عبدالله بن مطلق الفهيد
أستاذ ومعلم ومؤلف وقاض، من مواليد سنة 1312هـ، أخذ وقرأ ودرس عن عالم عنيزة وقاضيها الشهير الشيخ صالح بن عثمان القاضي، ودرس على الشيخ عبدالله بن مانع وعلى الشيخ سليمان العمري، وهذا الأخير كان زميلًا في طلب العلم في عنيزة وأستاذه كذلك في العلم، وحصلت بينهما صحبة وصداقة لأجل العلم، واستفاد منه ابن فهيد في عنيزة استفادة جيدة في العقيدة والفقه، لذلك رحلا معًا إلى الرياض.
انتقل الشيخ عبدالله بن مطلق الفهيد -رحمه الله- إلى بريدة وقرأ على أشهر علمائها وهما الشيخ عبدالله بن سليم والشيخ عمر بن سليم -كما ذكر ذلك الشيخ الأستاذ صالح العمري في كتابه (علماء آل سليم وتلامذتهم)، وقد رحل إلى الرياض مع صديقه وأستاذه الشيخ سليمان العمري فدرسا في حلقات الشيخين؛ الشيخ عبدالله بن عبداللطيف والشيخ سعد بن عتيق-، وقرأ على الشيخ سليمان العمري أيضًا بالمسجد النبوي عندما تعين الشيخ سليمان قاضيًا في المدينة عام 1346هـ - كما ذكر ذلك صالح العمري في كتابه المذكور، وقد انفرد بهذه المعلومة.
وألّف الشيخ عبدالله بن مطلق الفهيد - رحمه الله - كتاب (مزيل الداء عن أصول القضاء) وهو يدرس في المعهد العلمي السعودي بمكة؛ ولأنه كان يدرس التلاميذ قسم التخصص القضائي فكان هذا الكتاب الفريد من تأليفه وتصنيفه، حيث جمع بعض ما في كتب الحنابلة بأسلوب سهل، ويسّر للطلاب والتلاميذ قواعد وأصول القضاء، وهو من أوائل الكتب التي أُلّفت في علم القضاء بطريقة مرتبة، ولا شك أن طلبة العلم قد استفادوا من هذا الكتاب حينما صدر، فهو مختصر جامع لقواعد علم القضاء على مذهب الإمام أحمد بن حنبل، ويذكر المؤرخ حمد الجاسر أنه حينما تولى القضاء طلب من أستاذه ومعلمه وشيخه في المعهد العلمي السعودي الشيخ عبدالله بن مطلق الفهيد أن يقرأ هذا الكتاب وطلبه من مؤلفه فأعاره إياه، ولا يزال الكتاب مخطوطًا، والشيخ عبدالله بن مطلق تولى القضاء في رأس الخيمة، لذلك لم يكن علم القضاء غريبًا عليه، فقد مارسه عمليًا ونظريًا حينما درس علم القضاء في المعهد العلمي السعودي بمكة، والكتاب طبع عام 1372هـ في مصر -كما يذكر العالم العراقي على جواد الظاهر رحمه الله في موسوعته معجم المطبوعات العربية في المملكة العربية السعودية.
والشيخ عبدالله بن مطلق الفهيد - رحمه الله - قضى معظم حياته في التدريس والتعليم لكنه توظف في عدة أعمال، منها ما له صلة بالتدريس ومنها خارج التدريس، فقد تعين في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في بدايات استقراره بمكة المكرمة، وبعث مع دعاة ومرشدين إلى مدينة أملج وحل المشكلات والقضايا التي تواجه الأهالي، وعُيّن مفتشًا بالمعاهد العلمية مدة من الزمن، وكذلك عُيّن مديرًا لدور الأيتام، واشتغل بالتجارة في مرحلة من مراحل حياته، لكنه لم يُخلق تاجرًا بل معلمًا لذلك ترك التجارة. وفي تاريخ الثاني عشر من رجب عام 1377هـ ودّع الدنيا الشيخ عبدالله بن مطلق الفهيد، وكان عمره 65 عامًا أفناها في طلب العلم والتدريس - رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى-.