ابن عدي

إيران

هو عبدالله بن عدي بن عبدالله بن محمد بن مبارك، هكذا نسبه الذهبي في "تذكرة الحفاظ"، واسم أبيه عدي في "التذكرة"، وفي "العبر"و"اللباب"و "طرح التثريب"و "شذرات الذهب"، وفي "طبقات الشافعية"لابن السبكي اسم أبيه محمد، وجده عدي.

بدأ سماع الحديث سنة تسعين ومائتين، ورحل في طلب الحديث ما بين الإسكندرية وسمرقند، وأول رحلاته في سنة سبع وتسعين ومائتين وعمره عشرون سنة.

 

روى عن بهلول بن إسحاق الأنباري، ومحمد بن عثمان بن أبي سويد، ومحمد بن يحيى المروزي، وأبي خليفة الجمحي، والحسن بن سفيان، وأبي عبد الرحمن النسائي، وعمران بن مجاشع، وعبدان الأهوازي، وأبي يعلى الموصلي؛ وقد زاد شيوخه على أكثر من ألف شيخ، قاله ابن ناصر الدين كما في شذرات الذهب لابن عماد.

 

قال ابن الأثير في اللباب: "وله التصانيف المشهورة". انتهى. وهذه التصانيف أشهرها على الإطلاق كتاب الكامل في ضعفاء الرجال وقد أثنى عليه العلماء ورفعوا من شأنه. قال فيه حمزة السهمي: "سألت الدارقطني أن يصنف كتابا في الضعفاء قال: "أليس عندك كتاب ابن عدي؟"فقلت "بلى". قال: "فيه كفاية لا يزاد عليه". وقال ابن كثير في البداية والنهاية: "له كتاب الكامل في الجرح والتعديل لم يسبق إلى مثله، ولم يلحق في شكله". وقال ابن قاضي شهبة كما في شذرات الذهب: "وهو كامل في بابه كما سمي". وقال ابن السبكي في طبقات الشافعية: "وكتاب الكامل طابق اسمه معناه، ووافق لفظه فحواه، من عينه انتجع المنتجعون، وبشهادته حكم المحكمون، وإلى ما يقول رجع المتقدمون والمتأخرون". وقال الذهبي في أول كتاب (الميزان): "ولأبي أحمد بن عدي كتاب الكامل هو أكمل الكتب وأجلها في ذلك".

وهذا الكتاب العظيم الذي نعته هؤلاء العلماء بهذه النعوت وأثنوا عليه هذا الثناء، يوجد بعضه مخطوطا في المكتبة الظاهرية بدمشق تحت رقم "364"حديث، وفي معهد المخطوطات بجامعة الدول العربية بالقاهرة تحت رقم "388"ورقم "759"فهرس قسم التاريخ، وكذا يوجد منه أجزاء مختلفة ملفقة من ثلاث نسخ في دار الكتب المصرية نوه عنها في فهرس مصطلح الحديث في دار الكتب؛ ومن آثاره كتاب "الانتصار على مختصر المزني" ذكره الذهبي في التذكرة، وابن العماد في شذرات الذهب، وابن السبكي في طبقات الشافعية وقال: "وددت لو وقفت عليه".
ومنها "أسامي من روى عنهم البخاري "من مشايخه الذي ذكرهم في صحيحه على حروف المعجم، وهو من مخطوطات المكتبة الظاهرية بدمشق تحت رقم "389"حديث.


توفي الحافظ أبو أحمد بن عدي سنة خمس وستين وثلاثمائة في شهر جمادى الآخرة في "جرجان"، وصلى عليه أبو بكر الإسماعيلي، وولادته سنة سبع وسبعين ومائتين، وهي السنة التي مات فيها أبو حاتم الرازي، وعمره ثمان وثمانون سنة، وقد أرخ وفاته بهذا الذهبي في تذكرة الحفاظ وفي العبر، وابن الأثير في اللباب، وابن السبكي في طبقات الشافعية، والعراقي في طرح التثريب، وابن العماد في شذرات الذهب، وابن كثير في البداية والنهاية.