حلقة 816: العدد الذي تصح به الجمعة - تفسير إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ - كيفية التصرف مع الزوج الذي يتهاون بصلاة الفجر - كلمة إلى كل زوجة تؤمن بالله - كلمة حول صلة الرحم من قبل المرأة

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

16 / 50 محاضرة

حلقة 816: العدد الذي تصح به الجمعة - تفسير إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ - كيفية التصرف مع الزوج الذي يتهاون بصلاة الفجر - كلمة إلى كل زوجة تؤمن بالله - كلمة حول صلة الرحم من قبل المرأة

1- هل صحيح أن صلاة الجمعة لا تصح إلا بعشرة مصلين، وأن الأفضل والأتم أربعين مصلٍّ؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد: فقد اختلف أهل العلم العدد الذي تصح به الجمعة فقال جماعة أربعون, وقال جماعة أقل من ذلك, وقال بعضهم أكثر من ذلك, والصواب أنها تنعقد بثلاث الإمام واثنين فما زاد هذا هو أرجح الأقوال في ذلك فإذا وجد في القرية ثلاثة فأكثر مستوطنون مكلفون فإنها تقام فيهم الجمعة؛ لعموم الأدلة الشرعية؛ ولأن الثلاثة جمع فتعمهم الأحاديث وتعمهم الآية الكريمة، هذا هو أرجح الأقوال في هذه المسألة.  
 
2- ما هو تفسير الآية الكريمة: بسم الله الرحمن الرحيم إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ [القدر:1]، هل القرآن نزل جملةً واحدةً، لقد سألت وقالوا لي: إنه نزل من اللوح المحفوظ، فهل هذا صحيح؟
القرآن الكريم نزل على رسول الله-صلى الله عليه وسلم-منجماً على حسب الحاجة والأسباب, وكان أول ما نزل سورة اقرأ في ليلة القدر, فصدق على ذلك أنه أنزل في ليلة القدر, وأنه أنزل في رمضان؛ لأن أوله نزل في ليلة القدر في رمضان هذا هو ظاهر الأدلة الشرعية؛ لأن كثيراً من القرآن نزل في مكة في غير رمضان, وكثير منه نزل في المدينة في غير رمضان لم يزل ينزل على الرسول- صلى الله عليه وسلم - منجماً على حسب الحوادث والأسباب, وسورة المائدة نزلت في آخر حياته- صلى الله عليه وسلم-, ونزل في يوم الجمعة في يوم عرفة في حجة الوداع في السنة العاشرة من حياته-صلى الله عليه وسلم- ومن هجرته من حياته بعد الهجرة هذه الآية الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً(المائدة: من الآية3) هذه نزلت في يوم الجمعة وهو واقف بعرفة -عليه الصلاة والسلام- سنة عشرة من الهجرة, وقال ابن عباس- رضي الله عنه- وجماعة : إنه أنزل إلى السماء الدنيا في رمضان في ليلة القدر إلى بيت العزة بيت في السماء الدنيا يقال له بيت العزة، وكل سماء فيه بيت للملائكة يتعبدون فيه، وبيت العزة بيت في السماء الدنيا يتعبد فيه الملائكة, وفي السماء السابعة البيت المعمور يتعبد فيه الملائكة أيضاً وهو على ميزان الكعبة في الأرض يقول فيه النبي- صلى الله عليه وسلم- : (إنه يدخله كل يوم – يعني البيت المعمور- سبعون ألف ملك ثم لا يعودن إليه آخر ما عليهم, وهذا يدل على كثرة الملائكة, وأن كل يوم يدخل البيت المعمور منهم سبعون ألف ملك للعبادة ثم لا يعودون إليه أبدا فعلى هذا القول قول ابن عباس أنه أنزل إلى بيت العزة جملة واحدة, ثم نزل منجماً في ثلاث وعشرين سنة على حسب الحوادث والأسباب, وهذا قول قوي قال به جمع من أهل العلم والأول أظهر وأنه أنزل من عند الله -جل وعلا- بواسطة جبرائيل على النبي-صلى الله عليه وسلم- في ثلاث وعشرين سنة وأن أوله أنزل في ليلة القدر في رمضان والله ولي التوفيق- سبحانه وتعالى-.  
 
3- أنا امرأة متزوجة ولي أربعة أولاد، وقد هداني الله إلى الصلاة والصيام، وقد علمت أولادي الصلاة والصيام منذ كانت أعمارهم سبع سنوات، وقد كان زوجي مسافراً لفترة طويلة، وعندما عاد واستقر بدأت الحياة تدب فينا من جديد، لكن زوجي منذ عرفته منذ ستة عشر سنة وهو يتهاون بصلاة الفجر، هذا أمامي، وأما عندما كان مسافراً فالله أعلم، وهو لا يصلي الفجر دائماً إذا سمعه أو لم يسمعه، وقد نصحته بألا يتهاون بصلاة الفجر فكان يغضب مني ويتشاجر معي ويقول: إنه سوف يقضي عندما يستيقظ بعد شروق الشمس، وأنا أتألم لذلك؛ لأنه قدوتنا في البيت، وأيضاً يتهاون أحياناً بصلاة الجمعة، وأنا أنصحه بعدم التهاون بصلاة الجمعة، ولكنه يغضب مني ويحاول التشاجر معي، ولكن أبتعد عن التشاجر معه أمام أولادي، وأكتم الغضب في قلبي، وقد أحسست بكراهية وبغضاء تجاهه بسبب تهاونه بالصلاة، فهل علي إثم في كراهيته وعدم الرغبة في النظر إليه؟
لقد أحسنت حزاك الله خيراً في تربية الأولاد, وتعليمهم, والاجتهاد في أسباب صلاحهم, وهذا هو الواجب عليك, ولك عند الله الأجر العظيم, كما أنك أحسنت في نصيحة زوجك والإكثار عليه في المحافظة على صلاة الفجر وصلاة الجمعة وهذا هو الواجب عليك وعلى أمثالك النصيحة للزوج, والنصيحة للأولاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يقول الله- عز وجل- :وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (التوبة:71) هؤلاء المرحومون في الدنيا والآخرة, وأنت منهم إن شاء الله لحرصك على الخير, والله- جل وعلا- أخبر عن المؤمنين والمؤمنات جميعا الذكور والإناث كلهم مأمورون, وكلهم يجب عليهم أن يأمروا بالمعروف وأن ينهوا المنكر ويقوموا الصلاة ويؤتوا الزكاة ويطيعوا الله ورسوله, ويقول سبحانه :وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (العصر) فالتواصي بالحق واجب مع الأولاد, ومع الزوج, ومع الأقارب, ومع الجيران, ومع المسلمين جميعاً يجب على الرجال والنساء جميعاً أن يتواصوا بالحق والصبر عليه, وبذلك تصلح المجتمعات, وتصلح الأسر, ويستقيم أمر الله في عباد الله, ويظهر الحق ويقول- سبحانه وتعالى-: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ(المائدة: من الآية2), فالواجب عليك الاستمرار في نصيحته وأنت مأجورة في بغضك له وكراهيتك له؛ لأنه أتى منكراً عظيماً بل كفرا؛ لأن من تعمد ترك الصلاة عمداً يكفر بذلك, وهكذا من تعمد ترك الجمعة, فالواجب على زوجك أن يتقي الله وأن يحافظ على صلاة الجمعة وعلى صلاة الفجر كبقية الصلوات, وأنا أخشى عليه إن كان كاذباً أن يكون كافرا، إذا كان لا يصلي الفجر أو لا يصلي الجمعة يقول النبي- صلى الله عليه وسلم- : (لينتهين أقوام عن تركهم الجمعات، أو ليختمن الله على قلوبهم، ثم ليكونن من الغافلين) ، رواه مسلم في الصحيح ، ويقول- صلى الله عليه وسلم- : (من ترك الجمعة ، ثلاث جمع بغير عذر ، طبع الله على قلبه) ، ويقول- عليه الصلاة والسلام- : (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة) ، رواه مسلم في الصحيح, ويقول أيضاً- عليه الصلاة والسلام- : (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة في تركها فقد كفر )، فأنت شددي عليه ولا يقربك حتى يستقيم و إلا فاعتزليه بالكلية واذهبي إلى أهلك أو في بيت لوحدك أنت وأولادك, وأنت أحق بأولادك منه؛ لأن مثله يربيهم على الشر فأنت أولى بأولادك, وعليك أن تستمري في النصيحة لهذا الزوج مع منع نفسك منه حتى يتوب إلى الله وحتى يرجع إلى الحق، حتى يحافظ على الصلوات كلها نسأل الله له الهداية, وأن يمن عليه بالتوبة, ونسأل الله لك المزيد من التوفيق وعظيم الأجر وأن ينفع بجهودك ودعوتك ونصيحتك, وأن يجعلك مباركة أين ما كنت وأن يهديه لقبول نصيحتك والهداية، بما يعينه على الخير وبما يعينه على ترك الشر.  
 
4- هذه المرأة تقرب من المثالية ولا بد من سماحتك من كلمة إلى كل زوجة تؤمن بالله:
نعم نعم على كل زوجة أن تتقي الله وأن تعين زوجها على طاعة الله, وأن لا تتساهل معه, وأن لا تداهنه, وعلى الزوج كذلك أن يتقي الله في زوجته, وأن يعينها على طاعة الله وأن يلزمها بالصلاة في وقتها كل منهما عليه أن يعين الآخر وأن ينصح الآخر يقول الله لنبيه- عليه الصلاة والسلام-: وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى (طـه:132) ويقول -سبحانه- :يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ (التحريم:6), فالواجب على جميع الأسرة التعاون على الخير الزوج, والزوجة, والأب, والأم, والأخ, والابن, والأخت كلهم يتعاونوا، يجب على الجميع أن يتعاونوا على البر والتقوى وأن يتواصوا بالحق ، فالزوج يأمر زوجته ويلزمها بالحق ولو بالتأديب, والزوجة كذلك تنصح زوجها وتعينه على الحق وإذا لم يستجب استحق منها الهجر فيما أظهر من المعاصي, والهجر ثلاثة أيام في القول, وإذا كان كفراً وجب عليها الفراق كترك الصلاة أو السب الدين هذا يكون كفر، سب الدين, أو سب الرسول, أو ترك الصلاة يكون كافر يجب عليها أن تتركه وأن تذهب إلى أهلها وتمنعه من نفسها، وكذلك إذا كان يجحد شيئاً مما حرمه الله كأن يستحل الخمر, أو الزنا يراه حلال, أو يرى أن الصلاة ما هي بواجبة عليه يقول ما هي بواجب ما علينا صلاة أو ما علينا زكاة يكون هذا كفر أكبر أو يستهزئ بالدين يسخر بالصلاة، أو يسخر بالإسلام, أو يسخر بالزكاة, أو يسخر بالرسول أو يستهزئ به كل هذا كفر أكبر وردة عن الإسلام نعوذ بالله، المقصود الواجب على الزوجين, وعلى الأسرة كلها التناصح, والتعاون على البر والتقوى, والتواصي بالحق والصبر في ذلك, فالله- عز وجل- يعينهم إذا صدقوا وأخلصوا ، يعينهم ويوفقهم وينفع بجهودهم هكذا سنته في عبادة؛ لأنه سبحانه يوفق من أخلص له ويعينه كما قال- عز وجل-: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ (الطلاق:2-3) ويقول-سبحانه-: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً(الطلاق: من الآية4).
 
5- جدي من والدي تزوج من امرأة ولم ينجب منها وطلقها، فجاء رجل آخر من الأقارب وتزوجها وأنجب منها بناتاً، وتقدمت أنا للزواج من إحدى البنات، وعندما خطبتها سأل والدي البعض فقالوا: إنها لا تحل لي!! واختلف في ذلك الأمر، وهالني اختلافهم فلجأت إلى الله ثم إليكم لعلني أستمع القول الفصل؟
لا حرج عليك في الزواج من بنات زوجت أبيك من غير أبيك الزوج الجديد إذا كانت لم ترضعك فأنت أجنبي من بناتها إذا كانت لم ترضعك فإنك لك أن تتزوج بإحدى بناتها من ا لزوج الجديد, وإنما يحرمن على أبيك لأنهن ربائب لأبيك يحرمن علي أبيك إذا كان قد دخل بأمهن ووطء أمهن ، يحرمن على أبيك أما أنت لا. فلا يحرمن عليك لا بأس أن تتزوج إحدى بناتها ولا وجه للاختلاف في هذا ليس في هذا اختلاف بحمد الله.  
 
6- هل القيام بأمور الدعوة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وصلة الأرحام؛ واجبة على المرأة كما هي واجبة على الرجل، ومَن مِن رحمها تصل؟
نعم الأحكام عامة للرجال والنساء, فالواجب على الرجل هو الواجب على المرأة, والواجب على المرأة هو الواجب على الرجل إلا ما خصه الدليل يقول الله- سبحانه-: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (التوبة:71) فسوى بينهم جميعاً بين المؤمنين والمؤمنات, وأخبر أن هذه الأمور لازمة لهم وهي من صفاتهم, وأخلاقهم الواجبة العظيمة المفروضة عليهم, ويقول- جل وعلا-: إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً (الأحزاب:35) عشرة أسباب من الرجال والنساء عشرة كلهم داخلون في الإسلام والإيمان كلهم هذه الأصناف لكن نوعها بسبب الأعمال تنوع الأعمال إن المسلمين والمسلمات، المسلم الذي دخل في الإسلام وانقاد لدين الله ووحد الله وآمن بالله ورسوله، وصدق الله في أخباره, وصدق الرسول-صلى الله عليه وسلم- وآمن بكل ما أخبر الله به ورسوله يقال له مسلم, فإذا استكمل الدين واستقام على دين الله صار مؤمناً كاملاً, وإذا كان يديم الطاعات ويجتهد في الطاعات يسمى قانتاً وإذا كان من أهل الصدقة والإحسان صار متصدقاً, وإذا كان من الصبر على الطاعة الله والصبر على المعاصي يسمى صابراً, وإذا كان يؤدي الأعمال بخشوع وحضور قلب وطمأنينة يسمى خاشعاً, وهكذا إذا كان يكثر الصيام يصوم رمضان ويصوم سمي من الصائمين والصائمات وهكذا حفظ الفرج عن الزنا من الرجل والمرأة كان من الحافظين والحافظات, وهكذا الذكر إذا كان من أهل الذكر يكون من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات الرجل والمرأة جميعاً, فعليك أن تجتهدي في طاعة الله ورسوله, وأن تحرصي على القيام بالواجب كالدعوة إلى الله, والأمر بالمعروف, والنهي عن المنكر, و المسارعة إلى الخيرات, والاجتهاد في الطاعات, والصدق في العمل, والقول كهذا المؤمن والمؤمنة ، هذه الصفات العشر من صفات المؤمنين والمؤمنات من عرب وعجم وجن وإنس ,فكل واحد يجتهد أن يكون من هؤلاء كل مسلم ينبغي أن يجتهد أن يكون من هؤلاء وهكذا على كل مسلمة عليها أن تجتهد حتى تتصف بهذه الأخلاق العظيمة, ويقول-جل وعلا-: فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ (آل عمران:195) فأعمالهم كلها محفوظة لا يضيع الله منها شيئا الذكور والإناث، ثم يجازيهم عليها- سبحانه وتعالى- ويقول- عز وجل-: مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (النحل:97) الجميع لكن من خصه الدليل بالرجل فهو للرجل كأن ينكح أربع زوجات, والمرأة ليس لها إلا زوج واحد، ديته مائة من الإبل, والمرأة خمسون من الإبل فقط, المرأة يصيبها الحيض والنفاس وليس الرجل كذلك، تحمل وهو لا يحمل، أشياء تخص بينهم ، وأشياء افترقا فيها بينها الكتاب والسنة, والمقصود أن الأصل أنهما سواء هذا هو الأصل ، الأحكام واحدة على الرجال والنساء إلا ما خصه الدليل وفق الله الجميع.   
 
7- سماحة الشيخ هل تتفضلون بكلمة حول صلة الأرحام من قبل المرأة لأنها خصت هذا الموضوع بجزء من السؤال :
نعم نعم الجميع عليهم صلة الرحم مثل ما تقدم كلهم سواء في صلة الرحم, وفي بر الوالدين كبقية الأعمال إلا ما خصه الدليل ، فعلى المرأة أن تصل رحمها من أبويها, وأولادها, وإخوانها, وأخواتها, وأعمامها, وعماتها, وأخوالها, وخالاتها,, وبني عمها, وبني عمتها إلى غير ذلك الأقرب, فالأقرب يقول النبي- صلى الله عليه وسلم- لما سأله سائل : قال: يا رسول الله! من أبر؟ قال: أمك. قال" ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك .قال: ثم من؟ قال: أباك، ثم الأقرب فالأقرب) كهذا يبدأ بالوالدين, ثم الأقرب فالأقرب أولاده, ثم إخوته, وهكذا بالكلام الطيب وصلة الرحم بالمال, ومواساة الفقير, بالشفاعة للمظلوم, بالإعانة على ردع الظالم, بتعليم الجاهل بأمره بالمعروف بنهيه عن المنكر كل هذا من صلة الرحم بالمال, وبالفعل, الطيب, وبالقول الطيب كله من صلة الرحم, كله من بر بالوالدين, وهكذا الزيارة السليمة التي ليس فيها محذور هذه من صلة الرحم, كذلك الحرص على السؤال عنه وعن أحواله ومساعدته فيما قد يحتاج إليه وعيادته إذا مرض, والدعاء له بظهر الغيب كلها من صلة الرحم الستر عليه إذا زلت قدمه لا يفضحه عند الناس في ما بينه وبين الله إلى غير هذا مما ينفع قريبه في الدين والدنيا كله صلة رحم لكن لا يصله بمعصية الله لا يصله بالمعاصي, ولا بالمداهنة وعدم إنكار المنكر يصله بما أباحه الله وشرعه لا بما حرمه الله وفق الله الجميع.
 
8- سماحة الشيخ كثيرة هي الأسئلة التي تتوارد على الخاطر وأنا أنصت إلى ما تتفضلون به حول ما اهتم به ديننا تجاه المرأة وتجاه تكاليفها، وتجاه خطابها كخاطب الرجل سواء بسواء، لعل لسماحتكم من كلمة حول حجاب المرأة وصلة الأرحام؛ لأن البعض يعتقد أن الحجاب يحول دون صلة الرحم، فما هو تعليق سماحتكم؟
الحجاب لا يحول دون صلة الرحم ، الحجاب ومنع الخلوة هذا من كمال الدين والبعد عن الشر والفساد؛ لأنها إذا وصلت أرحامها من بني عم, أو بني عمة, أو بني خال وهي متبرجة, أو سافرة هذا من أسباب الفاسد, وكذا إذا خلت بواحد من بني عمها أو بني خالها هذا من أسباب الفساد ، فمن رحمة الله ومن إحسانه العظيم, ومن كمال الشريعة أنه حرم على المرأة وعلى الرجل الخلوة على الرجل الخلوة بغير محرمه, وعلى المرأة بغير محرمها حرام على هذا وهذا، هذا الرجل أن يتقي الله ولا يخلو بامرأة أجنبية, وعلى المرأة أن تتقي الله و لا تخلو برجل أجنبي لا السائق, ولا الخادم ولا غيرهما لا تخلو بأجنبي أبدا يقول النبي- صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: (لا يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما) ، ويقول-صلى الله عليه وسلم- : (إياكم والدخول على النساء) في اللفظ المغيبات إللي ما عندهن أحد قيل: يا رسول الله! أفرأيت الحمو : قال الحمو: الموت) ، الحمو يعني الأخ, أو ابن العم, أو ابن الخال, وأشباهه سماه موت لأنه خطر ، يدخل ولا يستنكر ، قد يخلو بزوجة أخيه أو يخلو بزوجة خاله أو يخلو بزوجة ابن أخيه فتقع المصيبة, وتقع الفاحشة, فالواجب الحذر من الخلوة لا بزوجة الأخ, ولا بأخت الزوجة, ولا بزوجة الخال, ولا بزوجة العم, ولا من العم, ولا من الخال, أما زوجة الأب محرم، زوجة الجد محرم، زوجة أبنك محرم من النسب والرضاع ، ابن البنت زوجته محرم هكذا ، محارم من النسب أو من الرضاع بالنسب والمصاهرة ، كأم الزوجة وبنت الزوجة المدخول بها، جدة الزوجة محرم لأنك مصاهر سواء أكان من النسب أو الرضاع ، يقول النبي- صلى الله عليه وسلم- : (يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب) . أما الخلوة فخطرها عظيم أما إن كان معهما ثالث في السيارة أو في البيت مثل جلس مع زوجة أخيه وهي محجبة ومستورة ولكن بحضرة أمه, أو بحضرة أخته, أو بحضرة شخص آخر لا شبهة فيه ولا ريبة فيه زال خطره, وكهذا إذا ركبت مع السائق ومعها شخص آخر أو امرأة أخرى بدون ريبة زال الخطر.  

516 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply