآيات القرآنية تدل على عدم صحته، فالإنسان وإن كبر في سنه، مأخوذ بسيئاته إلا أن يتوب إلى الله منها، فالحاصل أن هذا الحديث لا أعلم له سنداً يعتمد عليه صحيحاً. والواجب على كل مسلم وإن بلغ التسعين وإن بلغ المئة ما دام عقله معه أن يحذر السيئات، وأن يبتعد عنها وأن يبادر بالتوبة مما وقع منه، وهكذا المرأة وإن كانت كبيرة في السن يجب على كل مسلم من رجال ونساء أن يحذر المعاصي، وأن يتوب إلى الله منها وإن كانت سنه كبيرة, وإن كان في المئة عام وأكثر من ذلك، فالواجب الحذر؛ لأن الله -جل وعلا- حرم المعاصي على المكلفين، وتوعد عليها بالعقوبات إلا من تاب إليه سبحانه وتعالى، فالواجب على جميع المؤمنين من الرجال والنساء التوبة إلى الله من جميع الذنوب والحذر من اقترافها مطلقاً، في جميع أوقات العمر، وإن كبر في السن، نسأل الله للجميع التوفيق والهداية.  
 
2- صلاة الوتر ركعتان أو أكثر ثم واحدة، هل ورد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه واصل الثلاث الركعات بتسليمة واحدة، وهل إذا كان هذا صحيح عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يجلس في كل الركعتين أم لا، وما هي صفتها، وكذلك الدعاء بعد السلام أو قبله أو في السجود، هل يجوز أن يأتي بدعاء من نفسه أو بما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم؟ 
ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه أوتر بثلاث مفصولة يسلم بين الثنتين وأوتر بواحدة، وهذا هو الغالب من فعله -صلى الله عليه وسلم-. أنه يوتر بواحدة وحدها ويفصل ما قبلها، وكان في الغالب يصلي إحدى عشرة يسلم بين كل ثنتين، ثم يوتر بواحدة، وربما أوتر بثلاث سردهن لم يجلس إلا في الأخيرة، وهذا قليل، والغالب أنه يسلم بين الثنتين، أما كونه يصليها كالمغرب هذا مكروه لا ينبغي؛ لأنه تشبيه لها بالمغرب، وقد جاء في بعض الأحاديث النهي عن ذلك فلا تُصلَّى كالمغرب ولكن يصليها بالتسليم بين الثنتين ثم يوتر بواحدة، أو يسردها سرداً ويصليها جميعاً من دون الوتر إلا في الأخيرة، هذا هو المشروع، ولكن الأفضل أن يسلِّم بين كل ثنتين، وأن تكون الواحدة مفردة مستقلة، سواء صلى ثلاثاً أو خمساً، أو أكثر من ذلك. - وفيما يخص الدعاء جزاكم الله خيراً؟ ج/ أما الدعاء فالإنسان يدعو بما يشاء، بما أحب من الدعوات الطيبة التي ليس فيها محذور، لكن الوارد أفضل إذا تيسر له دعاءً يحفظه فهو أفضل وله أن يدعو بحاجاته، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: (ما من عبدٍ يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته في الدنيا، وإما أن تدخر له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من الشر مثل ذلك. قالوا يا رسول الله: إذاً نكثر؟ قال : الله أكثر). فلم يحدد دعاء -عليه الصلاة والسلام- بل بين أن كل دعاء ليس فيه إثم ولا قطيعة رحم يرجى إجابته مطلقاً، لكن إذا تيسر له دعاء معروف عن النبي-صلى الله عليه وسلم- ودعا به يكون أفضل من غيره، مثل السجود: يقول الله اغفر لي ذنبي كله، دقه وجله، وأوله وآخره وعلانيته وسره، هذا كان يدعو به النبي -صلى الله عليه وسلم-، وإذا دعا بغير ذلك: اللهم يا مثبت القلوب ثبت قلبي على دينك. هذا من دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- وإذا دعا بقوله: اللهم اغفر لي ولوالدي ولجميع المسلمين فلا بأس، أو قال: اللهم أصلح قلبي وعملي، أو اللهم ارزقني كسباً حلالا. أو زوجةً صالحة، أو ذريةً طيبة، أو ما أشبه ذلك من الدعوات الطيبة لا حرج في السجود وفي آخر الصلاة وفي كل وقت من أوقات حياته، لكن في السجود أفضل، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء. ويقول -صلى الله عليه وسلم- : (أما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمنٌ أن يستجاب لكم). يعني فحري أن يستجاب لكم. وكان -صلى الله عليه وسلم- لما علم أصحابه التحيات أرشدهم إلى الدعاء. وقال: (ثم ليختر من الدعاء أعجبه إليه فيدعو). وفي اللفظ الآخر: (ثم ليختر لنفسه ما شاء). فبين -صلى الله عليه وسلم- أنه يدعو بما أحب, ولا يتقيد بالوارد بل يدعو بما يسر الله له، لكن الدعاء يكون دعاءً طيباً ليس فيه إثم، وليس فيه قطيعة رحم، بل من الدعوات الطيبة النافعة، ولو كانت ما وردت, ولو كان ما سمعها في الأحاديث، والحمد لله، وهكذا في بقية الأوقات يدعو في غير الصلاة، يدعو في الضحى وهو جالس أو في الظهر أو في الليل وهو جالس أو واقف أو يمشي، أو يدعو في صلاة النافلة، الضحى، أو في تهجده في الليل، المقصود أن الدعاء مطلوب، في الصلاة وفي خارج الصلاة والحمد لله.  
 
3-  ما الحكم فيما إذا نسي الشخص بعض ألفاظ الدعاء الوارد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- هل يؤثر ذلك أو لا؟
لا يؤثر، يدعو بما حضره وما أحب والحمد لله، يدعو بما حفظ ويدعو بما حفظ من الدعوات الطيبة ولو كانت غير واردة والحمد لله.  
 
4-  بعض الناس يقول: لا حول الله! وبعضهم يقول: صدفة! وبعضهم يقول: ما صدقت على الله! وجهونا حول هذه الألفاظ؟ جزاكم الله خيراً.
المشروع أن يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله. ليس لا حول الله، ما يصلح هذا، يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله. يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إنها كنز من كنوز الجنة). حث عليها -عليه الصلاة والسلام- لا حول ولا قوة إلا بالله، ويقول -صلى الله عليه وسلم-: (الباقيات الصالحات: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله). ويقول لأبي موسى -رضي الله عنه-: (ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟ فقال: أبو موسى: بلى يا رسول الله. فقال: لا حول ولا قوة إلا بالله). وأرشد من خرج من بيته إلى الصلاة وغيرها أن يقول: (بسم الله توكلت على الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله). فهذا من قالها حري بأن يكفى ويوقى، يقول عند خروجه من بيته للمسجد أو لغير ذلك، أو للسوق أو لغير ذلك من الحاجات: (بسم الله توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله. اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أُضل أو أزل أو أُزل أو أظلم أو أُظلم أو أجهل أو يُجهل عليَّ). يستحب هذا لمن خرج من بيته مطلقا، للمسجد، للسوق، لزيارة أخيه، لعيادة مريض، لأي حاجة، إذا خرج يقول: (بسم الله، توكلت على الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله. اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أُضل أو أزل أو أُزل أو أظلم أو أُظلم أو أجهل أو يُجهل عليَّ).  
 
5-  تسأل أختنا عن كلمة صدفة، وقولهم: ما صدقت على الله!!؟
هذه لا حرج فيها، صدفة يعني من غير موعد إذا صادفه في الطريق أو عند فلان من دون موعد، ما بينهما موعد. سماها صدفة، وما صدقت على الله، يعني ما كنت أظن أن هذا يقع، ما صدقت على الله أن هذا يقع، يعني ما صدقت أن هذا يقع، عبارةً عامية ما فيها شيء، مقصودهم أنه لم يظن أن هذا يقع أو يحصل.  
 
6-  ما هو طواف السبع التي يطوفها بعض الناس لوالديهم أو أقاربهم بعد العمرة، هل ورد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- فعلها؟
لم يرد -فيما نعلم- فعلها للنبي -صلى الله عليه وسلم- ولا يستحب فعلها عن الموتى ولا عن غيرهم، يطوف الإنسان عن نفسه ، يطوف بالنية، يتعبد بالطواف بالكعبة سبعة أشواط عن نفسه، يتطوع بذلك؛ الطواف عبادة فيه خير عظيم من أسباب محو الذنوب. ويجب على الحاج والمعتمر أن يطوف بالبيت طواف الإفاضة، طواف الوداع، طواف العمرة، كل هذه الأطوفة واجبة، طواف الإفاضة يوم العيد للحاج، أو بعد العيد كذلك، طواف الوداع عند الخروج، طواف العمرة وسعي العمرة كل هذه الأطوفة واجبة، وإذا طاف تطوعاً فهو عبادة عظيمة، فيها أجر كبير، ,من أسباب تكفير الذنوب لكن كونه يطوف عن والده أو عن أخيه أو فلان ليس عليه دليل، بعض أهل العلم يرى أنه لا بأس به أن يطوف عن أخيه أو غيره ولكن ليس عليه دليل، والطواف صلاة فكما أنه لا يصلي عن أحد فلا يطوف عن أحد، هذا هو الأصل، وهذا هو الصواب. - أما العمرة كاملة، أما الحج كاملاً فجائز سماحة الشيخ يجوز؟ ج/ الحج كاملٌ والعمرة كاملة عن الميت أو العاجز الكبير في السن العاجز الذي ما يستطيع الحج لكبر سنه وهرمه فلا بأس.  
 
7-   تسأل أختنا عن الشخص الذي يصلي بعض الأيام صلاة الفجر بعد طلوع الشمس، أو يصلي صلاة العصر في البيت، ما حكم صلاته، وهل تجب مقاطعته أو تجب نصيحته، أرشدونا لذلك، ولاسيما إذا كان من المقربين لنا؟
الواجب على كل مسلم ومسلمة المحافظة على الصلوات الخمس في أوقاتها، يجب على جميع المسلمين المكلفين من الرجال والنساء أن يحافظوا على الصلاة في وقتها، الفجر في وقتها قبل الشمس، الظهر في وقتها بعد الزوال، والعصر في وقتها إذا صار ظل كل شيءٍ مثله بعد فيء الزوال قبل أن تصفرَّ الشمس، والمغرب بعد غروب الشمس، والعشاء بعد غروب الشفق، والفجر بعد طلوع الفجر وقبل الشمس، لا بد من هذا، يجب على جميع المسلمين المكلفين المحافظة على هذه الصلوات الخمس لأنها عمود الإسلام، من تركها كفر –نعوذ بالله من ذلك- يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر). ويقول –عليه الصلاة والسلام-: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة). ويقول: (إنه يلي عليكم أمراء فتعرفون وتنكرون فقيل يا رسول الله أفلا نقاتلهم؟ قال: لا، ما أقاموا فيكم الصلاة). دل على أن إقامة الصلاة لا بد منها، عمود الإسلام من تركها كفر. ولا يجوز تأخير الفجر إلى بعد طلوع الشمس، ولا تأخير العصر إلى أن تصفر الشمس. بل يجب أن يصليها في وقتها. والصحيح أنه إذا ترك ولو صلاةً واحدة عمداً حتى خرج وقتها كفر-نسأل الله العافية- فكيف إذا ترك الصلوات الكثيرة. أما إن جحد وجوبها كفر عند جميع العلماء. إذا جحد وجوب الصلاة كفر ولو فعلها، ولو صلى، إذا قال ما هي واجبة كفر عند الجميع. لكن إذا قال إنها واجبة وفرض ولكن يتساهل، يتكاسل, الأكثرون على أنه لا يكفر كفراً أكبر. الأكثرون من أهل العلم أنه لا يكفر كفر أكبر لكن كفر أصغر، ويرون أنها كبيرة عظيمة، لكن لا يكون كفراً أكبر، ولكن يستتاب فإن تاب وإلا قتل حداً؛ لقول الله -تعالى: فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ(5) سورة التوبة. فدل على أنه من لم يتب لا يخلى سيله. يقتل. لكن الجمهور على أنه يقتل حداً. فلان عاصي قد أتى كبيرة عظيمة. والقول الثاني: يقتل كافراً، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة). وقوله -صلى الله عليه وسلم-: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر). ويجب على المؤمن أن يصلي في جماعة، المرأة تصلي في البيت؛ لأنه خير لها وأسترلها، لكن الرجل يجب أن يصلي في المسجد مع الناس، الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- من سمع النداء فلم يأتي فلا صلاة له إلا بعذر. قيل لابن عباس -رضي الله عنه- ما هو العذر؟ قال: مرض أو خوف. وجاءه رجل أعمى فقال يا رسول الله: ليس لي قائد يقودني إلى المسجد فهل لي من رخصة أن أصلي في بيتي؟ فقال -صلى الله عليه وسلم-: (هل تسمع النداء للصلاة؟ قال: نعم، قال: فأجب). هكذا أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: أجب، وهو أعمى ما له قائد، يتلمس الجدران يدوِّر من يقوده، ومع ذلك يجب عليه أن يذهب إلى المسجد, فكيف بالبصير المعافى!! ويقول -صلى الله عليه وسلم-: (لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام, ثم آمر رجلاً يؤمَّ الناس، ثم أنطلق برجال معهم حزم من حطب إلى قومٍ لا يشهدون الصلاة, لأحرق عليهم بيوتهم). همَّ بهذا وهو لا يهم إلا بالحق -عليه الصلاة والسلام- همَّ أن يحرق عليهم بيوتهم؛ لأنهم ما حضروا في الجماعة مع المسلمين. وفي رواية أحمد: (لولا ما في البيوت من النساء والذرية لحرقتها عليهم). المقصود أن هذا يدل على وجوب أداء الصلاة في جماعة. وأنه لا يجوز للمسلم أن يتخلف عنها، لا الفجر ولا غيرها. بل التخلف عن الجماعة من صفات المنافقين. التخلف عن الجماعة في المسجد من صفات أهل النفاق، قال تعالى: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى (142) سورة النساء. الآية. وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً). فالذي يتكاسل عن صلاة الفجر في جماعة قد تشبه بأعداء الله المنافقين, وترك واجباً عظيماً، فالواجب عليه تقوى الله، وعلى أهله أن يناصحوه، وعلى أبيه أن يقوم عليه، إن كان عنده أب أو جد أو أخ كبير يلزمه في ذلك، ويؤدبه حتى يصلي في جماعة. يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر، وفرقوا بينهم في المضاجع). فالولد الذي يتخلف عن الجماعة وقد بلغ عشراً فأكثر يؤدبه أبوه، وهكذا أخوه الكبير، فإذا كان قد بلغ الحلم صار أمره أعظم, نسأل الله للجميع الهداية ولا حول ولا قوة إلا بالله.        
 
8-  هل نقاطعه أم نستمر على نصيحته؟
اعملوا بالأصلح ، إن كان الأصلح المواصلة لعل الله يهديه بأسبابكم فواصلوا النصيحة، واستعينوا على ذلك بمن ترون من خواص أقاربه وأصدقائه لعله يرجع. إن أصر ولم تنفع النصيحة. فالواجب أن يهجر وأن يرفع أمره إلى ولي الأمر، للمحكمة أو الهيئة حتى يعامل بما يستحق من العقوبة، يرفع بأمر من جهة ولي الأمر، القاضي للمحكمة أو الهيئة إذا كان في بلدهم هيئة، حتى تحضره وحتى تقيم عليه أمر الله. - إذاً ترجحون سماحتكم النصيحة؟ ج/ إذا أجدت وأفادت ، إذا رجي إفادتها.  
9-  تسأل أختنا بعض الأسئلة حول القرآن الكريم وحول تفسيره، فتسأل أولاً عن تفسير الجلالين؟
تفسير مفيد وفيه بعض الأخطاء في الصفات وفي بعض ... ولكن مفيد، تفسير مفيد، وقل كتاب إلا ويكون فيه بعض الأخطاء، إلا كتاب الله -سبحانه وتعالى- وكتب الناس يكون فيها بعض الأخطاء، لكن مقل ومكثر، فتفسير الجلالين فيه بعض الأخطاء فإذا تيسر أن يدرِّسه صاحب سنة، يعرف كلام أهل السنة والجماعة فينبه على الأخطاء فهذا طيب، وإذا أشكل شيء على الدارس يسأل أهل العلم. س/ سماحة الشيخ هل تنادون أحد طلبة العلم بتتبع هذا التفسير والإرشاد إلى ما فيه من الأخطاء والقول الصحيح أيضاً؟ ج/ نعم، عندي نية في هذا، وقد كتبت فيه بعض الشيء، عندي نية أن أتتبع هذا -إن شاء الله-وأن أكتب ما تيسر في ذلك، ولعلي أوصي أيضاً بعض أهل العلم لأنهم أفرغ مني، قد يفعلون هذا أسرع مني، فأرجو أن أوصي بعض أهل العلم فيما بعد -إن شاء الله-. - طلبة كلية أصول الدين سماحة الشيخ كثيراً ما يتناولون الدراسات القرآنية لنيل شهادة الماجستير أو الدكتوراة، هل تنصحون أحداً منهم بتناول هذا الكتاب؟ لعله يتيسر -إن شاء الله-. -ليكون أطروحةً علمية! ج/ أنا أوصي بهذا، لأن فيه مصلحةً كبيرة.  
 
10-   هل يجوز قراءة القرآن بصوت مرتفع عند سماع أشرطة القرآن الكريم، خاصة عند التعلم، بحيث يُشغَّل الشريط ويتبعه القارئ، وهل هذا يخالف قول الله -سبحانه وتعالى-: وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ(204) سورة الأعراف؟
رفع الصوت بالقراءة إذا كان فيه مصلحة؛ لأن هناك من يستمع، وهم كثيرون، فيرفع الصوت حتى يبلغهم هذا مطلوب، أما إذا كان رفع الصوت قد يشوش على المصلين أو القراء لا، يخفض صوته لا يشوش على الناس، وهكذا في الشريط، إذا كان عنده شريط يسمعه هو ولا يرفعه ويشوش على الناس إلا إذا كان الحاضرون يحبون أن يسمعوا فيرفع حتى يستفيدوا منه. المقصود أن رفع الصوت بالشريط أو بالإنسان كونه يقرأ إذا كان في ذلك مصلحة للحاضرين يستمعون ويستفيدون فيفعل، يرفع صوته أو الشريط، أما إذا كان رفع الصوت عند أناس يصلون أو عند أناس مشغولين بأشياء فلا، يكون في مكانٍ آخر، أو عنده أناس يقرؤون ويشغلهم بذلك، لا، لا يشوش عليهم، خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- على أناس يصلون في المسجد وهم أحزاب متفرقون فقال: (كلكم يناجي الله فلا يجهر بعضكم على بعض). اللهم صلِّ عليه وسلم. المقصود أن القارئ أو الذي عنده شريط للفائدة أو للقراءة لا يشوش على غيره إلا إذا كان الحاضرون يحبون أن يسمعوا ويستفيدوا.   
 
11-  من أجل أن تقلِّد القارئ الذي يقرأ في الشريط, وتتعلم منه الطريقة الصحيحة؟
تتعلم من دون أن ترفع صوته، تستمع، تتعلم ثم إذا فرغت من الشريط تقرأ كما كان يقرأ، أما ترفع صوتها معه لا، المشروع أن تستمع، الله يقول سبحانه: وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ (204) سورة الأعراف. فهي تستمع له وتنصت ثم تعمل كما سمعت وتستفيد، تمد الممدود، وتستفيد من المدغم، الذي فيه غنة والذي ما فيه غنة،إلى غير ذلك, المرقق والمفخم, يعني تستفيد من هذا الشريط إذا كان القارئ ممن يُقتدَى به. - على طريقته آيةً آيةً، سماحة الشيخ؟ ج/ لا بأس.    
 
12-   أذن المؤذن لصلاة العصر، وذهبت إلى المسجد، وكانت عليَّ صلاة الظهر لم أصليها لسبب ما، وكان الوقت قد أقيمت صلاة العصر، هل يكفيني أن أصلي العصر، أم لا بد من صلاة الظهر أولاً ثم أصلي العصر؟
إذا كان هذا الواقع تصلي معهم بنية الظهر، تصلي معهم العصر وأنت ناوي الظهر والحمد لله، ثم تصلي العصر وحدك أو مع جماعة إذا تيسرت الجماعة، ولا حرج في ذلك.    
 
13-   إذا كنت في صلاة جماعة في المسجد، وكنت من أحد المأمومين، ونسيت وتركت واجباً من واجبات الصلاة فهل أجبره بسجود السهو، أم يكفيني الإمام في ذلك لأني مع جماعة؟ جزاكم الله خيراً.
إذا كنت في صلاة جماعة في المسجد، وكنت من أحد المأمومين، ونسيت وتركت واجباً من واجبات الصلاة فهل أجبره بسجود السهو، أم يكفيني الإمام في ذلك لأني مع جماعة؟ جزاكم الله خيراً.
 
14- إذا كنا في صلاة جهرية وقرأ الإمام في الركعة الأولى الفاتحة، وما أن انتهى من قراءة الفاتحة لم يسكت بعد الفاتحة بل واصل، فهل في حق المأموم أن يقرأ الفاتحة، أم ينصت إلى الإمام؟ جزاكم الله خيراً.
يقرأ، إذا كان ما قرأها يقرؤها ولو كان الإمام يقرأ، يقرأ الفاتحة ثم ينصت؛ لأن الفاتحة واجبة عليه، على الصحيح ، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لعلكم تقرؤون خلف إمامكم؟ قلنا: نعم، قال: لا تفعلوا إلا بفاتحة الكتاب فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها). ومن هنا أخذ الوجوب. فيقرأ الفاتحة، ولكن إذا كان هناك سكوت من الإمام طويل، يقرأ في السكوت. أما إذا كان الإمام لا يسكت، أو سكوت قليل، فإنه يقرأ الفاتحة ويكمل ولو مع قراءة إمامه ثم ينصت.    
 
15-  هل الميت يلبس ملابس غير الكفن عند الدفن، ذكراً كان أم أنثى، أم يُكتفَى بالكفن؟
السنةأن يُكتفى بالكفن, الكفن يكفي، إذا كفن بالرجل بثلاثة أثواب، لفائف يلف فيها، هذا هو الأفضل، أو لفافة واحدة يلف بها يكفي، وإذا لبس قميص مع اللفافة فلا حرج، لكن الأفضل ثلاث لفائف, تبسط بسطاً ثم تلف الأولى والثانية ثم الثالثة، ثم تربط عليه، عند رأسه, وعند وسطه وعند رجليه. والمرأة كذلك، تلبس إزار قميص، خمار ثم لفافتين ويكفيها هذا، ولا حاجة إلى الزيادة على هذا.    

566 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply