إبراهيم بن صالح الخضيري
الشيخ الدكتور إبراهيم بن صالح بن عبدالله الخضيري، قاضي في المحكمة الكبرى في الرياض
إبراهيم بن عبدالعزيز بن عبدالله بن سليمان بن حمد بن محمد بن سليمان بن حمد بن سليمان بن مانع الخُضَيري، بضم الخاء، وفتح الضاد، من آل أبو حسين من بني العنبر من بني عمرو من تميم. استوطن بعض أجداده حوطة سدير منذ أمد بعيد، والخضيري لقب لجده مانع نسبة إلى أرض زراعية تقع شمال جنوبية سدير (1) تسمى بالخضيري.
أخذ العلم عن جماعة من المشايخ؛ الذين لمسو فيه قوة الحفظ، وسرعة الفهم، والنباهة، والحرص على الطلب، والأدب مع الشيخ؛ كما يدل على ذلك ترشيحاتهم له، ومن أبرز مشايخه فضيلة الشيخ / محمد بن مقبل آل مقبل ـ رحمه الله ـ قاضي البكيرية في وقته؛ حيث قرأ عليه في صحيح الإمام مسلم وغيره، وفضيلة الشيخ / عبدالعزيز بن عبدالله السبيل ـ رحمه الله ـ؛ الذي خلف الشيخ ابن مقبل في قضاء البكيرية؛ وأكمل عليه قراءة صحيح مسلم، وسمع منه شرح الزاد، والآجرومية في النحو، والفرائض، وغيرها، وفضيلة الشيخ / محمد بن صالح الخزيم ـ رحمه الله ـ الذي أتم على يديه حفظ القرآن وتجويده، وفضيلة الشيخ/ محمد بن عثمان الشاوي ـ رحمه الله ـ الذي قرأ عليه بلوغ المرام وغيره، وفضيلة الشيخ/ سليمان بن صالح الخزيم ـ رحمه الله ـ الذي قرأ عليه بلوغ المرام، وعمدة الأحكام، وغيرهم.
وقد حفظ الشيخ عدداً غير قليل من المتون في مختلف الفنون؛ منها ثلاثة الأصول، والقواعد الأربع، ونواقض الإسلام، وكتاب التوحيد، وعمدة الأحكام، وبلوغ المرام، والأربعون النووية، وزاد المستقنع، ونظم المفردات، والرحبية، وملحة الاعراب، والآجرومية، وغيرها.
وكان من زملائه في الطلب أخوه فضيلة الشيخ / عبدالله بن عبدالعزيز الخضيري ـرحمه الله ـ، وفضيلة الشيخ / عبدالرحمن بن محمد المقوشي ـ رحمه الله ـ، وغيرهما.
وعندما بلغ الشيخ / إبراهيم ثلاث عشرة سنة طلب منه إمام مسجد العُبيد بالبكيرية الشيخ / عبدالله بن محمد السبيل أن يصلي عنه بالناس ـ بعد أن كبر سنه ـ فصلّى بهم.
توليته القضاء:
في أوائل عام 1371هـ طلب سماحة الشيخ/ محمد بن إبراهيم آل الشيخ ـ رحمه الله ـ من قاضي بريدة سماحة الشيخ / عبدالله بن محمد بن حميد ـ رحمه الله ـ أن يبحث عن بعض طلبة العلم ممّن يصلحون لتولي القضاء، فقام الشيخ ابن حميد بسؤال المشايخ في مدن القصيم المختلفة، وكان ممّن سأله الشيخ / عبدالعزيز بن عبدالله السبيل قاضي البكيرية، فذكر له الشيخ / إبراهيم، وأثنى عليه، وصادف أن جلس الشيخ / إبراهيم وكيلاً في إحدى القضايا بين يديّ سماحة الشيخ / ابن حميد فأعجب به، وكتب عنه لسماحة الشيخ محمد بن إبراهيم، وعلى اثر ذلك صدر من الملك عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ أمر يقضي بتعيين الشيخ إبراهيم قاضياً في ضرية، وكان ذلك بتأريخ 1/ 11/1371هـ، فاعتذر الشيخ إبراهيم عن ذلك لحاجة أبيه إليه، فأخبره سماحة الشيخ ابن حميد أن عذره غير مقبول، وأن عليه الطاعة، فأطاع، وباشر عمله قاضياً في محكمة ضرية.
وقد عين الشيخ إبراهيم في ضرية على المرتبة الرابعة براتب قدره أربعمائة ريالـ400ـ، واستمر في العمل فيها مدة أربع سنوات وبضعة أشهر.
وفي منتصف عام 1376هـ قام الشيخ / إبراهيم يرافقه أمير ضرية بزيارة للملك فيصل ـ رحمه الله ـ عندما كان ولياً للعهد، وكان قد خرج للنزهة في وقت ربيع وأمطار بالقرب من ضرية، فلما سلم الشيخ على الأمير نعى إليه الأمير فضيلة الشيخ / عبدالرحمن بن ناصر السعدي، وأخبره أنه توفي صباح ذلك اليوم، فاسترجع الشيخ، وعزى الأمير بوفاة الشيخ ابن سعدي، وحزن لذلك.
وبتاريخ 1/ 6/1376 هـ صدر قرار من رئيس القضاة في نجد والمنطقة الشرقية وخط الأنابيب سماحة الشيخ / محمد بن إبراهيم يقضي بنقل الشيخ / إبراهيم إلى قضاء السليل على المرتبة الرابعة براتب قدره ألف وثلاثمائة وخمسة وسبعون ريالاً1375 وعلى إثر صدور قرار نقل الشيخ إلى السليل انطلق أعيان ضرية وتوابعها يتقدمهم أمير ضرية / محمد بن راشد الغريب، وأمير مسكه وأمير الصمعورية إلى سماحة الشيخ / محمد بن إبراهيم يطالبون بشيخهم، ويذكرون جهوده في انهاء القضايا، وسرعة الفصل في الخصومات، وجهوده في الدعوة والتعليم، فردهم سماحة الشيخ / محمد بن إبراهيم وقال لهم: إننا نريده لأكبر من ذلك.
وفي النصف الثاني من عام 1376هـ باشر فضيلة الشيخ إبراهيم عمله في قضاء السليل، وأبدى براعة فائقة في القضاء، وتميزاً في القضايا العقارية نتج عن ذلك انتدابه للفصل في عدد من القضايا الشائكة؛ منها نظر النزاع الحاصل على ماء المستجد والفصل فيه، وقد توجه إلى هذه المهمة بتأريخ28/ 1/1382هـ، كما فصل في عدد من القضايا في نمره التي انتدب إليها مدة شهر.